بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
وفاء ...
+3
ميساء البشيتي
اميرة
نسيم الطبيعة
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
وفاء ...
اغرورقت عيناها الزجاجيتان . فانبجس منهما دمع صاف كلفظة حبّ .اندفع الدمع على خدود هي الفل . قد تشرّب من قبلات الورد .
طلّت تحتاهما شفتان كانتا بمثابة معبدين نُحر عليهما تقربا سرب من الطير . تهزها الشهقة فتردّها وقد أطبقت الشفتان على صفين من جوهر حرّ. كان الدّمع كعصا أوركسترا كلّما تحرك هوت المعزوفة إلى أعماق الروح تغتسل في مستنقع الجرح وتتنشف بسياط الوجع .
شرعت عينيّ لكن صوتي خانني . يبدو أنّه استحى أن يبرح صدري مخافة أن يجرح جرح الدمع أو أن يكلأ كلم النفس .أرقب فقط في صمت مشلول تراتيل الدمع و أصغي إلى مواويل نفس هزيل يخرج كضوء شمس في يوم غائم من فتحتي أنف جميل .كنت مازلت تحت سلطة الدهشة حين قالت :
- مريض أبو أبنائي .
فينعتق صوتي :
- خيرا ..خيرا إن شاء الله .
تخفض عينيها برهة ثمّ تصوبهما نحوي وقد رفعت حاجبها المخملي يمينا من تحت خمارها البنيّ . علامة على أنّ الأمر قد انفرط وزنه . فيلحّ سؤالي :
- مرض خطير ؟
تضغط شفتها السفلى بطرف سنها الماسي . تسمعك روحها معزوفة من الصّليّ قائمة في محراب الألم . فحاولت عبثا أن أمرر على قطع وجهها المنصهر نسمات من الأمل حين قلت :
- وفاء..يا صديقتي إذا كان المرض بشعا فإن الله جميل .
تزيد جملتي من انتحابها . وقد خالطت أنفاسها غصّات اهتزّ لها جسمها الغضّ . فتحركت مشاعري أكثر ووددت لو أضمّها لكني خشيت أن تكون برودة السنين التي فرقتنا أكبر من حضن لحظة جمعتنا بغتة . فاكتفيت بأن ربّت بهدوء طاهر على كتفها . وقد انعتق دمعي فراح يسابق دمعها .
تدحرجت الدموع عارية غير عابئة بالشارع و لا بعيون المارة التي كانت تتطلع إلينا ثمّ سرعان ما تنحو بعيدا عنا . لأنّ الناس في مدينتي قد ملوا الاحتكام إلى الدّمع . و قد أحسست أنّها تريد أن تقاسمني سنين مرّت بيننا صامتة حين قالت :
- لقد انتقل للعلاج في فرنسا . وظلّ هناك ستة أشهر لكن يبدو أن المرض كان أقوى ..
أسألها : و الأبناء ؟
- كالجمر في الموقد .! ثمّ تضيف : آه ..لو تدرين حالي وحالهم .؟
ألتفت إلى الأرصفة من حولنا فأجدها باردة . وقد لجم الموقف فرس الزمن فتوقف ..و لم أدر إلاّ وصوتي يرتفع :
- أسأل الله العظيم أن يخفف عنه . و أن يرحم ضعفه .
فيأتي صوتها مستبشرا :
- هو عبد تقيّ . حاج لبيت الله . لم يؤذ أحدا في حياته . الكل يدعو له بالخير .
- خاتمة رائعة للصالحين يا عزيزتي . فهو يزكي اليوم من جسمه حتى يلق ربّا كريما . يسكنه إن شاء الله فسيح جنانه .
و أضيف و أنا أضم ذراعيها بين ذراعي :
- الصبر ..الصبر يا وفاء . والله إنّها خاتمة الأنبياء.
فتضغط على نبرات صوتها وهي تقول :
- لم أنسه يوما .!
ويجيىء صوتي مستفهما :
- لم تنسيه ؟!
- نعم لأننا ..انفصلنا منذ زمن .!
يصعقني الخبر و كدت أسقط . وكم وددت أن أصرخ في الناس من حولي .
- وفاء.. في زمن الخيانة .؟!.
تنبيه : قصة واقعية .
طلّت تحتاهما شفتان كانتا بمثابة معبدين نُحر عليهما تقربا سرب من الطير . تهزها الشهقة فتردّها وقد أطبقت الشفتان على صفين من جوهر حرّ. كان الدّمع كعصا أوركسترا كلّما تحرك هوت المعزوفة إلى أعماق الروح تغتسل في مستنقع الجرح وتتنشف بسياط الوجع .
شرعت عينيّ لكن صوتي خانني . يبدو أنّه استحى أن يبرح صدري مخافة أن يجرح جرح الدمع أو أن يكلأ كلم النفس .أرقب فقط في صمت مشلول تراتيل الدمع و أصغي إلى مواويل نفس هزيل يخرج كضوء شمس في يوم غائم من فتحتي أنف جميل .كنت مازلت تحت سلطة الدهشة حين قالت :
- مريض أبو أبنائي .
فينعتق صوتي :
- خيرا ..خيرا إن شاء الله .
تخفض عينيها برهة ثمّ تصوبهما نحوي وقد رفعت حاجبها المخملي يمينا من تحت خمارها البنيّ . علامة على أنّ الأمر قد انفرط وزنه . فيلحّ سؤالي :
- مرض خطير ؟
تضغط شفتها السفلى بطرف سنها الماسي . تسمعك روحها معزوفة من الصّليّ قائمة في محراب الألم . فحاولت عبثا أن أمرر على قطع وجهها المنصهر نسمات من الأمل حين قلت :
- وفاء..يا صديقتي إذا كان المرض بشعا فإن الله جميل .
تزيد جملتي من انتحابها . وقد خالطت أنفاسها غصّات اهتزّ لها جسمها الغضّ . فتحركت مشاعري أكثر ووددت لو أضمّها لكني خشيت أن تكون برودة السنين التي فرقتنا أكبر من حضن لحظة جمعتنا بغتة . فاكتفيت بأن ربّت بهدوء طاهر على كتفها . وقد انعتق دمعي فراح يسابق دمعها .
تدحرجت الدموع عارية غير عابئة بالشارع و لا بعيون المارة التي كانت تتطلع إلينا ثمّ سرعان ما تنحو بعيدا عنا . لأنّ الناس في مدينتي قد ملوا الاحتكام إلى الدّمع . و قد أحسست أنّها تريد أن تقاسمني سنين مرّت بيننا صامتة حين قالت :
- لقد انتقل للعلاج في فرنسا . وظلّ هناك ستة أشهر لكن يبدو أن المرض كان أقوى ..
أسألها : و الأبناء ؟
- كالجمر في الموقد .! ثمّ تضيف : آه ..لو تدرين حالي وحالهم .؟
ألتفت إلى الأرصفة من حولنا فأجدها باردة . وقد لجم الموقف فرس الزمن فتوقف ..و لم أدر إلاّ وصوتي يرتفع :
- أسأل الله العظيم أن يخفف عنه . و أن يرحم ضعفه .
فيأتي صوتها مستبشرا :
- هو عبد تقيّ . حاج لبيت الله . لم يؤذ أحدا في حياته . الكل يدعو له بالخير .
- خاتمة رائعة للصالحين يا عزيزتي . فهو يزكي اليوم من جسمه حتى يلق ربّا كريما . يسكنه إن شاء الله فسيح جنانه .
و أضيف و أنا أضم ذراعيها بين ذراعي :
- الصبر ..الصبر يا وفاء . والله إنّها خاتمة الأنبياء.
فتضغط على نبرات صوتها وهي تقول :
- لم أنسه يوما .!
ويجيىء صوتي مستفهما :
- لم تنسيه ؟!
- نعم لأننا ..انفصلنا منذ زمن .!
يصعقني الخبر و كدت أسقط . وكم وددت أن أصرخ في الناس من حولي .
- وفاء.. في زمن الخيانة .؟!.
تنبيه : قصة واقعية .
عدل سابقا من قبل شفيقة لوصيف في الإثنين 28 مارس 2016 - 15:16 عدل 1 مرات
شفيقة لوصيف- عضو جديد
- عدد المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 24/12/2015
رد: وفاء ...
الأديبة شفيقة
إنني أغبطك على هذه اللغة الساحرة
والتصويرات التي تلامس الروح وخاصة في مقدمة القصّة
وكم كنت أتمنى لو كانت العبارة التي ختمتِ بها القصة ( وفاء في زمن الخيانة) هي عنوانها
دمت فارسة من فرسان القصة وإلى الأمام
وننتظر أعمالك الرائعة بشغف كبر
دمتِ بخير
إنني أغبطك على هذه اللغة الساحرة
والتصويرات التي تلامس الروح وخاصة في مقدمة القصّة
وكم كنت أتمنى لو كانت العبارة التي ختمتِ بها القصة ( وفاء في زمن الخيانة) هي عنوانها
دمت فارسة من فرسان القصة وإلى الأمام
وننتظر أعمالك الرائعة بشغف كبر
دمتِ بخير
نسيم الطبيعة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 665
تاريخ التسجيل : 27/01/2014
الموقع : فلسطين
رد: وفاء ...
شكرا نسيم على تألقك واحتفائك بالنص .
مرورك يسعدني ويزيد من قوة قلمي . و
وها أنا أنزل عند رغبتك . و أوشح النهاية
بجملتك .
دمت أخا عزيزا و صديق .
كل الاحترام لك
مرورك يسعدني ويزيد من قوة قلمي . و
وها أنا أنزل عند رغبتك . و أوشح النهاية
بجملتك .
دمت أخا عزيزا و صديق .
كل الاحترام لك
شفيقة لوصيف- عضو جديد
- عدد المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 24/12/2015
رد: وفاء ...
قصة جميلة مؤثرة جداً
نسيت نفسي بين السطور وتمنيت لو لم تنتهي
شكرا لك أستاذة شفيقة وليتها لم تنتهي
نسيت نفسي بين السطور وتمنيت لو لم تنتهي
شكرا لك أستاذة شفيقة وليتها لم تنتهي
اميرة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 388
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
رد: وفاء ...
غاليتي شفيقة
أشكرك على هذه القصة الرائعة
لا أخفي عليك لقد تسلل إليَّ شعور في البدء أنهما صديقتان ثم اختلفتا فيما بعد .. ربما على الزوج ..
لكن أياً كانت حقيقة ما يجمعهما فهي قصة رائعة جداً بأسلوب رائع وسرد ممتع ولغة جميلة تجذب القارىء للنهاية ..
رائعة وأكثر يا صديقتي المبدعة شفيقة لوصيف
أشكرك على هذه القصة الرائعة
لا أخفي عليك لقد تسلل إليَّ شعور في البدء أنهما صديقتان ثم اختلفتا فيما بعد .. ربما على الزوج ..
لكن أياً كانت حقيقة ما يجمعهما فهي قصة رائعة جداً بأسلوب رائع وسرد ممتع ولغة جميلة تجذب القارىء للنهاية ..
رائعة وأكثر يا صديقتي المبدعة شفيقة لوصيف
رد: وفاء ...
الأستاذة شفيقة، لديك قلم انيق و رزين و لديك لغة ساحرة تجذب القارئ و تشوقه لمتابعة النص...فعلا القصة جميلة و مؤثرة .
دمت متألقة و ساحرة أستاذتي.
دمت متألقة و ساحرة أستاذتي.
ابتسام- عضو جديد
- عدد المساهمات : 94
تاريخ التسجيل : 03/02/2016
الموقع : ايران
رد: وفاء ...
مرّ موكبك يا أميرة على نصي
فازدان جمالا برقة إحساسك
ونبل عباراتك .
القصة لن تنتهي يا أميرة
مادام فيها مثلك ومثل وفاء .
دمت بكل محبتي .
فازدان جمالا برقة إحساسك
ونبل عباراتك .
القصة لن تنتهي يا أميرة
مادام فيها مثلك ومثل وفاء .
دمت بكل محبتي .
شفيقة لوصيف- عضو جديد
- عدد المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 24/12/2015
رد: وفاء ...
غاليتي وحبيبة قلبي ميساء
لا شيىء يدفىء حرفي
مثلما تدفئه عباراتك .
لما تحويه من صدق ورقة وذوق .
كوني دوما إلى جانبي يكن قلمي.
كل الاحترام والتقدير لك .
لا شيىء يدفىء حرفي
مثلما تدفئه عباراتك .
لما تحويه من صدق ورقة وذوق .
كوني دوما إلى جانبي يكن قلمي.
كل الاحترام والتقدير لك .
شفيقة لوصيف- عضو جديد
- عدد المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 24/12/2015
رد: وفاء ...
إنّ مرورك بنصي عزيزتي ابتسام
زرع البسمة في نفسي .
واحتفاءك به تتويج لقلمي.
دمت بكل المحبة الممكنة .
زرع البسمة في نفسي .
واحتفاءك به تتويج لقلمي.
دمت بكل المحبة الممكنة .
شفيقة لوصيف- عضو جديد
- عدد المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 24/12/2015
رد: وفاء ...
قصة جميلة أختي شفيقة
الأسلوب جذاب للغاية
ما شدني أكثر هو الأسلوب الرائع
في انتظار جديدك أخيتي
الأسلوب جذاب للغاية
ما شدني أكثر هو الأسلوب الرائع
في انتظار جديدك أخيتي
ورد العربي- عضو متميز
- عدد المساهمات : 408
تاريخ التسجيل : 05/09/2011
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» وفاء...الأمومة المغتصبة
» وفاء (ق.ق.ج)بقلم:ايهاب ابو مسلم
» وفاء -للشاعر الكبير اسماعيل شتات(ابن الشاطىء)
» وفاء (ق.ق.ج)بقلم:ايهاب ابو مسلم
» وفاء -للشاعر الكبير اسماعيل شتات(ابن الشاطىء)
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال