بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
عودة في الانتظار
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عودة في الانتظار
عَودة في الانتظار
أثقَلت عليَّ دموعك المنهمرة في ليل الأمس .. تلقفتها بقلب واهن وجسد مرتجف .. كيف تجرأت عليك الذكريات وانقضت على ليلك كالضبع ؟! ألم ترحم قلبك المستجير من ضعفه .. ألم ترحم دمع عينيك وهي تهطل كزخات المطر .. ألم ترحم اشتياقك إلى موائد الصباح وهي تجمعنا .. وانتظارك لنا على شرفات النهار كي نتجاذب أطراف الحديث عبر أسلاك الهاتف ؟!
حَزِنتُ لألمك .. لشراسة الذكريات التي هاجمتك .. للدموع التي انسكبت ولم أستطع تجفيفها وتقبيل الخد كي يستكين ويهدأ .. ولا إغلاق النوافذ جيداً في وجهها .. ولا سحب بساط الليل لتنامي كسائر الأمهات .. تضمين أطفالك إلى حضنك .. تمسدين على رؤوسهم بأناملك الطاهرة .. تقرأين على مسامعهم حكايات الليل الهادىء .
أخذتُ أطفالي .. أطفالك .. ورحلت إلى رصيف شتات آخر .. أحادثك الحديث المتقطع ، السريع ، المبتور ، المبهم عبر أسلاكٍ تعلن عن نيتها الانفصال كل ثانية .. رضَيتِ أنتِ ساعتها رغماً عنك .. ورضيتُ أنا أيضاً رغماً عني . وقفت الغربة حاجزاً بيني وبين تقبيل اليد والخد والعينين .. طارت سلامات مني إليك لكنها لم تسمن ولم تغنِ من جوع ؛ فانهمرت لألئك تلك الليلة وذاب قلبي عليها حزناً ؛ فلم أجد إلا هذه الحروف الحزينة لأعبر فيها عن سخطي وقهري .. علَّ دموعك ترضى .. علَّ روحك الطاهرة تهدأ..علَّ قلبك المنفطر حزناً يهدأ ولا يهم إن هدأت نيران قلبي أو اشتعلت .
جلستُ حينها أنا وساعات الليل الثقيلة نتصفح رسائلك الملأى بالدموع .. نقلب سنوات العمر البالية .. نفتح صناديق الذكريات الصدئة .. نعبث بجدائل الماضي والحاضر والمستقبل .. نرسم ألف علامة استفهام وعشرون ألف علامة تعجب !
ننتظر سنة ما .. شمسية .. قمرية .. ميلادية .. هجرية .. منسية .. منفية .. ننتظر سنة العودة !
حقائبنا معدة في الانتظار .. قوالب آدمية معدة في الانتظار .. مشاريع أحلام معدة في الانتظار .. وبقايا من بقايا الروح مغلفة ومعدة أيضا في الانتظار .
لم تمضِ سوى ساعات قليلة من هذا الليل الطويل فبماذا نتسامر وكيف سنمضي هذا الليل بانتظار الصباح ؟ أحاول فتح نافذة يتسرب منها هواءٌ منعش إلى رئتي .. أطل منها على سماءٍ مضيئة ذات نجوم تتلألأ وقمر منير يدعونا للسهر !
لكنَّ السماء هنا في الركن البعيد الهادىء تخلد للنوم مبكرة .. تأخذ في حضنها قمرها ونجومها وحتى السحب المهاجرة إليها وتغلق عليهم الأبواب وتنطفىء !.. فبماذا سنمضي باقي هذا الليل ؟
هل نعد على أصابع اليد خيباتنا العظمى .. كم مرة حزمنا حقائبنا .. كم مرة بدأنا المشوار منذ البدايات الحجرية .. كم مرة طلبنا فيها تجديد الهواء لأنه أصبح خانقاً .. ولفظنا الماء من شراييننا لأنه مرٌّ كالعلقم .. كم مرة حلمنا بتلك الياسمينة وسهراتنا الممتدة في ظلالها عبر دهاليز الليل إلى بوابات الفجر ؟!
هل نمضيك أيها الليل بانتظار الصحوة على وخز الأحلام لخاصرة الصباح .. معلنة بذلك نهار جديد نركض فيه لبدء مشوار العد .. عد ساعات الفراغ الثقيلة .. تصفح باقي رسائل الأحبة الملأى بالدموع .. محاولة تفسير أحلام ذلك الليل الطويل .. أم نكتفي بالانزواء في صومعة النفس .. بعيداً عن مضارب الشمس .. ورياح الخريف .. وقمر نيسان .. وعناقيد الصيف ؟
أظن ساعتها أن روحك لن تهدأ .. وأحلامنا لن تهدأ .. والأيام من حولنا لن تهدأ .. لذلك ألتمس منك العذر يا أم فلقد أتعبت قلبك وروحك بما يكفي .. وأعلم جيداً أن قلبك لن يرضى حتى أرضى !
لذا أنا يا أم أنعم بكل الرضى .. سأبقى كما اعتدنا أعد حقائب العودة وأنتظر على أرصفة وبوابات العودة .. سأفتح نوافذ الذكرى لكن دون خوف أو وجل .. وسأكتب على شبابيكها : أُرَضِّي يا أم علَّ هذا الكون يرضى .
ميساء البشيتي
رد: عودة في الانتظار
راق لي كل حرف
نفس الوجع يتكرر
الله يرحمها وترضى وترضي
نفس الوجع يتكرر
الله يرحمها وترضى وترضي
ياسمين شعبان- عضو جديد
- عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 10/03/2016
رد: عودة في الانتظار
رائع ومذهل ما قرأته هنا أستاذة ميساء
رحمها الله وأسكن روحها الجنة
رغم ما يحتويه النص من الألم فقد لاحت في نهايته بارقة الأمل
أعدي حقائب العودة وكوني على الرصيف لعلها قريبة
دام التألق وسحر الحرف
ودام التقاؤل حليفك ميساء
رحمها الله وأسكن روحها الجنة
رغم ما يحتويه النص من الألم فقد لاحت في نهايته بارقة الأمل
أعدي حقائب العودة وكوني على الرصيف لعلها قريبة
دام التألق وسحر الحرف
ودام التقاؤل حليفك ميساء
نسيم الطبيعة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 665
تاريخ التسجيل : 27/01/2014
الموقع : فلسطين
رد: عودة في الانتظار
لا تفقدي الأمل يا عصفورة الانتظار
هند درويش- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 178
تاريخ التسجيل : 19/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ميساء البشيتي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» قبر واحد يكفي لكل العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:18 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي