رد: هنا عصفورة الشجن .

"هنا عصفورة الشجن": رحلة بوح تأخذ الروح إلى عالم الجمال الأدبي..لا شيء يقال وقد وقد اختزلت أناملكِ سيدتي كل الجمال- لغةً بوحاً وصمتاً-..وما عسيَّ أن أقول في بوح تحطمت على أعتابه التقاليد الشعرية الموبوءة بالإستاتيكية..
أختي ميساء: لا أخفيكِ أن سفري الى" هنا عصفورة الشجن" أقصد وجهته حينما أشعر بحاجة التذوق لجمال الكلمة وهمس الحرف...هنيئاً لكِ هذا العطاء وهذا الجميل المدام.. دمت الأروع دائماً..

أخي الصادق وأنا مثلك أهرب إلى هذه المساحة لأفرغ كل ما علق في جوفي قبل أن يتحول إلى نيران تأكلني من الداخل .. هنا ينبت وروداً صغيرة بمختلف الألوان يقتطف منها القاصي والداني ما يشاء .. المهم أن ترتاح الروح وتجد فسحة لو من حرفين لترتاح ..
شكرا لك على طيب الحضور والردود ودم بخير دائماً .

في هذا الوقت الخريفي من كل عام
كنت أقطف السفرجل
وأقضمه كما التفاح
كنت أسعد بفاكهة الخريف المتميزة
لم أكن أخشى قسوته ..
أما اليوم فالتفاح يحتاج مني مواسماً
لأفكر قبل أن أقطفه ..
هي الحياة لا خريف فيها يشبه الآخر
ونحن ندور في الفراغ نبحث عن شبيه في الزحام
فلا نجد لأن الخريف لا يشبه الخريف ..

بعيداً عن غضب الأرض وأهل الأرض
هل نجد في السماء متسعاً
وهل تقبلنا الملائكة فقط لنتم قصيدة شعر
فالمساء على الأرض احتلته أياد الغجر ..

حدث قبل ساعة من الآن
كنا في الماضي نقول حدث قبل عام
قبل دهر
قبل ألف دهر
كانت الأحداث تحتاج دورة من العمر حتى تكتمل فيخرج إلينا الحدث
أما اليوم فالأيام لا تطيق صبراً علينا
الأيام نفد صبرها منا
هي ساعة يبدأ ويكتمل وينتهي الحدث
ونعود نسبح في دوامة الفراغ
هي ساعة وتبقى ذكراها ألف ألف عام ..

"كانت الأحداث تحتاج دورة من العمر حتى تكتمل فيخرج إلينا الحدث "..
نعم أختي: فكم ضاق بنا الصبر و ضقنا به!!..
صحت لسانكِ أختي ميساء..دمتِ ودام عطر هذه الحروف..

هي أيام عمرنا تلك التي تركض بلا وعي وتمرُّ عنا كالغريبة ونعيش فيها كمن يجلد بسياط جهنم ومع ذلك نبقى مولعين بالانتظار وبالحياة وبقطرة ماء في صيف قائظ ..
شكراً لحضورك الباذخ أخي صادق ودمت .

البطولة الحقة هي أن تهزم الموت .. وليس أن تنمق كلمات الوداع ..

الآن
يحاصرني هذا الصمت الجنائزي
يحاول أن يعود بيَّ إلى حدود العدم
هدأت فوضى الحروف في داخلي
كل شيء استراح على أريكة الوداع
إلى أن يشاء القدر .

كنتُ في رحلة طويلة وشاقة
لا أدري إن كنتُ عدت أم لا ..
كلّ ما أشعر به أنني عدتُ غريبة .. غريبة .. غريبة .
وكأنني طفل يتعلم خطوات هذه الحياة
خطوة للأمام وعشرة إلى الوراء ..
إلى حيث كنتُ .. ولم يبقَ أحد .