بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
صفحة 5 من اصل 7
صفحة 5 من اصل 7 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7
رد: منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
صمت القوافي
صديقي الذي يحب الوطن والمطر علق القوافي على أشجار اللوز، وتاب عن العشق، ورحل.
خاض كل المعارك، هُزم في كل الحروب، عاش اليتم على جميع أرصفة المنافي، ولم يتوقف يومًا عن رسم الأمل والفرح على صفحات القلوب.
لكنه ثمل من الانكسارات المتلاحقة فسقط مترنحًا من يده القلم، لم يعد يقوى على رسم الضحكة الجريحة على وجوه مهشمة بعد الآن.
كم طال صمته؟ كم حاول أن يبتلع من الهزائم والانكسارات؟ وأن يتجرع هذا الزمن العائب، وأن يقوى على أن يحمل بين طيات قلبه أملًا بالغد، وحلمًا طاهرًا نقيًا لم تفسده عوائل الدهر.
حدثني أكثر من مرة عن وطنه الذي تشعب إلى عدة أوطان لم تعد تتذكر تفاصيل وجهه، وحده فقط من يتذكر ملامحها جيدًا، يبكيها ليلًا حتى تأتيه بالأحلام، يرسمها قصيدة يصفق لها الجميع، ثم ينام وحيدًا في منفاه، بعد أن يهلل الجميع بدعاء النصر!
صديقي كان لا يعرف التذمر أو الشكوى، كان دائمًا يتغنى بالحب وقصص العشق السرمدية، دائمًا في جعبته الكثير من الحكايا عن الفاتنات في شتى المنافي؛ فلم يكن قلبه ليتوقف عن الحب لو لثانية من الوقت.
صديقي اكتشف أخيرًا خِدَع الحب، قصص العشق المغشوشة، الغربة التي لا يمكن أن تنتهي، الوجع الذي يتمدد في السرير حتى يأكل أحلام المساء، الوطن الذي أصبح شهيدًا بلا قبر، القصيدة التي قررت أن تنتهي؛ فعلق القوافي على أشجار اللوز، وترك قصص العشق مهجورة على الأطلال، ورحل.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
دون مقدمات
لنبدأ الحوار دون مقدمات؛ أتعبتنا البدايات ونحن نبحث في الأبجديات المهترئة عن مقدمات لها: كيف أصل إليك؟ كيف تعبر مراكبك شواطئ قلبي؟ كيف ترويك حبات المطر من كفيِّ، وكيف أعانق خيوط الشمس في عينيك؟
مضى قطار العمر ودقت ساعته ألف مرة، وأنا وأنت ما نزال نقف بسذاجة عند عتبة البدايات، نبحث عن مقدمات أغرقتنا تفاصيلها، شَتَت خطواتنا، محت أثار أقدامنا عن أرصفة اللقاء... كيف أصبحنا غرباء وأنت كل ما تبقى لي من هذا الوطن، بل أنت كل هذا الوطن؟!
الوطن الذي غاب خلف المدى وأصبحتَ ترثيه بقصيدة ودمعة، وتستل سيفك ملوحًا إلى زيتونة لا شرقية ولا غربية، ملت من طول الانتظار، ذبلت في الغياب، لكن زيتها بقي مضيئًا، وجذعها منتظرًا؛ كي نرسم عليه ما تبقى لنا من أمل بعد أن غدت أسماؤنا طيورًا ورقية بلا أعشاش.
دعني الآن أنظم فيك قصائدي، أتلو على مسامعك صلوات عشقي، أرفع معك هذا السيف في وجه كل خنجر غُمد عن عمد في هذا الكبد، وحاول تمزيق شرايين الوطن بقلبي، وتشويه وجه الوطن الذي تلبسه، وخريطة الوطن التي تسكن فيها، ونسف ما تبقى لنا من أحلام كانت بأجنحتها ترفرف.
يدي في يدك أيها الوطن ودعنا من عبث المقدمات... لا تمدَّ ناظريك بعيدًا في سماء الضباب؛ فأنا أقرب إليك من حبل الوريد... في ظلال خطواتك أحبو، في خيالات مرآتك أعدو، في بؤبؤ عينيك أتمايل وأرقص، في حدائق قلبك ألهو وأشدو، وعلى شرفات فؤادك نصبت خيمتي وهجعت.
أنتَ وطن لن أحيد عنه، لن أقدمه قربانًا لأحد، أنتَ حَبَّ الليمون، والزيتون، واللوز، وتلك الخيمة المكتهلة، والحلم العتيق، والقصيدة التي رسخت جذورها في بساتين قلبي قبل أن أولد... فلا داع لتلك المقدمات.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
صمت القوافي في عرب كنداميساء البشيتي كتب:صمت القوافيصديقي الذي يحب الوطن والمطر علق القوافي على أشجار اللوز، وتاب عن العشق، ورحل.خاض كل المعارك، هُزم في كل الحروب، عاش اليتم على جميع أرصفة المنافي، ولم يتوقف يومًا عن رسم الأمل والفرح على صفحات القلوب.لكنه ثمل من الانكسارات المتلاحقة فسقط مترنحًا من يده القلم، لم يعد يقوى على رسم الضحكة الجريحة على وجوه مهشمة بعد الآن.كم طال صمته؟ كم حاول أن يبتلع من الهزائم والانكسارات؟ وأن يتجرع هذا الزمن العائب، وأن يقوى على أن يحمل بين طيات قلبه أملًا بالغد، وحلمًا طاهرًا نقيًا لم تفسده عوائل الدهر.حدثني أكثر من مرة عن وطنه الذي تشعب إلى عدة أوطان لم تعد تتذكر تفاصيل وجهه، وحده فقط من يتذكر ملامحها جيدًا، يبكيها ليلًا حتى تأتيه بالأحلام، يرسمها قصيدة يصفق لها الجميع، ثم ينام وحيدًا في منفاه، بعد أن يهلل الجميع بدعاء النصر!صديقي كان لا يعرف التذمر أو الشكوى، كان دائمًا يتغنى بالحب وقصص العشق السرمدية، دائمًا في جعبته الكثير من الحكايا عن الفاتنات في شتى المنافي؛ فلم يكن قلبه ليتوقف عن الحب لو لثانية من الوقت.صديقي اكتشف أخيرًا خِدَع الحب، قصص العشق المغشوشة، الغربة التي لا يمكن أن تنتهي، الوجع الذي يتمدد في السرير حتى يأكل أحلام المساء، الوطن الذي أصبح شهيدًا بلا قبر، القصيدة التي قررت أن تنتهي؛ فعلق القوافي على أشجار اللوز، وترك قصص العشق مهجورة على الأطلال، ورحل.
https://arabcanadanews.ca/storage/magazine/thumbnail/magazine_70/index.html?fbclid=IwAR2z5EcPSHVbiHEyu8WJaYjbIw4sXREVpUP0HNnYv_Jrx5O2mHhJcA0UgUM
صفحة رقم 15
أتمنى لكم قراءة ممتعة أحبتي
وشكرا لكم عرب كندا وكل الأحبة القائمين على انجاح الصحيفة
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
دعوة
هي دعوة على فنجان من القهوة...أحببت أن تشاركني جلسة القهوة لهذا الصباح، أحببت أن أتصفح عناوين الجريدة معك، أتابع سلسلة الأخبار معك، أشاهد الدنيا معك وبك ومن خلال نظراتك.
هي مجرد دعوة على فنجان من القهوة... لكنّي لا أعلم لماذا تعتريني الرجفة، وتكتسي حروفي ثياب الخجل، وترتعش شفتا الحروف، وتتسارع نبضاتها، وترتفع درجة حرارتها وتنخفض دونما سبب؟
قلبي أيها الشيطان الصغير متى تخرس أحرفك؟ متى تكف أحرفك عن الثوران، وتهدأ براكينك، وتنزوي خلف جدار الصمت؛ تتابع نشرة أخبار المساء، تنقل ناظريك هنا وهناك بحثًا عن خبر، تتبع أحوال العالم وكيف تسوء كل لحظة، كيف يعم الخراب، ويسود الظلم، وتغيب العدالة، وتغيب معها كل القيم؟
هي دعوة بريئة على فنجان صغير من قهوة الصباح، أرتشفه في حضرتك سيدي ومولاي، أرتشفه من نظرات عينيك الآسرة التي إن حملقت عن غير قصد في جبال الهيمالايا خرَّ الجبل شاكيًا باكيًا: ماذا فعلت، وما هو ذنبي أنا؟ فكيف لي أنا أن أتجاوز هاتين العينين؟ كيف لي أن أغض البصر، أن أتذوق قهوتي بعد اليوم دون أن أنظر في هاتين العينين وأغيب فيهما، دون أن أفتش عني فيهما وأعيد تلميع تلك الصور!
كيف لي ألا ألبي نداء قلبي ورجاءه بدعوة بريئة على فنجان من القهوة؟
هي مجرد دعوة على فنجان قهوة!
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
دعوة على فنجان قهوتي حاطرتي في عرب كندا العدد الثني والسبعون رقم الصفحة 15
لمزيد من القراءة هنا
https://arabcanadanews.ca/storage/magazine/thumbnail/magazine_72/index.html
شكرا عرب كندا والقائمين عليها
شكرا لقرائتكم الجميلة
دمتم
لمزيد من القراءة هنا
https://arabcanadanews.ca/storage/magazine/thumbnail/magazine_72/index.html
شكرا عرب كندا والقائمين عليها
شكرا لقرائتكم الجميلة
دمتم
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ضبابية الأوضاع بقلم فرح خليل
ضبابية الأوضاع
استيقظت اليوم مبكراً على عكس العادة،
تفقدتُ الأحوال الجوية،
يتوقعون انخفاضاً شديداً في قيمة النفس البشرية،
مصحوباً مع فرصة ٩٩٪ لهطول القنابل على رؤوس الأبرياء.
كما أن الحرارة ستبلغ في ذروتها ٨٠٠٠ شهيد أو أكثر،
مع توقعات بتدني الرؤية الأفقية إلى مستوى الكرامة الانسانية في الساعات المتأخرة من الليل.
"إذاً، لا جديد"، قلت في قرارة نفسي.
سبعة وعشرون عاماً من تفقد الأحوال الجوية،
لم تتغير الأرقام كثيراً… إنما ضاقت الرقعة الجغرافية.
………………
ضبابيةٌ أيامنا تملؤها المشاعر المتأرجحة…
هو شعورٌ بالخوف مما هو آتٍ لا محالة،
هو شعورٌ بالطمأنينة في إطار المكان،
هو شعورٌ بالضعف أمامَ أنين الأطفال،
هو شعورٌ بالأمان اللحظي،
هو شعورٌ بالغضب من فقدان العدالة بالميزان،
هي محاولات تصحيح الأخطاء،
هو الفقد ُ الذي يعيشهُ الطِفلُ الوحيد… الناجي الوحيد،
هي غصة ٌفي قلوبنا نَبتَلِعها مع كل حديث وفي كل اجتماع،
هو ضرورة َالتأقلم والمضي باليوم العادي،
هو تسارع نبضات القلب مع كل خَبر،
هو الضعفُ في مواجهةِ المِحَن،
هي الثقة ُبتوافر الوجبة التالية مع شُربةِ ماء،
هو الشعور بالذنب لِتوافُرِها،
بالفعل…ضبابيةٌ أيامنا كما الأيام التي سبقتها.
………………
نظرتُ في عيوني لأرى ماذا تبقى من روحٍ لأكمِلَ بها ما تيسر من اليوم...
لم أجد الكثير،
فقد تآكلت ساعات اليوم مع هجوم الضباب عليها
بعد أن قدمنا لهم أشلاء أطفالنا دلائلَ على المنابر،
وطالبناهم بفتح المعابر،
لعل وعسى أن تصل إلينا أكفان نضعهم بها وندفنهم في الأرض المنكوبة.
………………
أخافُ النوم… أخاف أن لا أشهد ما حصل... ويحصل
أخافُ أن يفوتني شعور الألم،
أخافُ أن يسألني أحدهم عن حالة الطقس فأتلعثم،
أخافُ أن أبرر لهم أفعالهم دون قصد،
أخافُ أن أُخفِق بالأرقام والمعلومات،
أخافُ إن لم أُصِب التقديرات، أن يرفضوا فتح المعابر.
فرح خليل
تم النشر في صحيفة عرب كندا الصفحة رقم 6 العدد 74
على هذا الرابط
https://arabcanadanews.ca/storage/magazine/thumbnail/magazine_74/index.html
استيقظت اليوم مبكراً على عكس العادة،
تفقدتُ الأحوال الجوية،
يتوقعون انخفاضاً شديداً في قيمة النفس البشرية،
مصحوباً مع فرصة ٩٩٪ لهطول القنابل على رؤوس الأبرياء.
كما أن الحرارة ستبلغ في ذروتها ٨٠٠٠ شهيد أو أكثر،
مع توقعات بتدني الرؤية الأفقية إلى مستوى الكرامة الانسانية في الساعات المتأخرة من الليل.
"إذاً، لا جديد"، قلت في قرارة نفسي.
سبعة وعشرون عاماً من تفقد الأحوال الجوية،
لم تتغير الأرقام كثيراً… إنما ضاقت الرقعة الجغرافية.
………………
ضبابيةٌ أيامنا تملؤها المشاعر المتأرجحة…
هو شعورٌ بالخوف مما هو آتٍ لا محالة،
هو شعورٌ بالطمأنينة في إطار المكان،
هو شعورٌ بالضعف أمامَ أنين الأطفال،
هو شعورٌ بالأمان اللحظي،
هو شعورٌ بالغضب من فقدان العدالة بالميزان،
هي محاولات تصحيح الأخطاء،
هو الفقد ُ الذي يعيشهُ الطِفلُ الوحيد… الناجي الوحيد،
هي غصة ٌفي قلوبنا نَبتَلِعها مع كل حديث وفي كل اجتماع،
هو ضرورة َالتأقلم والمضي باليوم العادي،
هو تسارع نبضات القلب مع كل خَبر،
هو الضعفُ في مواجهةِ المِحَن،
هي الثقة ُبتوافر الوجبة التالية مع شُربةِ ماء،
هو الشعور بالذنب لِتوافُرِها،
بالفعل…ضبابيةٌ أيامنا كما الأيام التي سبقتها.
………………
نظرتُ في عيوني لأرى ماذا تبقى من روحٍ لأكمِلَ بها ما تيسر من اليوم...
لم أجد الكثير،
فقد تآكلت ساعات اليوم مع هجوم الضباب عليها
بعد أن قدمنا لهم أشلاء أطفالنا دلائلَ على المنابر،
وطالبناهم بفتح المعابر،
لعل وعسى أن تصل إلينا أكفان نضعهم بها وندفنهم في الأرض المنكوبة.
………………
أخافُ النوم… أخاف أن لا أشهد ما حصل... ويحصل
أخافُ أن يفوتني شعور الألم،
أخافُ أن يسألني أحدهم عن حالة الطقس فأتلعثم،
أخافُ أن أبرر لهم أفعالهم دون قصد،
أخافُ أن أُخفِق بالأرقام والمعلومات،
أخافُ إن لم أُصِب التقديرات، أن يرفضوا فتح المعابر.
فرح خليل
تم النشر في صحيفة عرب كندا الصفحة رقم 6 العدد 74
على هذا الرابط
https://arabcanadanews.ca/storage/magazine/thumbnail/magazine_74/index.html
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
رسالة من طفل غزة إلى
سلاطين العرب
أضاقت بكم الدنيا فلم تجدوا سوى أرضي وساحة ملعبي وصفوف مدرستي كي تفقأوا عين الشمس فيها وتقتنصوا حبات المطر.
أضاقت بكم صفحات المدى فبترتم البسمة على شفتي وخنقتم الأمل المتدفق في قلبي ووريدي ولهاث خطاي المتهالك على سلالم مدرستي.
أضاقت بكم نسمات الهواء التي تداعب رئة الطفولة في جسدي فأطبقتم عليها كماشة أنيابكم تريدون تمزيق رئتي وتمزيق حلمي وتمزيق أملي وشمس نهاري وملامح غدي.
ماذا جنيت لكم؟ ماذا طلبت منكم؟
هل طلبت منكم ملاعب الطفولة وحدائق البنفسج وبيارات البرتقال ومشاتل الزيتون؟
هل طلبت منكم حقائب الدرس وأدوات الرسم وفرشاة التلوين؟
هل طلبت نزع خريطة الكون ولصقها وشماعلى زندي وضرب بوق الصباح ونشيد العلم وهتاف الرفاق في طابور الدرس؟
هل طلبت ماءً، فضاءً ذرات أكسجين، حبات قمح، سترة نجاة؟ هل طلبت عنوانا لأسمي وخريطة لأيامي وقنديل فجر لليلي الطويل؟
أنا لم أطلب سوى مهد الطفولة وحضن أمي وحلم أبي أتدثر فيه وأكبر به ، فلماذا قصفتم سريرالطفولة وشردتم الحلم الدافئ والأمل اليتيم وألقيتم بأشلائي إلى أحضان العدم؟
ماذا جنت لكم أحلامي حتى تقصفوا عمرها في المهد وتدمروا جذورها وتبعثروا كل ذرة فيها وتنثروها في ضباب حقدكم فتحجبوا عن عيني ضياءها ونور آمالها وحلم أحلامها؟
ألا تكفيكم جل البقاع التي طمستم هويتها وقدمتموها إلى عدوي على طبق من فضة.
ألا يكفيكم ضرب الأعناق وتكميم الأفواه وقلع الأضراس وتثبيت أعواد المشانق والخيام ... وماذا بعد تريدون حتى تكتفوا؟
يا سلاطين العرب ماذا تريدون مني؟
ماذا تريدون من نسمات الهواء التي تداعب وجنتيّ كل صباح على شاطئ عمري وبحري؟
ماذا تريدون من حدائق البنفسج وأكاليل الياسمين التي تحضن وجعي وقهري في ساعات الغروب وقبل أن يخيم الظلام الذي رسمتموه في سمائي. .. سماء غزة؟
ماذا تريدون من دمي؟
هل بتم تثملون على عصارة دمي؟
هل باتت هذه الأنامل الطرية التي تعض على قلم الرصاص لتخط اسمها برأس الصفحة فتعلن للعالم بأسره ولادة طفل فلسطيني من رحم الدمار... هل باتت هذه الأنامل ترهبكم؟
إذا فإليكم رسالتي يا سلاطين العرب :
أنا وأشقائي أطفال غزة الحرة سنشكوكم إلى التاريخ ... هل تذكرون التاريخ؟
هل تذكرون التاريخ يا سلاطين العرب؟ هل تذكرون صلاح الدين الأيوبي وركن الدين بيبرس؟ هل تذكرون اشبيلية وغرناطة؟ هل تذكرون فتوحات الأندلس؟ هل تذكرون المسجد الأقصى وقبة الصخرة؟
التاريخ ... التاريخ أيضا لن يذكركم يا سلاطين العرب، سيذكر فقط طفلا كان يلعب بدميته ثم قصفته يد الغدر فاستشهد هو والدمية وجل أحلام الطفولة ومقاعد الدرس وخطوات المستقبل التي أعدمتموها على أعواد مشانق طمعكم وجبنكم وخوفكم وخلافاتكم وتخاذلكم... ولكن هذا الحلم الفلسطيني سينبت من جوف التربة السمراء، ومن داخل ملاعب الطفولة، وسيحرر الأمل والحلم والبسمة وسيرفع راية فلسطين وسيذكره التاريخ يا سلاطين العرب... سيذكره التاريخ.
تم النشر في الصفحة 15 من صحيفة عرب كندا العددد 74
على هذا الرابط
https://arabcanadanews.ca/storage/magazine/thumbnail/magazine_74/index.html
سلاطين العرب
أضاقت بكم الدنيا فلم تجدوا سوى أرضي وساحة ملعبي وصفوف مدرستي كي تفقأوا عين الشمس فيها وتقتنصوا حبات المطر.
أضاقت بكم صفحات المدى فبترتم البسمة على شفتي وخنقتم الأمل المتدفق في قلبي ووريدي ولهاث خطاي المتهالك على سلالم مدرستي.
أضاقت بكم نسمات الهواء التي تداعب رئة الطفولة في جسدي فأطبقتم عليها كماشة أنيابكم تريدون تمزيق رئتي وتمزيق حلمي وتمزيق أملي وشمس نهاري وملامح غدي.
ماذا جنيت لكم؟ ماذا طلبت منكم؟
هل طلبت منكم ملاعب الطفولة وحدائق البنفسج وبيارات البرتقال ومشاتل الزيتون؟
هل طلبت منكم حقائب الدرس وأدوات الرسم وفرشاة التلوين؟
هل طلبت نزع خريطة الكون ولصقها وشماعلى زندي وضرب بوق الصباح ونشيد العلم وهتاف الرفاق في طابور الدرس؟
هل طلبت ماءً، فضاءً ذرات أكسجين، حبات قمح، سترة نجاة؟ هل طلبت عنوانا لأسمي وخريطة لأيامي وقنديل فجر لليلي الطويل؟
أنا لم أطلب سوى مهد الطفولة وحضن أمي وحلم أبي أتدثر فيه وأكبر به ، فلماذا قصفتم سريرالطفولة وشردتم الحلم الدافئ والأمل اليتيم وألقيتم بأشلائي إلى أحضان العدم؟
ماذا جنت لكم أحلامي حتى تقصفوا عمرها في المهد وتدمروا جذورها وتبعثروا كل ذرة فيها وتنثروها في ضباب حقدكم فتحجبوا عن عيني ضياءها ونور آمالها وحلم أحلامها؟
ألا تكفيكم جل البقاع التي طمستم هويتها وقدمتموها إلى عدوي على طبق من فضة.
ألا يكفيكم ضرب الأعناق وتكميم الأفواه وقلع الأضراس وتثبيت أعواد المشانق والخيام ... وماذا بعد تريدون حتى تكتفوا؟
يا سلاطين العرب ماذا تريدون مني؟
ماذا تريدون من نسمات الهواء التي تداعب وجنتيّ كل صباح على شاطئ عمري وبحري؟
ماذا تريدون من حدائق البنفسج وأكاليل الياسمين التي تحضن وجعي وقهري في ساعات الغروب وقبل أن يخيم الظلام الذي رسمتموه في سمائي. .. سماء غزة؟
ماذا تريدون من دمي؟
هل بتم تثملون على عصارة دمي؟
هل باتت هذه الأنامل الطرية التي تعض على قلم الرصاص لتخط اسمها برأس الصفحة فتعلن للعالم بأسره ولادة طفل فلسطيني من رحم الدمار... هل باتت هذه الأنامل ترهبكم؟
إذا فإليكم رسالتي يا سلاطين العرب :
أنا وأشقائي أطفال غزة الحرة سنشكوكم إلى التاريخ ... هل تذكرون التاريخ؟
هل تذكرون التاريخ يا سلاطين العرب؟ هل تذكرون صلاح الدين الأيوبي وركن الدين بيبرس؟ هل تذكرون اشبيلية وغرناطة؟ هل تذكرون فتوحات الأندلس؟ هل تذكرون المسجد الأقصى وقبة الصخرة؟
التاريخ ... التاريخ أيضا لن يذكركم يا سلاطين العرب، سيذكر فقط طفلا كان يلعب بدميته ثم قصفته يد الغدر فاستشهد هو والدمية وجل أحلام الطفولة ومقاعد الدرس وخطوات المستقبل التي أعدمتموها على أعواد مشانق طمعكم وجبنكم وخوفكم وخلافاتكم وتخاذلكم... ولكن هذا الحلم الفلسطيني سينبت من جوف التربة السمراء، ومن داخل ملاعب الطفولة، وسيحرر الأمل والحلم والبسمة وسيرفع راية فلسطين وسيذكره التاريخ يا سلاطين العرب... سيذكره التاريخ.
تم النشر في الصفحة 15 من صحيفة عرب كندا العددد 74
على هذا الرابط
https://arabcanadanews.ca/storage/magazine/thumbnail/magazine_74/index.html
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
خاطرتي "لا سمح الله" كندا في العدد الخامس والسبعون في الصفحة رقم 15
على هذا الرابط
https://arabcanadanews.ca/storage/magazine/thumbnail/magazine_75/index.html
على هذا الرابط
https://arabcanadanews.ca/storage/magazine/thumbnail/magazine_75/index.html
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
في الذكرى الثانية عشر لوفاة أمي
"لا سمح الله "
كلما رحل جار أو صديق أو قريب أتذكر الوجع الأكبر يا أمي، يوم رحيلك، كان موجعًا جدًا، وقاسيًا جدًا؛ لذلك، وحتى أستطيع مواصلة هذه الحياة؛ تجاهلته، هربت من هذه الحقيقة المرة، أنكرته كأنه لم يكن، أكملت حياتي على أساس لا بديل له: أنك موجودة هناك،وأنا مسافرة... وسأعود يومًا ما!
لكن هذا الوجع لا يخمد، لا يدخل في طي النسيان، بل يعود للظهور مجددًا إلى السطح، وبشكل أكثر شراسة، ينبش معه الحزن، وألم الفقد، والفراغ الذي أحتل كل شيء في حياتنا، بل احتلنا بالكامل.
في ذلك اليوم الذي رحلت فيه أنزلت علينا خيمة كبيرة من الصبر، أخذتنا في حضنها، لملمت حزننا والتيه الذي كان يعترينا، أوصدت علينا أبوابها وأحكمت الإغلاق، واستسلمنا للصبر؛ كنا بأمس الحاجة إليه في ذلك الوقت، وبقينا داخل هذه الخيمة والصبر يحوطنا من كل جانب، إلا جانب واحد فقط بقيَّ مفتوحًا للزمن، يتأرجح ويؤرجحنا معه؛ كلما هبت ريح شرسة، كلما أمطرت غضبًا، كلما ضاقت وأطبقت على أنفاسنا، كلما اصطدمنا بجدار جديد، كلما تذكرنا ذلك الوطن وغاب حلم العودة، كلما رحل أحد، نجد أنفسنا أمام الوجع من جديد.
تعودت في رسائلي إليك أن أخبرك بكل ما حصل في غيابك، لكن هذه المرة ما حصل ويحصل لم أفهمه بعد، ولا أستطيع أن أختصره إليك في بضع كلمات، أنا أصلاً أحتاج لمن يفسره إليّ، من يدلني كم بقي لنا من الطريق؟ هل طال المشوار حقًا وبعدت المسافة؟ هل لا نزال نملك الرغبة في مواصلة الحلم؟ هل من جدوى للاحتفاظ بهذا الحبل السريّ الذي يتربع في قلوبنا وأفئدتنا؟ حائرة أنا يا أم، وأشعر بالكثير من التيه، وتحاصرني ألف علامة استفهام.
لكن حتى لا ينتابك القلق "لا سمح الله" أعاهدك بأنني: لن أضعف، لن أستسلم، وسيبقى هذا المفتاح السريّ في يدي، وأيادي أبنائي، وأحفادي... إلى أن تعود ونعود.
إلى رحمة الله يا أمي وسأعود دومًا لنبش الحزن أمامك حتى يتفتت وأبرأ منه... انتظريني دومًا.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
صفحة 5 من اصل 7 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7
مواضيع مماثلة
» منشورات ميساء البشيتي في الصحيفة الورقية " الصراحة " كندا
» ميساء البشيتي .. قصيدة .
» قصيده للعدوان علي غزه ساعة طلوع الفجر
» إصدارات ميساء البشيتي
» شهادات تقدير ميساء البشيتي
» ميساء البشيتي .. قصيدة .
» قصيده للعدوان علي غزه ساعة طلوع الفجر
» إصدارات ميساء البشيتي
» شهادات تقدير ميساء البشيتي
صفحة 5 من اصل 7
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 - 11:30 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة