رد: هنا عصفورة الشجن .

نعم سيدتي ميساء..لم تعد تجدي تلك الاعتذارات في زمن استفحلت فيه الجراحات حد استيطانها الأوطان قبل الأرواح...
سلمت يمناكِ أختي ميساء..
وأيقظ الله لهذه الأمة أمر رشدها..إنه القادر على ذلك..

وسلمت لنا أخي العزيز صادق الصلحي .. وجودك كالورد يبهج المكان ويبقى رائحة طيبة في الأنحاء .. شكرا لك ودمت متألقاً كالورد .

ويعتذرون يا شآم .. ويتسابقون في الاعتذارات..
هل تموت البلاد ..
هل تموت الحضارات ..
هل تموت الجذور ..
فلم تقديم كل هذه الاعتذارات ؟
الشآم لن تموت ..
ولن تموت حضاراتها ..
ولن تموت جذورها ..
يقلبون الهواء ..
يقطعون رؤوس الأشجار ..
يجرحون الحجر ..
ليس إلا ..
الشآم حضارة لا تقلّب ..
ولا يقطع رأسها ..
ولا تُجرح ..
الشآم باقية لكن هم من سقطوا ..
هم من ماتوا ..
الشام تعتذر لكم لأنكم لم تكونوا كما هي كانت وستبقى ..
الشآم باقية وكل من طعن خاصرتها راحل ..
هنا .. عصفورة الشجن .

لست أدري يا رفيق هل أنت فعلاً على حافة الوجع .. أم أنني أنا على حافة الوهم ؟
لا أعمل عقلي حين يستولي عليَّ العناد .. ولكني أستطيع أن أشير بطرف اصبعي إلى ذلك الخلل .. ومع ذلك أمضي ..
أغمض عيني نصف إغماضة وأمضي ..
لأنني أدرك جيداً أن الرفاق لا يخلون من العيوب ..
وأنه ليس كل عيب يعني القطيعة أو الهجر ..
ولكني أخشى أن أصل إلى مرحلة " إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها " ..
أرجوك لا تلقِ إليَّ برأسك لأقطعه ..
أرجوك كن ولو لمرة واحة على حافة الحدس ..
ولا تجعلني أعمل بسيفي رقاباً واحدة منها تكون لك ..
فأنا تعبت وسئمت من ألاعيب الرفاق ..
أرجوك حاول أن تكون مرة واحدة على حافة الوجع ..
هنا عصفورة تعبت من أكاذيب الرفاق ..
هنا عصفورة تعبت من ألاعيب الرفاق ..
هنا عصفورة تفترض ولو كذباً أنك فعلاً أحد الرفاق ..
هنا عصفورة الشجن .

كم كنا نعشق الحياة .. وكم كنا نرتجف من لفظة الموت ..
اليوم من منا لم يتغنَ بالموت ..
من منا لم ينتظره ..
ومن منا لم يعد يعد العدة لإستقباله ..
وأخشى أن يصبح الموت عندنا كالعيد ننتظر هلاله بفارغ الصبر ..
إنها الراحة التي لا تأتي إلا بالموت بعد أن استحالت الحياة إلى جحيم لا يطاق..
وهل أكثر من أن نرجو الموت وننتظره ..
هنا عصفورة الشجن .

" يا عمي وين الطريق ؟
قدامك حجر وإبريق .."
لعبة قديمة كنا نلعبها حين كنا صغاراً وأصبحت أحجية حين غدونا كباراً .. يا عم أين هو الطريق ؟
هنا .. عصفورة تتساءل عن الطريق ..
هنا .. عصفورة الشجن .

وستبقى صبرا وشاتيلا محفورة في فكرنا .. في وجداننا ..
وستبقى رائحة الموت ورائحة الغدر تفوح من جنبات ذلك المخيم ..
وسيبقى صوت صراخهم يرن مع كل آذان ..
ولن ننساهم ..
ولن نسمح بأن يُنسوا ..
وسنبقى ندق ناقوس الذكرى لهذا العالم الأصم لأنه لا بد أن يأتي يوم ويسمع ..
لن ننسى صبرا ..
لن ننسى شاتيلا ..
لن ننسى كل المذابح التي ارتكبت بحق أهلنا في الداخل والخارج ..
ولا بد أن يأتي يوم ونقول لهم لقد أخذنا بثأركم من الهمجيين الذي اعتدوا عليكم
ونكلوا بكم
وإن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب

ورقو الاصفر
ورقو الأصفر شهر أيلول تحت الشبابيك
ذكرني وورقو دهب مشغول ذكرني فيك
رجع أيلول وأنت بعيد بغيمي حزيني قمرها وحيد
بيصير يبكيني شتي أيلول ويفيقني عليك يا حبيبي
ليالي شتي أيلول بتشبه عينيك
يا ريت الريح إذا أنتا نسيت حبيبي أول الخريف وما جيت
ينساها الحور وقمرها يغيب وليلا يطول
ونبقى حبيبي غريبي وغريب أنا وأيلول

https://www.youtube.com/watch?v=EvHUkc2nX1U

وأنا حين ينتابني القلق .. هجرت أوراقي .. غادرت زماني .. دخلت في عالم كل شيء فيه غريب إلا أنت َ ومع ذلك أنا لا أجدك .. فكيف أعود أدراجي وأنتَ خلف المحيطات تنتظر موعدي.. ولا أراك ولا تراني ..

أنتظر ..
لمَ لا أنتظر ..
وهل أجمل من أن أهجر أنفاسي .. وأبقى في رياضك أنتظر ..
ولكن هل من أمل في انتظار من لا يأتي ..
وربما لا يعرف أنني أنتظر ..