بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
رسائل إلى أمي
+15
طارق نور الدين
ورد العربي
مؤيد السالم
لانا زهدي
اميرة
كوثر محبوب
سنا البحر
فاطمة شكري
سميرة عبد العليم
صبحي سالم ياسين
ايهاب ابو مسلم
خلود البلوي
najiamine
غادة البشاري
ميساء البشيتي
19 مشترك
صفحة 2 من اصل 12
صفحة 2 من اصل 12 • 1, 2, 3, ... 10, 11, 12
الرسالة الثالثة
رسائل إلى أمي
الرسالة الثالثة
مساء الخير يا أمي ..
جاءني صوتك بالأمس قلقاً .. فزعاً .. حزيناً .. ممطراً بالحنين والاشتياق ..
أنا لم أتعمد إخفاء شيئ عنك لكنني أقدر فزعك هذا وقلقك وخوفك .. حتى هذه الرسائل التي أكتبها إليك الآن أخاف عليك من قرائتها ولولا شعوري بالحاجة الماسة لهذه الكتابة وهذه الرسائل ما كنت كتبت .
أنا يا أمُ أقضي ساعات النهار تتقاذفني نشرات الأخبار من كل صوب .. بين مدٍّ وجزر ..وأخذ ورد .. لأستقبل ليلي فتستأسد عليَّ كوابيس الليل .. تنهش أحلامي .. تقلق راحتي .. تفزع ليلتي وتقتل صباحي الذي ينبثق من تلك الليلة .
أراك في المنام وأرى معك أبي .. أراكما بصورة أخرى .. وأنا بينكما في حيرة واضطراب وصراع .. لا أعلم من أين تأتيني هذه المنامات التي تقلقني وتفزعني وتفرش لها مساحات من الحيرة والاضطراب على موائد صباحاتي فأغدو كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ..
أحلم وأنقض الحلم ..
لأنني لا أجد ما أفعله ..
ليس بيدي أي شيء أفعله ..
فالحلم بعد أن أصبح يتراقص أمام عيني ويغريني بمتعة الاستقرار أخذ يبتعد عني شيئاً فشئياً حتى أصبح كالضباب .. كالسراب .. كالوطن .. ومع كل نشرة أخبار صباحية يفرط عقد جديد من عقود أحلامي ..
في المساء يأتيني الليل .. بآخر الليل الهزيع .. ليميط اللثام عن وجهه ويعرض لي منامات مفزعة .. كوابيس لا تنتهي .. وفي الصباح يأتيني صوتك محملاً بالقهر والشوق والقلق والحنين ويسافر إليك صوتي محملاً بنفس الكذبة ..
لا أعلم إن كنت تصدقين كذبي عليك .. أم أنك مثلي تغزلين هذا الصدق ثم تنقضينه في المساء ليأتيني صوتك يحمل نفس العذاب الأول ويسافر إليك صوتي يحمل نفس الكذبة .
نشرات الأخبار على التلفاز تتوالى على مسمعي .. تنبىء بثورة هنا أو عاصفة هناك وأنا على حافة الصباح أشرب القهوة بلا سكر .. أرتجف من ارتفاع ضغط الدم .. وأكتب حلماً جديداً بعنوان هل أصنع ثورة ؟
ثم أختصر المسافات .. أنهي قهوتي على عجل وأطوي حلمي تحت الوسادة وأركض إليك أصنع لك كذبة صغيرة أحتال فيها على نفسي وعليك وعلى كل من حولي وأتجنب النظر إلى تلك الحقيبة المعدة أقدامها للرحيل منذ عام النكبة ..
رد: رسائل إلى أمي
رسائل إلى أمي
الرسالة الرابعة
مساء الخير يا أمي ..
أعذريني ، لم أحادثك منذ أيام .. أخشى أن يفضح صوتي حزني وقهري وسخطي .. أدراي الحزن كما أداري الدموع لأننا على ما يبدو أصبحنا نخاف أن يقرأ أحد الحزن الذي ارتسم على وجوهنا هذه الأيام .
هناك أموراً لا يمكن أن تترجمها الكلمات .. لم تستطع الكلمات أن ترقى إلى مستوى أن تقرأ هكذا نوع من الحزن وتهضمه وترسمه على أوراق بيضاء ليقرأه الآخر فيهز رأسه .. قد يتمتم ببعض الكلمات .. وقد لا يقول شيئاً .. فما يقرأه عادي جداً بالنسبة إليه لأنه ببساطة شديدة هنالك الكثير من المشاعر خلقت لتُحس فقط لكنها لا تقال أبداً ..وإن حدث وقيلت فإنها تبرد وتصبح خاوية وقد تفقد الكثير من معناها وجوهرها لذلك الصمت هنا يكون سيد الموقف لكن الدموع كعادتها خائنة تنزلق وفي أصعب الأوقات .
أشعر بنفسي كلما أردت أن أقبض على شيء يتسرب من بين يدي .. كلما فتحت نافذة لأستنشق بعض الأكسجين يدخل إلى رئتي هواء ملوث يفسد ليس فقط صباحي بل كل نهاري ..
لا أعلم كيف تنقلب الأمور بهذه السرعة الغريبة ؟
لم تعد العصافير تغني على سرير النائمين .. لم تعد توقظني زقزقات العصافير .. ربما كانت هي أيضاً حزينة والهواء الذي يدخل إلى رئتيها حزين ومكسور الخاطر أيضاً ..
ربما توالي الأخبار المزعجة والمناظر المؤلمة جعلها تهجع في أعشاشها بعيداً عن بني البشر وعن طمعهم وحبهم لإفساد كل ما هو جميل وشاعري وينبض بالحب والحياة .. ربما خافت أن تصبح صيداً سهلاً لأطماعهم فيذبحون بريق الأمل في عينيها ويصادرون الفرحة هذا إن لم يقتلوها على عتبات الصباح .
حتى البحر يا أم حزين .. لم يعد ينتظر أحداً ..
والمطر يهطل على استحياء ..
الأشجار تنتفض بشدة .. ربما تحاول طرد هذا الهواء الملوث قبل أن يتمكن منها .. ربما هي محاولات يائسة منها قبل أن تستسلم له ليمزق أوراقها ويفتك بأغصانها وقد يشعلها حطباً لنزواته المجنونة ..
من يقف بوجه الهواء يا أمي ؟
أغلقت نوافذي يا أم ..
قبل أن تقوليها أغلقت النوافذ ..
طالما أن العصافير نائمة حتى إشعار آخر ..
والبحر غائب خلف الحزن حتى إشعار آخر ..
والهواء هائج مائج ملوث بالحقد والطمع حتى إشعار آخر ..
سأبقي النوافذ مغلقة عليّ وعلى قلبي وعلى أحلام المساء ..
سأبقي نوافذي مغلقة حتى إشعار آخر ..
الرسالة الرابعة
مساء الخير يا أمي ..
أعذريني ، لم أحادثك منذ أيام .. أخشى أن يفضح صوتي حزني وقهري وسخطي .. أدراي الحزن كما أداري الدموع لأننا على ما يبدو أصبحنا نخاف أن يقرأ أحد الحزن الذي ارتسم على وجوهنا هذه الأيام .
هناك أموراً لا يمكن أن تترجمها الكلمات .. لم تستطع الكلمات أن ترقى إلى مستوى أن تقرأ هكذا نوع من الحزن وتهضمه وترسمه على أوراق بيضاء ليقرأه الآخر فيهز رأسه .. قد يتمتم ببعض الكلمات .. وقد لا يقول شيئاً .. فما يقرأه عادي جداً بالنسبة إليه لأنه ببساطة شديدة هنالك الكثير من المشاعر خلقت لتُحس فقط لكنها لا تقال أبداً ..وإن حدث وقيلت فإنها تبرد وتصبح خاوية وقد تفقد الكثير من معناها وجوهرها لذلك الصمت هنا يكون سيد الموقف لكن الدموع كعادتها خائنة تنزلق وفي أصعب الأوقات .
أشعر بنفسي كلما أردت أن أقبض على شيء يتسرب من بين يدي .. كلما فتحت نافذة لأستنشق بعض الأكسجين يدخل إلى رئتي هواء ملوث يفسد ليس فقط صباحي بل كل نهاري ..
لا أعلم كيف تنقلب الأمور بهذه السرعة الغريبة ؟
لم تعد العصافير تغني على سرير النائمين .. لم تعد توقظني زقزقات العصافير .. ربما كانت هي أيضاً حزينة والهواء الذي يدخل إلى رئتيها حزين ومكسور الخاطر أيضاً ..
ربما توالي الأخبار المزعجة والمناظر المؤلمة جعلها تهجع في أعشاشها بعيداً عن بني البشر وعن طمعهم وحبهم لإفساد كل ما هو جميل وشاعري وينبض بالحب والحياة .. ربما خافت أن تصبح صيداً سهلاً لأطماعهم فيذبحون بريق الأمل في عينيها ويصادرون الفرحة هذا إن لم يقتلوها على عتبات الصباح .
حتى البحر يا أم حزين .. لم يعد ينتظر أحداً ..
والمطر يهطل على استحياء ..
الأشجار تنتفض بشدة .. ربما تحاول طرد هذا الهواء الملوث قبل أن يتمكن منها .. ربما هي محاولات يائسة منها قبل أن تستسلم له ليمزق أوراقها ويفتك بأغصانها وقد يشعلها حطباً لنزواته المجنونة ..
من يقف بوجه الهواء يا أمي ؟
أغلقت نوافذي يا أم ..
قبل أن تقوليها أغلقت النوافذ ..
طالما أن العصافير نائمة حتى إشعار آخر ..
والبحر غائب خلف الحزن حتى إشعار آخر ..
والهواء هائج مائج ملوث بالحقد والطمع حتى إشعار آخر ..
سأبقي النوافذ مغلقة عليّ وعلى قلبي وعلى أحلام المساء ..
سأبقي نوافذي مغلقة حتى إشعار آخر ..
الرسالة الخامسة
رسائل إلى أمي
الرسالة الخامسة
صباح الخير يا أمي .. الخير الذي أرجوه لك .. الذي أتمناه لك .. الذي أحلم أن يعم عليك وعلينا جميعاً ونغرق في خيره الوفير ..
ولكن متى .. لا أعلم ؟
لم أكتب إليك منذ مدة طويلة .. ليس لأنني لا سمح الله أغفلت ذلك فأنت في قلبي وعقلي ووجداني حتى أنك أقرب إليَّ من حواسي الخمس .. ولكن لأنني أعلم تمام العلم أنك تميزين نبرة صوتي حين تكون متهدجة من الأرق .. وملامح وجهي حين تكون مبعثرة من التعب .. وأنا لا أريد أن أزيد من قلقك .. لا أريد أن أدخلك في عاصفة هوجاء من الأسئلة التي لا أملك عليها أية إجابة ..
ومع ذلك فأنا بخير يا أمي .
الغبار تملأ الأفق .. تتطاير بشراسة من حولي .. كأنها تصرُّ على محو خطواتنا المنثورة منذ دهر بعيد على أرصفة الشتات .. كأنها تحاول طمس ملامحنا المتعبة حتى لا يقرأ العالم سر هذا الهلاك الذي نذوب في شرنقته ولا نتحرر من خيوطه العنكبوتية التي تلتف حول رقابنا منذ تلك النكبة وما تلاها من نكبات أغفل التاريخ تسجيلها لتواطؤ منه معها ربما !
وربما نحن فعلاً أصبحنا على هامش هذا الزمان وحكاياتنا ما عادت من الأهمية لتسطر في كتب ودواوين هذا الوقت .. ولا كي يتم تداولها في الصحف الرئيسة ونشرات الأخبار ..
لم أكن أحب أن نصبح نكرة يا أمي ..
لم أكن أحب أن نصبح غير مرئيين من العالم وصوتنا لم يعد يكترث أحد للملمة أصدائه المبعثرة من على أسطح الجوار ..
لم تعد ملامحنا السمراء .. ورائحة الياسمين التي تنام في ثيابنا .. وعبق الزعتر الذي يفوح من أنفاسنا ..
ما عادت تهم أحداً ..
وتلك التربة السمراء التي بقيت هناك تبكي أحبابها وفلذات أكبادها .. تبكي سواعدنا التي اشتاقت أن تداعب مهجة فؤادها .. تبكي قلوبنا التي كانت ترويها بدمع العين .. تبكي خطانا التي كانت تدغدغ الأرض تحت أقدامها فتتراقص الآمال في عيون الأطفال ويرسمون أحلاماً وردية في ليالي الشتاء ويقطفون عناقيد العنب قبل أوانه وينامون في حواكير المشمش حتى تتساقط على وجوههم من ثقل حبات الندى ..
أين نحن يا أمي من كل هذا ؟
أين نحن والذكريات تكبر في كل يوم فتبتلع جزءاً من الفؤاد .. وهذه الرياح الماكرة ما لها ولنا ؟
لماذا تحاول محو خطانا ووقع أقدامنا على أرصفة الشتات ..
لماذا تحاول محو سطور كتبناها بدمع العين وعرق الجسد ..
لماذا تحاول محو ملامح غزت وجنتيها التجاعيد وهي لا تزال تحمل حقائب العودة متجذرة على أرصفة الانتظار .. وقلب جاحد هناك يرفع بغطرسة المحتل في وجوهنا لا بحجم الكون ؟
لا لعودة السواعد الفتية لتلك التربة السمراء ..
لا لعودتي إلى ذلك الحضن كي أقطف ياسمين الصباح بشقاوة الأطفال وأصنع من حباته عقداً جميلاً أهديه لمدرسة الألعاب التي أحبها وأشتاقها لغاية اللحظة ..
أين نحن يا أم من كل هذا .. وملامحي التي أدمنت البكاء .. وصوتي الذي يرتجف من حفيف الشجر .. وحلم بدأ يغيب من سمائي أمضيت عمراً أعدَّ له أجمل الألوان .. فجاءت هذه الرياح الغاضبة تريد بعثرة كل ألواني ..
تريد محو أحلامي ..
ماذا أفعل يا أم بهذه الرياح التي تنثر الغبار في سماء أحلامي ؟
دعواتك يا أمي بمطر وفير .. بمطر غزير .. يغسل حقد هذه الرياح .. ويضيء الشمس من جديد في فضاء حياتي .
الرسالة الخامسة
صباح الخير يا أمي .. الخير الذي أرجوه لك .. الذي أتمناه لك .. الذي أحلم أن يعم عليك وعلينا جميعاً ونغرق في خيره الوفير ..
ولكن متى .. لا أعلم ؟
لم أكتب إليك منذ مدة طويلة .. ليس لأنني لا سمح الله أغفلت ذلك فأنت في قلبي وعقلي ووجداني حتى أنك أقرب إليَّ من حواسي الخمس .. ولكن لأنني أعلم تمام العلم أنك تميزين نبرة صوتي حين تكون متهدجة من الأرق .. وملامح وجهي حين تكون مبعثرة من التعب .. وأنا لا أريد أن أزيد من قلقك .. لا أريد أن أدخلك في عاصفة هوجاء من الأسئلة التي لا أملك عليها أية إجابة ..
ومع ذلك فأنا بخير يا أمي .
الغبار تملأ الأفق .. تتطاير بشراسة من حولي .. كأنها تصرُّ على محو خطواتنا المنثورة منذ دهر بعيد على أرصفة الشتات .. كأنها تحاول طمس ملامحنا المتعبة حتى لا يقرأ العالم سر هذا الهلاك الذي نذوب في شرنقته ولا نتحرر من خيوطه العنكبوتية التي تلتف حول رقابنا منذ تلك النكبة وما تلاها من نكبات أغفل التاريخ تسجيلها لتواطؤ منه معها ربما !
وربما نحن فعلاً أصبحنا على هامش هذا الزمان وحكاياتنا ما عادت من الأهمية لتسطر في كتب ودواوين هذا الوقت .. ولا كي يتم تداولها في الصحف الرئيسة ونشرات الأخبار ..
لم أكن أحب أن نصبح نكرة يا أمي ..
لم أكن أحب أن نصبح غير مرئيين من العالم وصوتنا لم يعد يكترث أحد للملمة أصدائه المبعثرة من على أسطح الجوار ..
لم تعد ملامحنا السمراء .. ورائحة الياسمين التي تنام في ثيابنا .. وعبق الزعتر الذي يفوح من أنفاسنا ..
ما عادت تهم أحداً ..
وتلك التربة السمراء التي بقيت هناك تبكي أحبابها وفلذات أكبادها .. تبكي سواعدنا التي اشتاقت أن تداعب مهجة فؤادها .. تبكي قلوبنا التي كانت ترويها بدمع العين .. تبكي خطانا التي كانت تدغدغ الأرض تحت أقدامها فتتراقص الآمال في عيون الأطفال ويرسمون أحلاماً وردية في ليالي الشتاء ويقطفون عناقيد العنب قبل أوانه وينامون في حواكير المشمش حتى تتساقط على وجوههم من ثقل حبات الندى ..
أين نحن يا أمي من كل هذا ؟
أين نحن والذكريات تكبر في كل يوم فتبتلع جزءاً من الفؤاد .. وهذه الرياح الماكرة ما لها ولنا ؟
لماذا تحاول محو خطانا ووقع أقدامنا على أرصفة الشتات ..
لماذا تحاول محو سطور كتبناها بدمع العين وعرق الجسد ..
لماذا تحاول محو ملامح غزت وجنتيها التجاعيد وهي لا تزال تحمل حقائب العودة متجذرة على أرصفة الانتظار .. وقلب جاحد هناك يرفع بغطرسة المحتل في وجوهنا لا بحجم الكون ؟
لا لعودة السواعد الفتية لتلك التربة السمراء ..
لا لعودتي إلى ذلك الحضن كي أقطف ياسمين الصباح بشقاوة الأطفال وأصنع من حباته عقداً جميلاً أهديه لمدرسة الألعاب التي أحبها وأشتاقها لغاية اللحظة ..
أين نحن يا أم من كل هذا .. وملامحي التي أدمنت البكاء .. وصوتي الذي يرتجف من حفيف الشجر .. وحلم بدأ يغيب من سمائي أمضيت عمراً أعدَّ له أجمل الألوان .. فجاءت هذه الرياح الغاضبة تريد بعثرة كل ألواني ..
تريد محو أحلامي ..
ماذا أفعل يا أم بهذه الرياح التي تنثر الغبار في سماء أحلامي ؟
دعواتك يا أمي بمطر وفير .. بمطر غزير .. يغسل حقد هذه الرياح .. ويضيء الشمس من جديد في فضاء حياتي .
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الأحد 12 فبراير 2012 - 12:43 عدل 1 مرات
رد: رسائل إلى أمي
رائعة تلك المناجاة
وطاهرة تلك التهويمات
والأروع أن نملأ سماء اليوم بنجوم الغد
رغم الغبار
ورغم الأفق المسود غبارا
سيدتي
نكهة مميزة للحروف القادمة من وراء الغمام
ولا بد من المطر مهما اغبرت السماء
دوما تحتل الروعة صدارة المميزات في الكلمات العابرات القلوب والعقول
هي لك
وأنت لها ما تباعدت الأرض عن السماء
طيبة العزف
رائقة الحرف سيدتي ميساء البشيتي
دوما تمطرين درا
دمت بخير
وطاهرة تلك التهويمات
والأروع أن نملأ سماء اليوم بنجوم الغد
رغم الغبار
ورغم الأفق المسود غبارا
سيدتي
نكهة مميزة للحروف القادمة من وراء الغمام
ولا بد من المطر مهما اغبرت السماء
دوما تحتل الروعة صدارة المميزات في الكلمات العابرات القلوب والعقول
هي لك
وأنت لها ما تباعدت الأرض عن السماء
طيبة العزف
رائقة الحرف سيدتي ميساء البشيتي
دوما تمطرين درا
دمت بخير
صبحي سالم ياسين- عضو متميز
- عدد المساهمات : 606
تاريخ التسجيل : 10/05/2011
عزيزتي ميساء
مساء الخير :
كم نحتاج أن نتكلم ..كم نحتاج للبوح .. بوحك حزين ثائر
ملئ بامل ..رسائلك تحمل نكهة العودة ..جميل ان نحلم وأن نبوح ولكن فلنطرد الحلم الشيطاني ونزرع الأمل في النفس
اصنعي ثورتك ميساء ..واصنعني قهوتك محلاة بكلمات والدتك وبرائحة الوطن ... ما أطيب قهوتنا برائحة الأرض .
احلمي بالعودة وبرائحة الزعتر وبدعوات أمك وبهمسات الوطن
وابدئي صباحك بقبلتين قبلة علي جبين أمك وقبلة علي تراب الوطن.
الشجن في رسالتك يبكي والأمل بكلماتك يحيي .. مناجاتك رائعة كروعة قلمك ورقة احساسك.
دمت حرة شامخة وبوحي بالاجمل دوما أختي الغالية
ميساء هذا التعليق الثاني لي هل هناك خلل ما عزيزتي ؟
كم نحتاج أن نتكلم ..كم نحتاج للبوح .. بوحك حزين ثائر
ملئ بامل ..رسائلك تحمل نكهة العودة ..جميل ان نحلم وأن نبوح ولكن فلنطرد الحلم الشيطاني ونزرع الأمل في النفس
اصنعي ثورتك ميساء ..واصنعني قهوتك محلاة بكلمات والدتك وبرائحة الوطن ... ما أطيب قهوتنا برائحة الأرض .
احلمي بالعودة وبرائحة الزعتر وبدعوات أمك وبهمسات الوطن
وابدئي صباحك بقبلتين قبلة علي جبين أمك وقبلة علي تراب الوطن.
الشجن في رسالتك يبكي والأمل بكلماتك يحيي .. مناجاتك رائعة كروعة قلمك ورقة احساسك.
دمت حرة شامخة وبوحي بالاجمل دوما أختي الغالية
ميساء هذا التعليق الثاني لي هل هناك خلل ما عزيزتي ؟
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51
رد: رسائل إلى أمي
صبحي سالم ياسين كتب:رائعة تلك المناجاة
وطاهرة تلك التهويمات
والأروع أن نملأ سماء اليوم بنجوم الغد
رغم الغبار
ورغم الأفق المسود غبارا
سيدتي
نكهة مميزة للحروف القادمة من وراء الغمام
ولا بد من المطر مهما اغبرت السماء
دوما تحتل الروعة صدارة المميزات في الكلمات العابرات القلوب والعقول
هي لك
وأنت لها ما تباعدت الأرض عن السماء
طيبة العزف
رائقة الحرف سيدتي ميساء البشيتي
دوما تمطرين درا
دمت بخير
أهلا بك شاعرنا العزيز أستاذ صبحي ياسين بين طيات رسائل إلى أمي .. التغييرات من حولنا أصبحت كبيرة وكثيرة ومتشعبة والأم ما عادت تستطيع احتمال هذا الكم الهائل من المتغيرات
بت أخشى الحديث معها لذلك لجأت إلى الرسائل كي أفرغ ما بداخلي وربما حين تتحسن صحة الأم يمكن ساعتها سماع هذه الأخبار ..
شكرا أستاذي صبحي على تواجدك الرائع والمهم هنا وفي كل نصوصي وفي جميع أروقة المنتدى .. ربنا يبارك فيك ويسعد عمرك وأيامك ..
رد: رسائل إلى أمي
سميرة عبد العليم كتب:مساء الخير :
كم نحتاج أن نتكلم ..كم نحتاج للبوح .. بوحك حزين ثائر
ملئ بأمل ..رسائلك تحمل نكهة العودة ..جميل ان نحلم وأن نبوح ولكن فلنطرد الحلم الشيطاني ونزرع الأمل في النفس
اصنعي ثورتك ميساء ..واصنعني قهوتك محلاة بكلمات والدتك وبرائحة الوطن ... ما أطيب قهوتنا برائحة الأرض .
احلمي بالعودة وبرائحة الزعتر وبدعوات أمك وبهمسات الوطن
وابدئي صباحك بقبلتين قبلة علي جبين أمك وقبلة علي تراب الوطن.
الشجن في رسالتك يبكي والأمل بكلماتك يحيي .. مناجاتك رائعة كروعة قلمك ورقة احساسك.
دمت حرة شامخة وبوحي بالاجمل دوما أختي الغالية
ميساء هذا التعليق الثاني لي هل هناك خلل ما عزيزتي ؟
أهلا بالغالية على القلب رفيقة القلم والمشاعر .. أهلا بك غاليتي سميرة ..
نبوح .. ولم يبق لنا إلا البوح يا غاليتي .. كل الأبواب مغلقة وحتى الأفق لم يعد يسلم من الرياح ومن الغبار .. لم يعد هناك استقرار في أيامنا ولا صفاء في سمائنا .. نشتاق لتلك الأيام .. حين كانت السماء زرقاء والرياح نسيم عليل والياسمين ينحني كل صباح ليقبل الشرفات .. أين نحن من تلك الأيام الجميلة وما هو ذنبنا بهذا الشقاء ؟
مع ذلك فمرورك يا غالية كان كالنسيم العليل الذي خفف من خنقة الأجواء .. شكرا لك يا حبيبة وربنا يبارك بعمرك ويفرجها عالجميع .
بالنسبة للتعليقات أحيانا يصبح بطء بالإنترنت فحين الضغط مرة ثانية يخبرك بأنك سجلت الرد مرتين وعليك حذف أحدهما منعا للتكرار .. على كل حال يا غاليتي أنا أي خلل يطرأ أعدّله قدر المستطاع .. أتمنى ألا تواجهك أي صعاب وإن واجهتك أكتبي لي فوراً حتى نتدارك الوضع .. وأهلا بك وبحضورك الجميل .
رد: رسائل إلى أمي
رسائل إلى أمي
الرسالة السادسة
صباح الخير يا أمي .. لم أكتب إليك منذ زمن .. تجمدت الحروف في روحي وأبت أن تغادر باب شفتيِّ .. ليس لأن كلماتي لا تهبط في قلبك كما تهبط الطائرات الفارة من الحروب الخاسرة إلى مطار آمن .. لا .. ولكني كنت أشفق على هذا القلب كم أزج به إلى متاهات وحارات ضيقة وليالٍ أسوأ ما فيها أن ليلها يأكل جلَّ نهاراتها ..
ومع ذلك صباح الخير يا أمي .
هل أعددت لنا ركوة القهوة كما كنا نفعل في تلك الصباحات الجميلة لأهرع إليك قبل أن يستأذن الصباح في الانتشار على مساحات السماء ..
أركض إليك كطفلة فرحت بدميتها الجديدة لأقول لك هنئيني يا أم فطفلتي اليوم نطقت أول حرف .. طفلتي اليوم برز في فمها أول سن .. طفلتي اليوم خطت أولى خطواتها .. طفلتي اليوم وضعت مشبكاً وردياً في خصلات شعرها .. طفلتي اليوم ترقص أمام المرآة .. طفلتي اليوم تسمع محمود درويش ..
وطفلتي اليوم كبرت يا أمي ..
وأنا لا زلت طفلة .
هرمت يا أم .. في غضون أيام هرمت يا أم ..
أشعر أنني كبرت عشرين عاماً .. لم أعد طفلة مع أن الدمية تنام في حضني كل ليلة .. ولم أعد أمزق لها جدائلها كما كنت أفعل بالسابق ..
أنا كبرت يا أم ولذلك أخفيت عنك أخباري .. لكنك تبقين أمي النور الذي يضيء لي حياتي .. الأمل الذي أتنفسه كل يوم .. الحلم الذي أحلمه كل ليلة .. الحضن الذي لا أشعر بالآمان إلا حين أهبط فيه فارة من أفكار تهاجمني كل ثانية .. تقض مضجعي ..
هل كبرت فعلاً يا أم .. هل ودعت الطفولة .. وهذه الدمية ماذا أفعل بها .. وهل ستعد حقائبها هي الأخرى وتذهب للدراسة ؟
ومع ذلك أعدّي لنا القهوة يا أم فطفلتي اليوم كبرت .. أنا وهي كبرنا .. ولم يعد هناك من طفلة إلا دميتي .. أعدّي لنا القهوة يا أم أنا وطفلتي الكبيرة سنشربها معك ذات صباح حين ينتشر الصباح دون استئذان على مساحات السماء ويمطر وروداً تزين فيها طفلتي خصلات شعرها وأزين فيها بقية عمري .
الرسالة السادسة
صباح الخير يا أمي .. لم أكتب إليك منذ زمن .. تجمدت الحروف في روحي وأبت أن تغادر باب شفتيِّ .. ليس لأن كلماتي لا تهبط في قلبك كما تهبط الطائرات الفارة من الحروب الخاسرة إلى مطار آمن .. لا .. ولكني كنت أشفق على هذا القلب كم أزج به إلى متاهات وحارات ضيقة وليالٍ أسوأ ما فيها أن ليلها يأكل جلَّ نهاراتها ..
ومع ذلك صباح الخير يا أمي .
هل أعددت لنا ركوة القهوة كما كنا نفعل في تلك الصباحات الجميلة لأهرع إليك قبل أن يستأذن الصباح في الانتشار على مساحات السماء ..
أركض إليك كطفلة فرحت بدميتها الجديدة لأقول لك هنئيني يا أم فطفلتي اليوم نطقت أول حرف .. طفلتي اليوم برز في فمها أول سن .. طفلتي اليوم خطت أولى خطواتها .. طفلتي اليوم وضعت مشبكاً وردياً في خصلات شعرها .. طفلتي اليوم ترقص أمام المرآة .. طفلتي اليوم تسمع محمود درويش ..
وطفلتي اليوم كبرت يا أمي ..
وأنا لا زلت طفلة .
هرمت يا أم .. في غضون أيام هرمت يا أم ..
أشعر أنني كبرت عشرين عاماً .. لم أعد طفلة مع أن الدمية تنام في حضني كل ليلة .. ولم أعد أمزق لها جدائلها كما كنت أفعل بالسابق ..
أنا كبرت يا أم ولذلك أخفيت عنك أخباري .. لكنك تبقين أمي النور الذي يضيء لي حياتي .. الأمل الذي أتنفسه كل يوم .. الحلم الذي أحلمه كل ليلة .. الحضن الذي لا أشعر بالآمان إلا حين أهبط فيه فارة من أفكار تهاجمني كل ثانية .. تقض مضجعي ..
هل كبرت فعلاً يا أم .. هل ودعت الطفولة .. وهذه الدمية ماذا أفعل بها .. وهل ستعد حقائبها هي الأخرى وتذهب للدراسة ؟
ومع ذلك أعدّي لنا القهوة يا أم فطفلتي اليوم كبرت .. أنا وهي كبرنا .. ولم يعد هناك من طفلة إلا دميتي .. أعدّي لنا القهوة يا أم أنا وطفلتي الكبيرة سنشربها معك ذات صباح حين ينتشر الصباح دون استئذان على مساحات السماء ويمطر وروداً تزين فيها طفلتي خصلات شعرها وأزين فيها بقية عمري .
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الثلاثاء 14 فبراير 2012 - 21:19 عدل 3 مرات
رد: رسائل إلى أمي
رسائل موجعة أستاذة ميساء فيها من الهم الكثير ولكن يبقى الأمل هو عنواننا الدائم وسلامي الحار لوالدتكم الكريمة ربنا يبقيها ذخرا لكم ومصدر سعادة وأمل دائمين .
فاطمة شكري- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 779
تاريخ الميلاد : 01/12/1979
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 44
أختي الغالية ميساء
رسائلك أثمرت ميساء ، كأنك كنت وما زلت تهمسين بأذنهم
أحب اطلالتك الحاضرة وكلماتك الموضوعية في كل موقف
تحياتي لك
أحب اطلالتك الحاضرة وكلماتك الموضوعية في كل موقف
تحياتي لك
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51
صفحة 2 من اصل 12 • 1, 2, 3, ... 10, 11, 12
صفحة 2 من اصل 12
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال