بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أموت في أمك يا تميم ....شوقية عروق منصور
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أموت في أمك يا تميم ....شوقية عروق منصور
بقدر احترامي وحبي للمرحومة حماتي والدة زوجي تميم ، لم أعلن يوماً أمام زوجي " أموت في أمك يا تميم " ، لكن عندما قرأت الخبر الذي أشعل النيران بين قطر والامارات ودخلت السعودية على خط الرفض ، معلنة أن " رمي المحصنات " من أخطر القضايا التي تواجه المجتمع العربي .
ضحكت وأخذت أردد " أموت في أمك يا تميم" ، بالطبع لم يعجب ذلك زوجي ، معتقداً أن الحب المفاجئ لوالدته لمصلحة ما أو لغاية في نفس يعقوب ، وبقي يعقوب معششاً في مخيلته ، حتى قلت له أنك كل الابجديات ولا حاجة لمطاردة حب والدتك . كعودة الذاكرة الى النبع ، تذكرت الأستاذ الشاعر " سعود الاسدي" في حصة اللغة العربية في المدرسة الثانوية في الناصرة ، حين وقف معلناً بصوته الجهوري ووقفته الشامخة ، مؤكداً لنا الأدب العربي يحمل في طياته الكرامة والكبرياء ، ورفض الذل والمهانة ، وأخذ يردد بأسلوبه المميز ، متلبساً سطوة التاريخ معلقة الشاعر " عمرو بن كلثوم : الا هبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الاندرينا كنا في الصف نصدق منطق التاريخ ، والمعلم كان الجسر الذي يوصلنا الى خزائن الفرح ، ولم نعرف أن الخزائن بعد انهاء المدرسة ستتحول الى بيادر من القلق والخوف والتردد والهموم، أحببنا الشاعر عمرو بن كلثوم سيد بني تغلب الذي غلى الدم في عروقه رافضاً الاستخفاف به ، واحببنا أمه ليلى بنت المهلهل ، الشاعر المعروف بالزير سالم ، وتخيلنا كيف قتل الشاعر " عمرو بن كلثوم " الملك عمرو بن هند " ملك الحيرة ، الذي أراد إهانة الشاعر سيد بني تغلب ، حين سئل في مجلسه اتعرفون أحداً ترفض أمه أن تخدم أمي ، قالوا له ليلى أم عمرو بن كلثوم . فقام الملك عمرو بن هند بدعوة الشاعر ، وطالبه أن يأتي مع أمه ، وأثناء تقديم الطعام طلبت "هند" والدة ملك الحيرة من ليلى والدة عمرو أن تناولها الأطباق ، فصاحت ليلى مطالبة بالثأر من الملك ووالدته هند التي تجرأت وطلبت أن تخدمها " ليلى " بنت الحسب والنسب وفخر العرب ، فلبى أبنها الشاعر عمرو بن كلثوم نداء أمه ليلى وقتل الملك عمرو بن هند . حكاية الشيخة " موزة " أو والدة تميم بن حمد أمير قطر ، بدأت بصحفي اماراتي يدعى حمد المزروعي وقد كتب تغريدة " أنا أموت في أمك يا تميم " وهو يقصد الشيخة موزة بنت ناصر المسند ، لا نعرف ماذا قصد الصحفي حمد المزروعي بهذا الاعتراف المميت نحو " موزة " ، هل الموت حباً بامرأة قوية استطاعت أن تبرز في الخليج ،وتدفع زوجها حمد بن خليفة آل ثاني للانقلاب على والده الذي كان في أوروبا عام 1995 ، ثم تدفع ابنها تميم على الانقلاب على والده حمد ، هل لأنها الشيخة موزة تتميز بحبها للازياء و اهتمامها بأن تكون انيقة والاعلام يتمتع بتفاصيل جمالها. العاصفة والضجيج الإعلامي الذي رافق عبارات الاستنكار الذي يرفض المس بسيدة قطر " الشيخة موزة " دفعني لتأمل هذا الدفاع الذي يسقط في فخ الوجع الأنثوي . الدفاع عن الشيخة " موزة " وتسونامي الغضب الذي اجتاح قطر والخليج الثائر ضد الصحفي حمد حتى تحول الى معزوفة الشرف الرفيع ، الدفاع عن " موزة " يتسلق سراً عربات النساء اللواتي يتعذبن يومياً نتيجة انتهاك الأنظمة العربية لهن ، لقد صمتت الأنظمة والحكومات العربية على انتهاك حقوقهن ، صمتت وسكتت عندما تم بيع النساء في الأسواق ، وكن ضحايا للحروب والمعارك ، لا أحد من الأنظمة والحكومات تفقد غربتهن بعد تهجيرهن من أوطانهن ، لا أحد فتش عن مآسي المرأة السورية والعراقية والفلسطينية ، لا أحد اهتم للسجينات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية . لا أحد أهتم للمرأة الغزية المحاصرة منذ زمن طويل ، لا أحد يهتم لصراخ المرأة الفلسطينية التي تعتقل وتضرب وتقتل بأيدي الجيش الإسرائيلي . هنيئاً للشيخة موزة على الأسلحة التي تم رفعها بوجه " الموت حباً " من صحفي عابر أراد نشر حبه أو نشر كرهه ، هنيئاً للشيخة "موزة " لأنها امرأة بلا كوابيس ، حتى تحول "الموت حباً " كابوسها يحق الدفاع عنها ، هنيئاً للشيخة " موزة " لأنها حشرت النساء العربيات المعذبات ، الشقيات ، المنهكات في معارك الرغيف ، وفي معارك الحقوق ، هنيئاً لأن السجينات الفلسطينيات يعشن بالصمت ولم يجدن قلماً وحبراً يدافع عنهن .
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: أموت في أمك يا تميم ....شوقية عروق منصور
من اروع المقالات التي قرأتها ادبا
و وطنية ووجدانا حيا ..
بورك قلمها الذي صدح بالحق .
شكرا لك استاذة ميساء على الاختيار
و وطنية ووجدانا حيا ..
بورك قلمها الذي صدح بالحق .
شكرا لك استاذة ميساء على الاختيار
رأفت العزي- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016
رد: أموت في أمك يا تميم ....شوقية عروق منصور
رأفت العزي كتب:من اروع المقالات التي قرأتها ادبا
و وطنية ووجدانا حيا ..
بورك قلمها الذي صدح بالحق .
شكرا لك استاذة ميساء على الاختيار
في الحقيقة أنا مثلك أستاذي تفاجأت بهذا القلم الجميل
إنها أديبة فلسطينية ذات قلم رائع
أنصحك بمتابعتها لأنها فعلا رائعة
وكل الشكر على تواصلك الرائع استاذي @رأفت العزي
ويسعد أوقاتك
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي