تحليل حول الرسوم المسيئة للرسول في فرنسا بقلم الأستاذ عزام أبو الحمام

هناك العديد من المؤشرات التي تؤيد فرضية أن حوادث عرض الرسوم المستهزئة بالرسول عليه الصلاة والسلام والمسلمين لم تكن اعمالا عشوائية، بل عملا منهجيا خططت له دوائر ومراكز قوى داخل فرنسا وخارجها خصوصا اللوبي الصهيوني اليهودي الإنجيلي والهدف هو نقل الصراع وتوجيه الكراهية إلى الإسلام والمسلمين بعد أن كانت لمئات السنين موجهة لليهود بالدرجة الأولى.            
لدينا شواهد كثيرة على هذه الفرضية من الحاضر ومن التاريخ. مثلا لماذا لم يتم التحقيق مع الشاب المسلم القاتل بعد أن تم السيطرة بسهولة  وبالتالي لمعرفة حيثيات اكثر حول الحادثة من بدايتها؟ لماذا لم ينشر تحقيق عن خلفيات المدرس والظروف التي دفعته لاستعراض رسوم مسيئة يعرف انها ستستفز الشباب المسلمين؟ ما هو عرق/ اثنية ذلك المدرس وما خلفيته الدينية والايديولوجية؟   لماذا لا نسمع ونقرأ عن رسومات هزلية تتناول اليهود والبوذييين وغيرهم من الملل والنحل؟.                             إن أوروبا المسيرة بالخوف من المستقبل الديموغرافي والثقافي الديني تخطط بشكل حثيث لخلق أسس صراع ديني أثني حفاظا على هوية أوروبا كما يعتقدون. إلى هنا قد يكون ذلك من حقهم او على الاقل يعد ذلك أمرا مفهومها ومتفهما. غير أن المشكلة تتمثل في ردات الفعل غير المدروسة التي تدفع بالمسلمين بالقفز إلى مربعات الصراع والكراهية التي يريدها العقل المدبر لكل هذه الظاهرة التي مهدت لها داعش قبل ذلك. ويغذيها فكر اسلاموي انفعالي غير مدروس.                                         لقد ثبت مؤخرا ان قطع رأس شخص فرنسي لا يضر الفرنسيين بقدر ما يؤذيها حملات المقاطعة للبضائع والسلع الفرنسية الاستهلاكية منها والرمزية. وكان حري بالمجتمعات المسلمة تطوير هذا السلاح المشروع والحضاري كي تفشل مخططات العقل المدبر لكل هذا العنف الرمزي والمادي الذي لا نعرف أين سيصل بنا في المستقبل. اخيرا لو كان المسلمون يعرفون ان لهم حكاما وقيادات تهتم بالدفاع عن كرامتهم ودينهم لما أقدم بعضهم على اخذ الحق بيده. لهذا يجد خطاب الرئيس أردوغان ترحيبا كبيرا بين معظم مسلمي العالم لانه يقول ما يرغبون بقوله.