منتدى عصفورة الشجن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

من أنا ؟


حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية


المواضيع الأخيرة
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
بوابات الانتظار  Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي

» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
بوابات الانتظار  Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي

» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
بوابات الانتظار  Emptyالخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي

» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
بوابات الانتظار  Emptyالخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي

» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
بوابات الانتظار  Emptyالأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي

» عيد ميلاد ابنتي دينا
بوابات الانتظار  Emptyالثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي

» رسائل إلى أمي
بوابات الانتظار  Emptyالسبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي

» رسائل في الهواء
بوابات الانتظار  Emptyالسبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي

» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
بوابات الانتظار  Emptyالخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة

» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
بوابات الانتظار  Emptyالسبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد

» سلسلة حلقات جاهلية .
بوابات الانتظار  Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي

» لمن يهمه الأمر
بوابات الانتظار  Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي

» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
بوابات الانتظار  Emptyالسبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة

» شجرة التين بقلم نور دكرلي
بوابات الانتظار  Emptyالسبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة

» عيد ميلاد سعيد يا فرح
بوابات الانتظار  Emptyالأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي

» مطر أسود
بوابات الانتظار  Emptyالإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي

»  بـــ أحس الآن ــــــــ
بوابات الانتظار  Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد

» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
بوابات الانتظار  Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد

» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
بوابات الانتظار  Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة

» ثورة صامتة
بوابات الانتظار  Emptyالإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم

» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
بوابات الانتظار  Emptyالثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري

» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
بوابات الانتظار  Emptyالإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي

» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
بوابات الانتظار  Emptyالأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي

» ليلاي ومعتصمها
بوابات الانتظار  Emptyالأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة

» غزلك حلو
بوابات الانتظار  Emptyالأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


بوابات الانتظار

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

بوابات الانتظار  Empty بوابات الانتظار

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الجمعة 24 أكتوبر 2014 - 18:15

بوابات الانتظار  Attachment




بوابات الانتظار
إلى الراحل , الساكن فينا  " الشاعر طلعت سقيرق "
أنا ما عرفتُ الانتظار يوماً إلا على بوابات القدس . أنا ما أغراني الانتظار في يوم , ولا اشتهيته , ولكنه جسر العودة جعلني بطيئة الخطا , حتى لا تقع أقدامي الصغيرة  في نهر الأحزان , فتضيع مني خطواتي , التي هي وحدها من تعرف سرُّ الطريق إلى بيتي هناك .
أنتَ , في غيابك الذي أمضغه على مضض , لأنه لا صباح له أنشره فيه على حبال الشمس , فيستلقي الوجع في دفءٍ , وتتسرب منه خيوط الوهن التي أثقلته , فيعود رشيقاً , زهو الخطوات , خفيفاً من الألم , فأبقى ألوك الوجع بين أضراسي , أخشى أن أبتلعه فيفقد بعضاً من ملامحه الثائرة , وأخشى أن أبقيه فأفقد ما تبقى لي من أسلحة أواجه فيها نفاد الصبر .
غِبتَ , وتركت حيفا في الغياب تنتظر .
 حيفا تنتظر الشاعر الذي كان يرسل القوافي مع إحدى الغيمات  المسافرة إليها  كل صباح , فتعود إليه في المساء ممتلئة برائحة حيفا , وجدائل حيفا , وسحر حيفا , فينظم فيها ما يشاء من ورد القصيد , ويسدله على آخر الأشجار المغادرة إلى حيفا , ويودعها قبلاته الحارة , وبعضاً من وصاياه الأخيرة , أن ابقي حيفا على أكفِّ الانتظار , ولا ترحلي مع الغريب ,
 لا ترحلي  .
وجسر العودة ينتظر , ينتظر خطواتٍ ما عادت تمشي فوقه بخوف ووجل , وما عادت تنتظر بلهفة الطفلة باب العودة أن يُشرع , فتطل منه القدس بكامل هيبتها وأناقتها , وتطل مآذنها , وكنائسها , وشوارعها العتيقة , وأبواب كانت هيَّ متاحفَ للبصر , وملاذاً للبشر , فتهمس بأذن الرسل .. إليكم , وعليكم ,
مني ألف سلمٍ وسلام .
وكرم الزيتون في الحقل المجاور لخيمة العودة , كان ينتظر أيادٍ حنونة , تداعبه برفق , وتضعه في الحضن , وتدعو له بالبركة , وبعد أن طال انتظاره , أخذ يتساقط مضرجاً بدمائه كالقتلى , ويتسابق كالفاتحين في مرمى الموت , فلا يجد من يقرأ عليه سورة الفاتحة , أو يلثم جبينه عند الشهادة , ويدعو له بالثواب والمغفرة .
وبقاع طاهرة ما دُنس ثوبها إلا من نعال العابرين , وما كفَّت يوماً عن الانتظار , صلبت على مواعيدٍ وهمية , زرعت منذ النكبة الأولى على شرفات الأحداق , بأننا عائدون , وهذا المفتاح علينا وعليهم يشهد , وهي للآن تحلم بالقادمين من الأفق اللازوردي ,  والهابطين من سابع السماء , كي يرفعوا أشباح الليل عن أحلامها ,
وبقيت إلى الآن مصلوبة على أعواد الانتظار !
الانتظار فنجان الحياة  , مرُّ المذاق , حلو المذاق , بنفس الآن , من يلعق مذاقه الحلو , مع مذاقه  المرِّ , يتعلم فنون الصبر على الأوجاع , ويتعلم فن الإبحار دون سفينة في عرض البحر , ويتعلم فن السباحة ضد الأمواج العاتية ,  ويتعلم فن التمرد , وكيف يكون النغم  " لا "  , فنرفعها  شعاراً فوق رؤوسنا , ونكتبها بالدم على الجباه , ولا نستبدلها مهما نهشتنا مخالب غريبة , أو لطمتنا أياد الغدر والطغيان .
لن أقلق نومك الهانئ أكثر .. فحالنا اليوم أشبه بحال المحتضر , ولكن بلا موت يسعفه , وأخشى أننا سنخرج فيما بعد  جماعات غفيرة  إلى الصلاة ,  صلاة الاستسقاء طبعاً , نستسقي الموت ونتوسله أن يهبط إلينا , فالمطر كثير جداً , ولكن لا حاجة لمحتضر بالموت إلى الماء ,  الموت أصبح مطر هذه الأيام , الموت أصبح مطر هذه الحياة .
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6529
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 61
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بوابات الانتظار  Empty رد: بوابات الانتظار

مُساهمة من طرف طارق نور الدين الثلاثاء 28 أكتوبر 2014 - 19:15

رائعة جديدة من روائعك عزيزتنا ميساء 
أبدعت
طارق نور الدين
طارق نور الدين
عضو نشيط
عضو نشيط

الجوزاء عدد المساهمات : 191
تاريخ التسجيل : 06/05/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بوابات الانتظار  Empty رد: بوابات الانتظار

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي السبت 28 مايو 2022 - 14:21

بوابات الانتظار
إلى الغائب الحاضر،ابن حيفا... الذي عن بال حيفا لا يغيب.
أنا ما عرفتُ الانتظار يومًا إلا على بوابات القدس.
ما أغراني الانتظار في يوم، ولا اشتهيته؛ لكنه جسر العودة جعلني بطيئة الخطا؛ حتى لا تقع أقدامي الصغيرة  في نهر الأحزان؛ فتضيع مني خطواتي التي هي وحدها من تعرف سرُّ الطريق إلى بيتي هناك!
أنتَ،في غيابك الذي أمضغه على مضض؛ لأنه لا صباح له أنشره فيه على حبال الشمس؛ فيستلقي الوجع في دفءٍ، وتتسرب منه خيوط الوهن التي أثقلته ليعود رشيقًا، زهو الخطوات، خفيفًا من الألم فأبقى ألوك الوجع بين أضراسي... أخشى أن أبتلعه فيفقد بعضًا من ملامحه الثائرة، وأخشى أن أبقيه فأفقد ما تبقى لي من أسلحة أواجه فيها نفاد الصبر!
غِبتَ... وتركت حيفا في الغياب تنتظر.
حيفا تنتظر شاعرها الذي كان يرسل القوافي مع إحدى الغيمات  المسافرة إليها  كل صباح فتعود إليه في المساء ممتلئة برائحة حيفا، جدائل حيفا، سحر حيفا؛ فينظم فيها ما يشاء من ورد القصيد، ويسدله على آخر الأشجار المغادرة إلى حيفا، ويودعها قبلاته الحارة، وبعضًا من وصاياه الأخيرة: أن ابقي حيفا على أكفِّ الانتظار ولا ترحلي مع الغريب... لا ترحلي.
وجسر العودة ينتظر خطواتٍ ما عادت تمشي فوقه بخوف ووجل، ما عادت تنتظر بلهفة الطفلة باب العودة أن يُشرع؛ فتطل منه القدس بكامل هيبتها وأناقتها، تطل مآذنها، كنائسها، وشوارعها العتيقة،أبواب كانت هيَّ متاحفَ للبصر  وملاذاً للبشر  فتهمس بأذن الرسل: إليكم، وعليكم مني ألف سلمٍ وسلام.
وكرم الزيتون في الحقل المجاور لخيمة العودة... كان ينتظر أيادٍ حنونة، تداعبه برفق، تضعه في الحضن، تدعو له بالبركة... وبعد أن طال انتظاره... أخذ يتساقط مضرجاً بدمائه كالقتلى، ويتسابق كالفاتحين في مرمى الموت، فلا يجد من يقرأ عليه سورة الفاتحة، أو يلثم جبينه عند الشهادة ويدعو له بالثواب والمغفرة.
وبقاع طاهرة ما دُنس ثوبها إلا من نعال العابرين! وما كفَّت يومًا عن الانتظار، صلبت على مواعيدٍ وهمية، زرعت منذ النكبة الأولى على شرفات الأحداق: بأننا عائدون، وهذا المفتاح علينا وعليهم يشهد... وهي للآن تحلم بالقادمين من الأفق اللازوردي،  والهابطين من سابع سماء؛ كي يرفعوا أشباح الليل عن أحلامها... وبقيت إلى الآن مصلوبة على أعواد الانتظار!
الانتظار فنجان الحياة... مرُّ المذاق، حلو المذاق، بنفس الآن! من يلعق مذاقه الحلو مع مذاقه  المرِّ يتعلم فنون الصبر على الأوجاع، فن الإبحار دون سفينة في عرض البحر، فن السباحة ضد الأمواج العاتية، فن التمرد وكيف يكون النغم " لا "  فنرفعها  شعارًا فوق رؤوسنا، نكتبها بالدم على الجباه، لا نستبدلها مهما نهشتنا مخالب غريبة أو لطمتنا أياد الغدر والطغيان.
لن أُقلق نومك الهانئ أكثر؛ فحالنا اليوم أشبه بحال المحتضر ولكن بلا موت يسعفه... وأخشى أننا سنخرج فيما بعد  جماعات غفيرة  إلى الصلاة...  صلاة الاستسقاء طبعًا... نستسقي الموت ونتوسله أن يهبط إلينا؛ فالمطر كثير جدًا ولكن ما حاجة المحتضر إلى الماء؟!  الموت أصبح مطر هذه الأيام، الموت أصبح مطر هذه الحياة.
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6529
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 61
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بوابات الانتظار  Empty رد: بوابات الانتظار

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الإثنين 30 مايو 2022 - 20:37

ميساء البشيتي كتب:
بوابات الانتظار
إلى الغائب الحاضر،ابن حيفا... الذي عن بال حيفا لا يغيب.
أنا ما عرفتُ الانتظار يومًا إلا على بوابات القدس.
ما أغراني الانتظار في يوم، ولا اشتهيته؛ لكنه جسر العودة جعلني بطيئة الخطا؛ حتى لا تقع أقدامي الصغيرة  في نهر الأحزان؛ فتضيع مني خطواتي التي هي وحدها من تعرف سرُّ الطريق إلى بيتي هناك!
أنتَ،في غيابك الذي أمضغه على مضض؛ لأنه لا صباح له أنشره فيه على حبال الشمس؛ فيستلقي الوجع في دفءٍ، وتتسرب منه خيوط الوهن التي أثقلته ليعود رشيقًا، زهو الخطوات، خفيفًا من الألم فأبقى ألوك الوجع بين أضراسي... أخشى أن أبتلعه فيفقد بعضًا من ملامحه الثائرة، وأخشى أن أبقيه فأفقد ما تبقى لي من أسلحة أواجه فيها نفاد الصبر!
غِبتَ... وتركت حيفا في الغياب تنتظر.
حيفا تنتظر شاعرها الذي كان يرسل القوافي مع إحدى الغيمات  المسافرة إليها  كل صباح فتعود إليه في المساء ممتلئة برائحة حيفا، جدائل حيفا، سحر حيفا؛ فينظم فيها ما يشاء من ورد القصيد، ويسدله على آخر الأشجار المغادرة إلى حيفا، ويودعها قبلاته الحارة، وبعضًا من وصاياه الأخيرة: أن ابقي حيفا على أكفِّ الانتظار ولا ترحلي مع الغريب... لا ترحلي.
وجسر العودة ينتظر خطواتٍ ما عادت تمشي فوقه بخوف ووجل، ما عادت تنتظر بلهفة الطفلة باب العودة أن يُشرع؛ فتطل منه القدس بكامل هيبتها وأناقتها، تطل مآذنها، كنائسها، وشوارعها العتيقة،أبواب كانت هيَّ متاحفَ للبصر  وملاذاً للبشر  فتهمس بأذن الرسل: إليكم، وعليكم مني ألف سلمٍ وسلام.
وكرم الزيتون في الحقل المجاور لخيمة العودة... كان ينتظر أيادٍ حنونة، تداعبه برفق، تضعه في الحضن، تدعو له بالبركة... وبعد أن طال انتظاره... أخذ يتساقط مضرجاً بدمائه كالقتلى، ويتسابق كالفاتحين في مرمى الموت، فلا يجد من يقرأ عليه سورة الفاتحة، أو يلثم جبينه عند الشهادة ويدعو له بالثواب والمغفرة.
وبقاع طاهرة ما دُنس ثوبها إلا من نعال العابرين! وما كفَّت يومًا عن الانتظار، صلبت على مواعيدٍ وهمية، زرعت منذ النكبة الأولى على شرفات الأحداق: بأننا عائدون، وهذا المفتاح علينا وعليهم يشهد... وهي للآن تحلم بالقادمين من الأفق اللازوردي،  والهابطين من سابع سماء؛ كي يرفعوا أشباح الليل عن أحلامها... وبقيت إلى الآن مصلوبة على أعواد الانتظار!
الانتظار فنجان الحياة... مرُّ المذاق، حلو المذاق، بنفس الآن! من يلعق مذاقه الحلو مع مذاقه  المرِّ يتعلم فنون الصبر على الأوجاع، فن الإبحار دون سفينة في عرض البحر، فن السباحة ضد الأمواج العاتية، فن التمرد وكيف يكون النغم " لا "  فنرفعها  شعارًا فوق رؤوسنا، نكتبها بالدم على الجباه، لا نستبدلها مهما نهشتنا مخالب غريبة أو لطمتنا أياد الغدر والطغيان.
لن أُقلق نومك الهانئ أكثر؛ فحالنا اليوم أشبه بحال المحتضر ولكن بلا موت يسعفه... وأخشى أننا سنخرج فيما بعد  جماعات غفيرة  إلى الصلاة...  صلاة الاستسقاء طبعًا... نستسقي الموت ونتوسله أن يهبط إلينا؛ فالمطر كثير جدًا ولكن ما حاجة المحتضر إلى الماء؟!  الموت أصبح مطر هذه الأيام، الموت أصبح مطر هذه الحياة.
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6529
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 61
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بوابات الانتظار  Empty رد: بوابات الانتظار

مُساهمة من طرف رامي النجار الثلاثاء 11 يوليو 2023 - 12:24

ميساء البشيتي كتب:
بوابات الانتظار  Attachment




بوابات الانتظار
إلى الراحل , الساكن فينا  " الشاعر طلعت سقيرق "
أنا ما عرفتُ الانتظار يوماً إلا على بوابات القدس . أنا ما أغراني الانتظار في يوم , ولا اشتهيته , ولكنه جسر العودة جعلني بطيئة الخطا , حتى لا تقع أقدامي الصغيرة  في نهر الأحزان , فتضيع مني خطواتي , التي هي وحدها من تعرف سرُّ الطريق إلى بيتي هناك .
أنتَ , في غيابك الذي أمضغه على مضض , لأنه لا صباح له أنشره فيه على حبال الشمس , فيستلقي الوجع في دفءٍ , وتتسرب منه خيوط الوهن التي أثقلته , فيعود رشيقاً , زهو الخطوات , خفيفاً من الألم , فأبقى ألوك الوجع بين أضراسي , أخشى أن أبتلعه فيفقد بعضاً من ملامحه الثائرة , وأخشى أن أبقيه فأفقد ما تبقى لي من أسلحة أواجه فيها نفاد الصبر .
غِبتَ , وتركت حيفا في الغياب تنتظر .
 حيفا تنتظر الشاعر الذي كان يرسل القوافي مع إحدى الغيمات  المسافرة إليها  كل صباح , فتعود إليه في المساء ممتلئة برائحة حيفا , وجدائل حيفا , وسحر حيفا , فينظم فيها ما يشاء من ورد القصيد , ويسدله على آخر الأشجار المغادرة إلى حيفا , ويودعها قبلاته الحارة , وبعضاً من وصاياه الأخيرة , أن ابقي حيفا على أكفِّ الانتظار , ولا ترحلي مع الغريب ,
 لا ترحلي  .
وجسر العودة ينتظر , ينتظر خطواتٍ ما عادت تمشي فوقه بخوف ووجل , وما عادت تنتظر بلهفة الطفلة باب العودة أن يُشرع , فتطل منه القدس بكامل هيبتها وأناقتها , وتطل مآذنها , وكنائسها , وشوارعها العتيقة , وأبواب كانت هيَّ متاحفَ للبصر , وملاذاً للبشر , فتهمس بأذن الرسل .. إليكم , وعليكم ,
مني ألف سلمٍ وسلام .
وكرم الزيتون في الحقل المجاور لخيمة العودة , كان ينتظر أيادٍ حنونة , تداعبه برفق , وتضعه في الحضن , وتدعو له بالبركة , وبعد أن طال انتظاره , أخذ يتساقط مضرجاً بدمائه كالقتلى , ويتسابق كالفاتحين في مرمى الموت , فلا يجد من يقرأ عليه سورة الفاتحة , أو يلثم جبينه عند الشهادة , ويدعو له بالثواب والمغفرة .
وبقاع طاهرة ما دُنس ثوبها إلا من نعال العابرين , وما كفَّت يوماً عن الانتظار , صلبت على مواعيدٍ وهمية , زرعت منذ النكبة الأولى على شرفات الأحداق , بأننا عائدون , وهذا المفتاح علينا وعليهم يشهد , وهي للآن تحلم بالقادمين من الأفق اللازوردي ,  والهابطين من سابع السماء , كي يرفعوا أشباح الليل عن أحلامها ,
وبقيت إلى الآن مصلوبة على أعواد الانتظار !
الانتظار فنجان الحياة  , مرُّ المذاق , حلو المذاق , بنفس الآن , من يلعق مذاقه الحلو , مع مذاقه  المرِّ , يتعلم فنون الصبر على الأوجاع , ويتعلم فن الإبحار دون سفينة في عرض البحر , ويتعلم فن السباحة ضد الأمواج العاتية ,  ويتعلم فن التمرد , وكيف يكون النغم  " لا "  , فنرفعها  شعاراً فوق رؤوسنا , ونكتبها بالدم على الجباه , ولا نستبدلها مهما نهشتنا مخالب غريبة , أو لطمتنا أياد الغدر والطغيان .
لن أقلق نومك الهانئ أكثر .. فحالنا اليوم أشبه بحال المحتضر , ولكن بلا موت يسعفه , وأخشى أننا سنخرج فيما بعد  جماعات غفيرة  إلى الصلاة ,  صلاة الاستسقاء طبعاً , نستسقي الموت ونتوسله أن يهبط إلينا , فالمطر كثير جداً , ولكن لا حاجة لمحتضر بالموت إلى الماء ,  الموت أصبح مطر هذه الأيام , الموت أصبح مطر هذه الحياة .

0101
رامي النجار
رامي النجار
عضو جديد
عضو جديد

عدد المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 01/08/2017

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى