بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
يدك التي تكتبني
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
يدك التي تكتبني
يدك التي تكتبني .
لم أكن أعلم أن الحروف كسائر البشر تسافر لكن دون حقائب .. وتترك مكانها فارغاً إلا من الأشواق والحنين ..
ودعتني الحروف .. لكنها لم تكن على سفر .. حروفي لم تسافر عني .. بل هجعت ساكنة .. خاشعة .. متعبدة في محراب الورق .
دائماً كانت الدموع تسبقني .. والحروف ترسمني .. وعيناك وحدهما من تقرأني .. وكنتُ أنا لا أكلف نفسي عناء الحديث إلى الحروف وإلى الدموع وإلى عينيك ..
كنتُ أرتشف القهوة على مهلِ .. ويحدثني طيفك هامساً في أذني كل الوقت .. لم يكن الوقت يغادرني .. ولا أنت .. وكنا دائماً نرتشف القهوة المحلاة بالسكر من الصبح إلى ما بعد العصر .
كم كان عمرك .. لا أدري ؟
كم هو عمرك اليوم .. وكم هو عمر هذا الوقت ؟
أنا لا أعرف ..
فمذ وعيت ذات صباح مشرق على هذه الحياة .. حضرت الشمس ولادتي .. وألبستني قلادة الوقت وطيفك ..
منذ ذلك الحين وأنا أراك معي .. يدك في يدي الصغيرة التي لا تقوى وحدها على حملِّ أوراق العمر .. فكانت يدك تغمر يدي الصغيرة وتقلبُ عنها الصفحة .. كانت يدك القلم الذي أكتب به تاريخ الوطن مذ شُردت عنه قبل آخر رحيل لي عن عين الشمس .
كانت يدك المداد الذي يسيل على صفحاتي فيترك بسمة هنا .. ودمعة هناك .. ليقترب الفضوليون من قصة حياتي أكثر فأكثر .. ليحاولون فك شيفرة الحروف وسرّك .. ثم يعييهم التعب والإجهاد فيغمزون بطرف العين " إنه حصرم وليس عنباً " ..
إنها أضغاث أحلام عصفورة .. وأطياف تتراءى لشاعرة .. وحروف من وحي الخيال .. ويغيبون ..
وأنا أراهم .. أنظر إليهم في قعر فنجاني يتلصصون ويتربصون ويشتمون رائحة القهوة والمداد .. يريدون القبض عليك وأنت تسري في دمي ..
ويُخفقون ..
ويسألون السماء بتذرع واهٍ : هل ينطق المداد أيتها السماء ؟
فينهمر المطر من كبد السماء وتتفتح أزرار الياسمين عبر الصفحات .. يقطفون ويقطفون ويقطفون .. ثم يذهبون .. فهذا ياسمين السماء .. أمطرته غيوم السماء .. لا يوجد له تربة في قلبي .. ولا يترك له ظلالاً على الأوراق ..
والوقت يضيع منهم ويأتي إليَّ .. يحملك كما اعتاد أن يحملك إليَّ طوال هذه السنين لتطبطب بيدك الحنونة على كتفي .. وتحمل عني ثقل الحروف ..
وتنطق الحروف الخرساء بين يديك ..
وأقرؤها في عينيك رسائل شوق ومحبة .. وأسمعها في أنينك بكاء ياسمين السماء .. وأرسمك في فنجان قهوتي رمزاً من رموز الوفاء .
لكنهم يريدون أن يقرؤوك في عيوني ..
وألوذ بك إلى أعماق الفؤاد حيث لا تصل أياديهم .. ولا يجرؤون ..
هناك حيث تكتبني كما تشاء وأشاء .. وتقرأني كما تهوى وأهوى .. ويغيبون هم في البحث عنك بين الحروف ..
حروفي اليوم ودعتني .. هجعت للتعبد .. وتركتهم يفتشون عنك في ظلِّهم فلا يجدون إلا مطراً وياسميناً وقهوة لذة للشاربين ..
ويدك التي تكتبني كما تشاء وأشاء .
لم أكن أعلم أن الحروف كسائر البشر تسافر لكن دون حقائب .. وتترك مكانها فارغاً إلا من الأشواق والحنين ..
ودعتني الحروف .. لكنها لم تكن على سفر .. حروفي لم تسافر عني .. بل هجعت ساكنة .. خاشعة .. متعبدة في محراب الورق .
دائماً كانت الدموع تسبقني .. والحروف ترسمني .. وعيناك وحدهما من تقرأني .. وكنتُ أنا لا أكلف نفسي عناء الحديث إلى الحروف وإلى الدموع وإلى عينيك ..
كنتُ أرتشف القهوة على مهلِ .. ويحدثني طيفك هامساً في أذني كل الوقت .. لم يكن الوقت يغادرني .. ولا أنت .. وكنا دائماً نرتشف القهوة المحلاة بالسكر من الصبح إلى ما بعد العصر .
كم كان عمرك .. لا أدري ؟
كم هو عمرك اليوم .. وكم هو عمر هذا الوقت ؟
أنا لا أعرف ..
فمذ وعيت ذات صباح مشرق على هذه الحياة .. حضرت الشمس ولادتي .. وألبستني قلادة الوقت وطيفك ..
منذ ذلك الحين وأنا أراك معي .. يدك في يدي الصغيرة التي لا تقوى وحدها على حملِّ أوراق العمر .. فكانت يدك تغمر يدي الصغيرة وتقلبُ عنها الصفحة .. كانت يدك القلم الذي أكتب به تاريخ الوطن مذ شُردت عنه قبل آخر رحيل لي عن عين الشمس .
كانت يدك المداد الذي يسيل على صفحاتي فيترك بسمة هنا .. ودمعة هناك .. ليقترب الفضوليون من قصة حياتي أكثر فأكثر .. ليحاولون فك شيفرة الحروف وسرّك .. ثم يعييهم التعب والإجهاد فيغمزون بطرف العين " إنه حصرم وليس عنباً " ..
إنها أضغاث أحلام عصفورة .. وأطياف تتراءى لشاعرة .. وحروف من وحي الخيال .. ويغيبون ..
وأنا أراهم .. أنظر إليهم في قعر فنجاني يتلصصون ويتربصون ويشتمون رائحة القهوة والمداد .. يريدون القبض عليك وأنت تسري في دمي ..
ويُخفقون ..
ويسألون السماء بتذرع واهٍ : هل ينطق المداد أيتها السماء ؟
فينهمر المطر من كبد السماء وتتفتح أزرار الياسمين عبر الصفحات .. يقطفون ويقطفون ويقطفون .. ثم يذهبون .. فهذا ياسمين السماء .. أمطرته غيوم السماء .. لا يوجد له تربة في قلبي .. ولا يترك له ظلالاً على الأوراق ..
والوقت يضيع منهم ويأتي إليَّ .. يحملك كما اعتاد أن يحملك إليَّ طوال هذه السنين لتطبطب بيدك الحنونة على كتفي .. وتحمل عني ثقل الحروف ..
وتنطق الحروف الخرساء بين يديك ..
وأقرؤها في عينيك رسائل شوق ومحبة .. وأسمعها في أنينك بكاء ياسمين السماء .. وأرسمك في فنجان قهوتي رمزاً من رموز الوفاء .
لكنهم يريدون أن يقرؤوك في عيوني ..
وألوذ بك إلى أعماق الفؤاد حيث لا تصل أياديهم .. ولا يجرؤون ..
هناك حيث تكتبني كما تشاء وأشاء .. وتقرأني كما تهوى وأهوى .. ويغيبون هم في البحث عنك بين الحروف ..
حروفي اليوم ودعتني .. هجعت للتعبد .. وتركتهم يفتشون عنك في ظلِّهم فلا يجدون إلا مطراً وياسميناً وقهوة لذة للشاربين ..
ويدك التي تكتبني كما تشاء وأشاء .
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الإثنين 22 أكتوبر 2012 - 19:16 عدل 3 مرات
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: يدك التي تكتبني
نعم سيدتي الحروف كالبشر تماما
تعي وتحس
وتحمل الهم والحزن
تحمل الشموع والدموع
هنا عثرت على ذاتي
حروف ناطقة
صادقة
**
حروفي اليوم ودعتني .. هجعت للتعبد ..وتركتهم يفتشون عنك في ظلهم فلا يجدون إلا مطر وياسمين وقهوة لذة للشاربين ..
ويدك التي تكتبني كما تشاء وأشاء ..
**نعم قلمنا القدير عثرنا على حبات المطر عالقة على جدران فنجان قهوتك البريء
وتنسمنا ياسمين الحروف
طيب ما نثرت من مطر وياسمين
فلا ياسمين بدون مطر
أمطري سيدتي
فالياسمين ينتظر
تعي وتحس
وتحمل الهم والحزن
تحمل الشموع والدموع
هنا عثرت على ذاتي
حروف ناطقة
صادقة
**
حروفي اليوم ودعتني .. هجعت للتعبد ..وتركتهم يفتشون عنك في ظلهم فلا يجدون إلا مطر وياسمين وقهوة لذة للشاربين ..
ويدك التي تكتبني كما تشاء وأشاء ..
**نعم قلمنا القدير عثرنا على حبات المطر عالقة على جدران فنجان قهوتك البريء
وتنسمنا ياسمين الحروف
طيب ما نثرت من مطر وياسمين
فلا ياسمين بدون مطر
أمطري سيدتي
فالياسمين ينتظر
صبحي سالم ياسين- عضو متميز
- عدد المساهمات : 606
تاريخ التسجيل : 10/05/2011
رد: يدك التي تكتبني
صبحي سالم ياسين كتب:نعم سيدتي الحروف كالبشر تماما
تعي وتحس
وتحمل الهم والحزن
تحمل الشموع والدموع
هنا عثرت على ذاتي
حروف ناطقة
صادقة
**
حروفي اليوم ودعتني .. هجعت للتعبد ..وتركتهم يفتشون عنك في ظلهم فلا يجدون إلا مطر وياسمين وقهوة لذة للشاربين ..
ويدك التي تكتبني كما تشاء وأشاء ..
**نعم قلمنا القدير عثرنا على حبات المطر عالقة على جدران فنجان قهوتك البريء
وتنسمنا ياسمين الحروف
طيب ما نثرت من مطر وياسمين
فلا ياسمين بدون مطر
أمطري سيدتي
فالياسمين ينتظر
شاعرنا العزيز أستاذ صبحي ياسين
مساء الورد
مساء الفل والعبهر
مساء الياسمين المقدسي
شكرا على هذا الحضور الجميل والكلمات الأجمل
حضورك الذي يشبه المطر يهبط على الحروف فينعشها وتصبح أجمل وأرق وأكثر عذوبة .
أتمنى لك كل السعادة والهناء والرضى ودمت بألف خير .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: يدك التي تكتبني
ما أشبه ما قرأته بزخات المطر أحيت روحي كما المطر .
طارق نور الدين- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 191
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
رد: يدك التي تكتبني
آه يا ميساء كم اشتقت لحروفك الجميلة
تشغلنا الحياة ،نضيع على صفحاتها لكن اريج الحرف الجميل يعيدنا يحينا من جميل
ما ارق وارقى ما تكتبين
دمت بهذا الجمال
تشغلنا الحياة ،نضيع على صفحاتها لكن اريج الحرف الجميل يعيدنا يحينا من جميل
ما ارق وارقى ما تكتبين
دمت بهذا الجمال
تسنيم حسن- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 141
تاريخ الميلاد : 27/11/1978
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
العمر : 45
رد: يدك التي تكتبني
شكرا لك أخي طارق ومرورك صدقني أشبه بوقع المطر الناعم الجميل .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: يدك التي تكتبني
غاليتي تسنيم
مساء الورد
نعم تأخذنا الحياة ومشاغلها ولكنها بذات الوقت تعطينا فسحة لو صغيرة نلتقي فيها بمحبة وود واحترام .
شكرا لك تسنيم وبوركت هذه الإطلالة .
مساء الورد
نعم تأخذنا الحياة ومشاغلها ولكنها بذات الوقت تعطينا فسحة لو صغيرة نلتقي فيها بمحبة وود واحترام .
شكرا لك تسنيم وبوركت هذه الإطلالة .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: يدك التي تكتبني
منك نتعلم سيدتي ميساء أصول وفنون الكتابة , أبهرني ما قرأت وسرني أنني هنا ومنك أتعلم سيدتي الكتابة .
شـــــــــــــــــــــ لك ـــــــــــــــــــــــــــــــكراً أ. ميساء البشيتي .
شـــــــــــــــــــــ لك ـــــــــــــــــــــــــــــــكراً أ. ميساء البشيتي .
هدى ياسين- عضو جديد
- عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 31/01/2012
رد: يدك التي تكتبني
هدى ياسين كتب:منك نتعلم سيدتي ميساء أصول وفنون الكتابة , أبهرني ما قرأت وسرني أنني هنا ومنك أتعلم سيدتي الكتابة .
شـــــــــــــــــــــ لك ـــــــــــــــــــــــــــــــكراً أ. ميساء البشيتي .
شكرا لك غاليتي هدى على هذا المرور الأنيق
دومي بمحبة تليق بك
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
مواضيع مماثلة
» القصيدة التي تنتظر
» من السنن التي يفعلها المسلم يوم العيد .
» عشر وصايا للفتاة التي تعاني من الفراغ العاطفي
» ملف خاص حول الأسرى الفلسطينين في السجون الإسرائيلية
» مـئـة عـام عـلـى الـثـورة التي هــَزَّت العـالـم د. عبد القادر حسين ياسين
» من السنن التي يفعلها المسلم يوم العيد .
» عشر وصايا للفتاة التي تعاني من الفراغ العاطفي
» ملف خاص حول الأسرى الفلسطينين في السجون الإسرائيلية
» مـئـة عـام عـلـى الـثـورة التي هــَزَّت العـالـم د. عبد القادر حسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ميساء البشيتي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» قبر واحد يكفي لكل العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:18 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي
» اسم في خيالي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 11:29 من طرف هند درويش
» قصيدة بعرض البحر
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 11:44 من طرف ميساء البشيتي
» “من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة" مريد البرغوثي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 12:04 من طرف خيمة العودة