ماذا يفعل العرب؟

ماذا يفعل العرب؟

جملة لا نفتأ نرددها كلما دق الكوز بالجرة، وننسى أننا نحن هم العرب!!!

ماذا نفعل أنا، أنت، هو، هم؟ فنحن هو ذا العربي، وكل عربي فينا يشكل هؤلاء العرب، وكل عربي فينا منوط فيه حماية هذه العروبة ولكن على قدر استطاعته.

فلا يجوز لمن كان يمتلك القدرة على إصدار القرار أن يدافع بما يدافع به فاقد الحيلة، الذي ليس بين يديه سوى المثل القائل" حيلة الشاب يا رب" وهذا المثل يعني التوكل على الله ولكن بماذا؟ بأي شيء يفعله؛ فهو يتوكل على الله بفعله هذا، أما أن يتوكل فقط فهذا لا يحمي العروبة، ولا يحمي حتى باب بيته.

نحن العرب لدينا منذ الأزل قدرة غريبة جدًا على اختلاق النزاعات، وليس لدينا القدرة على حلها؛ لذلك نحن دائمًا نتخبط في سلسلة من المشاكل لا أول لها ولا آخر؛ لأننا ليس بيننا رشيد أو حكيم أو عاقل يدرك كيف يمكننا بعد ألف قرن أن نحل مشاكلنا، أو على الأقل ألا نزج بأنفسنا في أتون هذه المشاكل طالما لا قدرة لنا على الخلاص.

مشكلة أخرى تواجهنا نحن العرب وهي مشكلة فرد العضلات واستعراضها، ولكن طبعًا ليس عن ذكاء، أو تخطيط، إنما هو تصرف ارتجالي بحت، فنجد البعض يسرع بفرد عضلاته في حين أن الموقف يتطلب الحكمة والفهم والذكاء؛ فلا يمكن أن تحل أي مشكلة بفرد العضلات، وعلى مدى ألف دهر مرَّ علينا لم تحل أي مشكلة بهذه الطريقة، ومع ذلك يصرُّ البعض على خطف الأضواء ممن أضاءوها بنور أعينهم والقيام باحتفالية استعراض العضلات بصرف النظر عن النتائج!

أصعب ما يواجه العربي عدا عن قيلة حيلته، وعدم قدرته على إيجاد التوازن في ردات أفعاله، وعدم سيطرته على نزوة فرد العضلات، هي أن العربي ليس لديه المنطق، أو الحكمة، أو المعرفة، أو الثقافة، أو حتى الإيمان الصحيح والراسخ؛ كي يدافع عن نفسه، ويشرح نفسه أمام العالم، فهو أمام الجميع فاقد النطق! وإن نطق فهي مجرد جعجعة لا يكترث منها أحد.

باختصار شديد أرجو من جميع العرب وهذا يعني أنا، وأنت، وهو، وهم، عدم التدخل فيمن وجد في نفسه القدرة على أن يدافع عن هزائم وانكسارات العرب بطريقة يحترمها العقل والمنطق، وألا يتدخل أي أحد من قريب أو بعيد للمزاودة عليه، وفرد العضلات، وتجيير الانتصارات قبل حصولها، والجعجعة دون طحين.