بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
خارطة لأوجاع الروح
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خارطة لأوجاع الروح
قال :"أتدركين أني أحبك أيتها المستبدة ؟"
قالت :"أتسخر مني ؟ عن أي حب تتحدث ؟"
قال :"الحب..ذاك المشترك الإنساني..ذاك الحوار الذكي بين وجدانيين..تلك الصيغة الروحانية بين كيانين.."
قالت :"الحب أيها الغر أكبر أكذوبة اصطنعتها البشرية وصدقتها..
الحب مجرد طريقة للرذيلة يحترفها الرجال.."
قال :"يحترفها الرجال ؟!"
قالت :"أجل..الرجال يحترفون صناعة أساطير الهوى ليقدموها رشوة لجسد المرأة..جسدها فقط لاغير.."
قال :"لكن...! الحب مملكة ترسم حدود نفسك لتتلمسي حدودك.."
نظرت إليه شرزا فقاطعته قائلة :
"لا تتبجح بالترهات _فأطرقت رأسها_سأصدقك القول أنا أرغب أن أضل عذراء حتى مخدع زوجي"
قال لها وهو يبتسم :
"أنا أحدثك عن الحب وليس الجنس..فالحب ثقافة وقدر أما الجنس فهو عودة طارئة ومتكررة إلى المنابع الأصيلة للطبيعة والجنس تحصيل حاصل ومعطى تتويجي لمراحل مبدئية مهدت له مساره الطبيعي.."
قالت :"ثقافة الحب..!! أههههه...كلمة لا تحيى سوى في المتخيل الروائي وقد صارت متكررة ومستهلكة ومستهجنة..أنا أرفض أن أكون لقمة سائغة للمتخيل السينمائي المثالي..."
وهما جالسان وعلى مرمى نظرهما عشيقان يتبادلان القبلات ويقتنصان لحظات من اللذة-اللاحب-..قالت وهي تسرح ظفائرها على وشاحها الأحمر :
"أنظر كيف تسمح له هاته الوقحة –شبه عاهرة- بأن يتوغل في كل أصقاع جسدها،لقد فتنها بكلماته المعسولة وبخطابه العشقي وكأنه يبدع سيناريو عمل سينمائي..."
قال :"ربما هو يستمتع لكن هي الأخرى غارقة في ملكوت العشق..فاللوحة تحيى بلمسات الفنان هكذا شأنها.."
قالت :"أنا أنثى...لكن أرفض بشكل قطعي كل ما يبث بتلك السلوكات الحيوانية أية صلة..يا إلهي أنا غريبة في هذا المجتمع_المستنقع_"
قال :"بل أنت غريبة عن جسدك أيتها المستبدة..."
قالت :"إن كانت الأخلاق والفضيلة والقيم غريبة فنعم الغربة..أنا أفضل أن أكون غريبة إلى مخدع زوجي.."
قال :"أن تكون أنثى غريبة عن جسدها هذا يعني خلل فني في علاقتها مع جسدها..فللجسد لغته وفنونه كذلك..."
قاطعته قائلة :"إن كانت العفة والعذرية والتربية خللا..فلا بأس عندي أن أكون مختلة أيها السوي.."
قال :"مبدئي يجعلني أشهر في وجه كل مفهوم كانطي بطاقة الشك الديكارتي..."
قالت_مستهزئة_: "آه..أصاب ضني..أنت مخبول وثمل من اكسيل الفلسفة..الفلسفة زندقة.."
لم يبالِ بتعليقها ،نظر بعيدا ساهما في ذاك الشفق الأحمر فقال دون أن يعالجها بنظراته :
"أراهن أن يد ذكر قد توغلت في دروب جسدك لابد من أنامل ذكر ساهمت في تشكيل وعيك بجسدك..أنت التي تتفننين رسم ملامحه وإفعام كل حركاته وسكناته بروح الغواية..ولونك المفضل الأحمر...
* * * * *
ذات مرة وبالصدفة توقف بسيارته_ذات الزجاج الغامق غير شفاف من جهة الخارج_فإذا بها يرمقها برفقة أحد أصدقائه تخطو خطوات سريعة ومضطربة،ترتب شكلها..يبتعدان قليلا ثم يقبلها وتقبله يتوادعان...
فاه وسهى وشرد وإصفر وشحب..
ثم صرخ بهستيرية :
"إنتهت التمثيلية المكونة من خمسة فصول_خمس سنوات_ في كل فصل ميقات سنة من التمثيل المتقن،والزيف المحترف في أطول مسرحية عرفها التاريخ من إخراج إمرأة ضلت تمثل بقناع الملائكة وتلتحف بردة الأولياء...
أنا عليّ أن ألج أسطورة عشتار بعد هذا الحب الممتد إلى أقصى أصقاع روحي لها فلا إلهة أنثى سوى عشتار..."
تدلت دمعة معجونة بمزيج من الأحاسيس المضطربة بين الذل والوهن والغضب والكراهية والبغض والرغبة المحمومة في الأخذ بالثأر...ثم أردف :
"حذار من إمرأة تتمادى في الحديث عن أخلاقها _وحدها المنتوجات الفاسدة تحتاج لتسويق_حتما هي أدنى وأنذل من عاهرة،فالعاهرة تزين نفسها ولا تتملق ولا تنافق في غرضها..التي تعترف بعهرها تكشفه مرة ،التي تحاول إخفاء عهرها تكشفه لمرات عديدة...
كم مرة فعلتها أيتها الطاهرة ؟؟
كم مرة زرت سريرا زارته الكثيرات مثلك ؟؟
كم مرة طالتك أصابع طالت كثيرات غيرك :دونك وأرفع منك ؟؟
وأنا لخمس أعوام في دار غفلون..."
بعيدا عن مسرح القبلات والعناقات ،عند نهاية الرصيف استوقفه عمود الإنارة الوهاج وأخد يتمتم وينتحب :
"كم تبدو الأشياء_مهما كانت قبيحة_جميلة حين تحشر في بؤرة الضوء..."
ثم ألقى بصورة لها في حاوية للنفايات وكانت حمراء...
قالت :"أتسخر مني ؟ عن أي حب تتحدث ؟"
قال :"الحب..ذاك المشترك الإنساني..ذاك الحوار الذكي بين وجدانيين..تلك الصيغة الروحانية بين كيانين.."
قالت :"الحب أيها الغر أكبر أكذوبة اصطنعتها البشرية وصدقتها..
الحب مجرد طريقة للرذيلة يحترفها الرجال.."
قال :"يحترفها الرجال ؟!"
قالت :"أجل..الرجال يحترفون صناعة أساطير الهوى ليقدموها رشوة لجسد المرأة..جسدها فقط لاغير.."
قال :"لكن...! الحب مملكة ترسم حدود نفسك لتتلمسي حدودك.."
نظرت إليه شرزا فقاطعته قائلة :
"لا تتبجح بالترهات _فأطرقت رأسها_سأصدقك القول أنا أرغب أن أضل عذراء حتى مخدع زوجي"
قال لها وهو يبتسم :
"أنا أحدثك عن الحب وليس الجنس..فالحب ثقافة وقدر أما الجنس فهو عودة طارئة ومتكررة إلى المنابع الأصيلة للطبيعة والجنس تحصيل حاصل ومعطى تتويجي لمراحل مبدئية مهدت له مساره الطبيعي.."
قالت :"ثقافة الحب..!! أههههه...كلمة لا تحيى سوى في المتخيل الروائي وقد صارت متكررة ومستهلكة ومستهجنة..أنا أرفض أن أكون لقمة سائغة للمتخيل السينمائي المثالي..."
وهما جالسان وعلى مرمى نظرهما عشيقان يتبادلان القبلات ويقتنصان لحظات من اللذة-اللاحب-..قالت وهي تسرح ظفائرها على وشاحها الأحمر :
"أنظر كيف تسمح له هاته الوقحة –شبه عاهرة- بأن يتوغل في كل أصقاع جسدها،لقد فتنها بكلماته المعسولة وبخطابه العشقي وكأنه يبدع سيناريو عمل سينمائي..."
قال :"ربما هو يستمتع لكن هي الأخرى غارقة في ملكوت العشق..فاللوحة تحيى بلمسات الفنان هكذا شأنها.."
قالت :"أنا أنثى...لكن أرفض بشكل قطعي كل ما يبث بتلك السلوكات الحيوانية أية صلة..يا إلهي أنا غريبة في هذا المجتمع_المستنقع_"
قال :"بل أنت غريبة عن جسدك أيتها المستبدة..."
قالت :"إن كانت الأخلاق والفضيلة والقيم غريبة فنعم الغربة..أنا أفضل أن أكون غريبة إلى مخدع زوجي.."
قال :"أن تكون أنثى غريبة عن جسدها هذا يعني خلل فني في علاقتها مع جسدها..فللجسد لغته وفنونه كذلك..."
قاطعته قائلة :"إن كانت العفة والعذرية والتربية خللا..فلا بأس عندي أن أكون مختلة أيها السوي.."
قال :"مبدئي يجعلني أشهر في وجه كل مفهوم كانطي بطاقة الشك الديكارتي..."
قالت_مستهزئة_: "آه..أصاب ضني..أنت مخبول وثمل من اكسيل الفلسفة..الفلسفة زندقة.."
لم يبالِ بتعليقها ،نظر بعيدا ساهما في ذاك الشفق الأحمر فقال دون أن يعالجها بنظراته :
"أراهن أن يد ذكر قد توغلت في دروب جسدك لابد من أنامل ذكر ساهمت في تشكيل وعيك بجسدك..أنت التي تتفننين رسم ملامحه وإفعام كل حركاته وسكناته بروح الغواية..ولونك المفضل الأحمر...
* * * * *
ذات مرة وبالصدفة توقف بسيارته_ذات الزجاج الغامق غير شفاف من جهة الخارج_فإذا بها يرمقها برفقة أحد أصدقائه تخطو خطوات سريعة ومضطربة،ترتب شكلها..يبتعدان قليلا ثم يقبلها وتقبله يتوادعان...
فاه وسهى وشرد وإصفر وشحب..
ثم صرخ بهستيرية :
"إنتهت التمثيلية المكونة من خمسة فصول_خمس سنوات_ في كل فصل ميقات سنة من التمثيل المتقن،والزيف المحترف في أطول مسرحية عرفها التاريخ من إخراج إمرأة ضلت تمثل بقناع الملائكة وتلتحف بردة الأولياء...
أنا عليّ أن ألج أسطورة عشتار بعد هذا الحب الممتد إلى أقصى أصقاع روحي لها فلا إلهة أنثى سوى عشتار..."
تدلت دمعة معجونة بمزيج من الأحاسيس المضطربة بين الذل والوهن والغضب والكراهية والبغض والرغبة المحمومة في الأخذ بالثأر...ثم أردف :
"حذار من إمرأة تتمادى في الحديث عن أخلاقها _وحدها المنتوجات الفاسدة تحتاج لتسويق_حتما هي أدنى وأنذل من عاهرة،فالعاهرة تزين نفسها ولا تتملق ولا تنافق في غرضها..التي تعترف بعهرها تكشفه مرة ،التي تحاول إخفاء عهرها تكشفه لمرات عديدة...
كم مرة فعلتها أيتها الطاهرة ؟؟
كم مرة زرت سريرا زارته الكثيرات مثلك ؟؟
كم مرة طالتك أصابع طالت كثيرات غيرك :دونك وأرفع منك ؟؟
وأنا لخمس أعوام في دار غفلون..."
بعيدا عن مسرح القبلات والعناقات ،عند نهاية الرصيف استوقفه عمود الإنارة الوهاج وأخد يتمتم وينتحب :
"كم تبدو الأشياء_مهما كانت قبيحة_جميلة حين تحشر في بؤرة الضوء..."
ثم ألقى بصورة لها في حاوية للنفايات وكانت حمراء...
محمد إيدسان- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 622
تاريخ الميلاد : 13/02/1991
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 33
الموقع : حيث السماء محشوة بشذى الغضب
رد: خارطة لأوجاع الروح
عزيزي أسير الأمل
مساء الورد يا محمد
عساك بخير ابني
ذكرتني بمادة الفلسفة .. كنت دائماً أردد مقولة أحدهم من تمنطق فقد تزندق ..
عندما كنت في مثل سنك .. كنت أنا وأبناء جيلي نطرح هذا الطرح ونريد الوصول للحقيقة وهي أن الحب لا يعني الجنس ..
اليوم أرى أن الموضوع ليس موضوع حب منفصل عن الجنس ولا جنس منفصل عن الحب .. الموضوع اليوم أزمة أخلاق .. فالحب حب والجنس جنس وكلاهما متمم للآخر وكلاهما عندما يحتكم للضمير والأخلاق يكون جميلا وطبيعيا وعندما يفتقر للضمير والأخلاق يصبح مبتذلاوخسيسا بل قد يصبح في عداد الجرائم ..
الحب والجنس إن وضعا في مكانهما المناسب وفي اطارهما المناسب سيكونان حاجة ضرورية ولا يمكن الإستغناء عنها ولكن في ظل هذه التجاوزات اللأخلاقية التي تغزو مجتمعاتنا حالياً فالحب حرام والجنس حرام وحتى الحياة بهذه الطريقة المبتذلة حرام .. علينا يا محمد أن نعيد الأمور إلى نصابها وألا نحلل ونحرم إلا ما هو محلل ومحرم وأن نصوب من سلوكياتنا نحن بحيث يبقى الحلال حلال والحرام حرام ولا توجد بينهما منطقة وسطى .
أحييك على الطرح الرائع وبوركت يا ابني .
مساء الورد يا محمد
عساك بخير ابني
ذكرتني بمادة الفلسفة .. كنت دائماً أردد مقولة أحدهم من تمنطق فقد تزندق ..
عندما كنت في مثل سنك .. كنت أنا وأبناء جيلي نطرح هذا الطرح ونريد الوصول للحقيقة وهي أن الحب لا يعني الجنس ..
اليوم أرى أن الموضوع ليس موضوع حب منفصل عن الجنس ولا جنس منفصل عن الحب .. الموضوع اليوم أزمة أخلاق .. فالحب حب والجنس جنس وكلاهما متمم للآخر وكلاهما عندما يحتكم للضمير والأخلاق يكون جميلا وطبيعيا وعندما يفتقر للضمير والأخلاق يصبح مبتذلاوخسيسا بل قد يصبح في عداد الجرائم ..
الحب والجنس إن وضعا في مكانهما المناسب وفي اطارهما المناسب سيكونان حاجة ضرورية ولا يمكن الإستغناء عنها ولكن في ظل هذه التجاوزات اللأخلاقية التي تغزو مجتمعاتنا حالياً فالحب حرام والجنس حرام وحتى الحياة بهذه الطريقة المبتذلة حرام .. علينا يا محمد أن نعيد الأمور إلى نصابها وألا نحلل ونحرم إلا ما هو محلل ومحرم وأن نصوب من سلوكياتنا نحن بحيث يبقى الحلال حلال والحرام حرام ولا توجد بينهما منطقة وسطى .
أحييك على الطرح الرائع وبوركت يا ابني .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: خارطة لأوجاع الروح
سيدتي ميساء أهلا بعودتك وعساه عودا أحمد...
لكم هو جميل أن تحتضن مقلتي إسمك كأول من تذوق هذا الإدراج...
شكرا لحضورك الذي لا يضاهيه حضور..
أنثر هنا على وقع خطوات حرفك الورد الدمشقي وعطر الخزاما...
صحيح سيدتي فنحن نعيش أزمة قيم تستفحل مع هذا الغزو المعارفي والثقافي وهذه التبعية في أبسط تجلياتها..
ولقد حاولت تسليط الأضواء على فكر شبابي يتبناه الكثير والكثير من الشباب ..
ورصده تحت المجهر وتحليله وتقييم هذا الإسفاف الفكري وهذه الضحالة المعرفية لشريحة عظيمة من الشعب العربي المسلم...
ولم يتأتى هذا إلا بالمعاينة المباشرة والإحتكاك الميكانيكي اليومي مع هؤلاء الشباب "الممسوخين"...
ربما كنت منهم ذات يوم وهذا ما جعلني أكثر الناس فهم تركيبتهم النفسية المضطربة..
وقمت بتوظيف بيداغوجيا أثناء التواصل اليومي معهم تراعي سيكولجيا الشباب غير المتزنة والمنبهرة بالغرب...
والجنس من أبرز الطابوهات والأكثر القضايا التي تحضى بتمرد عنيف من طرف هؤلاء بشكل لاأخلاقي ولاعقلاني...
فللجنس ثقافته وفنونه وإطاره الطبيعي يقتضي مراعاته وفق مساره الطبيعي فكلما عذل وإنحاز عن هذا المسار يفقد رونقه وجماليته "الإنسانية" وإن كان يحافظ على لذته الغريزية...
سيدتي الفلسفة ليست زندقة بل غوص في ملكوت الأشياء
ألا تدرين أن سيدنا إبراهيم عليه السلام يلقب بأب الفلاسفة...كيف ؟؟
فلو لم يتفلسف في الكون وهذا الجمال الأخاد وتكبد مشقة الفكر وصوغ أسئلة وجدانية وكونية مهدت له السبيل ليكتشف الحقيقة الكونية وهو أن لهذا الكون خالق ووراء هذا الجمال اللامتناهي قوة ميتافيزيقية وخارجة عن قانون فيزيائية الطبيعة...أليس لهذا التفلسف والتأمل ألقا خاصا خصوصا حين توفق في سبر أغوار الحقيقة ؟؟؟
الفلسفة عبارة عن صوغ أسئة تستفز الفيلسوف وتقض مضجعه...والتاريخ الممتد إلى يومنا هذا عبارة عن تسلسل أسئلة فلسفية ولا يهم في عرف الفلسفة الأجوبة بقدر ما تهم الأسئلة...
سيدتي الحديث ذو شجون وقد تماديت ربما في الحديث لكن معك يحلو الحديث...
فلكم أود أن أتجاذب معك أطراف الحديث على مائدة مغربية الصنع وبرفقة كأس "أتاي" مغربي...
سيدتي كان هذا ردي وأشحنته ودي
لكم هو جميل أن تحتضن مقلتي إسمك كأول من تذوق هذا الإدراج...
شكرا لحضورك الذي لا يضاهيه حضور..
أنثر هنا على وقع خطوات حرفك الورد الدمشقي وعطر الخزاما...
صحيح سيدتي فنحن نعيش أزمة قيم تستفحل مع هذا الغزو المعارفي والثقافي وهذه التبعية في أبسط تجلياتها..
ولقد حاولت تسليط الأضواء على فكر شبابي يتبناه الكثير والكثير من الشباب ..
ورصده تحت المجهر وتحليله وتقييم هذا الإسفاف الفكري وهذه الضحالة المعرفية لشريحة عظيمة من الشعب العربي المسلم...
ولم يتأتى هذا إلا بالمعاينة المباشرة والإحتكاك الميكانيكي اليومي مع هؤلاء الشباب "الممسوخين"...
ربما كنت منهم ذات يوم وهذا ما جعلني أكثر الناس فهم تركيبتهم النفسية المضطربة..
وقمت بتوظيف بيداغوجيا أثناء التواصل اليومي معهم تراعي سيكولجيا الشباب غير المتزنة والمنبهرة بالغرب...
والجنس من أبرز الطابوهات والأكثر القضايا التي تحضى بتمرد عنيف من طرف هؤلاء بشكل لاأخلاقي ولاعقلاني...
فللجنس ثقافته وفنونه وإطاره الطبيعي يقتضي مراعاته وفق مساره الطبيعي فكلما عذل وإنحاز عن هذا المسار يفقد رونقه وجماليته "الإنسانية" وإن كان يحافظ على لذته الغريزية...
سيدتي الفلسفة ليست زندقة بل غوص في ملكوت الأشياء
ألا تدرين أن سيدنا إبراهيم عليه السلام يلقب بأب الفلاسفة...كيف ؟؟
فلو لم يتفلسف في الكون وهذا الجمال الأخاد وتكبد مشقة الفكر وصوغ أسئلة وجدانية وكونية مهدت له السبيل ليكتشف الحقيقة الكونية وهو أن لهذا الكون خالق ووراء هذا الجمال اللامتناهي قوة ميتافيزيقية وخارجة عن قانون فيزيائية الطبيعة...أليس لهذا التفلسف والتأمل ألقا خاصا خصوصا حين توفق في سبر أغوار الحقيقة ؟؟؟
الفلسفة عبارة عن صوغ أسئة تستفز الفيلسوف وتقض مضجعه...والتاريخ الممتد إلى يومنا هذا عبارة عن تسلسل أسئلة فلسفية ولا يهم في عرف الفلسفة الأجوبة بقدر ما تهم الأسئلة...
سيدتي الحديث ذو شجون وقد تماديت ربما في الحديث لكن معك يحلو الحديث...
فلكم أود أن أتجاذب معك أطراف الحديث على مائدة مغربية الصنع وبرفقة كأس "أتاي" مغربي...
سيدتي كان هذا ردي وأشحنته ودي
محمد إيدسان- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 622
تاريخ الميلاد : 13/02/1991
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 33
الموقع : حيث السماء محشوة بشذى الغضب
رد: خارطة لأوجاع الروح
كلما أقرأ ردودك يا محمد أذهب بعيداً إلى تلك السنوات
كم تشبهني أنت .. كنت مثلك تماماً وربما ما زلت ..
كنت أحب الفلسفة جداً لذلك درست منها مادة وهي المسموح
لي بدراستها في كلية الحقوق ولكنني نشأت في أسرة همها
السياسة والفلسفة فلا عجب أن معظم أفراد أسرتي كانوا
يتعاطون السياسة والفلسفة في ذلك الوقت .. قرأت في الفلسفة
وذهبت فيها بعيداً جداً ولا زلت أذكر جيداً جان بول سارتر وحبيبته
سيمون دي بوفوار والوجود والعدم والكتاب الذي كان يتكون من ألف صفحة
ثم جاء بكتاب آخر ليلغيه تماماً ولغاية اللحظة أذكر كلام جان بول سارتر
جيداً .. كنت إمرأة مشبعة بالنضال والسياسة والفلسفة وكانت طبيعة
المرحلة أنذاك تقتضي ذلك وكنت قوية جداً ومهاجمة من الدرجة الأولى
والجميع يعمل لي مليون ألف حساب مع أنني أحياناً أميل إلى الضحك
لكن الآخر لا يتوقع هذا مني ! كبرت وبدأت أتنفس قليلاً .. انهيارت هنا
.. خيانات هناك .. أمور كثيرة تسربت من بين يدي .. أحاول اليوم جاهدة
مسك العصا من الوسط لكن لا أعلم هل أفلح في ذلك وأنا ما زالت
ميساء تلك تسكنني للحظة .. أنت تشبهني يا محمد وكأنك ابني بالفعل ..
أتمنى لك كل التوفيق .. سأزورك بالمغرب لكن مستقبلاً ان شاء الله .
كم تشبهني أنت .. كنت مثلك تماماً وربما ما زلت ..
كنت أحب الفلسفة جداً لذلك درست منها مادة وهي المسموح
لي بدراستها في كلية الحقوق ولكنني نشأت في أسرة همها
السياسة والفلسفة فلا عجب أن معظم أفراد أسرتي كانوا
يتعاطون السياسة والفلسفة في ذلك الوقت .. قرأت في الفلسفة
وذهبت فيها بعيداً جداً ولا زلت أذكر جيداً جان بول سارتر وحبيبته
سيمون دي بوفوار والوجود والعدم والكتاب الذي كان يتكون من ألف صفحة
ثم جاء بكتاب آخر ليلغيه تماماً ولغاية اللحظة أذكر كلام جان بول سارتر
جيداً .. كنت إمرأة مشبعة بالنضال والسياسة والفلسفة وكانت طبيعة
المرحلة أنذاك تقتضي ذلك وكنت قوية جداً ومهاجمة من الدرجة الأولى
والجميع يعمل لي مليون ألف حساب مع أنني أحياناً أميل إلى الضحك
لكن الآخر لا يتوقع هذا مني ! كبرت وبدأت أتنفس قليلاً .. انهيارت هنا
.. خيانات هناك .. أمور كثيرة تسربت من بين يدي .. أحاول اليوم جاهدة
مسك العصا من الوسط لكن لا أعلم هل أفلح في ذلك وأنا ما زالت
ميساء تلك تسكنني للحظة .. أنت تشبهني يا محمد وكأنك ابني بالفعل ..
أتمنى لك كل التوفيق .. سأزورك بالمغرب لكن مستقبلاً ان شاء الله .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: خارطة لأوجاع الروح
لكم هو شرف عظيم أن أكون بمثابة رابط ذهني يجعلك تتذكرين الذكريات الخالدة
ومحطات المشوار النضالي والمشروع الرسالي....
شرف أيما شرف يجعلني أعيد الخط الكرونولوجي لمسيرتك الحافلة بالنجاحات على مستوى النضال والإبداع...
وسام أزين به صدري وأفتخر وأزهو به....
لكن لأنبهك سيدتي فأنا كثير المزاح وأتمتع بحس فكاهي ودمي خفيف لدرجة التمادي أحيانا...
لا أظن أن هاته النقطة ستكون قاسما مشتركا بيننا فيبدو من مجال عملك أنك صارمة ودقيقة ومظبوطة...
ومحطات المشوار النضالي والمشروع الرسالي....
شرف أيما شرف يجعلني أعيد الخط الكرونولوجي لمسيرتك الحافلة بالنجاحات على مستوى النضال والإبداع...
وسام أزين به صدري وأفتخر وأزهو به....
لكن لأنبهك سيدتي فأنا كثير المزاح وأتمتع بحس فكاهي ودمي خفيف لدرجة التمادي أحيانا...
لا أظن أن هاته النقطة ستكون قاسما مشتركا بيننا فيبدو من مجال عملك أنك صارمة ودقيقة ومظبوطة...
محمد إيدسان- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 622
تاريخ الميلاد : 13/02/1991
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 33
الموقع : حيث السماء محشوة بشذى الغضب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي