غالي الدهب ابني محمد إيدسان .

وَأَنَا أَقْرَأُ متأخراً هَذِهِ الْخَاطِرَةَ التي تَنْفَجِرُ فِي وَجْهِ الْقَارِئِ صِدقَا وَحُبَّا وإخلاصا ، توجتُ اللَّحْظَةَ بِدَمْعَةٍ مَشْبُوبَةً بِالْحَنِينِ لَكِ وَالْهيَام لِثباتِ الأرض حَوْلَ فصحاكِ ، أسكنتِ روحكِ / خاطرتكِ عوالمَا نوستالجية وَالْحَنِين الْهَائِمَ لِلَزِمْنِ الْجَمِيل ، لازلْتُ أَتَذَكَرُ أَوَّلَ إنتحار لِي عَلَى فصحاكِ الشآعرية بمدونتكِ ، ولازلتُ أَتَذَكرُ رَعشَة الدَّهْشَةِ كُلَّمَا توغلتُ بِكِ وبدواخلكِ وبتفاصيلكِ ، ولازلتُ أَذْكُرُ كَيْفَ علمتني الإرتباط الْوُجُودِيَّ بالأرض ، وعلمتني أَنَ حُضورَ الإنسان حُضورُ قَضِّيَّةٍ وَمَبْدَئٍ وَمَوْقِفٍ ، علمتني قَبْلَ أَنْ أَنَضِجَّ أَنَ النُّضْجَ الْفِكَرِيِ والإبداعي إختيارٌ وَقَنَاعَةٌ وَعَقِيدَةٌ .. علمتني الْكَثِيرَ كَمَا علمتني أَنَ الْكبَّارَ الرَّائِعَينَ لَا تَسَعُهُمْ الْفُصْحَى لِشُكرهِمْ والتعبير عَنْ حُبِّنَا لَهُمْ وَأَنْتِ أعظم الرَّائِعَيْنَ أُمَاهُ .. لَمْ أَنْسَ يَوْمَا كَمَا لَنْ أَنْسَ أَني حَلَمْتُ أَنْ أَزْوَرَ الْبَحْرَيْن وَأَعْقَدَ تَصَالُحَا مَعَ ذاتكِ بِالْحاضِرِ وَعَلَى هَاتِهِ الأرض لنؤثت الْحُضُورَ وَنَنْسَى الْغيَّابَ ، وَلَمْ أَنْسَ يَوْمَا أَنّي آمنتُ بِجَدْوَى وَحَتْمِيَّةً الإنتصار لِلْقَضِّيَّةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ لِأَنَّه إنتصار لَكِ أَوَلَا وَتَخْلِيدٌ لجرحكِ الأرضي / التَّارِيخِي ثَانِيَا .. أُماهَ الْجِرَابُ فَارِغْ وَالْبَحْرَيْن بَعيدَة لَكِنْ لَمْ أَكُفْ يَوْمَا عَنْ الْحُلمِ وَالْحُلمِ لِأَنّي فِي أَوجِّ الْحُلمِ أَتَحَدَّى سَطْوَةَ الجغرافيا وَأَنْبَعِثُ إِلَيَّ / إِلَيكِ كَمَا تَشْتَهِينَ .. شُكرَا لِأَنَّكِ أَنْتِ منْ أَنْتِ وَشُكرَا لِلْقَدَرِ لِأَنَّه صنعَ اللِّقَاء مَعَكِ وَسَيَصْنَعُهُ وَاقَعَا مِنْ لَحَمٍ وَدَمٍ وَحُبٍ