ذكريات تشرينية

لتشرين في حياتي .. ذاكرة ..
اسميه ذاكرة الحب و الحزن ..
اعلنه ملك الشهور في مملكة الحول و الايام و الزمن ..
استقبله بكل الشوق الممكن .. والخوف اللذيذ .. والاهتياب والتجليل ..
انه شهر مولدي الحقيقي لا البيولوجي ..
ان الحب يجعلنا نتعرف على كياننا و حقيقتنا ..
هذا الشهر الخريفي .. حيث خريف الفصول و الاشجار و الازهار..
هو .. خريفي انا ايضا..
هو مولد القلب .. و خريف الوهم و الحب و الامل ..
في هذا الشهر .. انبعث في الانسان الذي كان يسكنني .. اكتشفت حقيقتي التي غطتها الرتابة و اخفاها الروتين اليومي ..
صرت اعرف من انا..
في هذا الشهر.. صار لي انا_اخر .. اخر_انا..
في شهر تشرين .. نبض قلبي لا للحياة البيولوجية .. بل لحياة صار يتحسس فيها نبضه كغير العادة .. لحياة ذات معنى و ذات غاية..
في تشرين احس القلب بنبضه قويا .. متسارعا .. واهما .. حالما..
قبل ان يتعرف ان نبضاته صارت تدق على ايقاع من الماساة و البؤس و الحزن..

باي حال عدت يا تشرين؟!
اسالك يا شهري ..
لكنك ابدا صامت لا تجيب ..
يجيب الصمت بدلك .. افك شفرة الصمت .. اقرا في سطور ايامك الحزن .. اراها بائسة الملامح .. كئيبة ..
انا يا تشرين .. اتفقد ايامك .. اعود للوراء تشرينين .. عامين..
حيث احببت فيك و احببتك .. حيث اوهمتني و خيبتني ..
حيث ابتسمت في وجهي.. قبل ان تتجهم في .. و تعبس ..
احبك موهما .. و مخيبا و مبددا الاوهام ..
لذاكرتك يا زمني .. يا تشرين .. اماكنها.. محاضنها .. فضاءاتها ..
رحت اتفقد تلك الاماكن .. محاضن ايامك .. فضاءات الحب و الوهم و البكاء و الحزن ..
رحت استنشق من ذاكرتها عبق الايام الاولى للحب .. يسكرني عبقها الخمري .. عبقها الشبيه بعطر عروسك .. محبوبتي ..
رحت اقلب صفحات الزمن في سفر المكان .. تبكيني اشعار الحب و الحزن المعلقة على الجدران و المنشورة على الطرقات ..

شجون وهمس للذكرى مرتبطة بفصل لذلك يصعب نسيانها
اننا متابعون اكتب وزدنا غوصا
تحياتى الطيبة اخى الفاضل

من أيلول إلى تشرين يا قلب لا تحزن
أهو الخريف الذي يحمل كل هذه الذكريات الجميلة
ذكريات مؤلمة لكن كما قلت يا خالد ألمها لذيذ
تشرينك مؤثر يا خالد وان شاء الله سيأتيك تشرين
الخير والحب والسعادة الدائمة
كن بخير يا غالي .