بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أحرفي خائنة
صفحة 1 من اصل 1
أحرفي خائنة
أحرفي ... خائنة !
أيتها الحروف لا تخونيني ، قد كنت طوع بناني
رهن إشارتي ، كنت آمرك أن تنحني له فتنحني بكل وقار ، آمرك أن ترقصي له فتتمايلي بغنج ودلال ،
الآن أريدك أن تكفي عن كل هذا ، أن تكفي عن ذكر اسمه على مسمعي ، عن ترديده كسيمفونية الربيع
في ليالي الشتاء الباردة ، فلماذا أيتها الحروف لا تستجيبين ؟
أعلم أني وإياك أمضينا عمرا ً في حبه ، غافلنا الزمن وغرقنا في حبه ، تجاهلنا سنوات العمر الهاربة إليه
ولكن هذا يكفي ، ويجب أن تكفي الآن عن حبه !
يجب أن يصبح ذكرى ! مجرد ذكرى ، تغلفها علب النسيان ، لا أريده أملا ًيحيا بين ضلوعي ، لا أريده الماضي والحاضر والمستقبل ، لا أريده الآن ، لا أريده.
أيتها الأحرف الخائنة لماذا كلما حاولت جمعك أو تفريقك ، كلما حاولت رسمك أو تصفيفك ، كلما حاولت حتى بعثرتك لا تكتبين إلا اسمه ؟ لا تنطقين إلا اسمه ؟ أما زلت تحبينه ؟ أما زلت تنتظرينه وتطلبين وده ؟
لا تخونيني أيتها الحروف ،لا تخني أيها المداد ، لا تخونيني أيتها الأنفاس ، لا تذبحيني أيتها الحيرة .
يقتلني السؤال : لماذا ؟ لماذا كلما حاولت أن أجهض حبه أراه يبعث من جديد ؟ يبعث أكثر قوة وعنفا ً ، أكثر صدقا ًوطهارة ، أكثر نبلا ًوشهامة ، أكثر دفئا ً وحرارة ،حبا ًيسكنني ، يسكن أنفاسي ، يسري بدمي ، يمدني بالحياة ، حباً حقيقيا ً يتملكني وليس مجرد طيف يأتيني بالمنام ولا زائر يؤنس وحدة المساء ، حبا ً ينثر الفرح في دربي، يعبّد الطريق إلى قلبي يرصفها بالأمل .
حبا ً لا يفارق ليلي ولا يخشى نهاري ، لا يهاب تقلبات
الدهر وتقلباتي ، حبا ً لا يثنيه برق الشتاء ورعده ، لا تحرقه خيوط الشمس الملتهبة ولا تعصف به أعتى الرياح ، حبا ً صامد ا ً كنخلة امتدت جذورها لالآف السنين ، شامخا ً كجبل تذوب بين أقدامه أمواج البحر وتنكسر على أضلاعه أعاصير المدى وزلازل الأيام .
الآن هو ليس لي ، لم يعد لي ، أخذته مني الأيام ،سلبته من بين أناملي الأقدار ويجب أن يرحل ،يجب أن يرحل هو لن يرحل الآن .. لن يرحل وأنا أتعبتني الأيام ، ضجرتُ من صبري ، ضجرتُ من انتظاري ، من قلبي ، من مدادي ، من ضعفي ، من أحرفي ، من خيبة الأمل !
آه يا أحرفي ، هل آوي إلى كهف فأغيب فيه مئات السنين ؟ وأعود في زمن هو ليس فيه وأنا لست منه وأنت أيتها الأحرف الخائنة لست لي ، لست مني.
زمن أنسى فيه من أنا ، أنسى فيه اسمي ، الذي كان اسمي .
ولكنني أخشى أن تخوننني ذاكرتي أيضا ً فلا تتذكر سوى اسمه ، أخشى أن اسمه لا تطويه السنين وأنه يبعث من الكهوف ! أعينيني يا حروفي ، أعينيني أيتها الأحرف الخائنة ، أعينيني على عدم ذكر اسمه ، أعينيني على وئده ! أعينيني أيتها الأحرف الخائنة.
أيتها الحروف لا تخونيني ، قد كنت طوع بناني
رهن إشارتي ، كنت آمرك أن تنحني له فتنحني بكل وقار ، آمرك أن ترقصي له فتتمايلي بغنج ودلال ،
الآن أريدك أن تكفي عن كل هذا ، أن تكفي عن ذكر اسمه على مسمعي ، عن ترديده كسيمفونية الربيع
في ليالي الشتاء الباردة ، فلماذا أيتها الحروف لا تستجيبين ؟
أعلم أني وإياك أمضينا عمرا ً في حبه ، غافلنا الزمن وغرقنا في حبه ، تجاهلنا سنوات العمر الهاربة إليه
ولكن هذا يكفي ، ويجب أن تكفي الآن عن حبه !
يجب أن يصبح ذكرى ! مجرد ذكرى ، تغلفها علب النسيان ، لا أريده أملا ًيحيا بين ضلوعي ، لا أريده الماضي والحاضر والمستقبل ، لا أريده الآن ، لا أريده.
أيتها الأحرف الخائنة لماذا كلما حاولت جمعك أو تفريقك ، كلما حاولت رسمك أو تصفيفك ، كلما حاولت حتى بعثرتك لا تكتبين إلا اسمه ؟ لا تنطقين إلا اسمه ؟ أما زلت تحبينه ؟ أما زلت تنتظرينه وتطلبين وده ؟
لا تخونيني أيتها الحروف ،لا تخني أيها المداد ، لا تخونيني أيتها الأنفاس ، لا تذبحيني أيتها الحيرة .
يقتلني السؤال : لماذا ؟ لماذا كلما حاولت أن أجهض حبه أراه يبعث من جديد ؟ يبعث أكثر قوة وعنفا ً ، أكثر صدقا ًوطهارة ، أكثر نبلا ًوشهامة ، أكثر دفئا ً وحرارة ،حبا ًيسكنني ، يسكن أنفاسي ، يسري بدمي ، يمدني بالحياة ، حباً حقيقيا ً يتملكني وليس مجرد طيف يأتيني بالمنام ولا زائر يؤنس وحدة المساء ، حبا ً ينثر الفرح في دربي، يعبّد الطريق إلى قلبي يرصفها بالأمل .
حبا ً لا يفارق ليلي ولا يخشى نهاري ، لا يهاب تقلبات
الدهر وتقلباتي ، حبا ً لا يثنيه برق الشتاء ورعده ، لا تحرقه خيوط الشمس الملتهبة ولا تعصف به أعتى الرياح ، حبا ً صامد ا ً كنخلة امتدت جذورها لالآف السنين ، شامخا ً كجبل تذوب بين أقدامه أمواج البحر وتنكسر على أضلاعه أعاصير المدى وزلازل الأيام .
الآن هو ليس لي ، لم يعد لي ، أخذته مني الأيام ،سلبته من بين أناملي الأقدار ويجب أن يرحل ،يجب أن يرحل هو لن يرحل الآن .. لن يرحل وأنا أتعبتني الأيام ، ضجرتُ من صبري ، ضجرتُ من انتظاري ، من قلبي ، من مدادي ، من ضعفي ، من أحرفي ، من خيبة الأمل !
آه يا أحرفي ، هل آوي إلى كهف فأغيب فيه مئات السنين ؟ وأعود في زمن هو ليس فيه وأنا لست منه وأنت أيتها الأحرف الخائنة لست لي ، لست مني.
زمن أنسى فيه من أنا ، أنسى فيه اسمي ، الذي كان اسمي .
ولكنني أخشى أن تخوننني ذاكرتي أيضا ً فلا تتذكر سوى اسمه ، أخشى أن اسمه لا تطويه السنين وأنه يبعث من الكهوف ! أعينيني يا حروفي ، أعينيني أيتها الأحرف الخائنة ، أعينيني على عدم ذكر اسمه ، أعينيني على وئده ! أعينيني أيتها الأحرف الخائنة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي