رد: حديث النفس

ضاق صدري
ونفد صبري
ومع ذلك أقف على شرفات الانتظار
أقدم صبري قرباناً لصمتك
وأنثر انتظاري كحبِّ الطعام لعصافير الوقت .
دع الوقت يكبر على موائدي
دع عقارب الوقت ترتطم ببعضها وتختلف
ودع القوي منها يأكل الضعيف
ودع صراخها يمزق طبلة أذني
لكني سأنثر انتظاري ليكبر الوقت على موائدي
ولن أدع الوقت في غيابك يكبر على صدر الأيام
عُد وقت تشاء
فأنا رهنت انتظاري وأطعمته لعقارب الوقت
ولم أعد أنظر إلى ساعة الحائط وهي تدق
معلنة مولد نهار جديد
فنهاري لم يبدأ بعد
نهاري يبدأ بك
وبك فقط يبدأ كل نهار .

كي ننسى جرحنا المؤلم
لا بد من جرح وليد
حتى نلهوبه وننسى الاكبر والاعمق

آخ من تلك اللحظة..... أعود للوراء
أكره أن ألتفت خلفي
أكره ضعفي فيك ولهفتي عليك
أكره تلك اللحظات
ما عدت تلك المرأة المبهورة بكلماتك
بخطواتك ... بكتاباتك علي الجدران
سأحطم كل قيودي المرتبطة بك
وسأنتصر علي لحظاتي

ما أجمل اللقاء علي حافة الفراق
كل الحروف انتهت بعد أن تشابكت
كل الأنات توجعت .. كأن اللقاء لم يكن
لا تقل أنك قررت الرحيل
أنا من رفضت الحياة علي ضفاف الفراق

ما عدت أرضى
وما عاد شيء يرضيني
لألىء الكلام التي كنتَ إياها تهديني
وكنت أتزين بها عند كل حضور
أشكلها على نحري وعلى جيدي
وأتخضب بها كالحناء من أناملي حتى الكوع
لألىء الكلمات تلك
ما عادت تبهجني ولا ترضيني
وحضورك المختصر كأبجدية خرساء
ما عاد بالكلام يغريني
وبعد اليوم لن أعاتبك
ولن أطالبك بالحضور
ما عاد شيء يبهج قلبي
ولا عاد هناك ما يرضيني .

وايش اللى يرضيك احكيلى
مطلع اغنية ليبية ذكرتنى بها اختى ميساء

انكسار كبير في داخلي
لا شيء يصلح هذا الانكسار
منذ اخلتفنا أنا والشمس في آخر لقاء
قلت لها بعصبية واضحة
أكره الأجواء الحارقة
وأكره الأشعة المتسلطة
وأكره أن تكوني منتشرة في مسامات صباحي
وأكره تواجدك دون أن أستدعيك
هل هذا يغضب حقاً ..
فلماذا إذا ًغضبت الشمس ؟
ومع ذلك حين أراها تسترخي فوق سماء البحر
أشعر بالغيظ بعض الشيء
ولكني أبداً لا أفكر بدعوتها
لتسترخي فوق سمائي
قلت لكم منذ البداية بداخلي انكسار كبير
لن تصلحه أشعة الشمس
ولا تلك الأجواء الحارقة .

الليلة الثامنة التى ابيت فيها دون سكن
يا سكنى وبيتى المترامى الاطراف
كم هى شاسعة مثل الغابة حجرتنا
و اشعر بالغول يتربس بالشرفة
وصوت العنقاء يقترب من اذنى
عد ...بت افقد الامان فى غيابك
كما فقدته مدن بلادى

بيَّ شيء من ضياع
شيء من شتات
شيء من التيه
أبحث عن نفسي داخل نفسي
أين أجدها ؟
ذات يوم أقفلت عليها أحد الأبواب
لم أعد أدري أي باب ...
لم تعد أحاديث المرآة تجذبني
لأن المرآة تكذب أحياناً
تكذب حين تقول أنا لم أعد أنا
لكن أين أنا ؟
المرآة تكذب
فأنا هنا داخل أحد الأبواب الموصدة .
ربما ذات يوم أفتح الباب
وألتقي بأنا
ربما
وربما أملُّ سريعاً من البحث عن أنا
وأصدق المرآة
قد لا تكون كذبت المرآة
وأكون أنا قد ضعت داخل صندوق أنا .

غفرت
وسامحت
وانتحلت أعذاراً بعمر الغياب
وانتظرت
وانتظرت
وطال الانتظار
وأنت كما أنت
بقايا من شتات