رد: هنا عصفورة الشجن .

حاولت كثيراً مع الشمس
مرات عديدة وضعت عين الشمس على الورق
لربما تحمست البرودة
وأصبح الورق أكثر دفئاً
أكثر حناناً
أكثر حياة
ولكن عبثاَ أحاول
الشمس أصابتها القشعريرة
من برودة الورق !

شكوتك لله يا ورق
وأعتذر إليك أيتها الشمس
أنا أعتذر عن برودة الورق
وعن خيبة أمل تتجدد عند كل لقاء
بهذا الورق
أعتذر يا شمس
أعتذر

تأتي غريباً
وتغيب غريباً
ومع ذلك يكون غيابك موجعاً
وحضورك أكثر إيلاماً .

يتنافس الفحم والموقد
وبالنهاية
هي قطعة شواء !

أهرب من كل الوجوه
وآتيك
وأنت تهرب مني
إلى الموت
ما الذي بالموت يغريك
وأبقى أخاف أنني أرش السكر على الموت
وأنني أقطف أوراق الورد
وأعري الشوك
كي يمزق منك شريان الوجد
قل لي أين هي الطريق إليك
خارج حدود الموت ؟

لستَ حماقة .. بالتأكيد
أنتَ حقيقة موجعة ..
ترى الأشياء من زواية بالنسبة إليَّ
الرؤية فيها معدومة

رجل الأضداد أنتَ
نعم
وأنا امرأة المتناقضات
فلمَ تقبلت الأولى
وأنكرت عليَّ أن أكون ؟

إن لم يسافر صوتي إليك
فهذا لا يعني أن صوتي بُحَّ
وأنني لا أستطيع الغناء
ولا أستطيع هدهدة الحروف حتى تنام
أنتَ فقط تحب الغناء بصوتٍ عال
أما أنا فأذوب في الهمس
وأغنيات الشتاء .

يسافر صوتي إليك
همساً .. شدواً .. غناءً ..
أو كحفيف الشجر
أما أنتَ فصوتك لا يغادر صومعة الصمت
إلا ليقول لي بشكل أو آخر
اصمتي
أنتَ دون أن تدري
تدعوني إلى مآدبة من الصمت
وتقول لي اصرخي
أشتاق أن أسمع صوتك !

صوتي يا رجل الأضداد لم يغادرك

أنتَ تنام وتصحو على صوتي

لكنك لا تعترف

ولا تريد أن تعترف

أن الصراخ على الملأ

ليس غناءً

ولم يكن يوماً في قواميس العشق

عدإلى صمتك

فلقد اعتدت أن أراك

تذوب من الصمت

وأنا سأعود إلى همسي

ولا تضع رأسك بين كفيِّ الحروف

إن كنت تستطيع النوم دون أن أهمس إليك .