بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
رسائل إلى أمي
+15
طارق نور الدين
ورد العربي
مؤيد السالم
لانا زهدي
اميرة
كوثر محبوب
سنا البحر
فاطمة شكري
سميرة عبد العليم
صبحي سالم ياسين
ايهاب ابو مسلم
خلود البلوي
najiamine
غادة البشاري
ميساء البشيتي
19 مشترك
صفحة 12 من اصل 12
صفحة 12 من اصل 12 • 1, 2, 3 ... 10, 11, 12
رد: رسائل إلى أمي
للعودة ..
أشبعونا وعوداً كاذبة وتنازلات فُضحت وفضَحت معها الكثيرين وأمل العودة أصبح كخيط دخان ..
أمي كتبت إليك اليوم ليس لأبثك حزناً أو قهراً لا سمح الله بل لأقول إليك أنني هذه المرة وضعت الأمل والثقة بجيل الشباب وأن الأمل عاد ينام في مخيلتي ويصحو معي في الصباحات الجميلة ويشرب معي قهوة الصباح وأحدثه عنك وعن الأمل بالعودة لتلك الديار .
من الرسالة الأولى لأمي
أشبعونا وعوداً كاذبة وتنازلات فُضحت وفضَحت معها الكثيرين وأمل العودة أصبح كخيط دخان ..
أمي كتبت إليك اليوم ليس لأبثك حزناً أو قهراً لا سمح الله بل لأقول إليك أنني هذه المرة وضعت الأمل والثقة بجيل الشباب وأن الأمل عاد ينام في مخيلتي ويصحو معي في الصباحات الجميلة ويشرب معي قهوة الصباح وأحدثه عنك وعن الأمل بالعودة لتلك الديار .
من الرسالة الأولى لأمي
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: رسائل إلى أمي
رسائل إلى أمي
الرسالة السابعة .. والأخيرة .
رسالة مغمسة بالحزن على فراقك يا غالية ..
ما كان في الحسبان يوماً أن تتوقف رسائلي إليك فجأة لتعلن النهاية وتضع حروف النعي مكان حروف الشوق والحنين .
اعتدت أن أشرب القهوة مع عينيك كل صباح .. وأن أدلق همومي وأوجاعي في كأس نهارك .. وأن تمسحي بكلامك الدافئ آثار الوجع والقهر والحزن .
اليوم بعد أن أضحى فنجانك فارغاً .. ومكانك فارغاً .. وصوتك مهاجراً .. لم يعد بإمكان الحروف أن تنطلق من جوفي .. وما عاد بإمكاني أن أحتضن فنجان القهوة بين يديِّ لأنه أصبح بارداً جداً .. يخلو من دفء أحاديثك وأنفاسك .
كنتُ قوية كما كنتِ تتمنين .. عملتُ بوصيتك أن أكون الشجاعة .. القوية .. الصلبة .. التي لا تنهار .. ولا تنحني أمام قسوة الأيام وجبروتها ..
ولكنك أمي ..
أمي وحبيبتي وقلبي ووطني وكل عالمي فكيف سأبقى تلك القوية الشجاعة البطلة التي تقهر الصعاب وأنا أدفن قلبي وأرحل ؟
ومع ذلك أحاول جاهدة أن أكون بطلة مثلك ..
بطلةٌ كنتِ حتى آخر نفس ..
بطلةٌ كنتِ حتى آخر رمق ..
بطلةٌ كنتِ وسجلتِ أعلى رقم في البطولة عندما أخرتِ الموت دقائق معدودة حتى آتيك من غربتي .. وأقبّلُ يديك الطاهرتين .. وأرش جبهتك المقدسية بماء الزمزم ..
وحتى ألقنك أنا ابنتك التي تخاف عليك من نسمة الهواء الشهادتين ..
حينها خفق قلبك بين يديِّ خفقته الأخيرة لكنه لم يغمض عينيه إلا حين أدرت ظهري ففارق الحياة بصمت .
فارق الحياة بصمت ووقار .. كما عاش كل هذا العمر بصمت ووقار .
تركتُ إليك هناك آخر فنجان قهوة .. تركته جانب أريكتك المفضلة .. تركت معه قطعة من قلبي أبت أن تأتي معي .. وتركت على وجه الفنجان ذكريات عمرها يقارب الخمسين عاماً ..
من لي بذكريات معه بهذا الحجم وبهذا الدفء وبهذا الحب .. من لي غيرك يحمل معي هذه الذكريات ؟
اليوم أنا أحملها وحدي فقط ..
أحتضن بين يدي مسبحتك الطاهرة وألثم صورة لك تنام قرب وسادتي وأغمض عينيِّ لأراك تأتينني في المنام .. نتابع حديثنا .. وضحكاتنا .. ونصنع أحداثاً مختلفة تجمعني بك لبعض الوقت .. لأصحو من أحلامي معك على هدوء قاتل وفراغ مميت ..
ولا من رنين هاتف يقطع هذا الصمت ليقول هل ما زلت نائمة يا ميساء ؟
لا يا أمي أنا صحوت .. صحوت مبكرة هذا الصباح وكل صباح لأن هاتفك لم يعد يوقظني ..
هاتفك سكت إلى الأبد يا أمي .. هاتفك سكت إلى الأبد ..
وهذه هي الرسالة الأخيرة التي لن تقرئيها .. ولن تذرفي دموعك الغالية حين تنتهين من قراءتها .. هذه الرسالة الأخير ستبقى معلقة في الهواء .. قد تحن عليَّ روحك الطاهرة فتقرأها ..
لكن بلا دموع يا أمي ..
هذه المرة بلا دموع ..
إلى رحمة الله يا أمي .. إلى جنة الخلد إن شاء الله.
الرسالة السابعة .. والأخيرة .
رسالة مغمسة بالحزن على فراقك يا غالية ..
ما كان في الحسبان يوماً أن تتوقف رسائلي إليك فجأة لتعلن النهاية وتضع حروف النعي مكان حروف الشوق والحنين .
اعتدت أن أشرب القهوة مع عينيك كل صباح .. وأن أدلق همومي وأوجاعي في كأس نهارك .. وأن تمسحي بكلامك الدافئ آثار الوجع والقهر والحزن .
اليوم بعد أن أضحى فنجانك فارغاً .. ومكانك فارغاً .. وصوتك مهاجراً .. لم يعد بإمكان الحروف أن تنطلق من جوفي .. وما عاد بإمكاني أن أحتضن فنجان القهوة بين يديِّ لأنه أصبح بارداً جداً .. يخلو من دفء أحاديثك وأنفاسك .
كنتُ قوية كما كنتِ تتمنين .. عملتُ بوصيتك أن أكون الشجاعة .. القوية .. الصلبة .. التي لا تنهار .. ولا تنحني أمام قسوة الأيام وجبروتها ..
ولكنك أمي ..
أمي وحبيبتي وقلبي ووطني وكل عالمي فكيف سأبقى تلك القوية الشجاعة البطلة التي تقهر الصعاب وأنا أدفن قلبي وأرحل ؟
ومع ذلك أحاول جاهدة أن أكون بطلة مثلك ..
بطلةٌ كنتِ حتى آخر نفس ..
بطلةٌ كنتِ حتى آخر رمق ..
بطلةٌ كنتِ وسجلتِ أعلى رقم في البطولة عندما أخرتِ الموت دقائق معدودة حتى آتيك من غربتي .. وأقبّلُ يديك الطاهرتين .. وأرش جبهتك المقدسية بماء الزمزم ..
وحتى ألقنك أنا ابنتك التي تخاف عليك من نسمة الهواء الشهادتين ..
حينها خفق قلبك بين يديِّ خفقته الأخيرة لكنه لم يغمض عينيه إلا حين أدرت ظهري ففارق الحياة بصمت .
فارق الحياة بصمت ووقار .. كما عاش كل هذا العمر بصمت ووقار .
تركتُ إليك هناك آخر فنجان قهوة .. تركته جانب أريكتك المفضلة .. تركت معه قطعة من قلبي أبت أن تأتي معي .. وتركت على وجه الفنجان ذكريات عمرها يقارب الخمسين عاماً ..
من لي بذكريات معه بهذا الحجم وبهذا الدفء وبهذا الحب .. من لي غيرك يحمل معي هذه الذكريات ؟
اليوم أنا أحملها وحدي فقط ..
أحتضن بين يدي مسبحتك الطاهرة وألثم صورة لك تنام قرب وسادتي وأغمض عينيِّ لأراك تأتينني في المنام .. نتابع حديثنا .. وضحكاتنا .. ونصنع أحداثاً مختلفة تجمعني بك لبعض الوقت .. لأصحو من أحلامي معك على هدوء قاتل وفراغ مميت ..
ولا من رنين هاتف يقطع هذا الصمت ليقول هل ما زلت نائمة يا ميساء ؟
لا يا أمي أنا صحوت .. صحوت مبكرة هذا الصباح وكل صباح لأن هاتفك لم يعد يوقظني ..
هاتفك سكت إلى الأبد يا أمي .. هاتفك سكت إلى الأبد ..
وهذه هي الرسالة الأخيرة التي لن تقرئيها .. ولن تذرفي دموعك الغالية حين تنتهين من قراءتها .. هذه الرسالة الأخير ستبقى معلقة في الهواء .. قد تحن عليَّ روحك الطاهرة فتقرأها ..
لكن بلا دموع يا أمي ..
هذه المرة بلا دموع ..
إلى رحمة الله يا أمي .. إلى جنة الخلد إن شاء الله.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: رسائل إلى أمي
أحتضن بين يدي مسبحتك الطاهرة وألثم صورة لك تنام قرب وسادتي وأغمض عينيِّ لأراك تأتينني في المنام .. نتابع حديثنا .. وضحكاتنا .. ونصنع أحداثاً مختلفة تجمعني بك لبعض الوقت .. لأصحو من أحلامي معك على هدوء قاتل وفراغ مميت ..
ولا من رنين هاتف يقطع هذا الصمت ليقول هل ما زلت نائمة يا ميساء ؟
لا يا أمي أنا صحوت .. صحوت مبكرة هذا الصباح وكل صباح لأن هاتفك لم يعد يوقظني ..
ولا من رنين هاتف يقطع هذا الصمت ليقول هل ما زلت نائمة يا ميساء ؟
لا يا أمي أنا صحوت .. صحوت مبكرة هذا الصباح وكل صباح لأن هاتفك لم يعد يوقظني ..
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: رسائل إلى أمي
من سلسلة رسائل إلى أمي
الرسالة الأولى
سلام من الله عليك يا أغلى من في الوجود ..
اليوم أشعر بحاجة كبيرة لتبادل حديث الصباح معك؛ الأحداث تسير من حولنا بسرعة كبيرة لن تنتظر حتى أعود مع الطيور المهاجرة؛ كي نتجاذب أطراف الحديث على فنجان قهوة الصباح أو على مائدة الإفطار .
لا أعلم لماذا خطر ببالي أحداث الحرب الأخيرة عام ... ربما لأنها كانت آخر الحروب التي شهدناها سويًا قبل سفري.
تذكرت تجمهركم حول التلفاز وحالة القلق والترقب التي كانت تعتريكم وأنا كنت دائمًا أقول إليك: اهدئي يا أمي، لا تحلمي بالنصر الأكيد، لا أشم رائحة النصر قادمة إلينا،وأنت تقولين لي: دعي عنك هذا التشاؤم .
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ولم ننتصر أتيت لزيارتي يومها صباحًا، وجلسنا نحتسي قهوة الصباح، قلت لي والحسرة تغمرك: معك حق يا ميساء يبدو أن النصر بعيد .. بعيد .. وشردت بعينيك بعيدًا عني... ربما أخذتك الذاكرة إلى سلسلة الحروب التي عاصرتيها في حياتك وكانت جميعها انكسارات وهزائم أدت بنا إلى ما وصلنا إليه.
شعرت بأنني قسوت عليك حين كنت لا أبثك الأمل والتفاؤل اللازمين؛ لكنني كنت في حينها أخاف عليك من فرط حالة التفاؤل والأمل التي كانتا تعتريانك، وأنا يا أمي كما عهدتني لا أنساق بسرعة وراء أحد، لا أحكم على أحد مهما كان مهمًا وشجاعًا حتى أرى بأم عيني نتائج أفعاله.
قد أكون أنا متطرفة في هذا الموضوع، وقد أكون أنانية بعض الشيء لأنني دائمًا أضع القدس نصب عينيَّ؛ بحيث لا أرى أن هناك أي نصر دون عودة القدس السليبة.
طالما أن القدس لم تعد يا أمي؛ فهذا يعني أننا لم ننتصر .
اعذريني يا أمي فالقدس تعني لي الكثير، وحبها في قلبي كحبي إليك بالضبط... يزداد كل يوم ويفجره الشوق والحنين وطول المسافات.
القدس تتآكل كل يوم عن يوم وأنا أصبحت اليوم بحالة من اليأس لم أصلها في يوم؛ أشعر أن العمر يركض، وملاعب الطفولة لن تنتظرني، وباحات الحرم هرمت، وشاخت، وظهرت التجاعيد على وجنتيها البراقة وأخشى ما أخشاه أنها ما عادت تعرفني!
صعب يا أمي أن تشعري أنك بهذه الحياة نكرة؛ وحدك فقط تعرفين من تكونين؟ ومن أي بلاد طاهرة أتيت؟ والله وحده يعلم متى تعودين؟ وإن كان أصلا بعد كل هذا العذاب يوجد مخطط للعودة ؟!
أشبعونا وعودًا كاذبة، وتنازلات فُضحت وفضَحت معها الكثيرين، وأمل العودة أصبح كخيط دخان!
أمي كتبت إليك اليوم ليس لأبثك حزنًا، أو قهرًا ، لا سمح الله بل لأقول إليك: أنني هذه المرة وضعت الأمل والثقة بجيل الشباب، وأن الأمل عاد ينام في مخيلتي، ويصحو معي في الصباحات الجميلة، ويشرب معي قهوة الصباح، وأحدثه عنك وعن الأمل بالعودة لتلك الديار .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
صفحة 12 من اصل 12 • 1, 2, 3 ... 10, 11, 12
صفحة 12 من اصل 12
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي