بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
المجتمع الصهيوني و ملامح التفكك الداخلي من خلال الرؤية المسيرية للهوية اليهودية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المجتمع الصهيوني و ملامح التفكك الداخلي من خلال الرؤية المسيرية للهوية اليهودية
كنت اقرا من ديوان شعري، و المذياع بجانبي : انها نشرة الاخبار، عيناي على الكتاب و اذناي تلتقطان الاخبار ، اذا بي اسمع خبرا يجذبني ، اضع الديوان جانبا و انصت بامعان و ادون معطيات الخبر.
يتعلق الامر بالصراع المحتدم داخل الكيان الصهيوني بين مجموعتين يهوديتين هما الاشكناز و السفارديم. حيث يرفض المتطرفون من الاشكناز تدريس فتيات من السفارديم في مدارسهم، رغم صدور حكم المحكمة العليا الذي قضى بالغاء الميز العنصري بين المجموعتين.
و يؤكد "نظير مجلي" المحلل السياسي الفلسطيني لاذاعة "ميدي 1" ان الاشكناز لا يعترفون بالمحكمة العليا و لا بالقانون، وانهم خارجون عن سلطة الدولة. ذلك انهم يؤمنون بما يسمونه ًالقوانين التوراتية ً. و قد نظموا مظاهرات قوية وصل عدد المشاركين فيها مائة الف احتجاجا على المحكمة العليا.
و بجرد سماع الخبر تداعى الى ذهني موقف الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله ، و في محاولة لربط الخبر/الحدث بعمق الواقع الصهيوني الداخلي، ارتايت كتابة هذه السطور معنونة كالاتي:"المجتمع الصهيوني و ملامح التفكك الداخلي". و لاننا لا نستطيع الحديث عن الصهيونية دون الحديث عن القضية الفلسطينية، ارى ان الدفاع عن قضيتنا الاولى يجب ان يجمع بين التعاطف و السياسة ، و النضال المعرفي ، و لعل ادراك الواقع اليهودي و ما يعتمل داخل الكيان الصهيوني مدخل من مداخل هذاالنضال.
و اعتقد ان الاسهام البحثي و الفكري الذي خلفه المفكر الاسلامي الكبير عبد الوهاب المسيري يمككنا من سبر اغوار الفكر الصهيوني و العقلية اليهودية او بالاحرى "الاساطير المؤسسة" لها بتعبير المفكر "رجاء(روجي)غارودي".
ان هذا الصراع الديني و الاثني بين مجموعتين يهوديتين يعكس ملمحا من ملامح التفكك الداخلي الذي يهدد الكيان الصهيوني من الداخل. و اذا كان المسيري هو من يقول بهذا الراي : تفكك المجتمع الصهيوني داخليا، فان الفكرة تكتسب مقدرة اقناعية كبيرة ، لانه اكثر من فكك الفكر اليهودي و حلل الصهيونية و نقدها، و موسوعته الضخمة "اليهود و اليهودية و الصهيونية" شاهدة على ذلك.
و ليس من قبيل المغالاة ان نطرح، بهذا الصدد، قضية الهوية اليهودية، حيث انها تشكل ازمة حقيقية بالنسبة لليهود.
يرى الدكتور المسيري، في كتابه "مقدمة لدراسة الصراع العربي الاسرائيلي..جذوره و مساره و مستقلبه"، ان قضية تعريف اليهودي ليست قضية دينية او سياسية . و انما هي قضية مصيرية تنصرف الى رؤية العالم و الذات و الاساس الذي يستند اليه تضامن المجتمع و مصدر الشرعية فيه.
و يطرح الدكتور المسيري هذا السؤال الجوهري: من هو اليهودي؟و هو سؤال ينطوي على ازمة هوية حقيقية تنسحب على التاريخ اليهودي و على اليهود انفسهم. ف ًمن الصعب قبول مقولة
ًالتاريخ اليهودي ً ، و يصبح من الصعب الحديث عن ًالهوية اليهودية ً او عن ً الشخصية اليهودية ً ً.
و بالمقابل يتحدث المسيري عن ً وهم التاريخ اليهودي ً و عن ًالجماعات اليهوديةً. اذ لا يمكن الحديث ًعن وجود تاريخ يهودي مستقل عن تاريخ جميع الشعوب و الامم ً، و لا ًعن اليهود باعتبارهم كلا متماسكا ، فهم لا ينتمون الى تشكيل حضاري واحد، و ليس لهم تاريخ واحد، و لا مصالح و احدة، و لا تطلعات واحدة ً. و لذلك ً فاعضاء الجماعات اليهودية جزء لا يتجزا من التشكيلات الحضارية التي يعيشون في كنفها يتفاعلون معها تاثيرا و تاثرا ً.
و يتجلى وهم التاريخ اليهودي و الهوية اليهودية في انقسام اليهود الى جماعات مختلفة لكل منها تاريخها و عقيدتها و منهجها في العبادة، و يمكن تصنيفات متعددة لليهود اوردها الدكتور المسيري:
فمن الناحية العرقية او الاثنية، هنالك السفارديم و يهود الشرق و العالم الاسلامي و الاشكناز.
و من الناحية الدينية، هنالك اليهود الاثنيون و اليهودية الارثوذوكسية و اليهودية الاصلاحية و اليهودية المحافظة.
و هنالط جماعات اخرى هامشية.
و يتضح ان ً لكل جماعة خطابها الحضاري و فولكلورها الذي ينبع من محيطها الحضاري الذي عاشت فيه قبل الهجرة ً للكيان الصهيوني الذي وفدت اليه هذه الجماعات لتنفجر قضية الهوية.
و يوظف الدكتور المسيري مصطلح ً الجماعات اليهودية ً ليؤكد ً الخاصية الجيولوجية لكل من العقيدة اليهودية و الهوية اليهودية التي ياخذ شكل تركيب جيولوجي مكون من طبقات مختلفة غير ملتحمة او متفاعلة و غير متجانسة ً.
و ليس هذا الحدث الاخير الا ملمحا من ملامح هذه الازمة: ازمة الهوية داخل الدولة الصهيونية ، فهل ستنجح ،الدولة/الورم الخبيث في الجغرافيا العربية و الاسلامية، في حلها؟
هذا، و اذا نزعنا الستار عن المجتمع اليهودي و كشفنا عوراته، و ازحنا النقاب عن تشظيه و صراعاته الداخلية ، نكون قد حطمنا حاجزا نفسيا يحول دون الايمان القوي بان العدو الذي نواجهه ليس بالقوة التي تحيط بالصورة التي يروج لها عنه.
عدونا اضعف مما نتصور، و الانهيار يهدده من الداخل.
فلنقرا المسيري لتنفتح امامنا شرفات معرفية املة.
خالد المغربي- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 113
تاريخ الميلاد : 18/12/1989
تاريخ التسجيل : 17/06/2010
العمر : 34
الموقع : الرباط_ المغرب
رد: المجتمع الصهيوني و ملامح التفكك الداخلي من خلال الرؤية المسيرية للهوية اليهودية
اخي العزيز خالد
أشكرك على هذه المقالة العميقة والمفيدة جدا
اخي الشكناز حسبما أعرفهم فقد عرفتهم عن قرب هم مجموعة
متطرفة ومتعصبة جدا .. هم جبناء جدا ولكنهم حقودين جدا
وعندهم عنصرية شديدة .. أعتقد أن الدولة اليهودية ستنقسم
على نفسها وان شاء الله سيكون بهذا هلاكها
أتمنى لك حياة سعيدة وهانئة اخي خالد
أشكرك على هذه المقالة العميقة والمفيدة جدا
اخي الشكناز حسبما أعرفهم فقد عرفتهم عن قرب هم مجموعة
متطرفة ومتعصبة جدا .. هم جبناء جدا ولكنهم حقودين جدا
وعندهم عنصرية شديدة .. أعتقد أن الدولة اليهودية ستنقسم
على نفسها وان شاء الله سيكون بهذا هلاكها
أتمنى لك حياة سعيدة وهانئة اخي خالد
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
مواضيع مماثلة
» ملامح
» ملامح
» ملامح – قصة قصيرة
» ملامح مستترة
» القيادة الفلسطينية تحث المجتمع الدولى التدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسير خضر عدنان
» ملامح
» ملامح – قصة قصيرة
» ملامح مستترة
» القيادة الفلسطينية تحث المجتمع الدولى التدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسير خضر عدنان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي