بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
قصص من واقع الحال في غزة الآن بقلم د . مازن صافي
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رد: قصص من واقع الحال في غزة الآن بقلم د . مازن صافي
#مجمع_ناصر_الطبي
7/8/2014
وأخيرا ظهر جثمان الشهيد سليم صوالي
في ليلة رمضانية وفي اليوم العاشر من تموز 2014 ، تم قصف استراحة على شاطيء بحر غزة، راح ضحيتها أكثر من ستة من الشهداء
/ والشهداء هم: الأشقاء إبراهيم وسليم وحمدي صوالي, والشقيقان ابراهيم ومحمد قنن, والشهداء من عائلة الأسطل الشقيقان سليمان وأحمد الأسطل, والشبل موسي الأسطل.
ليلتها وصلنا في الطواريء بالمستشفى جميع الشهداء غارقين في الرمال وماء البحر ولكن بقي سليم بديع صوالي مفقودا .. وفي نفس الليلة والأيام التالية بحث عنه ولكنه لم يجد .. واستمرت الحيرة والنيران في قلب ذويه وأحبائه وهو يتساءلون اين ذهب سمير .. مع يقين تام انه استشهد .. ولكن اين الجسد واين الجثة ..
اليوم الساعة السابعة الا عشر دقائق وبعد استخدام حفار كبير وفي نفس المنطقة وعلى بعد سبعة امتار وبعد رفع الرمال ظهرت اليد، وتوقف الحفر وتحول الى الحفر باليدين وقد وصلوا الى الماء، وبعد دقائق تم انتشال الجثة وتعرف عليه ذويه ومعارفه بالرغم من تحلل الجسد بنسبة لا تقل عن 30% ، ولكن ملامح الوجه كنت واضحه انه سليم بديع صوالي الشهيد الثالث للحاج بديع صوالي ، والان يتم أخذ جثمانه الطاهر من المستشفى ليتم دفنه بجانب إخوانه وحسبنا الله ونعم الوكيل.
7/8/2014
وأخيرا ظهر جثمان الشهيد سليم صوالي
في ليلة رمضانية وفي اليوم العاشر من تموز 2014 ، تم قصف استراحة على شاطيء بحر غزة، راح ضحيتها أكثر من ستة من الشهداء
/ والشهداء هم: الأشقاء إبراهيم وسليم وحمدي صوالي, والشقيقان ابراهيم ومحمد قنن, والشهداء من عائلة الأسطل الشقيقان سليمان وأحمد الأسطل, والشبل موسي الأسطل.
ليلتها وصلنا في الطواريء بالمستشفى جميع الشهداء غارقين في الرمال وماء البحر ولكن بقي سليم بديع صوالي مفقودا .. وفي نفس الليلة والأيام التالية بحث عنه ولكنه لم يجد .. واستمرت الحيرة والنيران في قلب ذويه وأحبائه وهو يتساءلون اين ذهب سمير .. مع يقين تام انه استشهد .. ولكن اين الجسد واين الجثة ..
اليوم الساعة السابعة الا عشر دقائق وبعد استخدام حفار كبير وفي نفس المنطقة وعلى بعد سبعة امتار وبعد رفع الرمال ظهرت اليد، وتوقف الحفر وتحول الى الحفر باليدين وقد وصلوا الى الماء، وبعد دقائق تم انتشال الجثة وتعرف عليه ذويه ومعارفه بالرغم من تحلل الجسد بنسبة لا تقل عن 30% ، ولكن ملامح الوجه كنت واضحه انه سليم بديع صوالي الشهيد الثالث للحاج بديع صوالي ، والان يتم أخذ جثمانه الطاهر من المستشفى ليتم دفنه بجانب إخوانه وحسبنا الله ونعم الوكيل.
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: قصص من واقع الحال في غزة الآن بقلم د . مازن صافي
#مجمع_ناصر_الطبي
6/8/2014
في اليوم الثاني للهدنة تستمر رحلة البحث عن المفقودين بدات أمس، فكل من لديه مفقود قد بحث في كل مكان، تحت اي شجر او جذع نخلة او كومة تراب او بيت مهدوم او مقصوف، عملية بحث طويلة وقاسية ومؤلمة جدا، والأصعب حين يتم اخبار الأب أن إبنه المفقود كان آخر مرة مرتديا ملابس لونها هكذا او حذاؤه كان هكذا، وهو الذي كان يبحث عن إبنه وهو على غير ما قيل له ، ويعود البحث بين الشهداء المجهولين، فلربما كان بينهم وهو لا يعرف، فالجثث متنفخة وبعضها متحلل والبعض متفحم اسود ..
وهناك من لا يجد مفقوده، فيبحث عن أي أخبار ربما لازال حيا، فكل شيء بيد الله، وربما تم اعتقاله ضمن ممن تم اعتقالهم من الشباب، لا أحد يفقد الأمل ، ويبقى ان ترى ابنك بين يديك شهيدا وتدفنه اهدا بالا وحرقة في القلب من ابنك المفقود ولا تعرف اين هو ... حالات متشابهات في قرى خانيونس الشرقية .. ولازال البحث جاريا .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
6/8/2014
في اليوم الثاني للهدنة تستمر رحلة البحث عن المفقودين بدات أمس، فكل من لديه مفقود قد بحث في كل مكان، تحت اي شجر او جذع نخلة او كومة تراب او بيت مهدوم او مقصوف، عملية بحث طويلة وقاسية ومؤلمة جدا، والأصعب حين يتم اخبار الأب أن إبنه المفقود كان آخر مرة مرتديا ملابس لونها هكذا او حذاؤه كان هكذا، وهو الذي كان يبحث عن إبنه وهو على غير ما قيل له ، ويعود البحث بين الشهداء المجهولين، فلربما كان بينهم وهو لا يعرف، فالجثث متنفخة وبعضها متحلل والبعض متفحم اسود ..
وهناك من لا يجد مفقوده، فيبحث عن أي أخبار ربما لازال حيا، فكل شيء بيد الله، وربما تم اعتقاله ضمن ممن تم اعتقالهم من الشباب، لا أحد يفقد الأمل ، ويبقى ان ترى ابنك بين يديك شهيدا وتدفنه اهدا بالا وحرقة في القلب من ابنك المفقود ولا تعرف اين هو ... حالات متشابهات في قرى خانيونس الشرقية .. ولازال البحث جاريا .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: قصص من واقع الحال في غزة الآن بقلم د . مازن صافي
مجمع_ناصر_الطبي
8/8/2014
نور أبوطير .. فتاة في مقتبل العمر.. أصيبت في القصف الاسرائيلي في بلدتها في القرى الشرقية بخانيونس، ونقلت الى المستشفى، وكانت اصابتها خطيرة جدا، واجريت لها عملية جراحية ونزفت الكثير من الدماء، ومن ثم نقلت الى قسم الجراحة ومنها الى قسم العناية المركزة لسوء حالتها وتم نقل لها دماء كثيرة وكانت تنزفه في نفس الوقت، ودخل والدها على ابنته التي كانت تعاني في غيبوبتها، وهناك رفع يده الى رب السماء يدعو لها ويقول " اللهم عوضني خيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل " .. ولم ينتظر اكثر من دقيقتين وخرج وكأنه يودعها، وفي اليوم التالي غادرت الى المستشفى الميداني في العريش ومنه نقلت الى مستشفى الزقازيق بالشرقية، لتستشهد هناك .. وبين رحلة الاصابة في الشرقية بخانيونس، وخروج الروح الى بارئها شهيدة في مصر بالشرقية، نزف الى الكون كله نور الشهيدة التي حملت شكواها الى رب الكون من ظلم العباد والعالم وتركنا في غزة لوحدنا نعاني من الأوجاع من المتآمرين من العرب والمسلمين و حسبنا الله ونعم الوكيل .. وكأن دعوات والدها نكملها " اللهم عليك بكل هؤلاء فانهم لا يعجزونك يا الله " . رحم الله شهداءنا الاكرم منا جميعا .
8/8/2014
نور أبوطير .. فتاة في مقتبل العمر.. أصيبت في القصف الاسرائيلي في بلدتها في القرى الشرقية بخانيونس، ونقلت الى المستشفى، وكانت اصابتها خطيرة جدا، واجريت لها عملية جراحية ونزفت الكثير من الدماء، ومن ثم نقلت الى قسم الجراحة ومنها الى قسم العناية المركزة لسوء حالتها وتم نقل لها دماء كثيرة وكانت تنزفه في نفس الوقت، ودخل والدها على ابنته التي كانت تعاني في غيبوبتها، وهناك رفع يده الى رب السماء يدعو لها ويقول " اللهم عوضني خيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل " .. ولم ينتظر اكثر من دقيقتين وخرج وكأنه يودعها، وفي اليوم التالي غادرت الى المستشفى الميداني في العريش ومنه نقلت الى مستشفى الزقازيق بالشرقية، لتستشهد هناك .. وبين رحلة الاصابة في الشرقية بخانيونس، وخروج الروح الى بارئها شهيدة في مصر بالشرقية، نزف الى الكون كله نور الشهيدة التي حملت شكواها الى رب الكون من ظلم العباد والعالم وتركنا في غزة لوحدنا نعاني من الأوجاع من المتآمرين من العرب والمسلمين و حسبنا الله ونعم الوكيل .. وكأن دعوات والدها نكملها " اللهم عليك بكل هؤلاء فانهم لا يعجزونك يا الله " . رحم الله شهداءنا الاكرم منا جميعا .
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: قصص من واقع الحال في غزة الآن بقلم د . مازن صافي
#مجمع_ناصر_الطبي
9 أغسطس الكرامة 2014
ويأتي صباح اليوم يا أبي .. وانتظرت طلتك واوراقك الثبوتية .. دعوت طوال الليل ان يخفف عني الحرارة المزعجة والتي وصلت كما اخبرني الحكيم الى اكثر من 40 درجة .. وكنت اغرق في عرقي .. وساعدني مرافق مريض أمامي في ان يبرد جسدي بالماء .. وكنت ممنوعا من الشرب .. ورجوت الطبيب ان ارتشف بعض الماء .. وبعد الحاح شديد وعلى مضض شديد سمح لي باقل من 2 مل من الماء البارد .. وشعرت انني دخلت الحياة بهذه القطرات الباردة .. وأخبرني هذا الشهم انني بعد ذلك دخلت في ارتجافات سريعة وذهبت الى النوم، وبدأت الحرارة تخف تدريجيا بعد ان اعطاني الحكيم إبرة في جنبي الأيمن ..
أبي اليوم وقالوا لي هنا أنناسنذهب الى مستشفى المقاصد في القدس .. أجمل ما في الرحلة انني سأذهب الى أجمل مدن العالم عاصمتنا ... أن اصاب وان اراها فهذا الأمر يسعدني جدا .. وارجو ان تأتي سريعا ولا تنسى الأوراق الثبوتية لكي لا يتأخر موعد سفري من هنا .. فالطبيب قال لي انه يجب ان اسافر في اسرع وقت حفاظا على حياتي ..
والدي الحبيب: شعرت صباح اليوم بارتفاع حرارتي وسمح لي بضعف كمية الماء وكانت مثلجة ومنحت نصف كوب من اللبن وقطعة من التين الذي أحبه .. وها أنا قد جهزت نفسي .. فقد تم التغيير على جرحى بشاش ابيض جميل .. هو فخر لنا والدي .. فلا تغضب .. ملابس العيد كما تعلم قد تمزقت او احترقت او دفنت مع منزلنا الذي تم قصفه .. او ان امي قد كانت تحمله وقد استشهدت تحت القصف ومعها اخواتي الثلاثة واخي الكبير والصغير وجدي .. لم يبق لي الا انت والدي واخي الصغير الذي كان عند خالتي .. ارجوك لا تتأخر فقد اشتقت كثيرا لتراب عاصمتنا المقدس ..
ملاحظة: لم يعلم هذا الطفل الجميل ان والده استشهد ايضا وانه لن يراه ايضا، فقد كان مصابا وبترت رجليه ويده اليمنى واصيب بشظايا في قاع الدماغ ولم يصمد ساعتين .. وذهب شهيدا
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: قصص من واقع الحال في غزة الآن بقلم د . مازن صافي
#مجمع_ناصر_الطبي
11/8/2014
سليمان .. شاب تنظر في وجه الوضاء تشعر ان الدنيا جميلة جدا، عيناه ما أصفى لونهما .. تتسعان الكون .. وبشرة عربية فلسطينية تريحك من اول نظرة ..
سليمان في بداية العشرينيات من العمر ... لاحقته قذيفة وهو يخرج من بيته هروبا من الموت هو وأسرته، أصابته مباشرة، حين استقبلناه في قسم الطواريء، كنت حالته حرجة جدا، فقد اصابت القذيفة أطرافه السفلية، وكانت ممزقة وكأنها وضعت في جهاز لتفتيت اللحم عن العظم، وكان ينزف كثيرا ، ويداه كانتا متورمتان، كان القرار من البداية ان رجليه سوف يتم استئصالهما، اما يداه فتحتاجان الى ان توضعا في الجبس .. اليوم شاهدته، كان حوله البعض من اسرته، كان يضحك وفي سعادة غامرة، وفي سؤالي لزميلي الممرض عنه، قال لي ان معنوياته مرتفعة جدا، وهو كثير المزاح، ولكنه في نفس الوقت يكون في قمة العصبية حين ينتابه الوجع .. اللهم اشفى مصابينا وخفف عنهم وارحم شهداؤنا .
11/8/2014
سليمان .. شاب تنظر في وجه الوضاء تشعر ان الدنيا جميلة جدا، عيناه ما أصفى لونهما .. تتسعان الكون .. وبشرة عربية فلسطينية تريحك من اول نظرة ..
سليمان في بداية العشرينيات من العمر ... لاحقته قذيفة وهو يخرج من بيته هروبا من الموت هو وأسرته، أصابته مباشرة، حين استقبلناه في قسم الطواريء، كنت حالته حرجة جدا، فقد اصابت القذيفة أطرافه السفلية، وكانت ممزقة وكأنها وضعت في جهاز لتفتيت اللحم عن العظم، وكان ينزف كثيرا ، ويداه كانتا متورمتان، كان القرار من البداية ان رجليه سوف يتم استئصالهما، اما يداه فتحتاجان الى ان توضعا في الجبس .. اليوم شاهدته، كان حوله البعض من اسرته، كان يضحك وفي سعادة غامرة، وفي سؤالي لزميلي الممرض عنه، قال لي ان معنوياته مرتفعة جدا، وهو كثير المزاح، ولكنه في نفس الوقت يكون في قمة العصبية حين ينتابه الوجع .. اللهم اشفى مصابينا وخفف عنهم وارحم شهداؤنا .
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: قصص من واقع الحال في غزة الآن بقلم د . مازن صافي
مجمع_ناصر_الطبي
12/8/2014
اليوم عدت للبيت واخذت معي ملفات عملي طيلة العدوان وذلك الى البيت لكي انهي الاحصائيات واكون على جاهزية لتسليمها ، وانا اسجل المنصرف من الأدوية المنومة للمرضى في السجلات، فاجأتني ابنتي جنى 6 سنوات بسؤالها لي : " بابا هدول اسماء اللي ماتوا .. ؟!" وبالفعل كانت نسبة كبيرة ممن استشهدوا .. فقلت لها: صحيح بابا .. فردت مباشرة :" اللهم يرحمهم " .
والان وبعد ساعتين وبعد ان جاءت الكهرباء وفتحت صفحة الفيس بوك، ظهرت صورة لطفلة وهي مصابة في مستشفى الشفاء وبيدها لعبتها " عروستها"، فإذا بجنى تقول لي : بابا انتو خبيتو عروستها للبنت، قلت لها ليش نخبيها بابا ، فأجابت على الفور .. علشان لما تحصي تعطوها إلها ..
وهنا سرحت طويلا في هؤلاء الأطفال الذي استشهدوا تحت الانقاض او وهم نيام او وهم يعلبون في فناء الدار او في احضان امواتهم .. واحترقت العابهم واصبحت قطعا متناثرة .. حسبنا الله ونعم الوكيل
12/8/2014
اليوم عدت للبيت واخذت معي ملفات عملي طيلة العدوان وذلك الى البيت لكي انهي الاحصائيات واكون على جاهزية لتسليمها ، وانا اسجل المنصرف من الأدوية المنومة للمرضى في السجلات، فاجأتني ابنتي جنى 6 سنوات بسؤالها لي : " بابا هدول اسماء اللي ماتوا .. ؟!" وبالفعل كانت نسبة كبيرة ممن استشهدوا .. فقلت لها: صحيح بابا .. فردت مباشرة :" اللهم يرحمهم " .
والان وبعد ساعتين وبعد ان جاءت الكهرباء وفتحت صفحة الفيس بوك، ظهرت صورة لطفلة وهي مصابة في مستشفى الشفاء وبيدها لعبتها " عروستها"، فإذا بجنى تقول لي : بابا انتو خبيتو عروستها للبنت، قلت لها ليش نخبيها بابا ، فأجابت على الفور .. علشان لما تحصي تعطوها إلها ..
وهنا سرحت طويلا في هؤلاء الأطفال الذي استشهدوا تحت الانقاض او وهم نيام او وهم يعلبون في فناء الدار او في احضان امواتهم .. واحترقت العابهم واصبحت قطعا متناثرة .. حسبنا الله ونعم الوكيل
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: قصص من واقع الحال في غزة الآن بقلم د . مازن صافي
مجمع_ناصر_الطبي
21/8/2014
كان متعودا في كل صيف ان يعزمني وزملائنا في العمل على عزومة من المشويات والماندي وكثير من الأطعمة ذات النكهة الفريدة، ونسرح ونمرح في كرم المزروعات التي كان يعتني بها بصورة ملفتة للنظر، وكان يتفنن في زراعة انواع متعددة من الصنف الواحد وخصوصا الفواكه .. كان كِرْمِه وكَرَِمه متشابهان، وبيارات اخوانه واخواله تلاصق مزرعته الجميلة والتي لا تشبع منها وانت تقضي النهار بطوله وتفرغ كل ما فيك من عناء العمل او ضغط الحياة .. كنا نقضي فيها وقتا مميزا .. كان في الكرم تشكيلة متنوعة من أشجار الفاكهة والحمضيات والزيتون وكافة انواع الخضار، وكان العنب بانواعه كما التين بانواعه .. وفي ركنها الشمالي البعيد كانت هناك عدة مناحل لانتاج العسل ..
في بداية العدوان قبل 40 يوما كنت اساله عن البيارة، وكان يقول لي "الله الحافظ" .. وأقول له ربي يحفظكم ويحفظها .. ولكن القصف قد طالها بحيث أصبحت عبارة عن حفر عميقة جدا والاشجار احترقت وبعضها انقلب الى باطن الأرض .. لم يعد هناك اي آثار لها .. قال لي : حين عُدت في الهدنة الأخيرة، لم أعرف أين موقعها وأين هي .. ولم اجد البيت، فقط كان هناك خزان الماء الكبير وقد تم تفجيره وأصبح متاريس تغلق الطريق .. ولا أدري هل هو دلالة على مواقع بيوتنا وبياراتنا ام انه قد تم نقله الى مكان آخر بحيث اننا لم نعرف أين نحن .. وكانت عيونه تغرق بكثير من التساؤلات والدموع التي حبسها كبرياء الرجل الذي عرفته دوما صابرا وصلبا وانسانا كريما .. عوضك الله صديقي .. وكان الله في عون شعبنا .. وان شاء الله بترجع البيارة والدار وجلساتنا الحلوة الجميلة .
21/8/2014
كان متعودا في كل صيف ان يعزمني وزملائنا في العمل على عزومة من المشويات والماندي وكثير من الأطعمة ذات النكهة الفريدة، ونسرح ونمرح في كرم المزروعات التي كان يعتني بها بصورة ملفتة للنظر، وكان يتفنن في زراعة انواع متعددة من الصنف الواحد وخصوصا الفواكه .. كان كِرْمِه وكَرَِمه متشابهان، وبيارات اخوانه واخواله تلاصق مزرعته الجميلة والتي لا تشبع منها وانت تقضي النهار بطوله وتفرغ كل ما فيك من عناء العمل او ضغط الحياة .. كنا نقضي فيها وقتا مميزا .. كان في الكرم تشكيلة متنوعة من أشجار الفاكهة والحمضيات والزيتون وكافة انواع الخضار، وكان العنب بانواعه كما التين بانواعه .. وفي ركنها الشمالي البعيد كانت هناك عدة مناحل لانتاج العسل ..
في بداية العدوان قبل 40 يوما كنت اساله عن البيارة، وكان يقول لي "الله الحافظ" .. وأقول له ربي يحفظكم ويحفظها .. ولكن القصف قد طالها بحيث أصبحت عبارة عن حفر عميقة جدا والاشجار احترقت وبعضها انقلب الى باطن الأرض .. لم يعد هناك اي آثار لها .. قال لي : حين عُدت في الهدنة الأخيرة، لم أعرف أين موقعها وأين هي .. ولم اجد البيت، فقط كان هناك خزان الماء الكبير وقد تم تفجيره وأصبح متاريس تغلق الطريق .. ولا أدري هل هو دلالة على مواقع بيوتنا وبياراتنا ام انه قد تم نقله الى مكان آخر بحيث اننا لم نعرف أين نحن .. وكانت عيونه تغرق بكثير من التساؤلات والدموع التي حبسها كبرياء الرجل الذي عرفته دوما صابرا وصلبا وانسانا كريما .. عوضك الله صديقي .. وكان الله في عون شعبنا .. وان شاء الله بترجع البيارة والدار وجلساتنا الحلوة الجميلة .
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: قصص من واقع الحال في غزة الآن بقلم د . مازن صافي
#مجمع_ناصر_الطبي
4 سبتمبر 2014 خاطرة
4 سبتمبر 2014 خاطرة
نبض وجع ومشاهد من قلب العدوان .. بقلمي د.مازن صافي
رأس مقطوع مقصوف محروقوأب ينتظر بالخارج يطمئن على الجريح
يدعو الله ان يكون بخير
لكنه شهيد وأشلاء
ادعو له عمنا ..
اتركوني أقبله قبلة الوداع ..
احضن جسده ورأسه ..
بلا رأس يا عمنا ..
كانت في صمت عميق ..
كلمات ما استطعنا ان نخرجها ..
لكنه أصر أن يدخل ..
ببطء تقدمنا .. اندفع ..
رفعنا الغطاء الأبيض الغارق في الدماء ..
وجه ملائكي في رأس مقطوع ..
وجسد محترق ..
ثوان وبدأ يردد ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
وأخرى ...
تقدمت صوبنا بصبر الاتقياء ..
أنا أم الشهداء ..
أنا أم الخنساء ..
أنا أم كل هؤلاء ..
ولكن كيف حال الطفلة الأخيرة ..
اصبري يا أيتها الام العظيمة ..
وتقبلي الأخيرة عند الله شهيدة ..
وخرجت رافعة يديها لرب السموات ..
اللهم ارزقني شفاعتهم يوم اللقاء ..
وأخذت تمتمت ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
والحمد لله رب العالمين ..
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 485
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» بائعة القصائد .. بقلم د.مازن صافي
» القدس والسيناريو الكارثي القادم .. بقلم د.مازن صافي
» في نهايات أيلول .. بقلم د.مازن صافـــي
» ميلاد مجيد بقلم الشاعر اللبناني مازن رفيق سلام
» واقع مر
» القدس والسيناريو الكارثي القادم .. بقلم د.مازن صافي
» في نهايات أيلول .. بقلم د.مازن صافـــي
» ميلاد مجيد بقلم الشاعر اللبناني مازن رفيق سلام
» واقع مر
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال