اعذرينا يا سالي / بقلم سماح أحمد عبد العليم

اعذرينا يا سالي
مقال / بقلم سماح أحمد عبد العليم

عاش الشعب الفلسطيني مُهجَّراً... ممنوعاً ومُطَارَداَ... عاش لاجئ في أرضه وفي غير أرضه
أفتحَ عينيه علي سماع صوت اللجوء ينخر في جسده , واستمر يمشي مع الشمس ليحصد سمسمة العيش الطاهر
يقطرُ عرقاً ولا يتأوي , ويُسرقُ رغيف خبزه أينما كان .
نزفت جراحاته منذ أول مركبة هُجِر فيها ولا زالت, سلك الدرب وخاض المعركة, زحف نحو الخلود بخطيً ثابتة, ولم يبيع الوطن... بقيَّ كالسنديان في وجه الرياح المتآمرة عليه , يدفع ضريبة فلسطينيته ولجؤه .
ضريبة جديدة هذه المرة تدفعها سالي حماد فتاة فلسطينية سورية تعيش في مخيم اليرموك , تنزفُ نتائج الصمت والتخاذل , لتصنع من جراح الظلم والقيد أهات تدويها كل مخيمات اللجوء في سوريا وفي غير سوريا , لا بل أهات يصرخها كل انسان شريف وحر , فتنجب مجداً ضائعاً من كرامة الحكام والمسؤولين والمتخاذلين والمتعاونين ...
وتجبر كل مؤسسات حقوق الانسان والمرأة علي اعادة النظر في صياغة وتطبيق قوانينها الكاذبة .
سالي حماد بريئة من الصراع السوري , فوقعت ضحية الصراع الهمجيّ اللاإنساني

لكِ يركع المجد صاغراً يا سالي
يا حفيدة اللجوء الفلسطيني
يا صوت المظلومين والمقهورين
وعارٌ كل العار
علي المتخاذلين والصامتين بحقكِ المشروع يا ابنة الوطن

كلام موجع لحقيقة اكثر وجعاً .. بداية الأطفال خارج أي صراع ولكن أن يزج بالأطفال والطفولة كدروع بشرية وكوسائل ضغط وترهيب وترويع واستغلال فهذا شيء بشع للغاية ويجب ألا يسكت عنه ..
كان الله في عون الفتاة الفلسطينية المهجرة سالي حماد وكان في عون أسرتها وردها لذويها بالسلامة ..
سماح الرائعة .. قلم رائع يتحدى الصعاب .. بوركت يا غالية وحماك الله .