رد: هنا عصفورة الشجن .

كمشة مطر .. أهديك في هذا الصباح الذي يحمل عنوانك .. تهنئتي .. وكمشة مطر .. علّها تروي اليباس في روحينا وتبلل ما تحطب منها مع مرور الزمن ..
هنا .. عصفورة الشجن .

فاجأني المطر .. وأنا التي لا أحب المفاجآت سرتني مفاجأة المطر .. رأيتك في بهاء المطر وجماله ..وسمعت صوتك في صوت المطر .. طرقاته الناعمة على باب قلبي أيقظت سنوات الجفاف وأوقدت لها في القلب ناراً لا تطفؤها زخات المطر ..
هنا .. عصفورة الشجن .

أصافح النهار بمرارة .. أعاتبه في سرّي .. كيف أتى من دونك .. وهل يكون النهار نهاراً دون أن يشع صباحه .. فأين صباحك يا نهار ؟
هنا .. عصفورة الشجن .

هذا النهار ثقيل جداً .. كنت تحمل معي النهارات الثقيلة .. وكنت تقتل معي ثقل الوقت .. كنا نرسم طائرات من ورق نحلق بها في الأفق البعيد .. ونعود من رحلتنا كما كنا صغاراً .. لا نعرف إلا لغة الفرح ..
هنا .. عصفورة الشجن .

وأنا من دونك قطعة من صخر .. أو بقعة جليدية لا تطؤها أقدام الزهر .. أغلقتُ الباب خلفك .. وأوصدته في وجه الريح .. لا تزال الريح تزمجر في الخارج .. وأنا لا أزال أنتظر .. وأبحلق في الصور ..
هنا .. عصفورة الشجن .

لا تأتي .. لن تأتي .. أعلم ذلك جيداً .. لذلك أرهقت الحروف في مسيرة لا تنتهي .. وعذبت قوافي الشعر في غيابك .. قلت لهم كونوا حيث يكون ولا تعودوا من دياره إلا بخبر .. وهم إلى الآن يذهبون بلا عودة ..
ألم ترَ كم أرهقت الحروف في غيابك .. وكم هدّني طول البعاد .. وشتات حبات المطر ..
هنا .. عصفورة الشجن ..

الله الله
شمسية مزهرة كلماتك
جلست تحتها استظل على شاطئ الشجن
متابعة يا رذاذ المطر المنعش

غاليتي صفية حضورك الخير هو الذي يشبه المطر في حضوره وألقه وبركته .. دومي لي يا غالية وبورك هذا الحضور الخير .

وما ظهوري في سنوات القحط والجفاف إلا لأقهر غيمات القلق وأمنعها أن تنتشر بغطرسة في سمائك ..
هنا .. عصفورة الشجن .

غريبة .. اليوم أنا غريبة أكثر من أي يوم مضى .. أين كفك التي كانت تمسح كل الجراح وتبعثر الغربة من حولي وتنثرها في موقد النار كحبات الرماد .. أين يمينك التي تحمل الخير لي دائماً .. تسّبح به ليل نهار .. وتتوضأ به بعد كل آذان ..
هنا .. عصفورة الشجن ..