بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
انتظرني يا بحر
صفحة 1 من اصل 1
انتظرني يا بحر
انتظرني يا بحر
أخاف البحر ، منذ الصغر وأنا أخاف البحر ، لا يستهويني البحر ولا الوقوف ببابه ! لم أعره انتباهي
في يوم ، لم يأسرني جماله ورقته ووداعته ، كان المجهول بالنسبة لي ! أمضيت العمر وأنا أجهله ،
أجهل معالمه ومفرداته ، أجهل طقوسه وعاداته ،
لم أكترث يوما ً لفرحه أو لترحه ، لم يعنني أبداً سكونه أو غضبه ، لم تكن يا بحر في يوم لي ولم أكن أنا لك .
إلى أن قادتني قدماي الحافيتان يوما إلى شاطئك الجميل ، كانت صدفة ، مجرد صدفة ، مررت بقدميّ العاريتين على رمال شاطئك الناعمة وأرسلت نظري بعيداً ، أفتش فيك ، أبحث فيك ، عن ماذا ؟ لا أعرف !
زلت قدمي الصغيرة فهوت إليك ، ثم أخذت تصرخ و تستجدي ، تستجديك أن لا تبتلعها في جوفك الكبير فهي تجهل لغة العوم ، وكم كانت دهشتي عندما أرسلت أمواجك العاتية لتلامس قدميّ الصغيرتين وتلثمهما بقبلك الدافئة التي لم أكن أعي في يوم سر ّعذوبتها. وغرقت يا بحري ولكن ليس في جوفك الكبير بل في حبك، وبت لا أخاف منك ، بت لا أخافك ، وصرت انتظرك كل يوم ؛ لتأتي إلي فتعانقني وترسل رذاذك الناعم يلاطف وجنتي وشفتي ويداعب جفنيّ الناعسين الذابلين من نشوة عشقك ، تعودت عليك يا بحر ، تعودت أن أعشقك ، أن أذوب في عشقك ، تعودت أن تبادلني كل جنوني ، أن تبدد كل مخاوفي ، أن تحتضن كل آلامي ، تعودت أن يأسرني جمالك ورقتك ووداعتك ، تعودت أن أفرح لفرحك وأثور لغضبك ، تعودت يا بحري أن أتنفسك .
ولكن ما لم أتعوده يا بحر ، ما لم أفهمه قط هو ما سرٌ صمتك الرهيب الآن ؟ ما سرُ سكونك وهدوئك ؟
ما سرٌ انزوائك بعيداً عني ؟ ما سرّ هذا الصمت ؟
انتظرتك يا بحر كي تخرج من صمتك فنعود كما كنا ولكن انتظاري كان بلا فائدة ، ثم فكرت وقررت أن أتعلم لغة العوم ، وأن القي بنفسي في أحضانك ، فإن كنت يا بحري لا زلت تحبني ستأخذني بين ذراعيك الكبيرتين ، وان كنت قد عدلت عن حبي فارمِ ِ بجثتي إلى رمال شاطئك الناعمة فعندها لن تعنيني حياتي ،
لن تعنيني أي حياة .انتظرني يا بحر.
أخاف البحر ، منذ الصغر وأنا أخاف البحر ، لا يستهويني البحر ولا الوقوف ببابه ! لم أعره انتباهي
في يوم ، لم يأسرني جماله ورقته ووداعته ، كان المجهول بالنسبة لي ! أمضيت العمر وأنا أجهله ،
أجهل معالمه ومفرداته ، أجهل طقوسه وعاداته ،
لم أكترث يوما ً لفرحه أو لترحه ، لم يعنني أبداً سكونه أو غضبه ، لم تكن يا بحر في يوم لي ولم أكن أنا لك .
إلى أن قادتني قدماي الحافيتان يوما إلى شاطئك الجميل ، كانت صدفة ، مجرد صدفة ، مررت بقدميّ العاريتين على رمال شاطئك الناعمة وأرسلت نظري بعيداً ، أفتش فيك ، أبحث فيك ، عن ماذا ؟ لا أعرف !
زلت قدمي الصغيرة فهوت إليك ، ثم أخذت تصرخ و تستجدي ، تستجديك أن لا تبتلعها في جوفك الكبير فهي تجهل لغة العوم ، وكم كانت دهشتي عندما أرسلت أمواجك العاتية لتلامس قدميّ الصغيرتين وتلثمهما بقبلك الدافئة التي لم أكن أعي في يوم سر ّعذوبتها. وغرقت يا بحري ولكن ليس في جوفك الكبير بل في حبك، وبت لا أخاف منك ، بت لا أخافك ، وصرت انتظرك كل يوم ؛ لتأتي إلي فتعانقني وترسل رذاذك الناعم يلاطف وجنتي وشفتي ويداعب جفنيّ الناعسين الذابلين من نشوة عشقك ، تعودت عليك يا بحر ، تعودت أن أعشقك ، أن أذوب في عشقك ، تعودت أن تبادلني كل جنوني ، أن تبدد كل مخاوفي ، أن تحتضن كل آلامي ، تعودت أن يأسرني جمالك ورقتك ووداعتك ، تعودت أن أفرح لفرحك وأثور لغضبك ، تعودت يا بحري أن أتنفسك .
ولكن ما لم أتعوده يا بحر ، ما لم أفهمه قط هو ما سرٌ صمتك الرهيب الآن ؟ ما سرُ سكونك وهدوئك ؟
ما سرٌ انزوائك بعيداً عني ؟ ما سرّ هذا الصمت ؟
انتظرتك يا بحر كي تخرج من صمتك فنعود كما كنا ولكن انتظاري كان بلا فائدة ، ثم فكرت وقررت أن أتعلم لغة العوم ، وأن القي بنفسي في أحضانك ، فإن كنت يا بحري لا زلت تحبني ستأخذني بين ذراعيك الكبيرتين ، وان كنت قد عدلت عن حبي فارمِ ِ بجثتي إلى رمال شاطئك الناعمة فعندها لن تعنيني حياتي ،
لن تعنيني أي حياة .انتظرني يا بحر.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي