رد: هنا عصفورة الشجن .

تأتي فجأة .. تبلل وجه الصبح بندى حضورك .. تلقي إليَّ برسائل الاشتياق وتضيء شمعة في كوة مهجورة في ذاك الجدار وتكتب على أوراق الخريف نلتقي ذات مساء ثم تأخذ رشفة من فنجان قهوتي وتمضي .. كالسراب .. كالحلم .. كالعطر يغيب وتبقى رائحته تضوع المكان ..
هنا في عصفورة الشجن لك مكان رائحته تبقى تناديك كل خريف لتضيء شمعة وتكتب حروفاً تذيب قلوباً ولا تذوب ..

هنا .. عصفورة الشجن حيث تطبق السماء بفكيها على عنق الأرض وتتغامز الكواكب بطرف عينها وتتهامس فيما بينها ترى ماذا اقترفت هذه الأرض حتى اجترت غضب السماء إلى هذا الحد ؟

هنا حيث تطاولت أيادِ الشر فابتعلت كل شيء .. وتراجعت أيادِ الخير وذابت في بحيرة من العدم .. والأرض تصيح اخرجوا من رحمي .. تباً لكم معشر البشر .

هنا .. عصفورة الشجن .. حيث خلعت كل المخلوقات ألوانها التي وهبتها إياها الطبيعة ولبست لون واحد هو لون الدم !

وكتلة من الغباء تصفق بحرارة في تلك البلاد .. لماذا .. وعلى ماذا ونحن نرى كل شيء بوضوح فعلامَ تصفق يا هذا ؟

هنا .. عصفورة الشجن .. نحن لا نزال نبصر ولكننا أيضاً لا نزال لا نستطيع الكلام فلملموا هذه الفوضى لا نحتاجها في صمتنا المستهان .

هنا .. عصفورة الشجن .. لا نزال نرفع أعلاماً لا ندري لمن وذلك العلم يرفع للرقص والطرب وانتصارات تجير إلى لا أحد لذر الرماد في العيون .. مع أنها كانت علامة أكيدة من علامات الفشل ..

وتصيح الأرض بملء الصوت أخرجوا من رحمي جميع بني البشر .

هنا .. عصفورة الشجن .. أنا لا أهاجم أحداً إنما أجرب صوتي وكيف يكون رجع الصدى !

نحن شعوب تتقن في هذه الحياة شيئين هما التصفيق باليدين واللطم على الخدين .. وما أسرع أن نصفق .. وما أسهل أن نلطم .. وعلى هذا المنوال .. وهنا عصفورة الشجن .