(يا ليل الصب)

يا ليل الصب
في القلب ِحبيبي مَرْقدُهُ=يَغفو وعيوني ترْصُدُهُ
يُدْمي جَنبيَّ تأوهُهُ=ويُميت ُ القلبَ تنهُّدُهُ
يمشي مُعْتزا بقوامٍ=لو مرَّ بنهر يوقده
ويهزّ بحاجبه سيفا=دِلاً ً في قلبيَ يُغمده
عسليُّ العين مُدَللها=حنطيُّ الخدِّ مُوَرّدُه
يطعمني الشهدَ بإصبعه=فيطيبُ هناك تؤوّدُه
ميلي إن شئت ِ بلا كاس ٍ=فلماك –رضابُك مسجدُه
قلبي يتمايل في طرَب ٍ=مِن لحن ٍ بات يُرَدِّدُهُ
قبَّلت ُعيونهُ في حلم ٍ=فمشى في صدري مَوْْقِدُهُ
فأمدُّ يميني مُلتمِسا=لكنَّ يسارَه تُبعدهُ
كم كنت ُ أُحَلِّق ُ مُنتشِياً=إن مَرَّت ْ فوق يدي يدُهُ
َشهدُ الجنات بمبسمه=لومَسّ شقيا يُسْعِده
إن أخذت ْ محبوبي سِنة ٌ=صدري في الليل أُوَسِّدُهُ
أصبحت ُ وشَعرُك ِ فوق يدي=برموشي رحت ُ أُمَسِّده
شفتاك كم التقتا بفمي=يا من ما ضينا تجْحَدُهُ
قلبي إن جاءك َ مُعْتذرا=بسياط ِصدودِكَ َتجلِدُهُ
أشتاق ُ الوصلَ وترفضهُ=وأذمُّ البعدَ وتحْمدُهُ
ويئنُّ البابُ لِبُلْبُلِنا= فتقومُ إليه و توْصِدهُ
أوجعت َ فؤادي مِن كَمَدٍ=وحرارة بُعدك َ توقِدُهُ
قد كنت ِ لنا نهرا شبِماً=وبكلِّ زلالٍ ترْفِدُهُ
هل غاض البئرُبكوثره=أمْ جَف َّ النهرُ ومَوْرِدُهُ
مَلَّكْتكَ عُمْري في زمن ٍ= عَز َّ المملوكُ وسَيِّدُهُ
بالله ترَفق ْ في كبدٍ= يُضنيهِ البعدُُ ويُجْهِدُهُ

شعرت نفسي أغني هذه القصيدة
شاعرنا العزيز صبحي ياسين ..
يا مساء الأنوار
أعادتني هذه القصيدة إلى ذكريات الزمن الجميل .. إلى شجرة اللبلاب وتلك الحكايات الجميلة .. قصيدة من أروع ما يمكن ومن أعذب ما يمكن .. محظوظة عصفورة الشجن بقصيدة كهذه وبشاعر جميل كصبحي ياسين .. دمت وسلمت لنا أخي والله يبارك فيك ويسعدك .

:0047: