بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
مخـدِّرات فِـقـهــِيــَّة الدكتورعـبـدالقادر حـسين ياسيـن
صفحة 1 من اصل 1
مخـدِّرات فِـقـهــِيــَّة الدكتورعـبـدالقادر حـسين ياسيـن
مخـدِّرات فِـقـهــِيــَّة الدكتورعـبـدالقادر حـسين ياسيـن
أتـاح تكاثر المحطات الفضائية العـربية فرصة "الظهور" الإعلامي
لمن يُسمون بـ "عـلماء" و "مـفـكـريـن" ، على الشاشات، فضلا عن دور العـبادة،
حيث يجهرون بآراء في كـل مـا يـعـتـرض حـيـاة الـنـاس البـسـطـاء،
من مـشـاكل إجـتـمـاعـيـة وفي كل من مجالات العـلم والحياة ،
دون أن يرفَّ لهم جفـن. يُطلقون تفاسيرهم لكل ما يُعـرض عليهم...
وتـتـلـقـف العامة ما يتـفــوهون به وكـأنـه نـصـوص مـقـدسـة لا تـقـبـل النـقـاش.
لو أن هناك هـيئات شرعـية تحترم نفسها ودورها لأقامت الدنيا وأقعـدتها ،
وعـقـدت الاجتماعات والمؤتمرات لعلاج مثل هذه الإساءات،
إلى الدين أولا ، والعـقـل ثانيا، باعتبارها نـقـيـض كل تراث جدلي في الدين ،
وما أطلقه من تيارات في مسار تطوره،
وهو تطور حـقـيقي عرفـته العصور الإسلامية المخـتـلـفـة بنسب متفاوتة وإجتهادات متنوعة،
بدءا من فـقهاء المدينة حتى عـلماء المـعـتـزلة والأشاعـرة والإثني عشرية وغيرهم.
وغـالبـاً ما يـلـجـأ هـؤلاء "الـعـلـمـاء" إلى التعـيّـش على الماضي،
وإعـتـباره "تعـويضاً" عن تخلف الواقع،
والعجز عن المساهمة في مسؤولية الحضارة الإنسانية في لحظتها الراهـنة..
ومن نافـلـة القـول أنـه يمكن الاعـتراف بما حدث،
دون أن يعـني ذلك الوقوف مكتوفي اليدين أمام تحديات العـصر.
ويـمـكن لكل من يـتـابع ما يتـفـوه به هـؤلاء "الـعـلـمـاء" الأفـاضل،
أن يرصد بسـهـولـة مـدى سيادة العـقـل الخـرافي ،
والرجعي والعـنـصري السائد لدى هذه الفئات،
سواء كانت قوى سياسية ، أو مجرد أفراد ينطلقون من مواقعهم في صناعة الرأي العام، باعـتـبارهم "ورثة الـعـلـم الإلهي" و "نـقـلة وحـيه"، أو أتباع أوليائه المعـصومين.
في الأسـبـوع الماضي بـعـث إليّ أحـد الأصـدقـاء الـمـغـاربـة مـشـكـوراً،
بـوَصـلـة لـمـقـابـلـة أجـرتـهـا الـقـنـاة الثانـيـة في التـلـفـزيون المـغـربي،
مع أحـد هـؤلاء "الـعـلـمـاء".
بـعـد الـمـقـابـلـة طـرحـت الـعـديـد من السـيـدات أسـئـلـة تطرقـن من خلالهـا إلى قضايا أكـثـر تعـقـيـداً :
حق المرأة في فعل الحياة.
هل المرأة أنثى الرجل أم هي مسكنه؟
لماذا أمعـنت الأديـان الـسـمـاويـة في جعل الـمـرأة مخلوقـة من ضلع الرجل؟
وأين موقع الأسطورة من التقسيم الاجتماعي؟
وهل النساء للذة فـقـط؟
وما الرابط بين الجـنس والمرأة والمقـدّس؟
وهل العنف الممارس على المرأة حكر على الإسلام التاريخي؟
وبـعـد مـقـدمـة يحـسـده عـلـيـهـا عـبـد الـرحـمـن إبـن خـلـدون،
أحـالـنـا "الـمـفـكـر" الـفـاضـل إلى كمّ هـائـل من الأحاديث المنسوبة للرسول ،
التي جعلت من الـمرأة ملاذاً للمتعـة، لا شريكاً.
فـ "المرأة كالضلع، إن أقـمتها كسرتها"،
وإن استمتعـت بها، استمتعـت بها وفيها عوج" [كــذا...!!!].
لا تزال لتلك العـقـلـيّة الجاهـليّة الوقع الأشد تجذراً على واقع المرأة وأوضاعها،
وخصوصاً في ظلّ الردات وانتشار النزعات السلفـيّة.
كان النظام البطريركي الأشد تأثيراً في رسم ملامح النساء وأدوارهن في نصّ المقدّس،
جاعلا من المرأة "كائناً دونياً، تبعـياً، إلحاقـياً".
فالقرآن قاد ثورة على المجتمع الجاهلي،
لكن القبلية المتجذرة حالت دون تمظهرات الرسالة النبوية في ما يتعلق بحقوق المرأة.
وإذا رصدنا الحجم الهائل والمخيف من الأمثال العـربية،
لعـرفنا أن للمعـتـقـد الشعـبي حضوره الأفعل؛
معتقد فاقم من فائض العنف، وجاء الـمـوروث الـديني بعـده لـيـفـاقم حدته.
المرأة هي من "أكثر أهل النار"، ولا تصلح للمشورة:
"شاوروهـنّ، وخالفوهـنّ"...
ولا تصلح للعمل السياسي:
"لم يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة".
أربع إحالات في النص المقدّس، قامت عليها التأويلات المختلفة:
1 ـ القوامة،
2 ـ الشهادة،
3 ـ الميراث،
4 ـ وإقرار النساء في البيوت.
فـ "الرجال قـوَّامون على النساء"،
لأنّهن "ناقـصات عـقـل ودين".
وشهادة امرأتين "تعادل شهادة رجل واحد"،
و "للذكر مثل حظ الأنـثـيـيـن."
إن عـدم الأخذ بجدلية الزمان والمكان،
وأسباب النزول، وحركيّة النص المقدس،
من العوامل التي كبّلت حق المرأة في الحياة...
لكنّ الخطاب الذكوري المأزوم أيضاً، أدّى دوراً حاسماً في هذا السياق:
الأنثى ملكية ومتعة، ووعاء فارغ،
فهل تحاكي تخريجات "الـفـقـهـاء" الواقع النسائي الراهن؟
وهل هي أزمة النص أم أزمة قراءته وتأويله؟
الانقلاب على المفاهيم التي صاغها الخطاب العام،
لا تعرقله سلسلة القمع والتحريم الفقهي فقط.
فـالمجتمعات العربية المعاصرة ، بحكم إرثها وتقاليدها،
تمارس دورها في النبذ ضد النساء.
ورغم توافر تراكم طفيف للحداثة وأسئلتها، إلا أنّ حركة الاجتهاد ما زالت خجولة.
وهذه الحركية لا تنحصر في حقوق المرأة فحسب...
الانغلاق الحاصل هو ردّ فعل على فشل مشروع عربي برمته.
وإلّا ما معنى أن يتصاعد الخطاب السلفي حين تعجز الجماعات عن محاكاة التحديث؟
وبـعــد ؛
لـقـد آن الأوان لكي نـفـتـح الباب على مصراعـيه ،
من أجل دراسة هذه الحالة بـعـيداً عن مُسلمات المـقـدسات ،
والأساطير ،ونـظـريـة المؤامرة وما شابه...
ولإدانة الأفكار الظلامية ،
والـعـمـل من أجـل انطلاق فكر تنويري حـداثي ،
ونهضة مـُتـجـددة على أنقاض هذا الموات ،
الذي يسير حياتنا في الكثير من المجالات،
ويمنع عـلينا استشراف المستقبل وارتياده
أتـاح تكاثر المحطات الفضائية العـربية فرصة "الظهور" الإعلامي
لمن يُسمون بـ "عـلماء" و "مـفـكـريـن" ، على الشاشات، فضلا عن دور العـبادة،
حيث يجهرون بآراء في كـل مـا يـعـتـرض حـيـاة الـنـاس البـسـطـاء،
من مـشـاكل إجـتـمـاعـيـة وفي كل من مجالات العـلم والحياة ،
دون أن يرفَّ لهم جفـن. يُطلقون تفاسيرهم لكل ما يُعـرض عليهم...
وتـتـلـقـف العامة ما يتـفــوهون به وكـأنـه نـصـوص مـقـدسـة لا تـقـبـل النـقـاش.
لو أن هناك هـيئات شرعـية تحترم نفسها ودورها لأقامت الدنيا وأقعـدتها ،
وعـقـدت الاجتماعات والمؤتمرات لعلاج مثل هذه الإساءات،
إلى الدين أولا ، والعـقـل ثانيا، باعتبارها نـقـيـض كل تراث جدلي في الدين ،
وما أطلقه من تيارات في مسار تطوره،
وهو تطور حـقـيقي عرفـته العصور الإسلامية المخـتـلـفـة بنسب متفاوتة وإجتهادات متنوعة،
بدءا من فـقهاء المدينة حتى عـلماء المـعـتـزلة والأشاعـرة والإثني عشرية وغيرهم.
وغـالبـاً ما يـلـجـأ هـؤلاء "الـعـلـمـاء" إلى التعـيّـش على الماضي،
وإعـتـباره "تعـويضاً" عن تخلف الواقع،
والعجز عن المساهمة في مسؤولية الحضارة الإنسانية في لحظتها الراهـنة..
ومن نافـلـة القـول أنـه يمكن الاعـتراف بما حدث،
دون أن يعـني ذلك الوقوف مكتوفي اليدين أمام تحديات العـصر.
ويـمـكن لكل من يـتـابع ما يتـفـوه به هـؤلاء "الـعـلـمـاء" الأفـاضل،
أن يرصد بسـهـولـة مـدى سيادة العـقـل الخـرافي ،
والرجعي والعـنـصري السائد لدى هذه الفئات،
سواء كانت قوى سياسية ، أو مجرد أفراد ينطلقون من مواقعهم في صناعة الرأي العام، باعـتـبارهم "ورثة الـعـلـم الإلهي" و "نـقـلة وحـيه"، أو أتباع أوليائه المعـصومين.
في الأسـبـوع الماضي بـعـث إليّ أحـد الأصـدقـاء الـمـغـاربـة مـشـكـوراً،
بـوَصـلـة لـمـقـابـلـة أجـرتـهـا الـقـنـاة الثانـيـة في التـلـفـزيون المـغـربي،
مع أحـد هـؤلاء "الـعـلـمـاء".
بـعـد الـمـقـابـلـة طـرحـت الـعـديـد من السـيـدات أسـئـلـة تطرقـن من خلالهـا إلى قضايا أكـثـر تعـقـيـداً :
حق المرأة في فعل الحياة.
هل المرأة أنثى الرجل أم هي مسكنه؟
لماذا أمعـنت الأديـان الـسـمـاويـة في جعل الـمـرأة مخلوقـة من ضلع الرجل؟
وأين موقع الأسطورة من التقسيم الاجتماعي؟
وهل النساء للذة فـقـط؟
وما الرابط بين الجـنس والمرأة والمقـدّس؟
وهل العنف الممارس على المرأة حكر على الإسلام التاريخي؟
وبـعـد مـقـدمـة يحـسـده عـلـيـهـا عـبـد الـرحـمـن إبـن خـلـدون،
أحـالـنـا "الـمـفـكـر" الـفـاضـل إلى كمّ هـائـل من الأحاديث المنسوبة للرسول ،
التي جعلت من الـمرأة ملاذاً للمتعـة، لا شريكاً.
فـ "المرأة كالضلع، إن أقـمتها كسرتها"،
وإن استمتعـت بها، استمتعـت بها وفيها عوج" [كــذا...!!!].
لا تزال لتلك العـقـلـيّة الجاهـليّة الوقع الأشد تجذراً على واقع المرأة وأوضاعها،
وخصوصاً في ظلّ الردات وانتشار النزعات السلفـيّة.
كان النظام البطريركي الأشد تأثيراً في رسم ملامح النساء وأدوارهن في نصّ المقدّس،
جاعلا من المرأة "كائناً دونياً، تبعـياً، إلحاقـياً".
فالقرآن قاد ثورة على المجتمع الجاهلي،
لكن القبلية المتجذرة حالت دون تمظهرات الرسالة النبوية في ما يتعلق بحقوق المرأة.
وإذا رصدنا الحجم الهائل والمخيف من الأمثال العـربية،
لعـرفنا أن للمعـتـقـد الشعـبي حضوره الأفعل؛
معتقد فاقم من فائض العنف، وجاء الـمـوروث الـديني بعـده لـيـفـاقم حدته.
المرأة هي من "أكثر أهل النار"، ولا تصلح للمشورة:
"شاوروهـنّ، وخالفوهـنّ"...
ولا تصلح للعمل السياسي:
"لم يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة".
أربع إحالات في النص المقدّس، قامت عليها التأويلات المختلفة:
1 ـ القوامة،
2 ـ الشهادة،
3 ـ الميراث،
4 ـ وإقرار النساء في البيوت.
فـ "الرجال قـوَّامون على النساء"،
لأنّهن "ناقـصات عـقـل ودين".
وشهادة امرأتين "تعادل شهادة رجل واحد"،
و "للذكر مثل حظ الأنـثـيـيـن."
إن عـدم الأخذ بجدلية الزمان والمكان،
وأسباب النزول، وحركيّة النص المقدس،
من العوامل التي كبّلت حق المرأة في الحياة...
لكنّ الخطاب الذكوري المأزوم أيضاً، أدّى دوراً حاسماً في هذا السياق:
الأنثى ملكية ومتعة، ووعاء فارغ،
فهل تحاكي تخريجات "الـفـقـهـاء" الواقع النسائي الراهن؟
وهل هي أزمة النص أم أزمة قراءته وتأويله؟
الانقلاب على المفاهيم التي صاغها الخطاب العام،
لا تعرقله سلسلة القمع والتحريم الفقهي فقط.
فـالمجتمعات العربية المعاصرة ، بحكم إرثها وتقاليدها،
تمارس دورها في النبذ ضد النساء.
ورغم توافر تراكم طفيف للحداثة وأسئلتها، إلا أنّ حركة الاجتهاد ما زالت خجولة.
وهذه الحركية لا تنحصر في حقوق المرأة فحسب...
الانغلاق الحاصل هو ردّ فعل على فشل مشروع عربي برمته.
وإلّا ما معنى أن يتصاعد الخطاب السلفي حين تعجز الجماعات عن محاكاة التحديث؟
وبـعــد ؛
لـقـد آن الأوان لكي نـفـتـح الباب على مصراعـيه ،
من أجل دراسة هذه الحالة بـعـيداً عن مُسلمات المـقـدسات ،
والأساطير ،ونـظـريـة المؤامرة وما شابه...
ولإدانة الأفكار الظلامية ،
والـعـمـل من أجـل انطلاق فكر تنويري حـداثي ،
ونهضة مـُتـجـددة على أنقاض هذا الموات ،
الذي يسير حياتنا في الكثير من المجالات،
ويمنع عـلينا استشراف المستقبل وارتياده
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» الـمَـوت في الـمـَـنـفـى الدكتور عــبد القادر حسين ياسيـن
» الـحـرب الـبـاردة الـثـقـافـيـة الدكـتـور عـبـد القـادر حـسين ياسين
» الـرَّحـَّـالة الـظـُـرفـاء الـمـَـنـبـوذون الدكـتـور عـبـد القـادر حـسين ياسين
» أزمة الـقـراءة في العـالم العــربي! الدكتور عـبـد القـادر حـسين ياسين
» "ما الجدوى مِن ورقة تـلقى في صناديق الاقـتراع...؟!" الدكتور عـبـد القـادر حـسين ياسين
» الـحـرب الـبـاردة الـثـقـافـيـة الدكـتـور عـبـد القـادر حـسين ياسين
» الـرَّحـَّـالة الـظـُـرفـاء الـمـَـنـبـوذون الدكـتـور عـبـد القـادر حـسين ياسين
» أزمة الـقـراءة في العـالم العــربي! الدكتور عـبـد القـادر حـسين ياسين
» "ما الجدوى مِن ورقة تـلقى في صناديق الاقـتراع...؟!" الدكتور عـبـد القـادر حـسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي