وما أدراك ما "الكورونا"؟!

منذ أن انتشر هذا الوباء اللعين المعروف بالكورونا وأنا أتجنب الحديث عنه...طبعا رفعنا سقف الاحتياطات حتى بلغت عنان السماء وكان يعزينا أننا إن كنا نبالغ في الحرص فهذا عاد علينا بالفائدة ووقانا من شر هذه الكورونا.

وبعد أن هدأت وتيرة الكورونا وأصبحت من الأمراض التي ممكن أن يألفها الإنسان طبعا بعد أن أخبرونا أنها قد تشكل أعراضًا بسيطة يتحملها أي شخص مهما كانت بنيته الجسدية ضعيفة طبعا إلى حد ما... بعدها قررنا كعائلة أن نخرج للعالم ونتنفس بعد سنوات من التزام البيت وعدم الاختلاط وفرض التباعد على كل نفس خارج أو داخل وقررنا أن نقضي إجازة العيد في الخارج ولكن طبعا تقسمنا إلى فرق.

الفريق الأول وكان زوجي وأصحابه يذهبون لقضاء بضعة أيام ثم العودة ونذهب نحن الفريق الثاني باليوم التالي بالضبط وكذلك الفريق الثالث لنلتقي جميعا أخر ايم العيد وهكذا نكون قد أمضينا إجازة جميلة خارج البلاد وهذا كان لأول مرة نسافر فيها جميعنا وأثناء العيد ولا نقضي إجازة العيد مع بعضنا البعض.

عاد أول المسافرين زوجي وكان سعيدًا جدا وقررنا أن نحتفل بعودته وأعددنا العشاء وجلسنا جميعنا دون استثناء معه لتناول العشاء ولم يبدو عليه أي شيء ينذر بوقوع العاصفة!

في مساء اليوم التالي ذهبنا نحن الفريق الثاني أنا وبناتي لقضاء إجازة العيد ومن ثم ذهب الفريق الثالث ابنتي وزوجها وطفلها الرضيع وبقيت مربية الطفل في المنزل.

وصلنا بعون الله وذهبنا للأوتيل وكل شيء ممتاز جدا باستثناء تعب السفر والمطارات.

خبرتني ابنتي أن ابنها عليه حرارة مرتفعة وانزعجنا وقامت بأخذه إلى الطوارئ لترتفع حرارته حتى تصل 41 درجة فانزعجنا جدا ولم نفهم؟!

في صباح اليوم التالي صحوت على خفقان شديد وتعب مخيف وخفت هل أستدعي الطبيب أم أذهب إلى المشفى ولمت نفس أنني سأخرب الرحلة .. قست الحرارة فكانت مرتفعة عندها ساورني شك هل أصبت بالكورونا؟

تناول المسكن وكتلت ملاحظة على هاتفي أنني مريضة وحرارتي مرتفعة ... لكن طبعا في العصر ذهب إلى المشفى وقال لي الطبيب لا يمكننا الفحص لأنه إن ظهرت النتيجة ايجابية فسيت حجزك هنا والأفضل أن تأخذي علاجك وتعودي لبلدك وهناك تتأكدي بنفسك فقد تكون مجرد نزلة البرد بفعل الأمطار المفاجئة ليلة أمس.

كلمت زوجي وطلبت منه أن يفحص فكانت النتيجة إيجابية وبدأ يأخذ الدواء وهو وحده.

بدأت أخذ علاجي وأنا في الأوتيل وهاتفت ابنتي لتخبرني أنها وزوجها والطفل يعانون من حرارة شديدة ولا يستطيعون الفحص حتى لا يحتجزوا وأنهم سيعودون بعد غد.

طبعا أصبح من المتوقع أننا أصبنا بالكورونا ولكننا لن نستطيع الإخبار حتى لا نحتجز.

عادت ابنتي وزوجها ورضيعها وهم تحت وطأة الحمى والتعب ليكتشفوا أن المربية تعاني من نفس الأعراض ولكن لم ترافقها حرارة.

في اليوم التالي مرضت ابنتي الثانية وأصبحنا اثنتين نعاني من ارتفاع الحرارة وتعب ولزمنا الفراش بانتظار السفر.

يوم السفر مرضت بنتي الثالثة وابنتى الرابعة كانت قد أصيبت قبل السفر وخفنا أن تعود فتصاب وكان الوضع سيء للغاية حرارة تنهشنا وتعب وأمامنا سفر طويل والمشكلة أنني تفاجئت في المطار أنني لا أستطيع المشي من تنميل الأطراف بسبب الكورونا ولم نكن نعلم ... كنا بحالة يرثى لها الجميع متعب يعاني من ارتفاع الحرارة والسعال وآلالام الكورونا كلها.

العناية الإلهية ساعدتنا لنصل المنزل ونفحص بحيث كانت كل النتائج إيجابية بما فيهم الرضيع!

وحجرنا على أنفسنا عائلة كاملة تعاني من الكورونا مع أعراض شديدة جدا .

بدأنا نتماثل للشفاء وتم أسعافي للمشفى وإعطائي العلاج اللازم وها نحن بفضل الله بدأنا نتماثل للشفاء.

أصعب وأقسى شعورعندما تكون فلذة كبدك تعاني من الحمى الشديدة والتعب والوهن وهي على السرير المجاور لسريرك، تنظر إليها بإنهاك شديد ولا تستطيع أن تفعل لها شيئًا لأن الحمى أنهكتك أنت أيضًا... طبعا وعلى السرير المجاور أبنتك الثانية والحمى تكاد تفقدها وعيها وأنت لا تستطيع أن تحرك ساكنًأ.

وفي رقعة أخرى من هذا العالم ابنتك ورضيعها وزوجها والحمى تنهش عظامهم ولا من يحضنهم بدفء ويخفف وجعهم.

وفي رقعة ثالثة الزوج يعاني بصمت شديد من آلام الحمى وحده!

الكورونا في أبشع صورها.

وما أدراك ما "الكورونا"؟!

وما أدراك ما "الكورونا"؟!

رد: وما أدراك ما "الكورونا"؟!

رد: وما أدراك ما "الكورونا"؟!

رد: وما أدراك ما "الكورونا"؟!

رد: وما أدراك ما "الكورونا"؟!

رد: وما أدراك ما "الكورونا"؟!

رد: وما أدراك ما "الكورونا"؟!

رد: وما أدراك ما "الكورونا"؟!

رد: وما أدراك ما "الكورونا"؟!

رد: وما أدراك ما "الكورونا"؟!