رد: حديث النفس

لن أضعك أمام خيارات جديدة
ولن أصف على باب بيتك العراقيل
جزء من تلك الأرض احترق ..
وجزء من قلبك يحترق الآن ..
وفكرك يحترق ..يحترق ..
لن أضعك في لهيب آخر ..
يكفيك احتراقاً
لن أكون جنتك .. نعم ..
ولن أكون البلسم الشافي .. نعم ..
ولكني لن أكون أيضاً
أعواد النيران التي يكتمل فيها احتراقك ..
سأكون كما وعدتك ذات ربيع
نسمة صيفية تداعب وجنتي صباحك
ولن أكون اعصاراً يقتلع قلبك ..
ولن .. لن أضعك على أبواب الجحيم ..
ثم أرشك بقليل من الماء .
لن أضع أعواد النيران على أبواب قلبك ..
ولن.. لن أوصد في وجهك نافذة النجاة .

انهزام أم استسلام ...لا أعلم هل تلك رغبتي ؟
أصبحت أعشق الأحلام ... وألهث خلف الأوهام ... هل تلك رغبتي ؟
عالم مختلف ذلك الذي أحلم به ... عالم يأخذ ولا يكن ...
ككل شئ في هذه الحياة .. كل شئ لا يعرف للحب مكان ولا للأحلام طريق
هل قدري أن أكون خالف السياق أم أني اخترت تلك الحياة؟؟

لو كنت أعني لك شيئاً ما تركتني خلفك أنتظر
بعد الآن
ومنذ اللحظة
أنا لن أنتظر
رجاء
اخلع عنك ياسمين قلبي
بعد اليوم أنا لن أنتظر
لا تأتي خلفي
ياسمين قلبي قد ذبل
بعد اليوم أنا لن أنتظر .

ويبقى السؤال
هل حقاً أحببتني
أم أنك كنت هارب منها إليّ ؟

قد تعلمك القراءة الطويلة بعضاً
من فنون الكتابة ..
ورص السطور على الورق ..
ولكنها لا تعلمك الإحساس .
هذه الحروف المعلبة جميلة ..
وربما كانت أجمل الحروف في أبجديتنا
لكنها باردة .
هي منمقة وجميلة
لكنها باردة
لا تسري فيها الدماء الحارة
ولا تذرف من عينيها الدموع
حتى تجاعيد القلق لا تظهر على وجنتيها
إنها تنام ليلها الطويل على وسائد اللغة الأصيلة
نعم .. ولم أنكر ..
لكنها لا تقف على شرفات الشوق طويلاً
ولا تستنشق الأكسجين من نوافذ الصباح
ولا تمازح العصافير المتثائبة ببعض النكات
إنها تنام ليلها الطويل ..
على وسائد اللغة ..
وتسكب لها أقداحاً باردة من شاي العمر ..
وأنا أحب القهوة الحارة التي تذرف عيناها
من الشوق
ويرتجف صوتها
ويرتعش قلبها
كلما لوحت لها بيدي لأقرؤها السلام

هل هي المصادفة البحتة أنه
كلما بنيت قصراً من الأوهام
هدمته الريح
وكلما زرعت وردة حمراء
جرفتها السيول !
أؤمن بالمصادفات السعيدة
وأترقبها
وأخشى المصادفات المعاكسة وأتجنبها
أتعثر في طريق الصباح
بمصادفة جميلة
تغمزني بطرف العين
ثم فجأة تهبط فوق رأسي
ألف مصادفة لتقتلع تلك العين
ربما كان القدر هو الغيور الوحيد فينا .

قلت لك : أريد أن أكسر القيد لأنطلق
لأغدو خلف الفراشات ....كم قلت لك ؟
هل تذكر قولي ؟
قلت أريد أن أشتم رائحة الحياة
أريد أن أرتدي ثوب الطهارة
هل تذكر قولي؟
اليوم ما عاد لي قول
ربما لاني فاقدة للعطاء
لأني ما زلت أقف هنا وأنت هناك
هناك خلفنا وعلي قارعة الطريق الأخري
أشجار ياسمين وفل ... زهرة الأقحوان تتراقص
كم كنت أتمني أن أصل إلي هناك
لكنك في كل مرة تقول لي لا مجال...

لم يكن هو ذنبي
نشقى بسبب الصدق
نشقى بسبب الوفاء
نشقى بسبب الإخلاص
وتبقى الكلمة الصادقة مرة المذاق
وقاسية
وجارحة
والكذب يبقى أجمل بكثير
وأرق على القلب
وأدفأ على المشاعر
لكن هل يوجد مقارنة بين نار الكذب
ونعيم الصدق
حتى لو كانت مرارة الصدق تقطع أعمق الشرايين ؟
الكذب عليَّ مستحيل
لم يكن ذنبي أني سُكبت من الصدق
هكذا عشت
وهكذا سأموت .

قلت لي الحياة عمرها قصير ... كعمر الحب بينا
كعمر ابتسامة مزيفة رسمتها شفتيك لتغرر فية
كم أشفق علي تلك الحياة ، كم أشفق علي حب عابث بقلبك
الحياة عمرها قصير ...كقصر الوفاء بطبعك
مجرم أنت ومجرم الحب في قلبك

علقت ما تبقى لديَّ من صورك
على باب المدينة
وعلى الجدران
لم أقصد أن أعلن عليك الحب
ولكني أردت فقط ألا تشعر بالغربة
حين تعود من ذلك الأفق البعيد
لتلامس تراب قلبي
عندها فقط ستجد
أنك ما غادرت يوماً
وما كان من الممكن أن تغادر .