رد: هنا عصفورة الشجن .

وقلق ...
هنا .. عصفورة الشجن .

قلق مشوب بالحزن والقهر ..
هنا .. عصفورة الشجن

هنا .. قلق .. وكلمة .. أتركها إليك متكئاً .. تأتي إليها حين ينبلج الصباح وتأخذك خطاك إلى حيث الآمان والدفء .. حيث قلبي وفيض من كلماتي ينتظر ..
ينتظرك ..
هنا .. عصفورة الشجن .

إلى متى نصفق للموت ؟!
هنا .. عصفورة الشجن .

إلى متى نطرب ونغني للنعوش وهي تغادر بلا عودة ..
تأخذ معها أجزاء منا لا تعود ..
ونغني ونصفق ونزغرد والموت يحصد أرواحاً لا عدَّ لها ولا حصر !
هنا .. عصفورة الشجن .

قالوا قديماً في المثل " لا ترش على الموت سكر "
قيلت لمن كان يحاول أن يحلّي الموت ..أو لمن يحاول أن يجعل من الموت طبقاً محلى ..
هل يحلو الموت بقطع السكر .. هل يحلّى الموت يا سادة .. هل يكون الموت حلواً كقطع السكر يا بشر .. هل يصبح الموت في يوم له مذاق السكر .. فلمَ كل هذا الغناء .. وعلامَ كل هذا الطرب ؟!
هنا .. عصفورة الشجن .

قالها رب العباد جلَّ في علاه " قاهر عبادي بالموت ".
وفعلتها العباد .. قهرت العباد بالموت ..
ومع ذلك رب العباد بريء من هؤلاء العباد ..
بريء من هؤلاء العباد ..
بريء من هؤلاء العباد ..
هنا .. عصفورة الشجن .

في الماضي كنا نهدي أطفالنا دمى ليقطعوا فيها سنين الطفولة .. حين هجمت علينا التكنولوجيا أصبحنا نهديهم أعماراً ألكترونية كي يشقوا حياتهم بعيداً عنا و دون أن نشاركهم فيها .. أما اليوم فنحن نهديهم بنادق وسيوفاً ليقطعوا أعمارهم إرباً إرباً ونحن نتفرج عليهم ثم نرثيهم بالبكاء المرِّ واللطم على الخدود .. نحن لا نستحق هذه الطفولة أبداً .. فلتسامحنا هذه الطفولة التي أجرمنا في حقها كثيراً ..
هنا .. عصفورة الشجن .

أنه وطني الممزق والمترامي على أطراف النسيان ..
كيف استبيحت الأوطان بغمضة عين ..
وكيف أصبحت المنافي تضج بالزوار ..
كيف انقلبت الحياة على رأسها .. وأصبحت تسير بلا أقدام ؟
مسكين هذا الوطن ..
كم مزقوه ..
كم ذبحوه ..
وكم أسالوا دمه ..
لكنه إلى الآن لا يزال يمدُّ إلينا بكفه .. ليمسح ما تناثر على الوجنات من دمعات ..
هنا .. عصفورة الشجن .

قبل أن ينتشر الليل في هذه الليلة الليلاء .. وقبل أن يمدَّ يديه ليسحب ستائر الظلام .. أوقد شمعة من تلك التي كانت تضيئها لي عيناك في كل مساء .. وأقول .. أنا هنا .. أتوكأ وسائد الوحدة .. وأكتب على لوح الانتظار .. سأبقى أعانقك يا حروف عمري إلى أن يشاء الله .
هنا .. عصفورة الشجن .