بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أمي... هدية إلى أمي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أمي... هدية إلى أمي
أمي
بعد أيام قليلة يهل علينا ـ عيد الأم ـ يا لهذه المناسبة المؤثرة في نفوسنا جميعا ، صغيرنا وكبيرنا ، - ست الحبايب يا حبيبه _ من منا لا يتأثر حين يسمعها وتذرف عيناه شوقا وحنينا ً ويتمنى لو يسابق الريح ليرتمي في أحضان أمه يلثم رأسها ويديها ويطلب ودها ورضاها…..
أنا وغيري نعد العدة ليوم الأم سننتقي الورود ونحمل الهدايا ونعقد حلقات الرقص والطرب في تلك الأمسية الدافئة .
أتذكر الآن بعد أربعين عاما ً_ لن أقول أكثر أو أقل
-إنما يقارب الأربعين عاما وأمي ذاب قلبها وهي تنصح وترشد ، تأمر وتنهي ، وأنا لست هنا _أديها الأذن الطرشة _ على رأي المثل المصري ، تقل لي : يمين فأقول لها : شمال ، أخالفها في كل صغيرة وكبيرة ، ولا أبالي لاستنكارها أو حتى رفضها ، لا أنظر في عينيها وهي توجه لي اللوم أو العتاب حتى لا أتأثر فأضعف .
أضيع وأغيب في هذه الدنيا حتى و إن كنت حاضرة .
تشكي و تبكي و تتذمر و أنا أرى و لا أرى _سيان _المهم أني لا أحرك ساكنا ً.
لم أذكر يوما ً أننا اتفقنا على رأي واحد أو نفذت لها رغبة من رغباتها في تحسين مسار حياتي أو أخذ مشورتها في أمر لمجرد فقط أني أطلب مشورتها ، و هل تألمت يوما فوجدتني أمسح هذا الألم ؟ أو أسهر ليلة واحدة قرب سريرها كما سهرت أربعين ليلة في أربعين ليلة حتى كبرت بما يكفي لأدير ظهري و أمشي و أكون دائما ًوأبدا ً الحاضر الغائب ، مقعدي حاضر و وجدودي كله غائب , منعدم , مهاجر لا يعود.
وبعد هذا العمر أصبح ما في داخلي يؤرقني ،الشعور بالندم ،الشعور بالشوق ،الشعور بالحنين ،الشعور بالاحتياج إلى ذالك الحضن الدافئ مع برودة هذه الحياة .
شوق يدفعني بقوة عارمة ، إعصار من الحنين والحب والاحتياج يحركني بقوة نحو ذلك البيت الصغير ـ بيتي ـ إلى ذلك الحضن الكبير ـ حضن أمي ـ لا شيء سيوقفني ،لا شيء سيثنيني ،أذناي مطرقتان للسمع ، وقلبي وفكري وعقلي ووجداني كله خاضع ،مطيع .
أنا الآن ذاهبة بسرعة البرق لانتقي الورود واحمل الهدايا واعقد حلقات الرقص والطرب .. فأنا للأسف لم أتعلم سواها طيلة الأربعين عاما .
كل عام وأمي وجميع الأمهات بألف خير.
بعد أيام قليلة يهل علينا ـ عيد الأم ـ يا لهذه المناسبة المؤثرة في نفوسنا جميعا ، صغيرنا وكبيرنا ، - ست الحبايب يا حبيبه _ من منا لا يتأثر حين يسمعها وتذرف عيناه شوقا وحنينا ً ويتمنى لو يسابق الريح ليرتمي في أحضان أمه يلثم رأسها ويديها ويطلب ودها ورضاها…..
أنا وغيري نعد العدة ليوم الأم سننتقي الورود ونحمل الهدايا ونعقد حلقات الرقص والطرب في تلك الأمسية الدافئة .
أتذكر الآن بعد أربعين عاما ً_ لن أقول أكثر أو أقل
-إنما يقارب الأربعين عاما وأمي ذاب قلبها وهي تنصح وترشد ، تأمر وتنهي ، وأنا لست هنا _أديها الأذن الطرشة _ على رأي المثل المصري ، تقل لي : يمين فأقول لها : شمال ، أخالفها في كل صغيرة وكبيرة ، ولا أبالي لاستنكارها أو حتى رفضها ، لا أنظر في عينيها وهي توجه لي اللوم أو العتاب حتى لا أتأثر فأضعف .
أضيع وأغيب في هذه الدنيا حتى و إن كنت حاضرة .
تشكي و تبكي و تتذمر و أنا أرى و لا أرى _سيان _المهم أني لا أحرك ساكنا ً.
لم أذكر يوما ً أننا اتفقنا على رأي واحد أو نفذت لها رغبة من رغباتها في تحسين مسار حياتي أو أخذ مشورتها في أمر لمجرد فقط أني أطلب مشورتها ، و هل تألمت يوما فوجدتني أمسح هذا الألم ؟ أو أسهر ليلة واحدة قرب سريرها كما سهرت أربعين ليلة في أربعين ليلة حتى كبرت بما يكفي لأدير ظهري و أمشي و أكون دائما ًوأبدا ً الحاضر الغائب ، مقعدي حاضر و وجدودي كله غائب , منعدم , مهاجر لا يعود.
وبعد هذا العمر أصبح ما في داخلي يؤرقني ،الشعور بالندم ،الشعور بالشوق ،الشعور بالحنين ،الشعور بالاحتياج إلى ذالك الحضن الدافئ مع برودة هذه الحياة .
شوق يدفعني بقوة عارمة ، إعصار من الحنين والحب والاحتياج يحركني بقوة نحو ذلك البيت الصغير ـ بيتي ـ إلى ذلك الحضن الكبير ـ حضن أمي ـ لا شيء سيوقفني ،لا شيء سيثنيني ،أذناي مطرقتان للسمع ، وقلبي وفكري وعقلي ووجداني كله خاضع ،مطيع .
أنا الآن ذاهبة بسرعة البرق لانتقي الورود واحمل الهدايا واعقد حلقات الرقص والطرب .. فأنا للأسف لم أتعلم سواها طيلة الأربعين عاما .
كل عام وأمي وجميع الأمهات بألف خير.
رد: أمي... هدية إلى أمي
نعم , نعم . هذا ما يحدث فعلاً !
اميرة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 388
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي