حديث النفس

ما أجمل البوح بصدق ...ما أجمل التغير ...
ما أجمل أن نعيش بصدق ...كم نحتاج لنكون هنا ونكون هناك كفراشات تتنقل بين الأزهار
كم نادمة علي عمري الذي انقضي ...كم سعيدة بعمري القادم معه
تري هل هناك محطة أستعيد بها حياتي من جديد ؟؟

الهروب .. رياضة جميلة كنت أمارسها منذ الصغر .
الهروب .. أصبح لديَّ عادة سيئة أمارسها في الكبر .
أكره أن أقف في وجه السدود يائسة .. وأتوسل الغيوم العقيمة أن تمطرني بزخات من لأليء المطر ..
أكره أن يخنق انطلاق نبضاتي ويعيق تدفق الدم في شراييني
عادات قديمة تمارسها أنتَ منذ الصغر ..
وتعودتَ أن تلقي بنفسك بين أحضانها كلما داعبت سماء الأفق
غيمة ..
تهرب أنت من أي غيمة لو كانت وردية اللون ..
وعليَّ أنا أن أصطاد الغيم وأفتش فيه عن نبضة شاردة من قلبك ..
عليّ أنا أن أبحث في سطور الغيم وأقرأه جيداً وأسأله كل صباح ..
هل أنتَ اليوم معي .. أم أنك تغرق في تلك العادات ..
هل أنتَ اليوم لي ؟
أكره أن ترتسم خطوط التعب في أول المشوار ..
وأكره أن أفتش في الغيم عنك ..
أحبك أن تأتيني كالسحاب المثقل بالحنين
تمطرني بزخات الاشتياق
وتبقى كالربيع في عيوني
ويكون عنوانك الذي بين يديِّ
قطرات حب لا تجف ولا تتبخر .

أعلم أنه لا مكان لي
أعلم جيداً أنه لم يعد لي مكان في قلبك
هي احتلته
هي أخذت مكاني في قلبك
لست حزينة
ربما حزينة ..
ربما مغتاظة ..
لكني لن أتخلى عنك
لن أتخلى عنك حتى تعود الشمس تشرق
من بين راحتيك .

القدر خلف الأبواب
وأنا وأنت نغرق في طوفان من السؤال
متى؟
وإلى أن يحين الجواب
سأغلق النوافذ بوجه أسراب الحمام
ولن أستقبل العصافير على موائد الصباح
وسأقطع شريان المواويل من رأسي
وفقط
فقط
سأرسمك في فنجان قهوتي
علّك تأتي ذات صباح .

كم خشيت التعلق
وكم تخوفت من الاقتراب
كم حاولت ان لا تكون لي خليلا
كم حاربت ان تدنو من قلبي
وعدمنا ادمنتك
تاهت كل خطاي
فما اقسى قلبك

اعشق الخيل الجميلة
والفل والياسمين والورود الكثيرة
لا تعجب من جموحى
ولا بالوان حبي
فالصاحب ينطبع باطباع خليله

غريبة
أنا اليوم غريبة
غريبة في هذا الزمان
غريبة في هذا المكان
حتى هذه الوجوه غريبة
رائحة الياسمين هنا غريبة
منذ اصبحت أنتَ غريباً ..
وأنا الغربة تحتلني شيئاً فشيئاً
حتى أصبح الهواء الذي أتنفسه غريباً غريباً غريباً .

الياسمين على شرفات قلبي قد ذبل
وأنتَ تبحر في الهم
بلا زورق ولا قارب نجاة
لم أعد أستطيع أن أمدَّ إليك يدي
لمَ حرمتني من محاولة إنقاذك ؟
أنتَ تغرق في الهم
وأنا الياسمين على شرفاتي ذبل
من كان يظن أن الياسمين لا يحن على الياسمين
وأن الهم شيئاً فشيئاً يقتلك

احترت بحياة علي ضفة قد تنهار ...
أرتقب زمن يصبح فيه كل شئ مباح
أحيانا أري الخطيئة واجبة ... وأحيانا أخري أراها ملحة
أحتار بقدر يعاقبني يترقب خطواتي ... قدر يقول لي مكانك ولا تتعدي!!
أقف أستصرخه بأن يسمح لي لمرة واحدة وبعضها لا أريد شئ
بعدها سأستسلم للموت وأنتظره ... لكني اليوم بحاجة له
أنتظرته وحين اللقاء تاه الموعد ... أريد أن ألقاه لمرة واحدة وبعدها لا يضر الفناء
قدري قاسٍ بقسوة جلادنا وربما أشد
آه من دمعة وقلب انكسر علي حدود بائسة
آه من عذاب الكلمات التي تحجرت
آه وآه وأه

كأن نكهة الربيع تعانق روحي ....كأني أرغب في التغير... الحياة أحيانا تكون باردة وأحيانا أخري تكون كما نريد ... متقلبة .... أعيش تكهنات الحياة واصفرار الأوراق واخضرار الربيع
متناقضة نفسي .. أطوق لكي اعانق شبح الحياة ... هل لي أن أعانق الحياة مرة أخري
يا نفس لا تكوني باردة كما الحياة وامنحيها الدفء والحب فقد أتي الربيع

حديث النفس