بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
حالة انتظار
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حالة انتظار
حالة انتظار
بانتظارها أن تأتي... أو لا تأتي!
هي هنا، حولي، في كل مكان تصل إليه راحة يدي، في سِوار الوقت، المرآة، نشرات الأخبار، حديث الجيران، لفافات التبغ، قعر الفنجان... تميل وتتمايل ثم تلتصق بالقاع وتلتزم الصمت!
لا ألومها، لا ألوم هذا الورق المترامي على جنباتها، ولا القلم الذي يحوم حول لهيبها كرجل الإطفاء! فقط ألوم هذا القلب الذي ينتفض قلقًا، يرتعد خوفًا، يرتجف هلعًا؛ أن تخرج من القاع فترتطم بالجدران!
لا تهاب الموت المفضوح أو المستتر، تجس أنات المقهورين بأنامل من ورد، تمسح على جروحهم بآيات من الصبر، تنام على وسائدهم وتصحو في حناجرهم أنشودة للنصر... لكنها أسيرة هذا القلم الذي يعشقها حد الخوف؛ أن يطفح بها الكيل فتفيض، وتندلق، وتسيل عبر الأودية والطرق، ويتفرق دمها بين القبائل فينكرها بنو عبس!
كم انتظرها ذلك الشاعر في قصائده... أنا أنتظرتها أكثر؟! هو لم يذق طعم الخوف عليها مثلي، لم يرَ بكل فطنته وشاعريته العيون التي تحوم من حولها والأيادي التي تتسابق لتتلقف سقوطها، لم يعِ لما يحاك ضدها بالغرف المغلقة ويُسطر بالأحمر في الهوامش الضيقة.
عند منتصف الطريق المهجور من الخطوات كان ينتظرها بشاعريته المفرطة، ووسامته الناطقة، وآماله العريضة... كان يقف لأزمان طويلة متكئًا إلى ياسمينة تدلت من نافذتها، أو يهرول حائرًا على رصيف قبالتها، وأحيانًا كان ينزوي كقنديل مكسور على قارعة اللقاء!
أنا لم أنتظرها، لم أقف ببابها لعقود أو حتى أعوامِ، لم أخاطبها في يقظتي أو منامي، لم أرجِها وأتوسلها الظهور أمامي ملوحة بالسعيد من الأخبار... إنها أمامي، بحلتها وزينتها وعبيرها الآخاذ، تشدو كالعندليب بين أزهاري، تستلقي أمام باب البيت، تتمدد تحت النوافذ، تسبح في كأس الماء، تتأرجح بين الأنفاس، تنزلق مع الريق، ثم تزهر على طرف لساني... لكن قلبي المجبول على الخوف يريدني أن أبقى في حالة انتظار!
--------------------------------
![حالة انتظار Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حالة انتظار
كم انتظرها ذلك الشاعر في قصائده... أنا أنتظرتها أكثر؟! هو لم يذق طعم الخوف عليها مثلي، لم يرَ بكل فطنته وشاعريته العيون التي تحوم من حولها والأيادي التي تتسابق لتتلقف سقوطها، لم يعِ لما يحاك ضدها بالغرف المغلقة ويُسطر بالأحمر في الهوامش الضيقة.
![0094](/users/3113/10/90/94/smiles/4247875133.png)
![0094](/users/3113/10/90/94/smiles/4247875133.png)
فاطمة شكري- عضو متميز
-
الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 779
تاريخ الميلاد : 01/12/1979
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 44
رد: حالة انتظار
فاطمة شكري كتب:كم انتظرها ذلك الشاعر في قصائده... أنا أنتظرتها أكثر؟! هو لم يذق طعم الخوف عليها مثلي، لم يرَ بكل فطنته وشاعريته العيون التي تحوم من حولها والأيادي التي تتسابق لتتلقف سقوطها، لم يعِ لما يحاك ضدها بالغرف المغلقة ويُسطر بالأحمر في الهوامش الضيقة.
الشكر لك أيتها الغالية
دمت بمحبة
--------------------------------
![حالة انتظار Aooo_o11](https://i.servimg.com/u/f66/14/42/89/14/aooo_o11.jpg)
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حالة انتظار
ميساء البشيتي كتب:حالة انتظاربانتظارها أن تأتي... أو لا تأتي!هي هنا، حولي، في كل مكان تصل إليه راحة يدي، في سِوار الوقت، المرآة، نشرات الأخبار، حديث الجيران، لفافات التبغ، قعر الفنجان... تميل وتتمايل ثم تلتصق بالقاع وتلتزم الصمت!لا ألومها، لا ألوم هذا الورق المترامي على جنباتها، ولا القلم الذي يحوم حول لهيبها كرجل الإطفاء! فقط ألوم هذا القلب الذي ينتفض قلقًا، يرتعد خوفًا، يرتجف هلعًا؛ أن تخرج من القاع فترتطم بالجدران!لا تهاب الموت المفضوح أو المستتر، تجس أنات المقهورين بأنامل من ورد، تمسح على جروحهم بآيات من الصبر، تنام على وسائدهم وتصحو في حناجرهم أنشودة للنصر... لكنها أسيرة هذا القلم الذي يعشقها حد الخوف؛ أن يطفح بها الكيل فتفيض، وتندلق، وتسيل عبر الأودية والطرق، ويتفرق دمها بين القبائل فينكرها بنو عبس!كم انتظرها ذلك الشاعر في قصائده... أنا أنتظرتها أكثر؟! هو لم يذق طعم الخوف عليها مثلي، لم يرَ بكل فطنته وشاعريته العيون التي تحوم من حولها والأيادي التي تتسابق لتتلقف سقوطها، لم يعِ لما يحاك ضدها بالغرف المغلقة ويُسطر بالأحمر في الهوامش الضيقة.عند منتصف الطريق المهجور من الخطوات كان ينتظرها بشاعريته المفرطة، ووسامته الناطقة، وآماله العريضة... كان يقف لأزمان طويلة متكئًا إلى ياسمينة تدلت من نافذتها، أو يهرول حائرًا على رصيف قبالتها، وأحيانًا كان ينزوي كقنديل مكسور على قارعة اللقاء!أنا لم أنتظرها، لم أقف ببابها لعقود أو حتى أعوامِ، لم أخاطبها في يقظتي أو منامي، لم أرجِها وأتوسلها الظهور أمامي ملوحة بالسعيد من الأخبار... إنها أمامي، بحلتها وزينتها وعبيرها الآخاذ، تشدو كالعندليب بين أزهاري، تستلقي أمام باب البيت، تتمدد تحت النوافذ، تسبح في كأس الماء، تتأرجح بين الأنفاس، تنزلق مع الريق، ثم تزهر على طرف لساني... لكن قلبي المجبول على الخوف يريدني أن أبقى في حالة انتظار!
من أجمل ما قرأت
بوركت
هبة الله فرغلي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 28/06/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي