بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أنا وشفيقة ( ثنائية)
4 مشترك
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رد: أنا وشفيقة ( ثنائية)
غاليتي شفيقة
منذ فترة وأنت تمرين ببالي كطيف حائر، نسمة خريفية تحاول أن تجذب إليها بعضًا من قطرات المطر، تحاول أن تضمَّ بين كفيِّها أكبر مساحة من الذكريات الدافئة، أن تجمع بين طيات فؤادها فصول الربيع التي أينعت وأزهرت على مرِّ العصور، أن تكتب بعضًا من سطور التاريخ لكن بلون مختلف.
كم تبعد قسطنينة عن فلسطين؟! لا أدري؛ فحسب المسافات التي فرضتها قوانين الغجر هي بعيدة جدًا، لكن حسب بوصلة قلبي فهي تسكن البطين الأيمن أو الأيسر إن أمعنت في البعد والدلال.
باختصار شديد يا شفيقة قسنطينة هي القريبة البعيدة بكل المعايير؛ لذلك أنا دائمًا ألتمس العذر لغيابها المفاجئ والذي يطول أحيانًا لكن دائمًا أيضًا يحدثني قلبي بأن قسنطينة تشرب القهوة في ربوع قلبي وتخط إليَّ في قعر الفنجان أحلى الأمنيات.
--------------------------------
![أنا وشفيقة ( ثنائية) - صفحة 2 Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء أيتها الحبيبة ..
لقد أثبت الزمن بما لا شك فيه أنّ كلا منا روحانية لا ترابية . و هذا لأسباب و إن اختلفت فقد جمعت بيننا .
لذلك تجدين روحي يا ميساء تهفو إلى الأرواح الشفيفة . أزورها و تزورني . و أحنّ إلى جوارها و تحنّ إلى جواري. متنزهة في هذا عن الجسد و مادته الترابية .! حتى إذا ما أدمنت عبر السنين الجلوس إلى العلياء أدركت بعدها أني قد تجاوزت سن الفطام . و إنّ معاقرتي لكأسها صار هاجسي أطارده و أشكل منه ملامح أيامي قدر استطاعتي .
و إلاّ كيف لنا يا ميساء أن نصبر على هذا الكم الهائل من الزيف و الكذب في العالم .؟!
كيف كان من الممكن أن نتعايش مع كل هذا القبح و هذا القدر من البشاعة لولا سُرج المحبة المضاءة بدواخلنا .؟! و التي تظلل علينا ثمّ تمتد للعالم من حولنا .
أسرّ لك يا ميساء و لا أظن أنني أبالغ أننا في رحمة الله و رضا السماء . لما تحمله نفس كل منا من أنس و طمأنينة و تعزية لو أدركها ملوك الأرض لحاربون عليها .!
كذلك الأرواح العلوية تسير بنور الإله مواكب كمواكب الصباح . تعطي و لا تملّ و تمنح و لا تمنع و إن حاولت ريح الظلام أن توجهها لغير القبلة و تسوقها لغير البغية .!
فهنيئا لنا محبتنا لبعضنا . و هي الحجة الدامغة على صفاء سرائرنا و نقاء جوهرنا .في زمن تعطل فيه مفهوم الجوهر و تعالت أصوات القشور و المظهر..!
و كم أحب أن أختم مقالتي هذه لك - على أن نلتقي في مقالة أخرى بإذن الله - بمقولة ( لجبران ) يخاطب فيها محبوبته ( مي) فيقول : ..الظاهر أن " العنصر الشفاف " فينا يقوم بكثير من الأعمال و المآتي على غير معرفة منا , فهو يسبح مرفرفا إلى الجهة الثانية من الأرض و نحن في غرفة صغيرة نقرأ جرائد المساء . و يزور الأصدقاء البعيدين و نحن نجالس و نحدث الأصدقاء القربين . و يسير في حقول و غابات بعيدة سحرية لم ترها عين بشري و نحن نسكب الشاي في فنجان سيدة تخبرنا عن الاحتفال بعرس ابنها .
ما أغرب العنصر الشفاف فينا يا مي و ما أكثر أعماله المجهولة لدينا . و لكن عرفناه أو لم نعرفه فهو أملنا و محجتنا . و هو مصيرنا و كمالنا . و هو نحن في الحالة الربانية .
دمت المحجة يا ميساء .
لذلك تجدين روحي يا ميساء تهفو إلى الأرواح الشفيفة . أزورها و تزورني . و أحنّ إلى جوارها و تحنّ إلى جواري. متنزهة في هذا عن الجسد و مادته الترابية .! حتى إذا ما أدمنت عبر السنين الجلوس إلى العلياء أدركت بعدها أني قد تجاوزت سن الفطام . و إنّ معاقرتي لكأسها صار هاجسي أطارده و أشكل منه ملامح أيامي قدر استطاعتي .
و إلاّ كيف لنا يا ميساء أن نصبر على هذا الكم الهائل من الزيف و الكذب في العالم .؟!
كيف كان من الممكن أن نتعايش مع كل هذا القبح و هذا القدر من البشاعة لولا سُرج المحبة المضاءة بدواخلنا .؟! و التي تظلل علينا ثمّ تمتد للعالم من حولنا .
أسرّ لك يا ميساء و لا أظن أنني أبالغ أننا في رحمة الله و رضا السماء . لما تحمله نفس كل منا من أنس و طمأنينة و تعزية لو أدركها ملوك الأرض لحاربون عليها .!
كذلك الأرواح العلوية تسير بنور الإله مواكب كمواكب الصباح . تعطي و لا تملّ و تمنح و لا تمنع و إن حاولت ريح الظلام أن توجهها لغير القبلة و تسوقها لغير البغية .!
فهنيئا لنا محبتنا لبعضنا . و هي الحجة الدامغة على صفاء سرائرنا و نقاء جوهرنا .في زمن تعطل فيه مفهوم الجوهر و تعالت أصوات القشور و المظهر..!
و كم أحب أن أختم مقالتي هذه لك - على أن نلتقي في مقالة أخرى بإذن الله - بمقولة ( لجبران ) يخاطب فيها محبوبته ( مي) فيقول : ..الظاهر أن " العنصر الشفاف " فينا يقوم بكثير من الأعمال و المآتي على غير معرفة منا , فهو يسبح مرفرفا إلى الجهة الثانية من الأرض و نحن في غرفة صغيرة نقرأ جرائد المساء . و يزور الأصدقاء البعيدين و نحن نجالس و نحدث الأصدقاء القربين . و يسير في حقول و غابات بعيدة سحرية لم ترها عين بشري و نحن نسكب الشاي في فنجان سيدة تخبرنا عن الاحتفال بعرس ابنها .
ما أغرب العنصر الشفاف فينا يا مي و ما أكثر أعماله المجهولة لدينا . و لكن عرفناه أو لم نعرفه فهو أملنا و محجتنا . و هو مصيرنا و كمالنا . و هو نحن في الحالة الربانية .
دمت المحجة يا ميساء .
شفيقة لوصيف- عضو جديد
- عدد المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 24/12/2015
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي