اللحظة، أجل الآن بالضبط، حظرتني حبيبتي السابقة في الفايسبوك، حظرتني هكذا بكل بساطة، بالسهولة التي أفتح بها رشاش الدوش، هكذا، دونما تعب أو إحساس بحركة اليد، ربما ربطة حذائي أكثر تعقيدا وحساسية من حركة يدها التي لطالما قبلتها، ولطالما عشقت تقبيل باطن يدها. وهي تنقر على زر الحظر. 
الآن، عزيزتي وأنا أشيعك داخل ذاكرتي، أرفع صوت لورينا ماكينيت، كأنني في جنازة المطربة صباح. صوت لورينا أحمله في يدي كما يحمل المودعون منادلهم البيضاء، أودعك من مرفئ قديم. 
هذا الحظر، ذكرني بما تقوله الصوفية في النار: لن تشوهك النار، بقدرما ستصقل طينك. النار هي التجلي المطلق للعشق. الحظر هو التجلي الجميل لخوفك من قوة الحب. قوته الهشة جدا أمام جبروت يدك، التي لم تتذكر كم وصفتها بالأصابع البياناوية ( لأنها تشبه أصابع عازف البيانو )، لم تتذكر كم دمعت مسحتها لأجلي، وكم كانت تحب أن تشاغب لحيتي. 
عزيزتي : هذا الحبيب الآتي، أتوسل إليك، لا تجعليه حبة أسبرين تنسينني به. لا يليق بك هذا، حتما. أنت إستعارة، تذكري هذا جيدا، لا يليق بك الكلام العادي، يليق بك الكلام الإستعاري، والمجازي، والإنزياحي. حيث لا تصيرين مجرد فتاة محجبة تحلم أن تصير طبيبة عيون. في الكلام الشاعري، تصيرين لامتناهية، خالدة، متسلطة على الزمن و المحدودية. 
احبي هذا الذي سيحبك بعدي، احبيه بجاذبيتك الغجرية، وبوحشيتك الطرية، احبيه وكأنه الرجل الوحيد و الأخير في الوجود، وحتما سيكون استثنائيا لأنه استمال قلبك وجعلك تتذوقينه. 
عزيزتي، كون نبوية في الحب. كما تليق بك السيادة دائما في الحب. 
عزيزتي أنت حظ الحب، حظه الجميل الشقي.
لك هذا البيت الشعري العميق لجاسم الصحيح :
الله يشهد ما أحبك عاشق
إلا وقلبي ساكن في قلبه
أودعك أنا و لورينا