رد: هنا عصفورة الشجن .

بعض النهارات قصيرة لا تكفي لكل هذا الاشتياق!

أنا من بلاد لا تعرف وجه أيلول ومع ذلك أستيقظ كل صباح بتوقيت أيلول!

العابرون: من يضيئون اللحظة دون أن تحمل عبء انتظارهم.

يحدثني بصوت يرتجف بألف رجاء، لكن قلبي العنيد قال كلمته الأخيرة... وغاب.

لا أريد لحروفي أن تتسلق أية نافذة، وتلثم أي فنجان، أريدها فقط أن تبقى أسيرة صباحك، وقهوتك، وشرفات قلبك.

هذا الوقت الطويل ماذا يقطعه؟

كل هذه الثرثرات لا تكفي للنيل منه، وأحاديث الصباح والمساء، وما كنت أحشو الوقت به من فراغ... حتى هذا الفراغ أصبح مبتغى وطوق نجاة!

من يدير عجلة الوقت ليمضي وتنقشع السحابة وتمطر... أحب أن أرى دموع السماء وهي تغسل كل هذا الغبار فأرى وجه السماء صافيا من كل الهموم والأوجاع.

لا تطل انتظاري

أنا أتأبط مراجيح النسيان

تارة اصحو

وتارة أغفو

وتارة أجد نفسي خارج أبواب القصيد

سمعتك توشوش الياسمين في الصباح

تسأله .. فلا يجيب !

هو الياسمين الشاهد الوحيد المتبقي

على ما تبقى في قارورة السنين ..

تصحو حيث تنام أمة العرب

وتنام طويلاً في ربيع العمر وصباه

وتأتي تسابق السنين قبل أن يهبط الظلام بقليل

وتنتظر الياسمين على الشرفات

تسأله .. فلا يجيب !

والغريب

أن وجهك كان ذلك المسافر !

كان يتحدث مع الشمس بلغة غريبة

ويرسم للقمر دائرة الضوء

وكان ينتشر مع النهار

ويحتضن المساء

ويفترش الطرقات والمقاعد

وحين أنظر إليه

تحتويني ابتسامتك كما هي

لم تهرم

ولم تهزمها عواصف النسيان .

كثيرة هي الموانئ... لكن قلبي يحتاج إلى رصيف ثابت؛تَعِبَت أقدامه من الترحال، والغوص في المياه العنيدة!