رد: هنا عصفورة الشجن .

الآن بدأت أخاف .. هنا عصفورة الشجن .

غريبة أنا هذه الأيام ..لا شيء يبهجني مع أنه لا يوجد ما يبهج ..
كيف تصبح الأيام بلا طعم .. هي بالضبط كأيامنا الآن
ولكنها تحسب علينا وتخصم من أعمارنا ونحن لم نعشها أبداً ..
مع ذلك فلك تهنئتي بالعام الجديد ..
هنا عصفورة الشجن .

اليوم .. أنا لست أنا ..
لا تبحث عني في أنا ..
ولا تبحث عن أنا في..
فأنا لا أعرف أن أكون أنا ..

غرف الذاكرة باردة
كيف لا وأنت وقودها ؟!

وأنتظرك
ولمَ لا أنتظر
فأنا ما عشت عمري إلا في انتظارك
وما خلقت إلا لأنتظر
عد وقت تشاء
أنا قيد الانتظار
ولكن إن تبدلت جدائلي
ومالت نحو المغيب
فلا تبتأس
فلقد أحرقتها شمس الانتظار
ولكنها عنك لم تتحولِ .

موانىء قلبي ترفع أعلاماً للسلام .. وصوراً لأحبة مزق قلوبهم وابل من الرصاص على أبواب تلك الخيام .. ومع ذلك فهم لا يزالون يحملون لقب لاجىء على أبواب الشتات .. وموانىء قلبي لا تزال على عادتها منذ أول نكبة ترفع أعلاماً للسلام .

أعشق صمتك المقدس
وأعشق أكثر حضورك السخي كزخات المطر ..
أنت والمطر توأمان ..
كلاكما لا يجيء دون صلاة !
هنا .. عصفورة الشجن .

إلا أنت

لو هجوت كل العرب

إلا أنتَ

فأنتَ الوطن ..

هنا .. عصفورة الشجن .

تغلغلت فيك .. أدري ...

وما لا تدريه أنك تغلغلت في مسمامات روحي

وأنسجة القلب والشرايين

وكل الحروف شهدت بأنك الوطن الأول

وليس عنك البديل .

والعصافير تشهد أنني فقتها تغريداً

والفراشات أيضاً تقول أن أجنحتي أخف من ريشها

وحمائم السلام تنحني أمام بيارق السلام التي أطرزها بأنامل قديسة

ومع ذلك هناك سدٌّ يقف بين النبض والنبض

يتعثر به الدم وهو يتدفق في الشرايين .