بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
فجر جديد
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فجر جديد
اكتب على جدران الزمن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان محمود يجرى في الدار يلعب بألعاب الأطفال،و أمه فاطمة تجلس في ظل الأشجار،وأخيه عبدالله مازال في المهد صغيرا،وهذا خالد أبوهم عاد لتو لدار يحمل فاكهة للصغار .
ركض محمود إلى أبيه يحتضنه و أخذ منه حبة تفاح وأكلها دون انتظار ،لكن سرعان ما غاب عن الوعي .
وعندما فتح عينيه وجد البيت تلتهمه النار ،وأشلاء أبيه تملأ الدار،وأمه مازالت ترضع أخاه الصغير وقد فارقت الحياة ،أمسك بيد أخيه عبدالله وقال :لا تخاف .
ابتسم عبدالله ابتسامة الشهداء و رحل إلى بارئ السماء.
محمود لا تبكِ ،لا تخف ،قالت أرواح الأحبة التى ملئت الدار ،عاهدنا على حمل السلاح ودحر المحتل ،و ازرع البيت رمان وأزهار،وأكتب على جدران الزمن لا يحيا إلا الأبطال..
*****************
ألا يعود من رحلوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و بعد عام من رحيل الاحبة عنه...
غابت عن محمود العاب الصغار ، أصبح وحيدا في الدار
ينادي في كل صباح أمه وأباه ،فهو لا يراهم إلا في الاحلام حين يغمض عيناه
فيعود للبيت ساكنيه ، يجري يلعب ،تحضنه أمه ويحمله أبوه ويسير به ليقطف من ثمر البستان
وصوت ضحكات أخيه عبد الله تجمع الجميع حوله فهذا يقبل يده وذاك يقبل جبهته والكل ينظر إليه بحنان
و حين يصحو يقف في وسط الدار يصرخ ،ينادي أمه
أمي ضميني فالبرد قارس وجسدي عاري من كل معانى الحياة ، أين دفئك يا أمي ؟ أين حبك ،أين صدرك الواسع؟؟
أبي ..أبي تعال بسرعة فأشباح الوحدة تطاردني ، أين أنت لأختبئ خلفك لأشعر بالامان
أمي سأشكو لك أخي عبد الله …قلت غدا يغدو كبيرا يلعب معك ويرافقك في الدرب كبرت يا أمي ومازال صغيرا....
أمي ألا يعود من رحل يا أمي؟؟؟
أمي يأتي الليل ومعه صوت الريح ، فأين انشودتك يا أمي
يأتي الصبح يا أمي والبيت جريح
أمي ألا يعود من رحل يا أمي؟؟
أمي مازال دربي طويل ، و وطني أسير
سيبقى الشوق رفيق إلى ان القاكم يا أمي
أحبكم يا أمي ..أحبكم
********
محمود آخر
ــــــــــــــــــــــــ
تمضي الأعوام ومحمود على العهد باقي , فجرحه يتسع لا يعرف الضمور
كلما بحث عن مسكن لألمه وجد آلاف الحكايات تعيد فتح جرحه حتى شعر بأن قلبه الصغير اصبح مسرحا لألام الكون .
يرحل في الحي البائس طفل آخر لم يتجاوز الثالثة بعد ، تارك خلفه أم أرملة وحيدة مثل محمود،الذي مازال يجلس وحيدا في الدار يحدث الاطياف يشتم رائحة كفي أمه في الازهار النابتة في أرض الدار،, فيحمله الشوق لاخيه فيتساءل هل مازالت أمه تضمه تدفئه بشالها ،تحكي له حكاية قبل النوم ،ماذا يفعلان الآن؟؟
ثم نظر إلى السماء وقال أبي هل مازال ساعدك قوي ؟ مد إلي يدك للأمسك بها …
هل تذكر يا أبي كيف كنت تمسك بيدي حين أتعثر وأسقط ..كنت تضعني فوق كتفيك تسير بي أقطف من أشجار البستان …
أبي مازال الشجر عاليا ومازلت اتعثر فأين يدك؟؟
ينظر لأزهار الدار ويقول …
أمي أعرف بأن قلبك كبير ،فهل أطلب منك طلب صغير؟؟
في الحي طفل صغير رحل إلى هناك….ذهب بمفرده هل تضمينه إلى صدرك ,أخشى أن يشعر بالبرد مثلي ،اخشى أن يبكي مثلي ،فالليل طويل ياأمي والفجر يتيم يا أمي .
ضميه فهذا محمود آخر بلا أم يا أمي
ضميه يا أمي …
ضميني يا أمي ،فدربي طويل وشوقي لكم كبير يا أمي
***************
فجر جديد
ـــــــــــــــــــــــ
يمضي عام جديد يكبر فيه محمود ، ورقعة الألم في داخله تكبر وتتسع، فشوقه لمن رحلوا يزيد وحاجته لهم تزداد.
يسمع صوت يقول ابتسم يا محمود هناك بصيص أمل في الافق يلوح ،لكنه لا يرى سوى ازهار ثكلا نبتت فوق
انقاض الدار تبكي اصحابها مثله .
الناس من حوله يتحدثون عن فتح وعبور ينهض محمود، يجري لكنه لا يرى شيء سوى رجل عجوز يجلس عند بوابة بيت قديم، يقرأ الرجل ما يدور في رأس محمود فعيناه حائرتان تبحثان عن أمر عظيم .
يبتسم الرجل له ويقول : مازال الوقت مبكرا يا صغيري فما تسمعه وما تراه الان ليس إلا تكفير عن ذنوب الماضي
فوطنك الكبير مازال فيه جروح كثيرة ودروب التغيير فيه طويله وشعوبه مازالت أجنحتها كسيرة فهي تحاول أن تبني أنظمة جديدة عبر قوانين ودساتير جديدة كل فيها ينادي بمادئ وأفكار بالامس كانت أسيرة..عد يا صغيري فزمن التحرير لم يجئ بعد ، لكن ابقي أصبعك على الزناد فلا مفر فعدوك لن يرضا لك بالخلود....
عاد محمود لدار ورأى الشمس وهي تغيب فأدرك بأن عهد مضى و غاب وأن غدا سيحمل فجرا جديد لكنه دائما ينتظر فجر التحرير .....فجر شمسه لا تغيب....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان محمود يجرى في الدار يلعب بألعاب الأطفال،و أمه فاطمة تجلس في ظل الأشجار،وأخيه عبدالله مازال في المهد صغيرا،وهذا خالد أبوهم عاد لتو لدار يحمل فاكهة للصغار .
ركض محمود إلى أبيه يحتضنه و أخذ منه حبة تفاح وأكلها دون انتظار ،لكن سرعان ما غاب عن الوعي .
وعندما فتح عينيه وجد البيت تلتهمه النار ،وأشلاء أبيه تملأ الدار،وأمه مازالت ترضع أخاه الصغير وقد فارقت الحياة ،أمسك بيد أخيه عبدالله وقال :لا تخاف .
ابتسم عبدالله ابتسامة الشهداء و رحل إلى بارئ السماء.
محمود لا تبكِ ،لا تخف ،قالت أرواح الأحبة التى ملئت الدار ،عاهدنا على حمل السلاح ودحر المحتل ،و ازرع البيت رمان وأزهار،وأكتب على جدران الزمن لا يحيا إلا الأبطال..
*****************
ألا يعود من رحلوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و بعد عام من رحيل الاحبة عنه...
غابت عن محمود العاب الصغار ، أصبح وحيدا في الدار
ينادي في كل صباح أمه وأباه ،فهو لا يراهم إلا في الاحلام حين يغمض عيناه
فيعود للبيت ساكنيه ، يجري يلعب ،تحضنه أمه ويحمله أبوه ويسير به ليقطف من ثمر البستان
وصوت ضحكات أخيه عبد الله تجمع الجميع حوله فهذا يقبل يده وذاك يقبل جبهته والكل ينظر إليه بحنان
و حين يصحو يقف في وسط الدار يصرخ ،ينادي أمه
أمي ضميني فالبرد قارس وجسدي عاري من كل معانى الحياة ، أين دفئك يا أمي ؟ أين حبك ،أين صدرك الواسع؟؟
أبي ..أبي تعال بسرعة فأشباح الوحدة تطاردني ، أين أنت لأختبئ خلفك لأشعر بالامان
أمي سأشكو لك أخي عبد الله …قلت غدا يغدو كبيرا يلعب معك ويرافقك في الدرب كبرت يا أمي ومازال صغيرا....
أمي ألا يعود من رحل يا أمي؟؟؟
أمي يأتي الليل ومعه صوت الريح ، فأين انشودتك يا أمي
يأتي الصبح يا أمي والبيت جريح
أمي ألا يعود من رحل يا أمي؟؟
أمي مازال دربي طويل ، و وطني أسير
سيبقى الشوق رفيق إلى ان القاكم يا أمي
أحبكم يا أمي ..أحبكم
********
محمود آخر
ــــــــــــــــــــــــ
تمضي الأعوام ومحمود على العهد باقي , فجرحه يتسع لا يعرف الضمور
كلما بحث عن مسكن لألمه وجد آلاف الحكايات تعيد فتح جرحه حتى شعر بأن قلبه الصغير اصبح مسرحا لألام الكون .
يرحل في الحي البائس طفل آخر لم يتجاوز الثالثة بعد ، تارك خلفه أم أرملة وحيدة مثل محمود،الذي مازال يجلس وحيدا في الدار يحدث الاطياف يشتم رائحة كفي أمه في الازهار النابتة في أرض الدار،, فيحمله الشوق لاخيه فيتساءل هل مازالت أمه تضمه تدفئه بشالها ،تحكي له حكاية قبل النوم ،ماذا يفعلان الآن؟؟
ثم نظر إلى السماء وقال أبي هل مازال ساعدك قوي ؟ مد إلي يدك للأمسك بها …
هل تذكر يا أبي كيف كنت تمسك بيدي حين أتعثر وأسقط ..كنت تضعني فوق كتفيك تسير بي أقطف من أشجار البستان …
أبي مازال الشجر عاليا ومازلت اتعثر فأين يدك؟؟
ينظر لأزهار الدار ويقول …
أمي أعرف بأن قلبك كبير ،فهل أطلب منك طلب صغير؟؟
في الحي طفل صغير رحل إلى هناك….ذهب بمفرده هل تضمينه إلى صدرك ,أخشى أن يشعر بالبرد مثلي ،اخشى أن يبكي مثلي ،فالليل طويل ياأمي والفجر يتيم يا أمي .
ضميه فهذا محمود آخر بلا أم يا أمي
ضميه يا أمي …
ضميني يا أمي ،فدربي طويل وشوقي لكم كبير يا أمي
***************
فجر جديد
ـــــــــــــــــــــــ
يمضي عام جديد يكبر فيه محمود ، ورقعة الألم في داخله تكبر وتتسع، فشوقه لمن رحلوا يزيد وحاجته لهم تزداد.
يسمع صوت يقول ابتسم يا محمود هناك بصيص أمل في الافق يلوح ،لكنه لا يرى سوى ازهار ثكلا نبتت فوق
انقاض الدار تبكي اصحابها مثله .
الناس من حوله يتحدثون عن فتح وعبور ينهض محمود، يجري لكنه لا يرى شيء سوى رجل عجوز يجلس عند بوابة بيت قديم، يقرأ الرجل ما يدور في رأس محمود فعيناه حائرتان تبحثان عن أمر عظيم .
يبتسم الرجل له ويقول : مازال الوقت مبكرا يا صغيري فما تسمعه وما تراه الان ليس إلا تكفير عن ذنوب الماضي
فوطنك الكبير مازال فيه جروح كثيرة ودروب التغيير فيه طويله وشعوبه مازالت أجنحتها كسيرة فهي تحاول أن تبني أنظمة جديدة عبر قوانين ودساتير جديدة كل فيها ينادي بمادئ وأفكار بالامس كانت أسيرة..عد يا صغيري فزمن التحرير لم يجئ بعد ، لكن ابقي أصبعك على الزناد فلا مفر فعدوك لن يرضا لك بالخلود....
عاد محمود لدار ورأى الشمس وهي تغيب فأدرك بأن عهد مضى و غاب وأن غدا سيحمل فجرا جديد لكنه دائما ينتظر فجر التحرير .....فجر شمسه لا تغيب....
تسنيم حسن- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 141
تاريخ الميلاد : 27/11/1978
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
العمر : 45
العزيزة تسنيم
الجميع ننتظر فجر جديد ...تشرق به شمس الحرية علي هذه الأرض
فجر يخلو من الألم والحسرة والفراق ...
قصة راقية تسنيم فيها معني للحياة ..معني للألم وللقسوة
سلم قلمك عزيزتي
تحياتي لك
فجر يخلو من الألم والحسرة والفراق ...
قصة راقية تسنيم فيها معني للحياة ..معني للألم وللقسوة
سلم قلمك عزيزتي
تحياتي لك
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51
رد: فجر جديد
الجميع يتطلع لفجر جديد بعد هذا الليل الطويل .
قصة مؤثرة أختي تسنيم .
قصة مؤثرة أختي تسنيم .
عمر محمد اسليم- عضو جديد
- عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 06/03/2011
مواضيع مماثلة
» باي جديد جئت يا عيد ؟؟؟؟؟!!!!!!
» حذاء جديد
» عُدت من جديد
» باكورة إنتاجي "بين شفتي الكلام "
» هولندا تبدأ الأسبوع القادم بث فيلم "إباحي" جديد عن زوجات الرسول الكريم
» حذاء جديد
» عُدت من جديد
» باكورة إنتاجي "بين شفتي الكلام "
» هولندا تبدأ الأسبوع القادم بث فيلم "إباحي" جديد عن زوجات الرسول الكريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي