رد: رسائل في النخاع!

هيَّ ليست مسافة طويلة
بين الميم والألف
ولكن حتى السين .. خائنة ؟!

والياء كعادتها مشتركة مع كل بؤر الضياع والشتات

هل سأرفع لواء الهمزة فقط ..

وبمفردي ؟!

تباً لها من أبجدية
حتى لو كانت تحمل حروف اسمي !

أنا حين راودتني الفكرة
ووشوشت ليَّ الحماقة
أنه في جزيرة ما
عقد من الشعر ينتظرني !

استعرت كتب الجغرافيا كلها
واقتنيت بوصلة من ورق
كلما رفعتها في وجه الريح .. انثنت ..
وأخذت تميل حيث الريح تميل !

وفي النهاية .. وصلت جزيرة الأحلام
فوجدت .. الميم .. والسين .. والألف
في طابور الانتظار ..
ولم أجد عقد الشعر ..
ولم أجد في الجزيرة إلا صدى خطاي
والشاطر حسن .. حكاية كل النساء !

أنا لا ألومك
فالجبال عادة لا تغرق في شبر من الماء
والسماء لا تسقط على الأرض من زخة مطر
والنجوم لا تطفئها غيمة عابرة
ولكن أنا أحتاج وجودك اليوم ..
لأنك الشمعة التي تضيء إليَّ
ظلام الروح
وظلم البشر !

تزمجر الريح
تعوي ..
تزأر ..
تصرخ ..
تلطم ..
تعربد ..
تهز الأشجار .. وقد تقتلعها من الجذور ..
لكنها تهاب الصخر.. بل وتنحني أمامه !

لم يخب ظني فيك

فأنا منذ لحظة التكوين

أعرف أنك لن تكون إلا كما الآن تكون .

لذلك كنت أحتمي من مطرك ..

وأوصد النوافذ في وجه نسيمك ..

وأعلق الكلمات في حنجرتي ..

قبل أن أنشرها على خيوط الشمس ..

فتراها ..

وتظنها تنتظرك منذ زمن بعيد .

ومع ذلك لم تسلم الحروف البريئة منك ..

ونالت الكلمات ما نالت من اللكمات ..

وفي نهاية المطاف أنت المغدور الوحيد !

سأخرج عن صمتي

وسأثقب الغيمة التي تظلك

وتحتمي بها

وتصرخ لوحدك

علَّ الصوت يصلني

لست شجاعاً أنت ..

ولا أنت عنترة العبسي

أو قيس بن الملوح

ولا فارس الفرسان ..

ولا كل عبارات التفخيم والتعظيم التي ترسمها حولك ..

أنتَ باختصار شديد

تكذب على نفسك

وتحاسب غيرك

وتنسج حول الآخرين

أسيجة من الظلم والشك والدمار

وتبكي وحدك

لأنك خدعت من زهر اللوز

وبياض الياسمين !