بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
انتظرني يا بحر
صفحة 1 من اصل 1
انتظرني يا بحر
انتظرني يا بحر
أخاف البحر ، منذ الصغر وأنا أخاف البحر ، لا يستهويني البحر ولا الوقوف ببابه ! لم أعره انتباهي
في يوم ، لم يأسرني جماله ورقته ووداعته ، كان المجهول بالنسبة لي ! أمضيت العمر وأنا أجهله ،
أجهل معالمه ومفرداته ، أجهل طقوسه وعاداته ،
لم أكترث يوما ً لفرحه أو لترحه ، لم يعنني أبداً سكونه أو غضبه ، لم تكن يا بحر في يوم لي ولم أكن أنا لك .
إلى أن قادتني قدماي الحافيتان يوما إلى شاطئك الجميل ، كانت صدفة ، مجرد صدفة ، مررت بقدميّ العاريتين على رمال شاطئك الناعمة وأرسلت نظري بعيداً ، أفتش فيك ، أبحث فيك ، عن ماذا ؟ لا أعرف !
زلت قدمي الصغيرة فهوت إليك ، ثم أخذت تصرخ و تستجدي ، تستجديك أن لا تبتلعها في جوفك الكبير فهي تجهل لغة العوم ، وكم كانت دهشتي عندما أرسلت أمواجك العاتية لتلامس قدميّ الصغيرتين وتلثمهما بقبلك الدافئة التي لم أكن أعي في يوم سر ّعذوبتها. وغرقت يا بحري ولكن ليس في جوفك الكبير بل في حبك، وبت لا أخاف منك ، بت لا أخافك ، وصرت انتظرك كل يوم ؛ لتأتي إلي فتعانقني وترسل رذاذك الناعم يلاطف وجنتي وشفتي ويداعب جفنيّ الناعسين الذابلين من نشوة عشقك ، تعودت عليك يا بحر ، تعودت أن أعشقك ، أن أذوب في عشقك ، تعودت أن تبادلني كل جنوني ، أن تبدد كل مخاوفي ، أن تحتضن كل آلامي ، تعودت أن يأسرني جمالك ورقتك ووداعتك ، تعودت أن أفرح لفرحك وأثور لغضبك ، تعودت يا بحري أن أتنفسك .
ولكن ما لم أتعوده يا بحر ، ما لم أفهمه قط هو ما سرٌ صمتك الرهيب الآن ؟ ما سرُ سكونك وهدوئك ؟
ما سرٌ انزوائك بعيداً عني ؟ ما سرّ هذا الصمت ؟
انتظرتك يا بحر كي تخرج من صمتك فنعود كما كنا ولكن انتظاري كان بلا فائدة ، ثم فكرت وقررت أن أتعلم لغة العوم ، وأن القي بنفسي في أحضانك ، فإن كنت يا بحري لا زلت تحبني ستأخذني بين ذراعيك الكبيرتين ، وان كنت قد عدلت عن حبي فارمِ ِ بجثتي إلى رمال شاطئك الناعمة فعندها لن تعنيني حياتي ،
لن تعنيني أي حياة .انتظرني يا بحر.
أخاف البحر ، منذ الصغر وأنا أخاف البحر ، لا يستهويني البحر ولا الوقوف ببابه ! لم أعره انتباهي
في يوم ، لم يأسرني جماله ورقته ووداعته ، كان المجهول بالنسبة لي ! أمضيت العمر وأنا أجهله ،
أجهل معالمه ومفرداته ، أجهل طقوسه وعاداته ،
لم أكترث يوما ً لفرحه أو لترحه ، لم يعنني أبداً سكونه أو غضبه ، لم تكن يا بحر في يوم لي ولم أكن أنا لك .
إلى أن قادتني قدماي الحافيتان يوما إلى شاطئك الجميل ، كانت صدفة ، مجرد صدفة ، مررت بقدميّ العاريتين على رمال شاطئك الناعمة وأرسلت نظري بعيداً ، أفتش فيك ، أبحث فيك ، عن ماذا ؟ لا أعرف !
زلت قدمي الصغيرة فهوت إليك ، ثم أخذت تصرخ و تستجدي ، تستجديك أن لا تبتلعها في جوفك الكبير فهي تجهل لغة العوم ، وكم كانت دهشتي عندما أرسلت أمواجك العاتية لتلامس قدميّ الصغيرتين وتلثمهما بقبلك الدافئة التي لم أكن أعي في يوم سر ّعذوبتها. وغرقت يا بحري ولكن ليس في جوفك الكبير بل في حبك، وبت لا أخاف منك ، بت لا أخافك ، وصرت انتظرك كل يوم ؛ لتأتي إلي فتعانقني وترسل رذاذك الناعم يلاطف وجنتي وشفتي ويداعب جفنيّ الناعسين الذابلين من نشوة عشقك ، تعودت عليك يا بحر ، تعودت أن أعشقك ، أن أذوب في عشقك ، تعودت أن تبادلني كل جنوني ، أن تبدد كل مخاوفي ، أن تحتضن كل آلامي ، تعودت أن يأسرني جمالك ورقتك ووداعتك ، تعودت أن أفرح لفرحك وأثور لغضبك ، تعودت يا بحري أن أتنفسك .
ولكن ما لم أتعوده يا بحر ، ما لم أفهمه قط هو ما سرٌ صمتك الرهيب الآن ؟ ما سرُ سكونك وهدوئك ؟
ما سرٌ انزوائك بعيداً عني ؟ ما سرّ هذا الصمت ؟
انتظرتك يا بحر كي تخرج من صمتك فنعود كما كنا ولكن انتظاري كان بلا فائدة ، ثم فكرت وقررت أن أتعلم لغة العوم ، وأن القي بنفسي في أحضانك ، فإن كنت يا بحري لا زلت تحبني ستأخذني بين ذراعيك الكبيرتين ، وان كنت قد عدلت عن حبي فارمِ ِ بجثتي إلى رمال شاطئك الناعمة فعندها لن تعنيني حياتي ،
لن تعنيني أي حياة .انتظرني يا بحر.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي