بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
لست أنت !
+2
أبو فريد
ميساء البشيتي
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لست أنت !
لست أنت !
حاولت ..وحاولت .. وحاولت ..
وباءت بالفشل جميع محاولاتي .
حاولت تثبيت صورتك في الإطار ففشلت ..
صورتك التي تاهت ذات زمان وذابت في غياهيب الدجى .. رحلت وراء أسوار العدم .. أغواها الفراغ الممتد على شرفات الآخرين فرحلت خلفه ..
كنت كلما شربت قهوة الفراق أنظر في قعر الفنجان .. أبحث عن خطواتك الشاردة أين وصلت بها مسارات التيه ؟
فأجدك تتكىء على شرفات الحزن .. تقطف أوراقه وتبللها بالماء علها تصبح رطبة عليك .. علها تصبح حنونة عليك .. علها تكون أكثر دفئاً مني وحناناً .
ومضى زمن طويل وأنت تبلل أوراق الحزن الجافة حتى لا تتكسر في حلقك وتتبعثر في جوف هروبك .
كنت أذهب إليك هناك ..أراقبك وأنت ترسم وجوهاً مستبشرة على صفحات الماء .. كنت أظنها قوالب بشرية .. حاولت كثيراً الإمساك بها فكانت فارغة من الأعماق ..
لم أدرِ ما السرُّ وراء رسم هكذا فقاعات ؟!
ومع ذلك بقيت هناك .. معك .. ولم أغادر ..
كنت أتتبع ضحكاتك الخجولة حين تهبط في قلوب العذارى هناك وأراك كيف تشيح بوجهك بعيداً عنهن حين ترمقك منهن نظرات الإعجاب ..
كنت أعرف تماماً أنك تركض كل ليلة لرسم وجوه جديدة أملاً في ألا تذوب حين تظهرعليها شمس الصباح .. تجعلها نجوم ليلك .. تحكي إليها قصتك اليتيمة وكيف هزَمتك أسوار عكا وأنت بجيوشك التي تباهي بها الأمم لم تستطع أن تغير حرفاً في أبجديتها ..
الهزيمة مرّة ..
الهزيمة أمرّ من العلقم ..
ولكنك أصبحت من المتذوقين لهذا المرار .. ولهذا النوع من الهزائم ..
كما أنني أصبحت من رواد `ذلك المزار ..
المزارالذي كنت أزورك فيه كل صباح .. أقابل طيفك خلسة عنك وأحاول لملمة ما تبقى من تلك الوجوه المستبشرة قبل أن تذوب بين يديِّ .. وتطويها صحائف النسيان .
اليوم أتتني صورتك على استحياء .. تجرُّ خطواتها الثقيلة على نبضات قلبي المجروحة .. تحاول بجرأتها المعتادة وعنادها الأجوف أن تغير حرفاً في أبجديتي وقبل أن تمد لسانها لتلعق مرارة الهزيمة .. حاولت تثبيتها في ذات الإطار ..
فباءت بالفشل محاولاتي ..
أنت لست أنت !
حاولت ..وحاولت .. وحاولت ..
وباءت بالفشل جميع محاولاتي .
حاولت تثبيت صورتك في الإطار ففشلت ..
صورتك التي تاهت ذات زمان وذابت في غياهيب الدجى .. رحلت وراء أسوار العدم .. أغواها الفراغ الممتد على شرفات الآخرين فرحلت خلفه ..
كنت كلما شربت قهوة الفراق أنظر في قعر الفنجان .. أبحث عن خطواتك الشاردة أين وصلت بها مسارات التيه ؟
فأجدك تتكىء على شرفات الحزن .. تقطف أوراقه وتبللها بالماء علها تصبح رطبة عليك .. علها تصبح حنونة عليك .. علها تكون أكثر دفئاً مني وحناناً .
ومضى زمن طويل وأنت تبلل أوراق الحزن الجافة حتى لا تتكسر في حلقك وتتبعثر في جوف هروبك .
كنت أذهب إليك هناك ..أراقبك وأنت ترسم وجوهاً مستبشرة على صفحات الماء .. كنت أظنها قوالب بشرية .. حاولت كثيراً الإمساك بها فكانت فارغة من الأعماق ..
لم أدرِ ما السرُّ وراء رسم هكذا فقاعات ؟!
ومع ذلك بقيت هناك .. معك .. ولم أغادر ..
كنت أتتبع ضحكاتك الخجولة حين تهبط في قلوب العذارى هناك وأراك كيف تشيح بوجهك بعيداً عنهن حين ترمقك منهن نظرات الإعجاب ..
كنت أعرف تماماً أنك تركض كل ليلة لرسم وجوه جديدة أملاً في ألا تذوب حين تظهرعليها شمس الصباح .. تجعلها نجوم ليلك .. تحكي إليها قصتك اليتيمة وكيف هزَمتك أسوار عكا وأنت بجيوشك التي تباهي بها الأمم لم تستطع أن تغير حرفاً في أبجديتها ..
الهزيمة مرّة ..
الهزيمة أمرّ من العلقم ..
ولكنك أصبحت من المتذوقين لهذا المرار .. ولهذا النوع من الهزائم ..
كما أنني أصبحت من رواد `ذلك المزار ..
المزارالذي كنت أزورك فيه كل صباح .. أقابل طيفك خلسة عنك وأحاول لملمة ما تبقى من تلك الوجوه المستبشرة قبل أن تذوب بين يديِّ .. وتطويها صحائف النسيان .
اليوم أتتني صورتك على استحياء .. تجرُّ خطواتها الثقيلة على نبضات قلبي المجروحة .. تحاول بجرأتها المعتادة وعنادها الأجوف أن تغير حرفاً في أبجديتي وقبل أن تمد لسانها لتلعق مرارة الهزيمة .. حاولت تثبيتها في ذات الإطار ..
فباءت بالفشل محاولاتي ..
أنت لست أنت !
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الإثنين 26 سبتمبر 2011 - 20:54 عدل 1 مرات
--------------------------------
![لست أنت ! Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: لست أنت !
مرة أخرى مع رسائل الشوق المحمومة بعذابات الفراق والحزن والشوق . .
تحفة أدبية لكاتبة مرموقة ولقلم جرئ . .
إبداع يتلوه إبداع
لكنني كم كنت أتمنى للصورة أن تزيّن ذاك الإطار . .
لكنها أرادت غير ذلك ، فما عاد هو هو ويبقى الحزن سيد المشهد والإطار ينتظر من يزينه ولم تنته بعد الحكاية . .
كل التقدير لأستاذتنا الفاضلة ميساء و
لمساهماتها الرائدة
تحفة أدبية لكاتبة مرموقة ولقلم جرئ . .
إبداع يتلوه إبداع
لكنني كم كنت أتمنى للصورة أن تزيّن ذاك الإطار . .
لكنها أرادت غير ذلك ، فما عاد هو هو ويبقى الحزن سيد المشهد والإطار ينتظر من يزينه ولم تنته بعد الحكاية . .
كل التقدير لأستاذتنا الفاضلة ميساء و
لمساهماتها الرائدة
أبو فريد- عضو نشيط
-
الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 186
تاريخ الميلاد : 01/09/1970
تاريخ التسجيل : 23/03/2011
العمر : 53
رد: لست أنت !
مسارات التيه ؟
فأجدك تتكىء على شرفات الحزن .. تقطف أوراقه وتبللها بالماء علها تصبح رطبة عليك .. علها تصبح حنونة عليك .. علها تكون أكثر دفئاً مني وحناناً .
غاوي حزن أستاذة ميساء ,هناك من يعذبون أنفسهم بالحزن دون داع ,الحياة أجمل من أن نستهلكها بالحزن .
كنت راااائعة أستاذتنا ميساء
:0049:
فأجدك تتكىء على شرفات الحزن .. تقطف أوراقه وتبللها بالماء علها تصبح رطبة عليك .. علها تصبح حنونة عليك .. علها تكون أكثر دفئاً مني وحناناً .
غاوي حزن أستاذة ميساء ,هناك من يعذبون أنفسهم بالحزن دون داع ,الحياة أجمل من أن نستهلكها بالحزن .
كنت راااائعة أستاذتنا ميساء
:0049:
عشتار- عضو متميز
- عدد المساهمات : 895
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
رد: لست أنت !
بوح بديع أستاذة ميساء ,كم نأنس لأشخاص ثم نفقدهم بلمح البصر ,الحياة أصبحت معقدة وهذا انعكس على نفسيات البشر ,ربنا يكون بعون الجميع .
فاطمة شكري- عضو متميز
-
الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 779
تاريخ الميلاد : 01/12/1979
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 44
رد: لست أنت !
لا أستطيع إضافة أي حرف فالزملاء قالوا ما كنت أود قوله .
شكرا لك أستاذة ميساء على هذا البوح الصافي .
شكرا لك أستاذة ميساء على هذا البوح الصافي .
ورد العربي- عضو متميز
- عدد المساهمات : 408
تاريخ التسجيل : 05/09/2011
رد: لست أنت !
خالد فريد كتب:مرة أخرى مع رسائل الشوق المحمومة بعذابات الفراق والحزن والشوق . .
تحفة أدبية لكاتبة مرموقة ولقلم جرئ . .
إبداع يتلوه إبداع
لكنني كم كنت أتمنى للصورة أن تزيّن ذاك الإطار . .
لكنها أرادت غير ذلك ، فما عاد هو هو ويبقى الحزن سيد المشهد والإطار ينتظر من يزينه ولم تنته بعد الحكاية . .
كل التقدير لأستاذتنا الفاضلة ميساء و
لمساهماتها الرائدة
أهلا بك أستاذ خالد وأعتذر بحق عن التأخير غير المقصود بالرد فلقد سهي علي وأنت أخ عزيز وحضورك مهم جدا .
نعم أنا أيضاً كنت مثلك أتمنى أن تبقى صورته تزين الجدار لكن سبحان الذي يغير ولا يتغير وهذه الحياة لا تبقى على حال .
شكرا لك أخي العزيز وربنا يبارك فيك ويسعد أيامك .
:0049:
--------------------------------
![لست أنت ! Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: لست أنت !
عشتار كتب:مسارات التيه ؟
فأجدك تتكىء على شرفات الحزن .. تقطف أوراقه وتبللها بالماء علها تصبح رطبة عليك .. علها تصبح حنونة عليك .. علها تكون أكثر دفئاً مني وحناناً .
غاوي حزن أستاذة ميساء ,هناك من يعذبون أنفسهم بالحزن دون داع ,الحياة أجمل من أن نستهلكها بالحزن .
كنت راااائعة أستاذتنا ميساء
:0049:
نعم يا صديقتي عشتار فالحياة لم تخلق للحزن فقط ولكن هناك من يحتلهم الحزن فيقضي على مساحات البياض كلها .
شكرا لحضورك الذي يشبهك ودمت يا عشتار .
--------------------------------
![لست أنت ! Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: لست أنت !
فينوس شكري كتب:بوح بديع أستاذة ميساء ,كم نأنس لأشخاص ثم نفقدهم بلمح البصر ,الحياة أصبحت معقدة وهذا انعكس على نفسيات البشر ,ربنا يكون بعون الجميع .
أهلا بالغالية فينوس
نفتقد حضورك بشدة هذه الأيام
شكرا على هذا الحضور الرقيق وبارك الله فيك يا غالية .
--------------------------------
![لست أنت ! Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: لست أنت !
ورد العربي كتب:لا أستطيع إضافة أي حرف فالزملاء قالوا ما كنت أود قوله .
شكرا لك أستاذة ميساء على هذا البوح الصافي .
يكفيني حضورك أخي العزيز ورد العربي وبارك الله فيك وأكثر من أمثالك .
--------------------------------
![لست أنت ! Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: لست أنت !
ميساء البشيتي كتب:لست أنت !
حاولت ..وحاولت .. وحاولت ..
وباءت بالفشل جميع محاولاتي .
حاولت تثبيت صورتك في الإطار ففشلت ..
صورتك التي تاهت ذات زمان وذابت في غياهيب الدجى .. رحلت وراء أسوار العدم .. أغواها الفراغ الممتد على شرفات الآخرين فرحلت خلفه ..
كنت كلما شربت قهوة الفراق أنظر في قعر الفنجان .. أبحث عن خطواتك الشاردة أين وصلت بها مسارات التيه ؟
فأجدك تتكىء على شرفات الحزن .. تقطف أوراقه وتبللها بالماء علها تصبح رطبة عليك .. علها تصبح حنونة عليك .. علها تكون أكثر دفئاً مني وحناناً .
ومضى زمن طويل وأنت تبلل أوراق الحزن الجافة حتى لا تتكسر في حلقك وتتبعثر في جوف هروبك .
كنت أذهب إليك هناك ..أراقبك وأنت ترسم وجوهاً مستبشرة على صفحات الماء .. كنت أظنها قوالب بشرية .. حاولت كثيراً الإمساك بها فكانت فارغة من الأعماق ..
لم أدرِ ما السرُّ وراء رسم هكذا فقاعات ؟!
ومع ذلك بقيت هناك .. معك .. ولم أغادر ..
كنت أتتبع ضحكاتك الخجولة حين تهبط في قلوب العذارى هناك وأراك كيف تشيح بوجهك بعيداً عنهن حين ترمقك منهن نظرات الإعجاب ..
كنت أعرف تماماً أنك تركض كل ليلة لرسم وجوه جديدة أملاً في ألا تذوب حين تظهرعليها شمس الصباح .. تجعلها نجوم ليلك .. تحكي إليها قصتك اليتيمة وكيف هزَمتك أسوار عكا وأنت بجيوشك التي تباهي بها الأمم لم تستطع أن تغير حرفاً في أبجديتها ..
الهزيمة مرّة ..
الهزيمة أمرّ من العلقم ..
ولكنك أصبحت من المتذوقين لهذا المرار .. ولهذا النوع من الهزائم ..
كما أنني أصبحت من رواد `ذلك المزار ..
المزارالذي كنت أزورك فيه كل صباح .. أقابل طيفك خلسة عنك وأحاول لملمة ما تبقى من تلك الوجوه المستبشرة قبل أن تذوب بين يديِّ .. وتطويها صحائف النسيان .
اليوم أتتني صورتك على استحياء .. تجرُّ خطواتها الثقيلة على نبضات قلبي المجروحة .. تحاول بجرأتها المعتادة وعنادها الأجوف أن تغير حرفاً في أبجديتي وقبل أن تمد لسانها لتلعق مرارة الهزيمة .. حاولت تثبيتها في ذات الإطار ..
فباءت بالفشل محاولاتي ..
أنت لست أنت !
![0101](/users/3113/10/90/94/smiles/2409869716.jpg)
راما البلبيسي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 21/11/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي