بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
الحقيبة الحمراء
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحقيبة الحمراء
الحقــيبة الحمـــــــــــــــــراء
كباقي الأطفال كان ينتظر بفارغ الصبر أن تُفتح أبواب المدارس في صباح الغد .. وأن يُعلن عن عودة الدراسة من جديد .. وأن يطير كملاك بلا أجنحة يعانق أسوار مدرسته .. يهبط من سماءها .. ويقفز فوق ترابها كما اعتاد كل صباح بعد كل اشتياق ..
مذ بدأت العطلة الصيفية وهو في اشتياق دائم إلى مدرسته .. إلى صفه .. إلى الباحة حيث كان يجتمع هو وأصدقائه وجميع ورفاق الدراسة كي يلعبون .. ويأكلون .. ويتسامرون .. ويضحكون .. قد يتشاجرون .. لكنهم في النهاية يتصافون ويتصالحون .
منذ بدأت العطلة الصيفية وهو يحلم بأول يوم تبتدئ فيه الدراسة .. هذا العام سيكون عاماً جديداً جداً .. سيحمل على كتفيه حقيبة حمراء بدل تلك الحقيبة الخضراء الباليه .. لطالما كانت نفسه تشتهي وتطلب هذه الحقيبة .. إنها الحقيبة الحمراء التي كانت تسرح وتمرح وتتجول كل ليلة في أروقة خياله .. حقيبة حمراء كتلك التي كان يغيظه بها رفيقه في الصف المجاور كلما رآه يحمل حقيبته الخضراء البالية على كتفيه يكاد يتساقط منها كل شيء بما فيهم كتبه ولوزامه المدرسية .. أما الآن فلا .. لن يسخر منه أحد .. ولن يغيظه أحد .. فها قد أحضرت الحقيبة الجديدة ذات اللون الأحمر ..
وليس هذا فحسب بل أيضاً أحضر إليه الزيَّ المدرسي الجديد ..لا زيٌّ قديمٌ بعد اليوم .. فقد أصرَّ على والديه أنه لن يرتدي الزيَّ القديم لأكثر من عامين متتاليين .. وناضل كثيراً لأجل أن تتحقق أحلامه هذه .. وفي النهاية كان له ما يريد .. الزي المدرسي الجديد والحقيبة الجديدة ذات اللون الأحمر .
نعم هو متشوق وجداً لأول يوم دراسي في مدرسته الحبيبة .. لن يقصَ من طول شعره في أول يوم كما يتوجب عليه دائماً .. يريد أن يُري معلمته الغالية على قلبه والتي اشتاق إليها بجنون كم هو جميل شعره حين يكون طويلاً ومنسدلاً على أكتافه .. وأكثر من ذلك حين يعكصه إلى الخلف كضفائر الفتيات الجميلات .. ها هو قد أصبح شاباً وسيماً في السابعة من عمره .. يعكص شعره الطويل إلى الخلف .. ويضع أيضاً في معصمه سواراً بلاستيكياً جميلاً .. لونه أحمر أيضاً .. يليق بالحقيبة الحمراء ..
كل يوم كان يحلم .. كل ليله كان يحلم .. كان يحلم وينتظر .. ويحلم وينتظر أن يتحقق الحلم ..
ذات ليلة غاضبة .. زمجرت فيها السماء.. وعربدت فيها الغيوم السوداء .. وأمطرت حمماً سوداء .. سحابة سوداء من تلك تسللت إلى وسادة الطفل وهو يحلم .. فسرقت الحلم .. خطفت الحلم .. دمرت الحلم ..
قُصف الحلم وهو في فراش الطفولة .. قُصف الحلم ودُمرَّ بالكامل مع ما تم قصفه وتدميره وتخريبه على أيدي جحافل الصهاينة الغزاة ..
دُمرَّ كل شيء .. ولم يبقَ من الحلم شيئاً سوى أشلاء حقيبة حمراء كانت تنام على وسادة الغد.. وأشلاء يدٍ صغيرة لطفل كان حلمه في السابعة من العمر.. ومعصمٍ مبتور بوحشية التتار كان معلقاً في ذيله سوار بلاستيكي أحمر اللون .. ربما كان لحلم ينتظر بفارغ الشوق أول يوم في المدرسة .
كباقي الأطفال كان ينتظر بفارغ الصبر أن تُفتح أبواب المدارس في صباح الغد .. وأن يُعلن عن عودة الدراسة من جديد .. وأن يطير كملاك بلا أجنحة يعانق أسوار مدرسته .. يهبط من سماءها .. ويقفز فوق ترابها كما اعتاد كل صباح بعد كل اشتياق ..
مذ بدأت العطلة الصيفية وهو في اشتياق دائم إلى مدرسته .. إلى صفه .. إلى الباحة حيث كان يجتمع هو وأصدقائه وجميع ورفاق الدراسة كي يلعبون .. ويأكلون .. ويتسامرون .. ويضحكون .. قد يتشاجرون .. لكنهم في النهاية يتصافون ويتصالحون .
منذ بدأت العطلة الصيفية وهو يحلم بأول يوم تبتدئ فيه الدراسة .. هذا العام سيكون عاماً جديداً جداً .. سيحمل على كتفيه حقيبة حمراء بدل تلك الحقيبة الخضراء الباليه .. لطالما كانت نفسه تشتهي وتطلب هذه الحقيبة .. إنها الحقيبة الحمراء التي كانت تسرح وتمرح وتتجول كل ليلة في أروقة خياله .. حقيبة حمراء كتلك التي كان يغيظه بها رفيقه في الصف المجاور كلما رآه يحمل حقيبته الخضراء البالية على كتفيه يكاد يتساقط منها كل شيء بما فيهم كتبه ولوزامه المدرسية .. أما الآن فلا .. لن يسخر منه أحد .. ولن يغيظه أحد .. فها قد أحضرت الحقيبة الجديدة ذات اللون الأحمر ..
وليس هذا فحسب بل أيضاً أحضر إليه الزيَّ المدرسي الجديد ..لا زيٌّ قديمٌ بعد اليوم .. فقد أصرَّ على والديه أنه لن يرتدي الزيَّ القديم لأكثر من عامين متتاليين .. وناضل كثيراً لأجل أن تتحقق أحلامه هذه .. وفي النهاية كان له ما يريد .. الزي المدرسي الجديد والحقيبة الجديدة ذات اللون الأحمر .
نعم هو متشوق وجداً لأول يوم دراسي في مدرسته الحبيبة .. لن يقصَ من طول شعره في أول يوم كما يتوجب عليه دائماً .. يريد أن يُري معلمته الغالية على قلبه والتي اشتاق إليها بجنون كم هو جميل شعره حين يكون طويلاً ومنسدلاً على أكتافه .. وأكثر من ذلك حين يعكصه إلى الخلف كضفائر الفتيات الجميلات .. ها هو قد أصبح شاباً وسيماً في السابعة من عمره .. يعكص شعره الطويل إلى الخلف .. ويضع أيضاً في معصمه سواراً بلاستيكياً جميلاً .. لونه أحمر أيضاً .. يليق بالحقيبة الحمراء ..
كل يوم كان يحلم .. كل ليله كان يحلم .. كان يحلم وينتظر .. ويحلم وينتظر أن يتحقق الحلم ..
ذات ليلة غاضبة .. زمجرت فيها السماء.. وعربدت فيها الغيوم السوداء .. وأمطرت حمماً سوداء .. سحابة سوداء من تلك تسللت إلى وسادة الطفل وهو يحلم .. فسرقت الحلم .. خطفت الحلم .. دمرت الحلم ..
قُصف الحلم وهو في فراش الطفولة .. قُصف الحلم ودُمرَّ بالكامل مع ما تم قصفه وتدميره وتخريبه على أيدي جحافل الصهاينة الغزاة ..
دُمرَّ كل شيء .. ولم يبقَ من الحلم شيئاً سوى أشلاء حقيبة حمراء كانت تنام على وسادة الغد.. وأشلاء يدٍ صغيرة لطفل كان حلمه في السابعة من العمر.. ومعصمٍ مبتور بوحشية التتار كان معلقاً في ذيله سوار بلاستيكي أحمر اللون .. ربما كان لحلم ينتظر بفارغ الشوق أول يوم في المدرسة .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: الحقيبة الحمراء
سيدتي الفاضلة ميساء البشيتي .
الحقيبة الحمراء أسرتني وملأت عيناي بالدموع , لم أستطع أن أقرأ بصمت كعادتي , جثوت تحت أقدام الحزن حين طال الموت الطفولة والبراءة دونما سبب .
أمدَّ الله في عمرك ومتعك بالصحة والعافية .
الحقيبة الحمراء أسرتني وملأت عيناي بالدموع , لم أستطع أن أقرأ بصمت كعادتي , جثوت تحت أقدام الحزن حين طال الموت الطفولة والبراءة دونما سبب .
أمدَّ الله في عمرك ومتعك بالصحة والعافية .
مؤيد السالم- عضو متميز
- عدد المساهمات : 581
تاريخ التسجيل : 14/12/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال