عشرون رصاصة في صدر المقاومة

فتح النيران على طفلة من القدس لم يحرك ساكنًا لدى أي أحد، لن أتكلم عن الملايين المكدسة في هذا الوطن الكبير المتداعي للاندثار،ولكنني أتكلم عن الفلسطينين داخل الوطن المحتل.

طبعًا كان هناك بعض الاستنكارات على وسائل التواصل الاجتماعي والتي يظن البعض أنها كافية وكفيلة بردع المحتل، وأنها فجرت الربيع العربي فأحرقت الأخضر واليابس، بالتالي لا بد أن تحرق المحتل! ولكن كما هو ثابت لدينا فهي لم تحرق إلا أوطاننا، أما المحتل فهو يعربد أكثر فأكثر.

الأسرى في السجون الإسرائيلية يواصلون إضرابهم عن الطعام والشراب في معركة الكرامة، والعدو المحتل يحاول بشتى الطرق أن يدمر هذا الإضراب بشتى الوسائل القمعية عن طريق إجبارهم بالقوة على تناول الماء بالوريد ليبقوا على قيد الحياة، ولا يتعرض هو للمساءلة عن كونه السبب في استشهاد هذه الأعداد الغفيرة من الأسرى إن استمروا في إضرابهم.

طفلة من القدس ثارت ثائرتها التي كان يجب أن تثور في قلوب وعقول ونفوس الجميع فكانت النتيجة أنها تعرضت لوابل من الرصاص مزق جسدها وروحها ألف مرة، طبعًا تزامن هذا الإعتداء الوحشي عليها مع التصريحات الهوجاء التي تعطي الضوء الأخضر لذبح هذه المقاومة، ولكن أين هي المقاومة؟ إنها جسد هذه الطفلة.

ما يحصل في فلسطين اليوم مخيف جدًا، ليس من طرف المُحْتَلِّ فقط بل من طرف المُحْتَلَّ أيضًا؛ فهذا الصمت الرهيب على جرائم نكراء غير مفهوم، أليس لهذه الطفلة من يحميها؟

كيف يمر إطلاق وابل من الرصاص على طفلة لم يثبت أنها تورطت في عملية طعن؟ أين هي عملية الطعن؟ وكيف يتم قتل الطفلة وهي لم تفعل شيئًا طالما لم يثبت أن أي جندي قد تأذى؟ بمعنى أن عملية الطعن التي استوجبت هذا الكم من الرصاص منتفية تمامًا، فكيف تجرم وتحاكم وينفذ الحكم فيها دون أن يكون هناك أي فعل جرمي؟؟؟!!!!

في الحقيقة إسرائيل مُنِحت الضوء الأخضر لتنكل في هذا الشعب الأعزل، وهذا الشعب لغاية هذه اللحظة لم يختر من يمثله، من يدافع عنه، وبقيَّ إلى هذه اللحظة تائهًا، مشوشًا، مشغولًا بأمر فصائل لا حول لها ولا قوة، كل هدفها هو مصلحة الفصيل، أما من لم يكن تابعًا لأي فصيل فهو مجرد فلسطيني عليه أن يدبر رأسه مع هذا الاحتلال الذي منح الضوء الأخضر لقمع المقاومة كيفما يرتأي، وبالتالي سنجد غدًا ألف فاطمة مسجاة بحجة أنها كانت تنوي تنفيذ عملية طعن، المهم أن تبقى فصائلنا بخير ، تجعجع كما يحلو لها والدماء في القدس الشريف تسيل، والأسرى يقتلون بدم بارد، وفصائلنا بألف خير.