بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
سكتش صامت بعنوان " الأرض بتتكلم عربي "
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سكتش صامت بعنوان " الأرض بتتكلم عربي "
طلب مني مدير المدرسة كعادته كل عام مسرحية ليتم تقديمها في مهرجان تكريم أوائل الطلاب بالمدرسة ، وبدأ يستعجلني لأقدم له هذا العمل ليبدأ في ترتيباته الأخرى بناء على ما أقدمه له من عمل إبداعي ينال إعجابه .
في كل عام كنت أغلّب موضوع الوحدة الوطنية ونبذ الانقسام على الموضوعات الأخرى ، وفي هذا العام وددت أن أقدم شيئاً جديداً وسهلاً في تنفيذه خصوصاً أنني أصطدم كل عام بإمكانات متواضعة في التمثيل والدراما لدى طلاب المدرسة مما يضطر فريق الإخراج بذل جهود مضنية في التدريب . .
لن أطيل عليكم وإليكم هذا الاسكتش الذي أردت أن يكون صامتاً هذه المرة والذي أتمنى أن ينال إعجابكم أيضاً . .
اسكتش صامت بعنوان
" الأرض بتتكلم عربي "
موسيقى تعلو تدريجياً . . ويستمر عزف الموسيقى طيلة الاسكتش بحيث تعلو وتيرتها وتنخفض حسب متطلبات الموقف الدرامي .
بعد لحظات ، يدخل إلى خشبة المسرح رجل في الخمسينيات من عمره يلبس زي فلاح " جلابية " يشمّرها على وسطه وسروال ، على رأسه كوفية ويحمل في يده فأس . . يضع فأسه على الأرض ويستند عليه بكلتا كفيه وينظر إلى السماء ، إلى الشمس ، وكأنه يناجيها ، ثم يبدأ في نكش الأرض " يتحرك بعرض المسرح " . .
بعد قليل يعتدل ليرتاح قليلاً ويمسح عرقه المتصبب من جبينه ثم يستمر في نكش الأرض . .
تأتيه زوجته الفلاحة تلبس ثوبها المطرز وعلى رأسها سلة فيها طعام الغذاء وفي إحدى يديها الشراب ، يتوقف زوجها عن العمل ويستقبلها ويأخذ عن رأسها الطعام ويضعه على الأرض ، وهي تجهز له فراش الطعام ويجلس ليأكل .
تحمل الزوجة الفأس وتبدأ بنكش الأرض ، يشير لها الزوج بيديه ليشكرها على طعامها اللذيذ ويظهر عليه الانبساط أثناء الأكل فيأكل بشراهة .
بعد انتهائه من تناول طعام الغذاء تجلس معه ليشربا معاً ما أحضرته معها من الحليب ، ثم تغادر الزوجة المكان ليعود هو إلى نكش الأرض .
يظهر على المسرح شخص ويرفع لافتة مكتوب عليها ( بعد مرور أيام ) ثم يختفي .
الفلاح على المسرح بهيئته الأولى ويُخرج من " حِجْره " حفنة من البذور ويبدأ في رشها على الأرض يستمر للحظات وهو يبذر الأرض ، ثم ينظر إلى السماء ويبتسم وتمتلئ عيناه بالفرح ، ويمد كفيه على مدى ذراعيه ويشرب من المطر .
ثم يجلس في زاوية من المسرح ويمسك " شبابته " ( الناي) ويبدأ بالعزف والغناء والطرب . .
يظهر على المسرح شخص ويرفع لافتة مكتوب عليها ( بعد مرور شهر) ثم يختفي .
الفلاح على المسرح يتفقد الزرع ويأكل من ثمار ما زرع . .
وفجأة يدخل إلى المكان رجل " إسرائيلي " يلبس لباس أجنبي وعلى رأسه طاقية صغيرة يضرب بقدمه الزرع ويدوسه باستهتار ، ثم ينظر إلى الفلاح بسخرية ويستمر في الضحك .
يظهر على الفلاح الغضب الشديد ويحمل فأسه ويتحرك باتجاهه ليضربه ، وعلى الفور يدخل إلى خشبة المسرح أربعة مسلحين يلبسون زياً عسكرياً ويعترضوا الفلاح ويمنعوه من الاعتداء على " الإسرائيلي " .
يتراجع الفلاح قليلاً إلى الوراء ، ويظهر عليه الخوف والارتباك ، يرفع يده في وجوههم ويلوّح بها مستنكراً وكأنه يسألهم " مين إنتوا وإيش اللي بدكوا إياه مني ؟؟ "
يُخرج الإسرائيلي ورقة من جيبه ويعطيها للفلاح ليقرأها ، يتقدّم الفلاح فيلتقطها ويبدأ في قراءتها ، يقرأ سطر وينظر إليهم ثم يقرأ مرة أخرى وينظر إليهم ، ثم ينظر إلى الأرض وإلى الزرع وتمتلئ عيناه بالحزن .
في هذا الوقت تأتي زوجته مسرعة ومعها طفل صغير وتضع ما على رأسها على الأرض وتقف خلف زوجها .
الزوج دون أن يدري بدأ يشكو لها حاله وأخذ يهز الورقة التي في يده ثم أعطاها إياها .
الزوجة أمية لا تعرف القراءة ، أمسكت الورقة ولم تفهم أي شيء بداخلها ، فبدأت تهز الورقة في يدها وتلوّح بأصابعها كأنها تسأل عما هو موجود فيها ، ثم تشير إلى هؤلاء الجنود مستنكرة وجودهم هنا .
يقترب منها الزوج ويلتقط الورقة ويهزها أمامها ويحرك يده مرات كأنه يمسك قلماً ثم يشير إلى الأرض والزرع وإلى الجنود ويستمر في هز الورقة بأسى بما يدلل أنها ما عادت ملكاً له بل صارت ملكاً لهم ويضرب بكفه الورقة مرة أخرى مستنكراً كل ما جاء فيها .
الإسرائيلي ينفجر من الضحك ويضرب بقدمه الزرع ويسير خلفه جنوده ويفعلون مثلما فعل .
يظهر الغضب الشديد على الزوجة ، يتأهب المسلحون ويشهرون بنادقهم في وجه الفلاح وزوجته ، والطفل الصغير يختبئ خلف أمه من شدة الخوف ، والزوج لا حول له ولا قوة .
وبسرعة ودون تفكير تلتقط الزوجة الفأس من يد زوجها وترفعه لتضرب به الإسرائيلي وجنوده فيعتدي عليها أحدهم ويركلها بقدمه فتقع على الأرض ، الطفل يبدأ بالصراخ والبكاء ، يهجم الزوج فيلكمه أحدهم بكعب البندقية في وجهه عدة مرات .
يقاوم الفلاح فيتكاثر عليه الجنود ويستمروا في ضربه فيسقط على الأرض .
الزوجة تحاول النهوض مرة أخرى فيطلق المسلحون عليها الرصاص ، ينهض الفلاح فيصاب الآخر في قدمه ويتحرك بصعوبة نحو زوجته ويحتضنها وهي تموت تم تمسك بيدها تراب الأرض وترفع يدها إلى أعلى " وكأنها توصيه بأن لا يتنازل عن أرضه " ثم تسقط يدها على الأرض وتموت ، وزوجها وطفلها يستمرون في البكاء .
الإسرائيلي يلوّح بيديه للفلاح بأن هذه الأرض له وبأنه لن يسمح للفلاح بأن يدخلها مرة أخرى ويشير له بيده آمراً إياه بالخروج من الأرض .
ينسحب الإسرائيلي وجنوده من المكان .
يستمر الفلاح في البكاء على زوجته ثم يحملها على كتفه ، وينظر إلى الأرض ليودّعها بحسرة ، ثم يخرج ومعه طفله الصغير الذي يلتصق بأبيه من شدة الخوف .
يظهر على المسرح شخص ويرفع لافتة مكتوب عليها ( بعد مرور سنوات )
الفلاح العجوز يلتف حوله أربعة من الشباب ويحكي لهم القصة والحكاية وهُم يستمعون له بِِنَهم ، ويُخرج من جيبه صورة زوجته وملابسها ومفتاح بيته " مفتاح قديم " ثم يخرج العجوز من المكان وهو يتكئ على عكازه ، ويستمر الشباب الأربعة يفكرون ويخططون ويرسمون على الأرض ويتناقشون .
بعد لحظات يخرجون من المكان .
يظهر على المسرح شخص ويرفع لافتة مكتوب عليها ( بعد مرور سنوات )
يظهر على المسرح الإسرائيلي والابتسامات العريضة لا تفارق وجهه وبصحبته مسلحين اثنين ، يتحرك هو بغرور ويتبختر ذهاباً وإياباً .
ثلاثة ملثمون مسلحون يقتربون من المسرح يتحركون بتخفّي هدفهم الانقضاض على الإسرائيلي ومن معه .
يدخل الملثمون دفعة واحدة من أكثر من جهة وينقض اثنين منهم على المسلحين من الخلف ويكممان أفواههما ويتمكنا منهما فيقتلانهما وأما الثالث فيوجه سلاحه نحو الإسرائيلي فيقف الأخير مذعوراً جباناً يرتعش من شدة الخوف .
يشير إليه الملثم بأن يجلس ، ثم يركله أحدهم بقدمه فيرتمي على الأرض .
يدخل إلى المسرح الفلاح العجوز ويرمي عكازه ويأخذ البندقية من أحد المسلحين ويقف فوق رأس الإسرائيلي ويضع قدمه فوق رأسه ويخاطبه وهو يشير إلى الأرض ويمسك بيده حفنة من الأرض ويشمها ويعود للإسرائيلي ويخاطبه وهو يركله بقدمه ثم يطلق عليه الرصاص ، ويطلق الجميع عليه الرصاص دفعة واحدة ،
يخرج الفلاح من جيبه علم فلسطين ويقبّله ويقف مع المسلحين ويعانقهم ويقف الجميع وهم يمسكون علم فلسطين ويرفعون بنادقهم إلى السماء .
انتهى الاسكتش
أبو فريد- عضو نشيط
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 186
تاريخ الميلاد : 01/09/1970
تاريخ التسجيل : 23/03/2011
العمر : 54
العزيز خالد
لغته في صمته خالد ... عبرت عن معاناتنا بطريقة جديدة ومعبرة ..هي معناتنا كل يوم في نعيل والقدس ..يصادرون الأرض ولا يصادرون الانتماء
تحياتي لهذا القلم المعبر
تحياتي لهذا القلم المعبر
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 51
رد: سكتش صامت بعنوان " الأرض بتتكلم عربي "
أستاذ خالد فريد
الله يسلم يديك وأنفاسك على هذا الاسكتش الرائع .. في البداية اعترتني قشعريرة من الغيظ والقهر ولكن في النهاية التقطت أنفاسي وعقبال ما نلتقطها على أرض الواقع ويتحول هذا الاسكتش إلى حقيقة وواقعة ولو بعد حين .
شكرا لك أبو فريد ودمت مبدعاً دوماً .
الله يسلم يديك وأنفاسك على هذا الاسكتش الرائع .. في البداية اعترتني قشعريرة من الغيظ والقهر ولكن في النهاية التقطت أنفاسي وعقبال ما نلتقطها على أرض الواقع ويتحول هذا الاسكتش إلى حقيقة وواقعة ولو بعد حين .
شكرا لك أبو فريد ودمت مبدعاً دوماً .
مواضيع مماثلة
» لقاء صامت ...
» اهدي بيت شعر للعضو الذى يليك
» رسائل أدبية بعنوان : كفانا ابتعاداً .... لن أبتعد
» يوم الأرض
» أقوال ابن عربي
» اهدي بيت شعر للعضو الذى يليك
» رسائل أدبية بعنوان : كفانا ابتعاداً .... لن أبتعد
» يوم الأرض
» أقوال ابن عربي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال