سلسلة حافية القدمين والبحر جزء 4

4

من الغرائب يا بحر بل ومن العجائب أيضًا ولا أريد أن أطيل عليك أكثر في سرد الحكاية؛ أخشى من زوبعة صغيرة تلوح بها أمواجك_ قد تكون زوبعة في فنجان قهوة الصباح ليس إلاَّ_ لكنك يا بحر غبتَ طويلًا في آخر غياب لك، وأنا لديَّ الكثير من العتاب وسوء الظن، ولولا هذه الموجة الناعمة التي امتدت من تحت إبطك الآن وضمتني إليك بحنان، لقلت في نفسي: ملَّ البحر مني وأصبح يستعذب البعاد ويستطيب الغياب، ولراودتني فيك أسوأ الظنون.

لولا هذه الموجة الحنونة التي داعبت خصلات قلبي وغرست نبضة حب جديدة في مسامات روحي لخفت يا بحر من موجة كبيرة تحملني مرة أخرى، وتلقي بيَّ إلى رمال الشاطىء؛ فأعود من جديد لممارسة طقوس الانتظار التي أجهل تمامًا كم ستطول هذه المرة؟!

الصبر يا بحر فأنا أحب البوح بين ذراعيك وعلى مهل.

جارة الورد، ترسل إليَّ كل يوم وردة، أبدأ الصباح من حدائقها؛ فأكتب إليك على أوراقها قصائد العشق، ومواعيد اللقاء، وعناوين أرصفة السهر.

وَشَت بك جارة الورد، باحت بسِّرها العظيم إليَّ، (البحر يحبني) قالتها بجرأة العاشق، وأَخَذت تتلو على مسامعي تراتيل الشوق وأشعار الغزل والقصائد المطولة والمدورة، المخملية والحريرية، التي كُنتَ تهديني إياهم أيام الحبِّ الأول والتي بِتُ افتقدها منذ آخر غياب لك، وأنا أواسي نفسي وأهدئها بأنه: تُاه في زحمة العمر، أخذته رياح غريبة إلى غير ديار، هرم في بلاد الغرباء، أصابته شيخوخة خريفية الأطوار.

لكنه لا بدَّ أن يهزم الريح، ويعود مع أول خيوط الصيف، يفترش حدائق السمر، ويغني كعادته السابقة مواويل الميجانا والعتابا.

وعُدتَ يا بحر، عُدتَ كما كُنتَ! لم تهرم أبدًا بل ازددت شبابًا، وامتلأت حبًا، ونضج الشيب في مقدمة رأسك، واتسعت بحة الشوق في صوتك، فهل أنتَ كما وَشَت بك جارة الورد: كُنتَ تمطرعينيها بغيمات من قصائد العشق والغزل، أم أنها كانت أضغاث أحلام من طول ليالي السهر؟!

أنا حين صفعتني رياح الشك، حرت في أمرها وأمري، لكني بلعتُ دهشتي في صمت وقهر؛ فلم أدرِ بماذا أجيب جارة الورد، وكيف أرد الصفعة عن قلبي وأعيد إليها حدائق الورد؟

يبس البحر في جوفي وتجمد في شراييني، تشظى قلبي من فرط الصدمة وتناثرعلى أوراق القصيد كجحافلٍ من السراب على مداخل المدينة، واحترقت بلهيب الشك فتصاعدت روحي إلى عيون السماء أبخرة سوداء، لكنها لم تمطر!

ألم أقل لك يا بحر يأتون كإعصار، ويمضون كإعصار، ويخلفون وراءهم قلوبًا بطش بها إعصار.

هل تستطيع يا بحر بكل ما أوتيت من قوة أن تمحو كل هذا الظلم،الكذب، الأعاصير الهوجاء، زلازل الغيرة والحسد، البراكين التي تفجرها حدائق الورد وجارة الورد عند عتبات الصباح، أجبني يا بحر: هل تقوى على مواجهة مكرهم وخداعهم وجبروتهم، أم أنني أحتمي بالحبيب الخطأ؟!

وأكثر من قراءة واحدة كلوحة جميلة لا يكفي النظر اليها دون تمعن

أدام ربي عليك نعمة الإبداع

رأفت العزي كتب:وأكثر من قراءة واحدة كلوحة جميلة لا يكفي النظر اليها دون تمعن

أدام ربي عليك نعمة الإبداع

ما يكفيني هو هذا الحضور الجميل
في هذا الوقت الصعب أن تستطيع هذه الحروف البسيطة
أن تستوقفك ولو لمجرد التأمل فهذا كثير جدًا
دمت بكل البهاء الذي يليق بك أخي العزيز @رأفت العزي

0094

جارة الورد، ترسل إليَّ كل يوم وردة، أبدأ الصباح من حدائقها؛ فأكتب إليك على أوراقها قصائد العشق، ومواعيد اللقاء، وعناوين أرصفة السهر.

راقت لي فاقتبستها
لامست جرحا كان في الماضي
وعااااد

عصفورة الشجن شكرا يا صديقتي على مساحة البوح الرائعة
كم أتمنى لو تهديني هذا البحر
بداخلي بركان يكاد ينفجر

سلسلة حافية القدمين والبحر جزء 4

سلسلة حافية القدمين والبحر جزء 4

رد: سلسلة حافية القدمين والبحر جزء 4

رد: سلسلة حافية القدمين والبحر جزء 4

رد: سلسلة حافية القدمين والبحر جزء 4

رد: سلسلة حافية القدمين والبحر جزء 4