بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
رسالة قبل الاحتضار
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رسالة قبل الاحتضار
رسالة قبل الاحتضار
حركة غير عادية بممرات قسم المستعجلات هذه الليلة...
في أقصى الممر تقبع هناك أم بوجه شاحب تنتظر فتح باب كتب عليه"ممنوع الدخول"...ينتفض قلبها كلما خرج ممرض فتُسرع بالسؤال وهي تلاحق خطواته المسرعة متوسلة: أرجوك طمئِني...أنا أم البنت.
يشير بيديه أن لا جواب عنده الآن.
تعود أدراجها وتجلس بمقعدها الخشبي بالقرب من طليقها.
فجأة، تخرج ممرضة حاملة بيديها ورقة وتشير للأم:
-وجدت هذه الرسالة بين أغراض ابنتك...تفضلي.
بلهفة أسرعا لفتحها، وبدأت الأم تقرأ بعين باكية آخر ما كتبت ابنتها.
عذرا يا أمي...
لم أستطع التحمل أكثر...
عذرا يا أبي...
فقد وجدت نفسي تائهة بين منزلين...
عذرا لنفسي...
التي قَسَمتُماها بينكما إلى شطرين: نصفي الأيسر لك يا أمي، والأيمن عندك يا أبتي...
أوهمتُماني أني محظوظة لامتلاكي منزلين...
منزلين لا أثر للحب بهما..
لا أمان...
لا مشاعر...
وجدت صعوبة في تجسيد مشاعري بجسد مبتور الأعضاء...
انفصالكما فكَّ أسركما، وسجن أحاسيسي.
فقد أصبحتُ ناضجة قبل الأوان ...
أفكر ألف مرة قبل النطق بكلمة حب في مكانها الغير الصحيح...حتى لا تُصادَر.
تعلمت كيف أنتقي حروفي منذ الطفولة، وأَدتُ اشتياقي للطرف الآخر بوجود الطرف المسيطر على جسدي، أما روحي فلا أثر لها.
نعم...لدي بيتان وغرفتان وسريران، لكن روحي تنام مشردة في الشوارع...
أتقنتُ فن التمريض وأنا صبية...
داويتُ أنين قلبيكما الناضجين بقلب صغير مشطور.
رفقا بي...
فأنا ضحيتكما معا، جعلتُماني ميدانا لتصفية حساباتكما، ومستنقعا لتراقص حقدكما ولؤمكما وانتقامكما...
صرختُ كثيرا....
لا تلفَّا حبال خيبتكما على رقبتي...!!
لا تجعلاني مُدانة بلا تهمة...!!
فلست من أسكت نبض فؤاديكما...
أديتُ فاتورة ضريبة طلاقكما التي فرضت علي غاليا...
أجيباني...
كيف أستمِّد الحب والمودة والرحمة من نبع جاف؟؟
فانفصالكما، تحررٌ وانطلاقٌ وبدايةٌ جديدة لحياتكما...وألمٌ وكسرٌ ونهايةٌ حتميةٌ لسعادتي...
أمي ...أبي...
اشتقت أن أكون فتاة كاملة وليست نصفا.
لكن...
كلاكما احتفظ بنصفه وأقسم عليه ألا يجتمع بالآخر....
اشتقت لنصفي الآخر، وقد أتمكنُّ من إعادة التحامهما مجددا بعد الوفاة.
لطالما سألتُماني:
-ماذا تُخفينَ بداخلك؟؟
إليكما الجواب:
-لقد نسيتُما الفضل بينكما...
عفوا: لن أستطيع إكمال رسالتي، فقد بدأت أحس بدوار نتيجة حبات الدواء التي التهمتها لأ ضع بها حدا لحياتي...
معذرة فأحرفي الأخيرة مشطورة كجسمي...
أ...ح...ب...ك...م...ا...
م...ع...ا...
حركة غير عادية بممرات قسم المستعجلات هذه الليلة...
في أقصى الممر تقبع هناك أم بوجه شاحب تنتظر فتح باب كتب عليه"ممنوع الدخول"...ينتفض قلبها كلما خرج ممرض فتُسرع بالسؤال وهي تلاحق خطواته المسرعة متوسلة: أرجوك طمئِني...أنا أم البنت.
يشير بيديه أن لا جواب عنده الآن.
تعود أدراجها وتجلس بمقعدها الخشبي بالقرب من طليقها.
فجأة، تخرج ممرضة حاملة بيديها ورقة وتشير للأم:
-وجدت هذه الرسالة بين أغراض ابنتك...تفضلي.
بلهفة أسرعا لفتحها، وبدأت الأم تقرأ بعين باكية آخر ما كتبت ابنتها.
عذرا يا أمي...
لم أستطع التحمل أكثر...
عذرا يا أبي...
فقد وجدت نفسي تائهة بين منزلين...
عذرا لنفسي...
التي قَسَمتُماها بينكما إلى شطرين: نصفي الأيسر لك يا أمي، والأيمن عندك يا أبتي...
أوهمتُماني أني محظوظة لامتلاكي منزلين...
منزلين لا أثر للحب بهما..
لا أمان...
لا مشاعر...
وجدت صعوبة في تجسيد مشاعري بجسد مبتور الأعضاء...
انفصالكما فكَّ أسركما، وسجن أحاسيسي.
فقد أصبحتُ ناضجة قبل الأوان ...
أفكر ألف مرة قبل النطق بكلمة حب في مكانها الغير الصحيح...حتى لا تُصادَر.
تعلمت كيف أنتقي حروفي منذ الطفولة، وأَدتُ اشتياقي للطرف الآخر بوجود الطرف المسيطر على جسدي، أما روحي فلا أثر لها.
نعم...لدي بيتان وغرفتان وسريران، لكن روحي تنام مشردة في الشوارع...
أتقنتُ فن التمريض وأنا صبية...
داويتُ أنين قلبيكما الناضجين بقلب صغير مشطور.
رفقا بي...
فأنا ضحيتكما معا، جعلتُماني ميدانا لتصفية حساباتكما، ومستنقعا لتراقص حقدكما ولؤمكما وانتقامكما...
صرختُ كثيرا....
لا تلفَّا حبال خيبتكما على رقبتي...!!
لا تجعلاني مُدانة بلا تهمة...!!
فلست من أسكت نبض فؤاديكما...
أديتُ فاتورة ضريبة طلاقكما التي فرضت علي غاليا...
أجيباني...
كيف أستمِّد الحب والمودة والرحمة من نبع جاف؟؟
فانفصالكما، تحررٌ وانطلاقٌ وبدايةٌ جديدة لحياتكما...وألمٌ وكسرٌ ونهايةٌ حتميةٌ لسعادتي...
أمي ...أبي...
اشتقت أن أكون فتاة كاملة وليست نصفا.
لكن...
كلاكما احتفظ بنصفه وأقسم عليه ألا يجتمع بالآخر....
اشتقت لنصفي الآخر، وقد أتمكنُّ من إعادة التحامهما مجددا بعد الوفاة.
لطالما سألتُماني:
-ماذا تُخفينَ بداخلك؟؟
إليكما الجواب:
-لقد نسيتُما الفضل بينكما...
عفوا: لن أستطيع إكمال رسالتي، فقد بدأت أحس بدوار نتيجة حبات الدواء التي التهمتها لأ ضع بها حدا لحياتي...
معذرة فأحرفي الأخيرة مشطورة كجسمي...
أ...ح...ب...ك...م...ا...
م...ع...ا...
لطيفة الميموني- عضو متميز
- عدد المساهمات : 335
تاريخ التسجيل : 21/03/2018
رد: رسالة قبل الاحتضار
كنت أتمنى أن يتصلح الوضع بينهما قبل هذه النهاية المؤلمة
كل حرف كان بمكانه
شكرا لك ايتها المبدعة
كل حرف كان بمكانه
شكرا لك ايتها المبدعة
فاطمة شكري- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 778
تاريخ الميلاد : 01/12/1979
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 44
رد: رسالة قبل الاحتضار
عزيزتي الأستاذة فاطمة شكري....فاطمة شكري كتب:كنت أتمنى أن يتصلح الوضع بينهما قبل هذه النهاية المؤلمة
كل حرف كان بمكانه
شكرا لك ايتها المبدعة
أنا أيضا تمنيت هذا...لكن كان لابد من صفعة توقظ أحاسيسهما تجاه ابنة يائسة...ولو بعد فوات الأوان.
شكرا جزيلا لمرورك وتشجيعك أستاذتي.
لطيفة الميموني- عضو متميز
- عدد المساهمات : 335
تاريخ التسجيل : 21/03/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 18 مايو 2024 - 12:04 من طرف لانا زهدي
» الغريب
الأربعاء 15 مايو 2024 - 11:29 من طرف عشتار
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:28 من طرف خيمة العودة
» عاتبني أيها القمر !
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:24 من طرف لبيبة الدسوقي
» امرأة من زمن الأحلام
الأحد 12 مايو 2024 - 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
الأحد 12 مايو 2024 - 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الخميس 9 مايو 2024 - 11:35 من طرف ميساء البشيتي
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين