نظرة شاملة، بعين عليلة

[center]إذا غاب الضمير و خرس القلب، و شيدت للمبادئ الزنازن، فما ظل للسان أو العقل من دور أو جدوى. أوليس اللسان من يْصرح بالأفكار و بما يدور في القلب من مشاعر؟ أوليس العقل من يْذكر بالمبادئ و يؤول شفرات رسائل الضمير؟ فما بالنا نضعف أنفسنا، فنكرس الأمراض العديدة، و نمرض من كان سليما و نعل من قد صحيحا؟ حقا لقد "ماتت قلوب الناس" و شلت أجسادهم حتى صاروا لا يميزون بين الصالح و الطالح، و بين لحق و الباطل. أما عشنا من النكبات ما يكفينا؟ أم أننا نعيش خارج النكباتِ؟ أما عشنا من الدمار ما يوقظ سباتنا؟ أم أننا لا نكلف أنفسنا عناء التحليلِ؟... تبا لعقول جامدة، و سحقا لألسنة هامدة، و بعدا لأفواه مطبقة. مللنا الظلم، مللنا العذاب مللنا الألم... و مع هذا نأبى استقبال الأمل، بل نصر على الضعف و الذل و الهوان.
أناس تفكر لمستقبلها، و أخرى مخططاتها تحطيم آمالها، و ثالثة تراقبهما و تترصد خطواتهما بعين مجهرية، لتدبر الكمائن الجهنمية، فتحبط بها المخططات. فالفئة الأولى تكرس وقتها و زمانها لغد أفضل، أما الثانية فما همها سوى البحث في الماضي، و النبش في الحقائق المؤلمة، و الأخرى لا تحيى إلا بالمواد و ما يلمس، فتضيع بذلك و قتها للإغراق و الإغراء، و تضيع أعمالها في سبيل حقد تنامى، ناسية أنها من قد يسقط في تلك الحفر و الألغام المدروسة.
فيا من تجاوزوا الحدود، و تكبروا فظلموا الناس،و تجبروا فحطموا الوسائل، و منعوا على الأبرياء السبل ! أما كفاكم من تعذيب و حقد؟ أم أنكم تأبون محو الضغينة و الحسد؟ لا نعلم ماضيكم، لكن "الخطأ لا يبرر بالخطأ". فكفاكم ذنوبا، و كفاكم ما تحملون على أوزاركم هتك للأعراض و ظلم للعباد، فإن دعوة المظلو مستجابة و لو كان كافرا.
الماضي واقع، و الحاضر شيء آخر شبيه بالخيال، فترانا و ما يترقبنا من جديد في الغد؟ أيكون أحسن من ما مضى؟ أم له ستكون تسمية غير ما سمي سالفا، قد نعجز على تحديد مفهوم لها –هي الأخرى- مهما طبقنا من منطق، أو تحولنا إلى فلسفة، أو ظللنا على هاوية؟ أترانا سنكون كما كنا؟ أم سنتغير إلى أحسن؟ أم سنمضي إلى الدرك الأسفل؟ من يدري. للغد أسراره، و للأمس حكمه، و نحن نحاول أن نعيش هذه الأيام، إلى أن يأذن الله، مع تحمل قساوة و تحديات الزمان.
[center][/center]

غاليتي دكتورة كوثر

طرح جميل جدا يا غاليتي ولا بد أن حجم الألم كان كبيرا لولادة نص عميق كهذا

أريد أن أقول لك غاليتي كوثر أن الهزائم والنكسات تضعفنا فتشل تفكيرنا وربما نفقد السيطرة على اللسان فنصبح بحالة هذيان دائم وربما يظهر هناك حالات عديدة من موتى الضمائر الذين تطلق أياديهم في كل مكان فيعيثون فسادا وخرابا

لكن يا غاليتي لا بد ان نتذوق حلاوة النجاح والانتصار في يوم ونقتل كل هذه المشاعر السلبية وننهض من جديد أصحاء العقل واللسان والقلب

كم أشكرك غاليتي على النص العميق وننتظر المزيد من ابداعات يا كوثر

نظرة شاملة، بعين عليلة

نظرة شاملة، بعين عليلة

رد: نظرة شاملة، بعين عليلة