رد: هنا عصفورة الشجن .

عيونك الشاكية الباكية الناطقة بكل اللغات

وهمسك وشدوك وألحان الصمت التي ترتلها في كل حين

وتقلب الفصول على راحة يدك

وهطول المطر بلا شتاء

وإيناع الربيع بلا دفء

وصيف لا يزول

وخريف ينام بين الأهداب

ينتظر شارة البدء بلملمة الحروف

وأنتَ كما أنتَ شامخ

ترسل إليَّ نظرات وحروف

يبكي منها الكون

وقلبي يبتسم ..

أنتَ ما تزال تستطيع أن تغزل الحروف .

أحدثه من وراء حجاب
عادة لا يجيب
ولكني أتلقى كل الجواب
أسأل أحيانا
ولكني لا أنتظر الرد
ويجيب هو حين يغيب مني السؤال
ويبقى في الروح نافذة لأسئلة بدون كلمات
وأجوبة بدون حروف
ومن الروح إلى الروح ألف مرسال ومرسال .
هنا .. عصفورة الشجن .

كل شيء بارد .. بما فيهم أنت !

سيزهر اللوز عما قريب

وسنذبل نحن

ما فائدة اللوز في غيابك

وما فائدة الأشعار

وكل ذاهب في طريق !

هنا .. عصفورة الشجن .

هل ذابت العودة حتى تلاشت ..
وسقط المفتاح ؟
هنا .. عصفورة الشجن .

وأصرُّ أن أرسل قهوتي إليك
أرسلها وأعلم أنك لن تقربها
لن تلامس حافتها بشفتيك المتعبتين
ولكني أراهن أن رائحتها تصلك
وربما تنعش فيك صور تلك البلاد .

وأغلقت الأبواب
وتبعثرنا كأوراق الخريف .

حتى أننا لم نتبادل كلمات الوداع
ولم نتمنَ لبعضنا البعض أمنيات السعادة
ولم نكمل فنجان القهوة المغدور
وبقيت الأوراق على طاولة المفاوضات
وكل شيء بقيَّ على حاله منتظراً لحظة الفرج
فجأة أغلقت الأبواب ...
وتبعثرنا كأوراق مهترئة على أرصفة الشتات .

قل لي يا رفيق البوح
وصديق كل هذه الأشعار
كيف تغلق المعابد في وجه العبَّاد
كيف تغلق الأوطان في ميعاد الصلاة
ومن أي مأذنة ستُنقل صلاة العيد
وكيف نرسم ألوان قوس قزح على جبين الفقراء بعد اليوم
وبماذا نعدهم والجنة أغلقت أبوابها
دون سابق نذير .

أحتاج الحروف التي تجيد الكلام

بعد أن تحجرت الكلمات في قلبي ..

تاهت مني الحروف الناطقة

وذهبت في غير طريق ..

أجهل طريقها .. أجهله ..

وأنا الآن في منتصف الطريق

بل في آخره ..

لم أحمل معي ورقة وقلم

لأن الحبر في قلبي جف ماؤه ..

أما الحبر على الورق فيبقى حبراً ساكناً

لا حياة فيه

ولا يروي من ظمأ ..

هل أنتَ فعلاً ما تزال هنا
أم أنك رحلت منذ أمدٍ بعيد ؟
هل أنتَ ما تزال تحتلني
أم أنني أقبع في فراغ موحش لا سقف له
ولا ضوء له في نهاية المطاف
ولا عصفورة تغرد على غصن الشجن
ولا حبات مطر أهديها إليك في صباح معتق
هل أنت فعلاً هنا
وما تزال تحتلني
أم أنك رحلت
ومنذ أمدٍ بعيد ؟