إلى صديق

أي صديقي
هاأنذا على سطح الربوة وحيدا…
أراقب يد المساء الزاحف، وهي تمسح بفرشاة الظلمة ظلال الأشجار والأحجار الناتئة…وبقايا سيقان نباتات انكسر كبرياؤها تحت أقدام الخريف..
هاأنا هنا…
ولكنك لست هنا…
ابتلعتك (بالوعة) بريق أضواء المدينة، ورنين كؤوس حاناتها، وعطور نسائها… والليلُ…
****
يستبد بي الشوق إلى أماسينا، فأتساءل في وجوم حزين:
هل صحيح كنا هنا ذات سمر بعيد، وتعانقت روحانا على موسيقى ناي شجي، أوصوت الريح يلطم وجه البراري؟؟
هل صحيح كنتَ هنا تكسر رهبة السكون بجلجلة ضحكتك المدوية، وأنت تمارس هوايتك المفضلة:
تفتح ذراعيك على مصراعيهما للسماء…
ترتل أجمل أشعار الحب والثورة…
تشتم الأنظمة العربية المهزومة،
وشعوبها المستكينة من الخليج إلى المحيط، ومن المحيط إلى الخليج ؟؟
هل صحيح كنا هنا نتقاسم رغيف الحلم بوطن عربي أجمل؟؟
وطن بسماء زرقاء صافية، يحلق في آفاقها الرحبة الأطفال فراشات ملونة، وأقواس قزح، وطيور جنان بأجنحة من نور…
وطن بدون شبابيك ولا قضبان، ولا مخبرين وعساكر؟؟
هل تذكر…؟
قصائد عشق دوناها بمداد الشوق على صفحات هذه السهول والروابي…
وكانت الأزهار قوافيَ، وهمس الريح في آذان الأوراق أوزانا؟؟
وكم ضحكنا و بكينا، وعجنا بماء العين حنطة الأماني؟؟
****
آآآآآآآه يا صديقي…..
غريبان نحن في مدن غريبة تمتص بِشَرَهٍ رحيق الروح من زهرة العمر، لكنها لا تنتج عسلا وإنما حنظلا وصديدا…
هناك ـ أنت ـ تلهث خلف عقارب الوقت ودخان الأرصفة وحقن المورفين..
تعبُّ سراب الواجهات الزجاجية أكوابا ولا ترتوي.
وأنا هنا، وحيدا، أقلم أظفار الصمت…
أتأمل أمواج الليل تغمر السهل الفسيح والربوة رويدا رويدا…
تلامس حذائي تبلل قدمي…
ثم تطفو وتطفو إلى أن تغرقني، وتغرق الكون في لجة العتمة والصمت والذهول…
أحضن حقيبة أحزاني، أفتش في جيوب معطف الليل عن عود ثقاب تتحدى ارتعاشة وميضه حلكة هذا الظلام الحالك ولو لثوانٍ ثم يخبو،
أمد سراجي المنطفئ لسلطان الليل لعل قبسا ينبثق من بحر الظلمة يضيء كهوف الروح الحائرة وينير لها دربا للخلاص…
ولا خلاص؛
يلف ماء الظلمة الكون محيطا أزرق داكنا من الرهبة والسكون تطاول أمواجه عنان السماء… والنجوم تغدو أسراب أسماك بغلاصم دم حمراء،، وقطعان السحب أطفال جياع، عراة، غُبْر، يركضون حفاة في صحراء هذا الليل العربي الطويل….
أفتح فمي لأصرخ، فتجرح حلقي ملوحة ماء الظلمة، والكلمات تتصاعد من حنجرتي فقاعات جوفاء تطفو على السطح ثم تتلاشى…
تلك أقصى درجات الوحدة …

وأنا هنا، وحيدا، أقلم أظفار الصمت…
أصبحنا اثنين أخي ناجي
ما بال الصمت يأكلنا قضمة قضمة
حتى الأصدقاء غابوااااااا
شكرا لك على هذا النص الباذخ
ولك باقة من الورد الذي يليق بك

حديثك للصديق هو حديث للنفس بكل ما فيها من دفائن .. كأنك تصرخ بصوت عالٍ لتوقظ شئ ما بداخلنا
نصط رائع بكل ما يهدف ..موفق اخي
تحياتي

أخي العزيز najiamin
طيب الله أوقاتك أخي وهدأ سرك
من منا لا يتألم لحال صديقه خاصة إن كان يفتقده كل الوقت
خاطرة مؤلمة لكنها من صميم الواقع أخي
ربنا يلطف بنا أجمعين
سلمت يداك أخي العزيز .

عشتار
ألف باقة شكر على باقة الورد..
وعلى كلماتك الطيبة وحضورك الباذخ الجمال

تحياتي أختي العزيزة

أختي الكريمة سميرة

هو بالضبط كما قلت،،،
حديث للنفس في زمن لم يعد يمنحنا ترف الجلوس إلى أنسنا ومحاورتها، بدل اللهاث وراء سراب الحياة الخلب..

دمت بخير وسعادة.

أختي العزيزة ميساء
بعض النصوص تكتبنا ولا يكون لنا من فضل فيها غير اليد التي أمسكت القلم...
أحيانا أحاول عبثا أن أحول القلم إلى فرشاة ترسم لوحة ربيعية جميلة... أن أستحلب غيمة فرح عابرة في السماء... فيتحول الربيع بين أصابعي أزهارا ذابلة... والغيمة تسَّاقط عبرات حرى...
هو الواقع يعلو ولا يُعلى عليه...
*****
أختي الكريمة ميساء
سلم الله قلبك من الآه.
ورزق قلبك الفرح والسعادة الذي هو أهل لهما
ودمت بخير. :0041:

أختي العزيزة فينوس

الصديق هو شقيق الروح وتوأمها...
وما أحوجنا لبعث قيم الصداقة والجمال في نفوسنا، لتدب فيها دماء الحياة والجمال..
شكرا لمرورك البهي.
ودمت بخير وسعادة

طيرى يا طيارة طيرى بورق وخيطان
بدى ارجع بنت صغيرى عسطح الجيران
وينسانى الزمان عسطح الجيران
لم كلما نكبر نحشوا القلب حزنا واهة وانين
سلمت روحك اخى من كل اسى
راقنى ما ابدعته
لك تحيات المساء عطرة طيبة