بحـث
من أنا ؟
![](https://i.servimg.com/u/f97/14/42/89/14/ao_210.jpg)
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
ورقة من أيامي للأديبة زهرة يبرم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ورقة من أيامي للأديبة زهرة يبرم
ورقة من أيامي
لم أبكر هذا الصباح أيضا بسبب وعكة صحية ألمت بي من أيام واستعصى برئي أمام كثير من الادوية حتى بدا هزالي واضحا.
كرهت النظر لوجهي في المرآة فقد صار يخيفني شحوبه ويذكرني بمن هم على شفا جرف من قبورهم.
تحاملت على نفسي ودخلت المطبخ لأعد لنفسي كأسا من الحليب أراود به معدتي التي صارت ترفض كل طعام ودواء.
مطبخي الفسيح مفتوح على نسيم البحر الصباحي العليل في غاية الترتيب، لكن شيئا استثنائيا شد انتباهي؛ ورقة خريفية ذابلة أجهل مصدرها موضوعة بعناية على رخام المطبخ.
بقيت أحدق بها وتحدق بي، أسالها من أين أتيت؟ فلا تنطق. أقلبها على وجهيها، فتئن بين أصابعي كأنيني. وضعتها في مكانها بأمانة وقد أوجست منها خيفة، كما أن. أخلاقي تمنعني من إزعاج مريض محتضر...
إيماني بربي كبير لكنني تشاءمت منها وتطيرت بها. تأملت حولي فانتفت كل الاحتمالات التي وضعتها عن مصدر حملها إلى هناك. منزلي بطابق مرتفع، والشجرة اليتيمة التي توشح الشارع لم تتأثر بالخريف بعد، ولا تزال تلبس حلة خضراء من اوراق البلاطان كبيرة الحجم مقارنة بوريقتي. أضف أن لا وجود لريح يمكن أن تحمل ورقة ميتة لتضعها بعناية في انتظاري.
انقبضت روحي وعدت لفراشي وانكفأت على ذاتي يسيطر علي إحساس غريب بأن قدرا ما أرسلها نذيرا لي بدنو أجلي.
رن جرس الرسائل بهاتفي.
- صباح الخير.... عساك بخير.
فكان جوابي صورة التقطتها للورقة الميتة، وتعليق مقتضب:
- وجدتها صباحا بالمطبخ. ما هي قراءتك؟
- إنها فراشة تبشرك بيوم جميل!
- بل هي نذير شؤم، كأنها تقول كم نحن متشابهتان في الشكل والمصير.
- انت مجنونة.
- بل في أتم قواي العقلية، وأدرك مصيري بعد أن تركت للوحدة ولعدم الإكتراث.
- أنت أم وجدة وزوجة، ومثقفة. وهذا يغبطك عليه الكثيرون. انظري حولك فقط، لا تتقوقعي ولا تقنطي.
مددت بصري إلى صورة جماعية لأفراد عائلتي، فأحسست بالدمع يدب بأحداقي. كم يوحشني بعدهم وغربتهم عني... ولم أرد بشيء.
- هل تناولت دواءك؟
- لا، ولا حتى فطوري.
- لماذا؟ أليس عندك أكل؟
- منذ أمس أشتهي كمثرى.
- كفاك دلالا. كلي الموجود من أية فاكهة أو أي طعام آخر، فنحن نأكل كي نبقي الحياة فينا.
ولأنه الوحيد الذي يهتم لأمري بين العالمين لم أعصي أمره، وأجبته بحاضر.
فتحت الثلاجة، وكم كانت دهشتي أن وجدت طبقا كبيرا من حبات الكمثرى مرصوفة بعناية تفتح الشهية. وضعت الطبق على طاولة فطوري، وامتدت يدي لورقة مدسوسة بين الحبات، خضراء لم تصفر ولم تمت بعد. انفجرت ضاحكة وسارعت إلى الهاتف.
زهرة يبرم/الجزائر
لم أبكر هذا الصباح أيضا بسبب وعكة صحية ألمت بي من أيام واستعصى برئي أمام كثير من الادوية حتى بدا هزالي واضحا.
كرهت النظر لوجهي في المرآة فقد صار يخيفني شحوبه ويذكرني بمن هم على شفا جرف من قبورهم.
تحاملت على نفسي ودخلت المطبخ لأعد لنفسي كأسا من الحليب أراود به معدتي التي صارت ترفض كل طعام ودواء.
مطبخي الفسيح مفتوح على نسيم البحر الصباحي العليل في غاية الترتيب، لكن شيئا استثنائيا شد انتباهي؛ ورقة خريفية ذابلة أجهل مصدرها موضوعة بعناية على رخام المطبخ.
بقيت أحدق بها وتحدق بي، أسالها من أين أتيت؟ فلا تنطق. أقلبها على وجهيها، فتئن بين أصابعي كأنيني. وضعتها في مكانها بأمانة وقد أوجست منها خيفة، كما أن. أخلاقي تمنعني من إزعاج مريض محتضر...
إيماني بربي كبير لكنني تشاءمت منها وتطيرت بها. تأملت حولي فانتفت كل الاحتمالات التي وضعتها عن مصدر حملها إلى هناك. منزلي بطابق مرتفع، والشجرة اليتيمة التي توشح الشارع لم تتأثر بالخريف بعد، ولا تزال تلبس حلة خضراء من اوراق البلاطان كبيرة الحجم مقارنة بوريقتي. أضف أن لا وجود لريح يمكن أن تحمل ورقة ميتة لتضعها بعناية في انتظاري.
انقبضت روحي وعدت لفراشي وانكفأت على ذاتي يسيطر علي إحساس غريب بأن قدرا ما أرسلها نذيرا لي بدنو أجلي.
رن جرس الرسائل بهاتفي.
- صباح الخير.... عساك بخير.
فكان جوابي صورة التقطتها للورقة الميتة، وتعليق مقتضب:
- وجدتها صباحا بالمطبخ. ما هي قراءتك؟
- إنها فراشة تبشرك بيوم جميل!
- بل هي نذير شؤم، كأنها تقول كم نحن متشابهتان في الشكل والمصير.
- انت مجنونة.
- بل في أتم قواي العقلية، وأدرك مصيري بعد أن تركت للوحدة ولعدم الإكتراث.
- أنت أم وجدة وزوجة، ومثقفة. وهذا يغبطك عليه الكثيرون. انظري حولك فقط، لا تتقوقعي ولا تقنطي.
مددت بصري إلى صورة جماعية لأفراد عائلتي، فأحسست بالدمع يدب بأحداقي. كم يوحشني بعدهم وغربتهم عني... ولم أرد بشيء.
- هل تناولت دواءك؟
- لا، ولا حتى فطوري.
- لماذا؟ أليس عندك أكل؟
- منذ أمس أشتهي كمثرى.
- كفاك دلالا. كلي الموجود من أية فاكهة أو أي طعام آخر، فنحن نأكل كي نبقي الحياة فينا.
ولأنه الوحيد الذي يهتم لأمري بين العالمين لم أعصي أمره، وأجبته بحاضر.
فتحت الثلاجة، وكم كانت دهشتي أن وجدت طبقا كبيرا من حبات الكمثرى مرصوفة بعناية تفتح الشهية. وضعت الطبق على طاولة فطوري، وامتدت يدي لورقة مدسوسة بين الحبات، خضراء لم تصفر ولم تمت بعد. انفجرت ضاحكة وسارعت إلى الهاتف.
زهرة يبرم/الجزائر
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 481
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
رد: ورقة من أيامي للأديبة زهرة يبرم
قرأت ورقتك باهتمام كبير وباعصاب مشدودة، وسرني الأمل المنبثق في النهاية وعادت البسمة لثغري.
رائعة ورقتك أستاذة زهرة، دمت رمزا للعطاء.
رائعة ورقتك أستاذة زهرة، دمت رمزا للعطاء.
لطيفة الميموني- عضو متميز
- عدد المساهمات : 335
تاريخ التسجيل : 21/03/2018
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» زهرة
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
» قبل أن يرحل أيلول للأديبة سلوى حماد
» أنا هنا باق فوق أرضي للأديبة الفلسطينية نجاح عيسى
» "ما الجدوى مِن ورقة تـلقى في صناديق الاقـتراع...؟!" الدكتور عـبـد القـادر حـسين ياسين
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
» قبل أن يرحل أيلول للأديبة سلوى حماد
» أنا هنا باق فوق أرضي للأديبة الفلسطينية نجاح عيسى
» "ما الجدوى مِن ورقة تـلقى في صناديق الاقـتراع...؟!" الدكتور عـبـد القـادر حـسين ياسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
» ليلاي ومعتصمها
» غزلك حلو
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
» تحركوا أيها الدمى
» لوحة
» كنتَ مني وكنتُ منك !
» في مولد الهادي
» أحلم بالعيد
» فضل يوم عرفة
» من فصول الدهشة وعلامات الاستغراب بقلم فداء زياد
» حديث سري .. في الذكرى السادسة لرحيل أمي
» رباعيات عمر الخيام .
» مخيم جباليا ... أصل الحكاية بقلم سما حسن
» اعشق البحر
» ليل وعسكر .
» الغريب
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
» عاتبني أيها القمر !
» امرأة من زمن الأحلام
» زوابع الياسمين
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي