حدائق القلوب

يدق جرس المنبه في كل صباح فينتزعني من أحلامي ودفء الفراش
أسير بخطى ثقيلة لأغسل وجهي وأعد فنجان من القهوة ربما يعطيني بعض النشاط
أقف أمام خزانتي أجول ببصري بين الثياب ارتدي هذا أم ذاك, ثم أطيل الحديث مع المرآة
اخيرا ها أنا أمام الباب أسقي نبتة صغيرة في مدخل حديقة المنزل وأغاد البيت نحو زحام الطرقات
وأعباء العمل و ثرثرة الزملاء
أعود في المساء لأجلس أمام التلفاز أتأفف من أخبار العالم وأحوال الاقتصاد ثم أتناول وجبة دسمة وأوي إلى الفراش
لكن هذا الصباح كان هناك شيء مختلف ,دق جرس المنبه ,غسلت وجهي ,شربت قهوتي,ارتديت ملابس وتوجهت نحو الباب لاسقي نبتتي الصغيرة كانت خضراء نضرة تفتحت براعمها لكن هناك شيء ينقصني
أين شذا الأزهار ؟!لا أسمع تغريد البلابل ؟! أين الفراشات ؟!
نظرت إلى الأمام ثم يمين ويسار لا توجد ازهار حتى العصافير هجرت أعشاشها فوق أغصان الأشجار ذبلت نباتات حديقتي واصفرت الأوراق
شعرت بالدوار وأوشكت على السقوط كتلك الثمار الذابلة على الأرض , كيف حدث هذا ؟؟ متى ذبلت ؟؟ فأنا أمر منها في كل صباح كيف لم ألحظ هذا ؟؟
جلست على مقعد في الحديقة هو الآخر علاه التراب أتذكر أصناف الأزهار و ألوان الفرشات وضحكات الأصدقاء هنا كان يطيب لنا الجلوس في ظلال الأشجار نطرب لصوت العصافير نشتم رائحة الياسمين والريحان
عندها تعثرت بالجواب , حديقتي كانت ترتوي من الحب النابع من قلبي
لكن مشاغل الحياة والسعي وراء السراب جعلتني اهجرها,حين هجرت الأصدقاء معتذرة بضيق الوقت وكثرة الأنشغال
هناك في الحياة كثيرة هي الحدائق التي نهجرها تسكن قلوب من نحب ,قلوب الأهل والخلان
قلوب تهبنا الحب دون مقابل نهديها لاسراب الجراد من زحام الطرقات وساعات الدوام والجلوس أمام التلفار
كم نحتاج لكي نعيد لتلك الحدائق رونقها ؟؟
كم نحتاج لنعيد جداول الحب للجريان ؟؟
كم نحتاج للاعتذار لمن شغلنا عنهم أو تشاغلنا عنهم ونحن نسير في دروب الحياة
دعوني أكون أول المعتذرين واعتذر عن التقصير
اعتذر عن لحظات كنتم تحتاجون فيها ليد صديق, لقلب يواسيكم في لحظات الضيق, يصوغ معكم الأحلام , يكتب لحظات السعادة على جبين الأيام, يعيد البسمة للشفاه .

تسنيم قرأت رائعة جديدة من روائعك .. دائما متألقة الحرف عزيزتي
تحياتي

أخشى أنه فات الوقت بالنسبة لي فذهب أغلى الناس على قلبي وأنا متعثرة بالوقت والمشاغل التي لا تنتهي .. والآن ماذا يفيد الندم ؟
أيتها الرائعة شكراً لأنك لفت نظرنا إلى أهم نقطة وهي أن الوقت لا ينتظرنا حتى نفرغ من كل أعباءنا علينا أن نوازن بين جميع الأشياء قبل فوات الآوان ..
تسنيم شكرا يا حبيبة وبوركت .

كم هو رائع وشفيف وقريب إلى القلب والروح والوجدان ما قرأته من عصارة فكرك النقي العزيزة تسنيم .

شكرا لكل من مر من هنا
سميرة و ميساء و ورد العرب جميعكم ورود تزهر جمال هنا