رسالة إلي ميساء .....بقلم سميرة عبد العليم

رسالة الي ميساء

بقلم / سميرة عبد العليم

وبعد يا ميساء وبعد !!!!!!!!!
فتات صبرك يمنح الصمود والكبرياء للأوطان ..... لا مجال للدموع اليوم ...انفضي الحزن ...
فدمعك في الليلة الواحدة أنهار تصب في أكبر صحراء وتبكي قلوب تعيش معك اوقاتك ...فبعد يا اختاه .... أرهقتني دموعك ، عذبني شعاع املك المفقود في عيون أطفالك...تري ميساء ماذا تخبيه لنا الأقدار ثانية ؟
الجرح كبير في قلبك وقلوب محبيك ...فأنت مدينة الحياة ... امرأة المستحيل ....ذكريات الأمس
تناقضات اليوم ....مراهنات الغد ...أنت حلم العودة وأسطورة الوفاء في زمن طويت فيه صفحة العودة وبدل فيه الوفاء ...ومزقت فيه الاعلام ..

آه يا ميساء .... آه يا أختاه ... كم صعب الفراق ؟؟!! ولكن الأصعب الاستسلام
عبثا ما تفعليه بنفسك وينا ... توقفي قليلا .. وخذي من النفس عمقا أعيدي نفسك ..هو يريدك ميساء كما أنجبك ..يريدك كما أنت يفتخر بك ... يفتخر بأبنة تحمل ذكريات البلد وحلم الولد ... أعيدي نفسك إلي حلمه ...كم يشتاق إليك !! لكلماتك ...لروائع التحدي في قلمك ... أعيدي نفسك
لا تتعبيه ... ولا تتعبيني ... ولا تكوني إلا كما كنت ...نشتاق إليك .. هل ستلبي ميساء ؟؟

لبيت النداء يا سميرة وإن تأخرت عليك قليلاً .. الجرح عميق يا سميرة ويحتاج وقتاً للشفاء وأنا التي لا أبرأ من الجراح الصغيرة وأعيش عمري أنكؤها كلما التئمت فكيف بجرح عميق أدمى قلبي ؟
أخشى الفراق نعم ولكني أخشى الموت أكثر .. أخشى أن يغيب الصوت ولا يلبي النداء .. أخشى أن أقول أبي ولا يسمع .. أخشى أن أتفقد سريره فلا أجده ..
منذ صغري كنت أخاف هذه اللحظة ..
أبي كان مصدر الآمان بالنسبة لي وبقي كذلك لذلك كنت دائماً أشعر بهذا الآمان حين ألجأ إليه وهو الرجل قليل الكلام كثير الورع والتقوى وكنت أشبهه في كل شيء عدا الثرثرة فأنا أميل إلى الثرثرة ولا أعلم إن أصبحت أميل إلى الصمت الآن .
سميرة يا حبيبة وجودك قربي طوال هذه الفترة كان لي بمثابة البلسم الذي يبرد الجراح .. كنت الأخت والصديقة الحقيقة التي أتمنى ألا يحرمني الله منها وان تبقى قربي طول العمر ..
سميرة شكرا على كل شيء وأول شيء سعة صدرك يا حبيبة وصبرك الجميل ..
وربي يبارك فيك يا غالية .